بل...
ولم سيدتي نذهب بعيدا ونحير أنفسنا
جربي ذلك بنفسك مباشرة
نعم ... ولم لا
فلا بأس من التجربة سيدتي
جربي ذلك ولكن بشكل آخر بالطبع
لكن فقط استوفي لذلك الشروط
فاسأليه بصدق وشغف ..
وإن لم يجبك فلا تعبديه
أظن أن هذا فرضا عادلا ..
بل وستكونين أنت فيه صاحبة القصة والحكم
بشرط..
أن تتخلصي بصدق من أي صورة ذهنية للسخرية أو التعالي على هذه الفكرة
أو أن تتعاملي معها بتواضع ولا تستدعي أي إحساس سلبي مسبق مهما كان
بل اجعلي ذهنك صفحة بيضاء عادلة صادقة
وأيضا تجردي من كل صورة مسبقة عن عقيدة النصارى أو حتى عقيدة غيرهم في الإله فلا تتصوري يسوع ولا تتصوري غيره
ثم الأهم الصدق في الدعاء والاتجاه بقلبك وعقلك إليه
ليخرج دعائك من حاجة ملحة في قلبك لمعرفته وشوقا له ولمحبته وأن تكرري ذلك عدة مرات في عدة ليال
ولا تظني أني أصعب الأمر عليكي .. بالعكس
أنا أقرب لك الأمر جدا
فمثلا لكي يجتمع الصدق في قلبك والإلحاح والشوق إلى هذه القوة العظمى المنقذة...
ذكري نفسك بموقف ما قد مر بكي وشعرتي فيه بالضعف جدا والرغبة الملحة البالغة في أن تجدي من يعينك وينقذك ثم تحدثي إلى هذه القوة التي كنت ترغبين في الحصول عليها مباشرة
على طبيعتك كأنك تحدثين صديقا بقلب مفتوح وقولي مثلا:
يا خالق الكون القدير .. الرحيم .. المحب بحق لخلقك جميعا
الذي يمكنك أن تكن لي عونا وغوثا في الشدة بيقين
يؤمن بك بعض الناس وقد زعموا أنك موجود
وأنك تريد الهداية والسعادة لنا جميعا
أجبني وارحم حيرتي .. اهدني إليك ودلني عليك
وألق محبتك في قلبي وضعني حيث أتيقن بوجودك يقينا واهدني إليك
أظن أن هذا كلام عادل جدا
إن دعوت كهذا الدعاء بصدق وإلحاح وتكرار وتجرد من أي فكر مسبق ..
فأنا على يقين بأنك ستختبرين شعورا لم تعرفيه في حياتك..
بل وقد تأتي إلي هنا وتقصي علي ما قد أتعجب أنا منه.
واعلمي أن الليل ستر الصادقين
فإذا خلوت بنفسك حينا .. أو في ليل رقيق .. أو حتى قبل أن تنام
وتاقت نفسك واشتاقت لهذه القوة المنقذة الملبية للدعاء
الذي تحبين أن يكن لك أكثر من صديق ورفيق .. ومنقذا وقت الضيق
رحيما بك وبخلقه جميعا ويريد لهم جميعا الهداية لا الضلال..
ويريد لهم جميعا النجاة والنعيم .. لا الهلاك والجحيم
فافعلي ذلك
سيدتي .. إنها أقدم قصة حب في عالم الغيب والشهادة ..
فاصدقي وتوجهي إليه بشوق وشغف ..
ولا تحرمي قلبك أو تخرجي من الدنيا قبل أن تختبري هذا الشعور
الذي من أجله خلق الله هذا الخلق كله والذي هو النعيم المقيم وجنة الدنيا قبل أي نعيم في عالم الغيب البعيد
قد تظنين أني أبالغ في ذلك ..
لكن من شعر به مرة واحدة للحظة من زمان سيدرك أني لم أوف هذا الشعور حقه
فقط وفري بصدق لهذه التجربة كل أسباب وشروط النجاح
أسأل الله الهداية إليه ومحبته .. لي ولك وللبشر جميعا ..
والثبات على ذلك إلى يوم أن نلقاه لقاء المحبين المخبتين
"قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون"
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات