فلسطين
سار إبراهيم إلى أرض فلسطين وعندما وصل إلى سواحل البحر الميت ، ترك ابن خالته لوطاً في أرض " سدوم " لدعوة أهلها إلى دين الله والعمل ، الصالح أما هو فقد استمرّ في رحلته إلى أن وصل الأرض التي تدعى اليوم ب"مدينة الخليل " في فلسطين .
وتمرّ الأعوام وسيدنا إبراهيم يعيش في تلك البقعة من أرض فلسطين .



إسماعيل
لم يرزق الله سبحانه إبراهيم ولداً لقد كانت سارة امرأة عقيماً . لهذا فكرت أن تهدي جاريتها هاجر إلى زوجها من أجل أن يتزوّجها وتنجب له ولداً .
وكان عمر سيدنا إبراهيم أكثر من سبعين سنة فتزوج من هاجر التي انجبت ولداً هو إسماعيل .
الله سبحانه أمر سيدنا إبراهيم أن يأخذ هاجر وإسماعيل ويرحل إلى أرض الحجاز .
امتثل سيدنا إبراهيم لأمر الله وأخذ زوجته هاجر وإسماعيل وذهب باتجاه الجنوب . . .
قطع صحاري واسعة وجرداء وفي كل مرّة كان سيدنا إبراهيم ينظر إلى السماء فيخبره الملاك انه لم يصل بعد .
وبعد أيام وليالي طويلة وصل سيدنا إبراهيم أرضاً جرداء خالية من الزرع .
كانت الأرض عبارة عن واد قاحل ليس فيه أشجار ولا ماء . . كان مليئاً بالرمال والصخور وتحيطه الجبال الجرداء .
هبط الملاك وأخبر سيدنا إبراهيم بأنه قد وصل الأرض المقدّسة ، وأن عليه أن يترك هاجر وإسماعيل ويعود إلى فلسطين .
سيدنا إبراهيم لا يعرف سوى طاعة الله . . كان منظر هاجر وإسماعيل مؤثراً . . امرأة وطفلها لوحدهما في هذا المكان القاحل !!
ودّع إبراهيم زوجته هاجر وقبّل ابنه الرضيع إسماعيل وذهب .
هاجر قالت لزوجها :
أتتركنا لوحدنا في هذا المكان الموحش ؟
قال سيدنا إبراهيم بحزن :
إن الله أمرني بذلك .
كانت هاجر امرأة مؤمنة بالله وبرسالة زوجها إبراهيم لهذا قالت بثقة :
إذا كان الله هو الذي أمرك فانه لا ينسانا .
ذهب سيدنا إبراهيم . . عاد إلى فلسطين أما هاجر وابنها إسماعيل فقد ظلاّ وحدهما في ذلك الوادي القاحل
[2].

إسحاق
أصبح سيدنا إبراهيم شيخاً كبيراً وأصبحت زوجته سارة عجوزاً . .
كان سيدنا إبراهيم لا يحب أن يتناول طعامه لوحده ، كان يحب الضيوف وكان يخدمهم بنفسه ويقدّم لهم الطعام الطيب .
ذات يوم جاءه ضيوف كانوا ثلاثة أشخاص ، سلّموا على إبراهيم بأدب .
سيدنا إبراهيم اسرع إلى قطيعه وجاء بخروف سمين فذبحه وصنع لهم طعاماً طيّباً ، وهنا حدث أمر عجيب رأى سيدنا إبراهيم ضيوفه لا يتناولون الطعام !
شعر بالقلق ، قال له الضيوف :
لا تخف يا إبراهيم . . اننا رسل الله إلى أرض سدوم .
نحن ملائكة ارسلنا الله لمعاقبة أهل سدوم .
شعر سيدنا إبراهيم بالطمأنينة ، ولكنّه فكر بمصير أهل سدوم فراح يجادل الملائكة قائلاً لهم :
أن فيها لوطاً .
الملائكة قالوا :
نحن أعلم بمن فيها . . ان الله أمرنا أن نخرب تلك القرية ونقضي على أهلها
[3]باستثناء لوط وبناته فقط .
كان سيدنا إبراهيم يحب الهداية للناس فأراد أن يستمهل الملائكة . . ولكن الملائكة رسل الله وقد جاءوا لتنفيذ مشيئة الله وإرادته . . ان أهل سدوم كفّار وهم ما يزالون يعملون المنكرات ويقطعون الطريق على المسافرين ويؤذون نبيهم لوطاً عليه السلام .
لهذا قالوا لإبراهيم :
اعرض عن هذا يا إبراهيم لقد جاء أمر ربّك .
سيدنا إبراهيم فكر في نفسه لماذا جاء الملائكة إلى هنا ؟
الملائكة بشّروا سيدنا إبراهيم بولد جديد من زوجته العجوز سارة .
سمعت سارة بشرى الملائكة فتعجبت وقالت :
إن هذا لشيء عجيب . . كيف ألدُ وأنا امرأة عجوز عقيم وهذا زوجي شيخاً ؟!
الملائكة قالوا :
أتعجبين من أمر الله ؟ رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت انه حميد مجيد .
فرحت سارة وفرح سيدنا إبراهيم ولكنه كان حزيناً من أجل قوم لوط أراد أن يدقع عنهم غضب الله . . ولكن الملائكة أخبره أن الله سبحانه قد أنزل غضبه عليهم بسبب فسادهم وعنادهم وايذائهم لنبيهم لوط .
غادر الملائكة منزل سيدنا إبراهيم ذهبوا لتنفيذ مهمتهم في أرض سدوم .

بناء البيت
ذهب إبراهيم إلى أرض الحجاز لزيارة ابنه إسماعيل . . .
كان إسماعيل قد أصبح فتى ، وكان يعيش في أرض الحجاز مع قبيلة جرهم العربية .
وهناك بنى سيدنا إبراهيم وإسماعيل بيت الله ليكون رمزاً للتوحيد في العالم .
فكانت الكعبة أول بيت وضع للناس بأمر الله سبحانه فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمناً .
أكمل سيدنا إبراهيم وإسماعيل بناء البيت وقالا :
ربّنا تقبل منّا أنّك أنت السميع العليم .
لقد اختار الله سبحانه أرضاً قاحلة جرداء لبناء بيته .
وعندما اكتمل البناء أنزل الله سبحانه الحجر الأسود من الجنّة . ومن ذلك اليوم أصبحت الكعبة رمزاً للتوحيد