آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


-
عدت الى المنزل و أنـا بشوق كبير لسماع قصة ذات التغيــر المثير
و لم اشك في لحظه ان هناك حدث عظيم و موقف رهيب جعلها تعود الى عقلها و دينها
رفعت سماعة الهاتف للاتصال بها
وأنا في حيره من أمري
أخذت تحدثني في البدايه عما سبق
وعن بعض الاعمال التي كانت تقوم بها
فقاطعتها قائله : دعينا من الماضي
فهو باذن الله ولا الى غير رجعه
انت الان فتاه جديده
أريد ان اعرف سبب تغيرك المفاجـأ
لعل وعسى ينفعنا الله بمعرفته
قالت : لو عرفتي سبب وعيي على حالي المخزي لربما ضحكتي لمدى سخافته
قلت : وماهو ؟
قالت : كنت اعشق الحديث مع الغربيين المقيميين في بلدي
وكما تعلمين ان (( ذكرت اسم سوق في منطقه من مناطق بلدي يملأها المقيميين )) مليئه بالامريكان
كنت اتعرف عليهم و و اصف لهم مدى التخلف الذي يعاني منه الوطن العربي
و مدى انبهاري بحضارتهم
و كان الرد السائد بينهم بان الغربييين يتركون للفرد مجال للتعبير عن رأيه و الحريه
و ان العرب يقتلون المواهب و الحريات في بلدانهم
وكنت أأيدهم بشده
بل و اشتم كل ما هو عربي
حتى التقيت باحدهم يبلغ من العمر 54 عام
كان يحدثني كإبنة له
لطيف للغايه
تحدثنا عن كل شيء
ايام طويله و أنـا معجبه بطريقة تفكيره الحكيمه و نظرته الثاقبه للامور
كان يعمل في احدى شركات النفط في منطقه قريبه من منطقتي
و لديه زوجه و بنتان
التقيت بابنتاه ، صغيرتان لا تتعدى سنينهما اصابع اليد الواحده و لطيفتان ، يحملون الملامح الاسيويه
حيث ان امهم من الفلبين
كنا بين الحين و الاخر نتحدث عن الحضاره الغربيه
فهو كان جل اهتمامي
فقال لي : لماذا لا يكون التخلف في الدين ؟
قلت له : كيف
قال: الغرب مسيحي و هو متطور
و الشرق مسلم و هو متخلف
هل يمكن ان يكون دين الرب متخلف ؟
قلت له : ولكن في القرون الوسطى كان الغرب هو المتخلف و الشرق هو المتحضر
قال: لاحظي ان الشرق في ذاك الزمان لم يكن الاسلام هو سبب تقدمه
بل حضارات الشعوب التي غزاها البدو في الجزيره العربيه
و التخلف في الغرب بسبب تسلط الكاثوليك
أليس كذلك ؟
ألم تبدأ النهضه الاوروبيه منذ ان خرج المصلح العالمي مارتن لوثر ؟
حيث صحح مسار الكنيسه
قلت : نعم
كان يـأسـرني بطريقة اسلوبه العجيبه
فلديه قدره عجيبه على الاقناع
بدأ الشك يسري في دمي
بأن سبب التخلف العربي هو الاسلام فعلا
ولكن كنت اقول احيانا ان هذا غير ممكن
كان يتحدث بين الحين والاخر عن الدين المسيحي
وانه دين يسمح للانسان فيه بفعل ما يريد
الا الحرام
لان من يدخل حب الرب في قلبه
لن يقوم بما هو محرم ابدا
و جلب لي بعض نصوص الكتاب المقدس
كنت مبهوره بها
و لربما كنت مبهوره بشرحه و ليس بها
عشت اياما كثيرا وانا افكر بذاك الدين الجديد
و اصبحت الحيره تمزقني بين دين ألف قلبي منذ الصغر
و بين دين جديد يدعو للحريه
الحريه التي عشت مبهوره بها
جاء يوما طلب مني الامريكي اختبار صغير
قال : انا اعرف ان ترك الدين صعب
وانا لا اطلب منك ترك دينك
فهي حريتك الشخصيه
ونحن نقدس الحريه
ولكن ما رأيك ان تصلي لله ان يريك الطريق الصحيح
صلاة المسلمين العاديه
ولكن اطلبي من الله ان يريك الطريق الصحيح
و ارتدي الصليب ، فاذا شعرتي براحه في حياتك
فالمسيحيه في الدين الصحيح
و ان حاربك الناس
فهو ايضا الدين الصحيح
لان الناس دوما يحاربون الخير
فعلا فعلتها
و جميعكم حاربتوني
مما اثار الشك في قلبي اكثر
كم كنت غبيه
فانا لو قلت لكم اني سأعبد الاوثان ستحاربوني ايضا
فهل الاوثان دين حق
صليت لربي ان يريني الحق
و لبست الصليب
سألني بيوم هل حاربك احد
قلت له : نعم الكل حاربني قال : اذن ؟
سكت
قال: هذا شأنك عزيزتي ، وانا لن استفيد من بقائك مسلمه او ان اصبحتي مسيحيه
هل تعلمين هذا ؟
قلت : نعم
قال : اذن انا افعل هذا لاني اعرف انك فتاه صغيره و تحتاجين لمن يقودك في الحياه
بقيت اياما طويله وانا مع هذا الامريكي ، و لازلت ارتدي الصليب
عذابي النفسي كان عظيم وانا حائره بين هذا و ذاك
حتى اتى يوم قبل الامتحانات كان الصديق يحدثني عن الامتحان
وانه يجب ان يكون الله في عون به
وان المسيح هو من يقود الامم و الشعوب
فأخذ يقارن بين تعاليم الاسلام و المسيحيه
ثم بين المسيح و الرسول محمد عليه السلام
أخذ يتحدث باسلوب غريب
فأخذ يشتمه بطريقه مؤدبه
فلم يقل هو كذا و كذا
بل كان يقول ألم يفعل محمد كذا ؟
اقول نعم
فيقول فماذا نسمي من يفعل ذلك ؟
فكان يسعى ان تخرج الشتيمه مني انا
وكنت اصمت كثيرا
لم تتجاوز مكالمته التي كان يتحدث فيها عن الرسول عليه السلام عن الثلاث مكالمات
حتى ابتدأ الغضب يثور في اعماقي
و لربما كان يحاول ان يتحسس نبضي
فكان في اخر مكالمه يشتم بأبشع الالفاظ
اقتباس
كان يقول أليس محمد شاذ فهو يعشق الزواج من الاطفال
هل تريدين دليل ؟؟
كان هذا ابسط ما قاله عن الرسول عليه السلام
وكم كانت صدمتي كبيره منه
فاصبحت اصمت
لا خوفا
ولا اقتناعا ً بكلامه
بل لاني صدمت
و اصبح الغضب يملأ قلبي
لم اكن قادره على التحمل اكثر
فصرخت عليه قائلا كفى
قال لي ما بك
لم ارد بل اغلقت السماعه في وجهه
عاود الاتصال و لم اجب
بكيت كثيرا و لم يبقى على الامتحان الا ايام معدوده
ولكني لم اكن قادره على الدراسه
كنت افتح الكتاب فيأخذني فكري بعيدا َ
فأتسائل هل أصبت أم اخطأت بما فعلت ؟
مرت علي تلك الايام كالجبال على قلبي
لم أكن انام وقتا ً كافي
فبان التعب على وجهي
و كنت في ايام الامتحان اتحاشا الكلام مع اي احد
فقد ضاقت بي نفسي
و لم اكن قادره على التفكير
عجزت عن ذلك
جلست جلسة صدق مع نفسي قبل ايام
و اخذت افكر في الحال الذي وقت اليه
والهم الذي يملأ قلبي
بكيت كثيرا ، حتى اتخذت قراري في العوده لديني
وانا لا اعرف الكثير عنه
ربما اكون قد دخلت المسيحيه وانا لا اعرف الكثير عنها
ولكن حان الوقت ان اعرف الاسلام الذي كنت فيه منذ صغري ولم اعرف الكثير عنه
اول ما فكرت فيه هو طلب الغفران من الله
لعله يسامحني صليت له و جعلت الدعاء على لساني في كل وقت
و شعرت اني قادره على التقدم خطوه اخرى
بالاعتذار عما بدر مني
و لمن أسات معاملتهم
من الناس الذين ارادوا نصحي
و لهذا اتصلت بك
لاعتذر لك و للمعلمه الفاضله ( ***** )
التي كان عون لي و لم اكن عونا لها
و انتي تعرفين البقيه
انتهت قصة صديقتي المسيحيه المحجبه ذات الفكر الليبرالي
و لي عوده من اجل الوقفه معكم
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة مجاهد في الله في المنتدى منتدى الكتب
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 02-12-2006, 12:51 PM
-
بواسطة EvA _ 2 في المنتدى المنتدى العام
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 07-11-2006, 06:53 PM
-
بواسطة راشدالصليحان في المنتدى المنتدى العام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 08-01-2006, 02:41 AM
-
بواسطة على جلال في المنتدى الأدب والشعر
مشاركات: 4
آخر مشاركة: 19-07-2005, 06:23 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات