اﻷخ خوليو
هذه اﻵية تنطبق على الذي يُحَكِّم هواه بدل أنْ يكون الله هو الحَكَم، فهي تشمل فئات كثيرة، فالملاحدة من ضمنهم، وكذلك الذين يقرون بوجود الله وينفون النبوة، بل وتشمل الذين يقرون بالنبوة ولكن مع ذلك يُحَكِّمُون أهواءهم.
وبناء عليه، فهذه اﻵية يدخل في حُكْمِها الكافر غير المشرك، والمشرك الكافر، فإنْ كان الكافر من نوع الملحد السلبي، أي الي لا يقر بوجود الله فهو "كافر غير مشرك؛ ﻷنَّ المخلوقات هي إلهه الوحيد، التي يزعم أنَّها أزلية"، ولكن إنْ أقر بوجود الله، وكان يقر أنَّ الله يرسل أنبياء، ولكن إقراره هذا لم يمنعه من محاربة رُسُل لله لِثْبِيت مصالحه؛ فهو مُشْرِك، فالله يأمر بشيء وهواه يأمر بشيء آخر؛ فصار الله مُشَرِّع، وصار هو مُشَرِّع يصد عن شرع الله؛ وبهذا فهو مشرك، أي كافر من نوع مشرك.
وبناء عليه، فهذه اﻵية تحتوي أحكام تنطبق على فئات متعدِّدة ومتباينة، فيمكن أنْ يكون محكوم بها الكافر غير المشرك، ويمكن أنْ يكون محكوم بها المشرك الذي هو كافر.
لم آتِ بغير الحجة، ولكن اﻹجماع يمكن أنْ يكون صالح لزمان ويمكن أنْ لا يكون صالح لزمان آخر، فانا مع ابن حزم في هذا الشأن.
المفضلات