فتى محمد : يوشع حنيف ايفانز Joshua Haneef Evans

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

فتى محمد : يوشع حنيف ايفانز Joshua Haneef Evans

النتائج 1 إلى 10 من 14

الموضوع: فتى محمد : يوشع حنيف ايفانز Joshua Haneef Evans

العرض المتطور

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    13
    آخر نشاط
    28-04-2010
    على الساعة
    06:20 AM

    افتراضي رقم 5





    العهد الجديد: أطياف من "العهد القديم" !


    و هكذا بدأت في قراءة أسفار العهد الجديد "متى" و "مرقس" و "لوقا" و "يوحنا" , و في أثناء ذلك فعلت شيئًا آخرًا , دعوني أسألكم :

    إذا ذهبتم لمكتبة و التقطتم كتابًا كان قابعًا على الرف , ماذا سوف تفعلون في البداية ؟

    سوف تنظرون إلى عنوان الكتاب , و هذا ما كنت أفعله عندما أخذت أقرأ العهد الجديد ؛ نظرت إلى العناوين.

    ثم ما هي الخطوة التالية ؟ ستنظرون إلى اسماء المؤلفين.

    و بذلك تمكنتم من معرفة اسم الكتاب و كذلك مَن قام بتأليفه.

    إذا قمتم بهذا الأمر البديهي مع جميع اسفار الانجيل , لوجدتم العناوين بلا اسماء مؤلفين معروفين !

    يبقى اسم الكاتب مجهول أو " يَظهر بأن الكاتب هو كذا و كذا , أو نحن استنبطنا بأنه من المحتمل كون فلان قد كتب هذا" لننظر مثلاً إلى "سفر الخروج" :

    موسى هو من قام بكتابته , و لكن ليس من المنطقي أن يكون موسى قد قام بتأليف السفر كاملاً , و لا سيما أنه يتضمن - في جزءه الأخير - تفاصيل موته و دفنه و تسلّم "يوشع" قِياد ابناء اسرائيل بعد وفاته !

    لذا لا يمكن لموسى أن يكتب عن أحداث وقعت بعد وفاته.

    و هكذا عندما بدأت بقراءة العهد الجديد , أردت معرفة المؤلفين , معرفة الرسل , من هو "متى" و من هو "مرقس" و من هو "لوقا" و من هو "يوحنا" ؟ لأن الكتاب المقدس [ العهد الجديد ] اسمه "الجوسبل" "Gospel" كما أطلق عليه ذلك , "متى" .

    الأمر السيء جدًا هنا , هو أنه لا أحد يعلم من هم هؤلاء الرجال !

    و ذلك لأنه لم يقوم أي شخص بتسجيل أو توثيق اسماءهم على هذه المؤلفات.

    لا يوجد أي متخصص مُعتَبر في الانجيل يقول لك : " نحن نعلم بشكل قاطع و لا يحتمل الشك بأن "متى" الفلاني أو "مرقس" العلاني أو "لوقا" كذا أو "يوحنا" كذا هو من قام بتأليف هذا الكتاب" ؛ بل سوف يقول لك :

    " تلك معلومات مستندة على حقائق , نحن لا نعلم من قام بكتابة هذا السِفر"

    أثار هذا الأمر فضولي , و قلت في نفسي :

    " لماذا يفرد أحدهم كتابًا من المفترض به أن يتم توارثه عبر الأجيال و أن يتبع الناس ما جاء فيه , فهو كلمة الرب المُلهِمة للبشرية , و لم يقرر أحدهم أن يسجِّل اسم الكاتب ؟"

    عمومًا ..

    بدأت قراءة السِفر , و لفتت انتباهي أمور تتعلق بتعاليم "يسوع" المسيح , و بالطبع كانت مغايرة لما تعلمته في الكنيسة :

    "عندما تحدث عيسى , تحدث عن طبيعة الرب"

    و كانت طبيعة الرب مماثلة لتلك في العهد القديم ,إذ قال عيسى - مرّات عديدة - بأن "الله واحد" و أنه "متفرّد" , حتى أنه اقتبس من الكتب العبرية "هو الرب واحد" .

    سُئِل عيسى المسيح عن "الوصية العظمى" فقال " الوصية العظمى هي أن تحب الرب من كل قلبك و من كل عقلك و بكل قوتك و أنت تحب جارك كما تحب نفسك " و قال بأن الأمور الباقية تعتمد على هذين الأمرين.

    و بالمناسبة فنحن كمسلمين ينبغي أن يكون هذا المفهوم واضحًا لنا تمامًا , فهناك في الإسلام حق الخالق و حق الخلائق.

    كان هذا هو المبدا الذي كان يعلّمه عيسى المسيح , و اذكر على التحديد مقولته في سِفر "يوحنا" الأول الاصحاح السابع عشر الآية الثالثة :

    " وهذه هي الحياة الأبدية: أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته"

    "And this is life eternal, that they might know thee the only true God, and Jesus Christ, whom thou hast sent"

    عندما تنظر لهذه الآية باللغة اليونانية أو الآرامية , فهي تقريبًا مطابقة للعربية (و أنا الآن أعرف العربية و فهمت ذلك) :

    " لا إله إلا الله محمدًا رسول الله"

    مما لا شك فيه أن هناك عبارات مبهمة , إذا اجتزأتها من النص و نظرت لها بشكل مستقل , لربما استنتجت بأن عيسى يحاول أن يدعي بعض الألوهية أو ينسب شيئًا ما لنفسه , لكن أنا كذلك أعرف من عملي في مجال علم النفس و كذلك القليل في مجال علم القانون ؛ بأن العبارة المبهمة العائمة لا يمكنها الغاء مثيلتها الواضحه القطعية الدلالة , و الأخيرة دائمًا لها اليد الطولى.

    و بناء على ذلك ؛ إذا قال المسيح بأن "الله واحد" و كان هناك تضليل بأن المسيح قال بشكل غامض أنه الرب أكثر من واحد , فالعبارة الواضحة القاطعة بالوحدانية تلغي غيرها المبهمة المعارِضة , و ذلك بشكل دائم.

    و كذلك وجدت أمرًا آخر يتعلق بعقيدة "الخلاص":

    عيسى المسيح أرشد الناس للخلاص عن طريق "الخضوع للرب و إتّباع الوصايا" ؛ هذا هو الخلاص حسب تعاليم عيسى المسيح.

    سأله أحدهم و قال له : "كيف أرِث الحياة الأبدية؟" أجابه عيسى " أتبع الوصايا" , و كان صادقًا جدًا فيما يتعلق بهذا الأمر , فقد قال في سِفر "متى" [ 5 : 19 ] :

    " فمن نقض إحدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا، يدعى أصغر في ملكوت السماوات. وأما من عمل وعلم، فهذا يدعى عظيما في ملكوت السماوات "

    و هكذا عَلِمت بأن المسيح بشّر بنفس طبيعة الرب كما في العهد القديم و أنه أرشد بأن الخلاص يكمن في عبادة الرب و أتّباع الوصايا , و كان هذا الأمر جليّا بالنسبة لي في جميع أسفار العهد الجديد.

    أمّا بعض المقولات المتناثرة مثل "أبنه الوحيد الذي أنجبه" , فكانت مرجوحة لدي بالمقارنة بالكلمات الذي تفوه بها المسيح بنفسه و لم تنال نفس الثقل أو الأهمية.

    هذا مما وجدته عندما قرأت العهد الجديد.

    فالأمر ذاته من "متى" إلى "يوحنا" ؛ و هذا يتصادم مع ما تعلمته عن النصرانية , عقيدة التثليث و ثلاثة في واحد و واحد في ثلاثة و "واحد واحد واحد يعادل ثلاثة " , و الأب و الابن و روح القدس.

    هناك أمر مهم جدًا عن "الصَلب" و يجب أن نعلمه كمسلمين , فكثيرًا من الأسئلة تصادفنا عن هذا الشيء و لا سيما في مجال الدعوة , و قد تحصّلت عليه من قراءتي للعهد القديم :

    قضية "الصّلب" : لماذا أصر اليهود على صلب عيسى المسيح ؟



    ______________________________________________________

    يتّبع إن شاء الله .....

    أخوكم

    التعديل الأخير تم بواسطة وا إسلاماه ; 24-02-2010 الساعة 08:58 AM سبب آخر: تصغير الصورة حسب طلب الأخ الفاضل - بارك الله فيكم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    13
    آخر نشاط
    28-04-2010
    على الساعة
    06:20 AM

    افتراضي رقم 7


    رحلة البحث عن الدين , ثم التردي في الهاوية !



    عدت مرة أخرى لليهودية , درست "اليهودية" و وجدت نفس التعاليم التي دعا اليها المسيح فيما يتعلق بالأمور الروحانية و لكن اليهود تم التضييق عليهم كثيرًا في الشرائع , فابتعدوا عن الروحانيات .

    درست "البوذية" و "الهندوسية" و "الطاوية" و "الكونفوشوسية" و "البوشيدو" , بل حتى "الويكان" و كل دين يقع بين يدي كنت أدرسه و اتعمق فيه , و لكن كنت أُجري اختبارًا بسيطًا جدًا و لكنه فعّال كثيرًا في نفس الوقت مع كل دين ؛ كنت أسأل أهل هذه الأديان :

    " هل لديكم كتاب ؟"

    "إذا كان هذا الدين هو الحق من عند الرب, فأمدوني بشيء ملموس و محسوس - مثل كتابكم المقدس - يدعم هذه المقولة , لا أريد شيئًا غامضًا و مبهمًا مثل الإيمان و نحو ذلك من الأمور التي سمعتها طوال حياتي و مللت منها"

    " أنظروا أين أودى بي هذا الإيمان ! لقد جعلني أتصور أني أجلس وراء مقود سيارة "مرسيدس" و أنا في الحقيقة أقود سيارة "داتسون" '82 متهالكة !"

    و هكذا قرأت "البغافادجيتا" "Bhagavad Gita" [كتاب الهندوس] و "التوراة" و "مخطوطات 'طاو'" و "قوانين البوشيدو" و كتب "الويكا" الملآى بالأرواح و التعاويذ و الشعوذة الخاصة بهم .

    قرأت هذا كله و وجدت شيئًا مشتركًا و متكررًا تجتمع عليه الأديان الكبرى , كلهم يتحدثون عن طبيعة الرب , و معظمهم يتحدثون - بشكل غامض أحيانًا - عن طبيعة الرب الواحد و أنه أرسل لنا الرسل لهدايتنا و تعليمنا , و لكن - و للأمانة - كانت كلها محشوة بالهراء بل و "النفايات" التي لا استطيع تصديقها عقليًا أو منطقيًا بأي حال من الأحوال.

    و هكذا قبل أن أبلغ الثامنة عشرة - و تقريبًا في السابعة عشرة و النصف - استسلمت و تركت البحث عن الرب , و أصبت بالغضب من الرب , و قلت :

    " أنا هنا أبحث عنك و لا استطيع الوصول اليك , و لا يبدو أنك سوف تقدم لي أي عون أو مساعدة"

    و ربما يمكنكم تصور هذا الأمر ...

    فتى مصاب بالإحباط من الرب و العالم في السابعة عشرة من عمره.

    أي شخص على هذه الحالة من الإحباط و الغضب على العالم بأسره , و خصوصًا في هذا السن , لا بد أن يقع في مواقف مربكة و محرجة , بل و تتجاذبه المشاكل , و يغدو شابًا خطِرًا لسان حاله يقول :"هناك رب موجود و لكنه لا يكترث لأمري".

    بدأت في الشرب قبل السن القانوني و أنغمست في حياة العربدة و أنا شخص متقن و أسعى للكمال بطبعي , فعندما كنت نصرانيًا حاولت أن أكون الأفضل في ذلك , و إذا أردت التحويل لدين آخر فإني أسعى أن التزم بشرائعة لآخر مدى , لذلك صدقوني إذا قلت لكم أنني أنغمست في "الدنيا" و حياة اللهو و العبث :)

    كنت أجيد الرياضات القتالية منذ سن الخامسة عشرة , و في سن السابعة عشرة كنت أرى نفسي "بروس لي" , و تستطيعون تخيل المشاكل و المشاجرات التي أوقعت نفسي فيها , فقد طُرِدت من المدرسة و التحقت بمدرسة أخرى , و حُبِست مرة بسبب الشجار مع أحدهم.

    حصلت حادثتان أوقفتا هذا الهبوط السريع نحو الهاوية , هذا الإنحدار الذي لو استمر لربما وصلت إلى حالة لا تخرج عن إثنين ؛ إما أن أقوم بإيذاء أحدهم أو قتله أو أن يحصل معي نفس هذا الشي , فيتم إيذائي أو قتلي.

    كانت هاتين الحادثتين بمثابة "كابح" الطواريء الذي أوقف هذا الإنزلاق نحو الهاوية السحيقة.

    حوادث على طريق الحياة : صدمات الإفاقة من الغيبوبة !



    الحادثة الأولى:

    كنت طرفًا في أحد حوادث السير التي جرت أحداثها ليلة عودتي مع أحد الأصدقاء من حفلة جامعية و نحن على الطريق السريع في "كارولينا الجنوبية".

    كان هو السائق و كنا مصابين بالسُّكر الشديد , و قد قمت بربط حزام الأمان , و ذلك حتى أمنع نفسي من السقوط عن مقعدي أثناء النوم , فلم أكن أفعل للتقيد بالسلامة , إذ كنت أؤمن بأن الموت إذا أتي فسوف يأتي و لا مهرب منه و إذا حان أجلي , فلا مناص.

    و هكذا ربطت حزام المقعد و أخلدت للنوم .

    أستيقظت على اهتزاز عنيف للمركبة , و أردت أن أنبه صاحبي الذي يبدو أنه قد غفا و نام أثناء القيادة.

    و لكن عندما فتحت عيني و جدت صف الأشجار و رصيف الشارع يتحرك باتجاه وجهي مباشرة و النوافذ تتحطم و المركبة تنقلب و تتدحرج.

    في النهاية هَوت بنا المركبة في خندق أو قناة تصريف و قفزت خارجًا من السيارة عن طريق الجزء الخلفي الذي لم يعد موجودًا و كان مُلقى على منتصف الطريق السريع الذي يقع في الجهة المقابلة لهذه الهوة , سحبت صديقي - الذي كان فاقدًا للوعي - إلى جانب الطريق و تفقدت بدني فوجدت بأنني لم أصاب بأي شيء خطير , بل هناك شظية زجاجية انغرست في ذراعي و قمت بإخراجها.

    تصادف مرور "دورية" شرطة الولاية على الطريق المقابل التي قفلت عائدة نحونا , و سألني الشرطي مالذي حصل ؟ هل شاهدت كيف حصل هذا الحادث ؟ أين الركاب ؟ إذ أعتقد بأنني أحد المارة الذين عادة يتوقفون في هذه الحالات , لا سيما و أنني مشيت نحوه.

    قلت له :

    " نعم شاهدت ما حصل بالضبط , فقد كنت في هذه المركبة "

    أمتقع لونه و شحب و جهه و نظر نحو غير مصدق و قال لي مصدومًا :

    " لا يمكن أن تكون قد خرجت لتوك من تلك المركبة !"

    ذهبنا للمستشفى و تم القاء القبض على صديقي بتهمة القيادة تحت تأثير المُسكِر.

    و لكن حدث أمر عجيب , و قد كان هذا الشرطي رجلا متدينًا , فقد قال نظر نحوي و قال لي قبل أن أدلف إلى سيارة الإسعاف :

    " يا فتى , ينبغى لك أن تدرك هذه الليلة أنك على هذه الأرض لسبب , السبب الوحيد الذي مازلت حيًا صحيح البدن لأجله هو أن الرب لديه هدف من خلالك , إذا لم يكن ذلك فالليلة هي ليلة وفاتك , فالناس لا يخرجون أحياء أصحّاء من هكذا حوادث , لابد أن تدرك ذلك"

    قلت في نفسي " هذا رجل عجوز خَرِف"

    ثم قلت له :

    " إذا كان الرب يريد الوصول الي لفعل ذلك من وقت طويل , فلا تقل لي مثل هذا الحديث عن الرب الآن"

    و لم أعر إهتمامًا كثيرًا بما قاله لي.

    الحادثة الثانية:



    و بعد ما يقارب الشهر قررنا أنا و صديقي - ذات الشخص و كان مازال يستند على العكازات - الذهاب بالسيارة إلى مدينة نيويورك , هكذا بدون أن نخبر والدينا , و يخبرهم كل واحد منا - على حده - بأنه سوف يقضي عطلة نهاية الأسبوع في منزل الآخر.

    و هكذا سافرنا إلى مدينة نيويورك , و أذكر أنني ذهبت إلى ماكينة الصرف الآلي " ATM " كي أسحب بعض المال.

    نظام هذه المكائن في مدينة نيويورك يتطلب الدخول لحجرة زجاجية صغيرة تحوي هذه المكائن , الآن الحمد لله النظام يتطلب سحب البطاقة على القاريء المرتبط بقفل الباب , و لكن عام 1997 لم يكن هذا الإجراء الأمني متبعًا.

    و كانت هذه الحجرات مثل مصائد الفئران , إذا ذهبت لسحب المال و جاء المجرم من وراءك , فليس هناك من مهرب.

    سمعت الباب يُفتَح من ورائي و ألتفت بجسدي نحو القادم , فإذا بذلك الرجل الذي يحمل مسدسًا مصوبًا فوهته نحوي , و لا بد أن يكون هذا الشخص في حاجة شديدة جدًا للنقود , إذ لم يتفوه بكلمة واحدة , بل ضغط على الزناد و كان المسدس من نوع الساقية الدوارة أو "البَكرة" , و سمعت صوت التكة المميزة لهذا السلاح و شاهدت البكرة تدور ( و كأني في مشهد بطيء و قد تركزت حواسي نحو هذا المسدس فقط) و شُلَّ تفكيري لفترة بسيطة , ثم أستيقظت حواسي - و لعل الفضل في ذلك يعود لإجادتي للرياضة القتالية - و أخطأت الرصاصة و جريت بسرعة مصطدمًا عبر المجرم و جريت بسرعة و بلا وعي نحو الفندق و أتفوه بشيء مما حصل , و عدت في اليوم التالي إلى "كارولينا الجنوبية" , و لم أفصح عن ذلك لجدي لأنه كان سيقتلني إن عرف أنني ذهبت إلى نيويورك بدون إذنه , و لربما قام بالواجب عوضًا عن المجرم.

    راودتني الكوابيس و أصبحت أرى هذا المسدس و تلك الحادثة بشكل متكرر في مناماتي , و بعد شهر و نصف أو شهران أفضيت بسري إلى جدتي , فقالت لي ذات ما قاله لي الشرطي قبل أشهر:

    " يجب أن تدرك أن الرب لديه هدف لك في هذه الحياة , أنت هنا لسبب , و الناس لا يمرون بما مررت به ولا يزالون يمشون على هذه الأرض , أنتبه ! يكاد صاعك أن يمتليء !"

    " الرب لديه شيء بشأنك و أنت لا تأخذه , أنتبه ! أنت تكاد تتجاوز الحد "

    لم تطلب مني العودة للنصرانية أو تشير علي بقراءة الانجيل , و لكن قالت :

    " الرب لم يذهب إلى أي مكان , بل أنت من لم يبحث عنه بَعد في المكان الصحيح"

    و هكذا قررت أن أجمع شتات نفسي بعد هذه الإشارات , حادث المركبة , و حادثة المسدس و غيرها.

    و أصبحت أتبع منهج الروحانية و الإيمان بلا دين محدد "Agnostic" آمنت بالرب و أصبحت أعبده "جاثيا على الأرض" كما قرأت في جميع كتب الأديان "الانجيل" "التوراة" و "العهد الجديد" و "البغافادجيتا" , بأن هذه هي طريقة عبادة البشر الأتقياء للرب.

    في تلك الفترة تعرفت على الإسلام و "شطبته" فورًا من قائمة الأديان التي لدي , و هذه قصة طريفة !

    الإسلام : "لماذا لا أريد أن أكون مسلمًا ؟"



    _______________________________________________

    يتبع إن شاء الله ...

    أخوكم


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    13
    آخر نشاط
    28-04-2010
    على الساعة
    06:20 AM

    افتراضي رقم 8


    الإسلام : "لماذا لا أريد أن أكون مسلمًا ؟"



    في يومٍ ما عرجت على مكتبة المدرسة , و كنت حينها أبحث في قسم الأديان , فجذب انتباهي كتيِّب عنوانه "لماذا لا أريد أن أصبح مسلمًا ؟" (و هو من الكتب و المنشورات الدعائية التي تعادي الإسلام , و لكني لم أعلم هذا حينها و كنت معذورًا بجهلي , و لم أكن سمعت قبلها قَط عن هذا "الإسلام" ) .

    قرأت هذا الكتيِّب , و أذكر بعضًا مما سُطِر فيه :

    - المسلمون* هم أناسٌ يعبدون إلهًا للقَمَر و يطلقون عليه اسم "الله" , و يسكن هذا الرب في صندوق في الصحراء في السعودية [... !]

    - المسلمون يضطهدون المرأة ( و كان هناك فصلاً كاملاً عن "التعدد" و أن بمقدورهم الحصول على أربع من النسوة , و هذا يميل للإطلاق : فمن لديه اثنتان بمقدوره طلاق واحدة و الحصول على ثلاث من النسوة !)

    - الجهاد (و هذا الفصل الذي أثار انتباهي كثيرًا) : يحق للمسلمين قتل غير المسلمين في أي وقت أو مكان بدون تنبيه مسبق , و هذا عمل يشرِّف صاحبه الذي لا يذهب للجنة فقط , بل يحظى بسبعين عذراء أيضًا !

    و هكذا أقفلت الكتيّب بهدوء , و أعدته لمكانه على الرف , و شطبت الإسلام من قائمة الأديان القصيرة التي بحوزتي , و قلت : " لا ...شكرًا , و لن يجمعني مع مسلم مكان واحد !" , و حمدت الرب أن لن أقابل مسلمًا في "غرينفيل - كارولينا الجنوبية" و أنني بأمان .

    أستمريت أتعبد الرب بطريقتي [ الحنيفية ] البعيدة عن الأديان و أجتهدت أن أكون شخصًا صالحًا.

    جرت الأمور في منحى آخر, عندما قابلت مسلمًا.

    كان شخص أعرفة و قابلة عدة مرات في المدرسة , و لكني لم أكن أعلم أبدًا أنه "مسلم".

    و كان هذا لسببين :

    - كان من الأفارقة الأمريكيين و الكتيِّب ذكر بأن المسلمين "عرب" .

    - لم أكن أن المسلم -بالإضافة لمقدرته على النكاح بما يطيب له من النساء و قتله غير المسلمين- أقول: لم أكن أدري بأن المسلم علاوة على ذلك يمكنه أن يعمل بشكل جزئي كمهرب للمخدرات [ كما هي الصورة النمطية للأمريكيين السود ] :) .

    كنا أنا و صديق "المآزق" - الذي أصبحت أسعى لإبعاده عن المشاكل حاليًا - في منزل هذا "المسلم" في أحد المرات نتناظر (بحماسة المراهقين) في أمر ديني ما - لا أذكرة بالتحديد - و كنت أشرح له شيئًا من الانجيل , و كان هذا "المسلم" يستمع لنا , ثم قال لنا :

    "هل سمعتم عن الإسلام ؟"

    فأجبت عليه :

    " بالطبع , سمعت 'كل شيء' عن الإسلام ! "

    فقال لي :

    " فما هو رأيك , إذن ؟"

    قلت :

    " ما ذا تعني بسؤالك عن رأيي ؟! إنه على الأرجح أسوء دين على وجه الأرض ! "

    قال: "لماذا ؟! أنا مسلم !"

    قلت: " دعك من المزاح , لا يمكن أن تكون مسلم ! أنت أفريقي أمريكي !"

    " و ماذا في ذلك ؟"

    " الكتاب قال بأن جميع المسلمين 'عرب' !"

    فقال لي : " و ماذا قرأت أيضًا في ذلك الكتاب ؟ "

    ذكرت له جميع تلك الأشياء , فقال لي " ما هذا الهراء الذي قرأته ؟!"

    و ذكر لي بأنه "ليس مسلمًا جيدًا" أو ملتزمًا و لن يدّعي هذا الشيء , و لكنه يعرف عن قصتي مع الأديان , و يعتقد بأن المسجد هو المكان الصحيح للتعرف على الإسلام الحقيقي.

    و أضاف : "لابد أن تذهب للمسجد , يجب أن تذهب للجمعة "

    قلت له : " و ما هي هذه 'الجمعة' ؟ "

    قال لي : " هي مثل الكنيسة يوم الأحد , و لكن بدون كراسي ! "

    قلت :

    " جميل , يمكنني الحضور في 'كنيسة بلا كراسٍ' , فأسوء أمر في الكنيسة هو هذه الكراسي الخشبية القاسية جدًا !"

    " تجلسون على بساط ! هذا شيء جميل جدًا , لابد أن تكون كل كنيسة كذلك !"

    و سألته : " أين هذا المسجد ؟ "

    فوصف لي مكانه , و عرفته ! إذ كان على الجهة المقابلة من مسكني و يكا يكون ملاصقًا لمبنى تابع للكنيسة الانجيلية تلقيت فيه بعض الدروس , و أنا كنت أعتقد بأنه "صالة للألعاب الرياضية" ! , فهو مبنى مستطيل الشكل غير مميز أمامه مواقف للسيارات !.

    و قلت في نفسي مصدومًا:

    " كنت أعيش طوال حياتي بين هؤلاء "المسلمين" المجانين ! و لم أدري بذلك أبدًا ! "

    واعدته يوم الجمعة أمام المسجد الساعة الواحدة بعد الظهر.

    *(كُتِبَت هكذا "Moslems" "مُزلِم(ز)") وبالمناسبة هذه لفظة مهينة و تحقيرية و يعرفها من يفهم العربية و تعني الشخص [ الشيطاني ] الذي يقمع الآخر و يضطهده , [ المُظلِم ] و كان تستخدم قديمًا بالفعل لهذا الغرض التحقيري [ و ليست نتيجة مصادفة أو عن جهل مترجِم , و لعل أحد نصارى العرب قد دلّهم على هذا النطق. ]

    ملحوظة: جميع العبارات بين هذه الأقواس [ ... ] في هذا الموضوع هي زيادات توضيحية أو تعليقات من كاتب هذه السطور.


  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    13
    آخر نشاط
    28-04-2010
    على الساعة
    06:20 AM

    افتراضي رقم 9



    المسجد : خوفٌ شديدٌ و بداية الفهم!



    المركز الإسلامي : غرينفيل - كارولينا الجنوبية (صورة حديثة)

    ذهبت للمسجد على الموعد , و أنتظرت أمام الباب جالسًا على الدَرَج و خشيت من الدخول , و خاصة أن جميع مَن ولجوا المسجد في ذلك الوقت "ليسوا بأمريكيين" [ حسبما رأيت في ذلك الوقت ] , جلّهم من الجاليات مثل الهنود و الباكستانيين و العرب و لم أشاهد أفريقيًا أمريكيًا واحدًا , سوى شخص واحد كان يتحدث بلهجة أفريقية مع أحدهم , كان أفريقيًا و لكنه ليس بأمريكي اطلاقًا.

    جاء إلى شخص دمِث ( و علمت بأنه الإمام فيما بعد) و سألني إذا ماكنت أنتظر أحدًا ؟

    فأخبرته بأنني أنتظر فلانًا , فقال لي " نعم , نعم , أعرف هذا الأخ و هو لا يأتي هنا كثيرًا , و قد حدثني عنك , و يسعدني أن اساعدك" , و كان شابًا لطيفًا جدًا.

    و دعاني للدخول للمسجد , و خشيت أن أرفض طلبه المهذب , فدخلت و طلب مني الجلوس في الخلف و قدّم لي كرسيًا.

    " و لكني أريد الجلوس على الأرض !" :)

    و بدأ الناس يتوافدون و لا يوجد أي أمريكي بينهم , و شعرت بأنني وقعت في شِراك مكيدة و هذا عبارة عن فخ نُصِب لي!

    و امتلأت نفسي بالأفكار السوداء , و أخذت أفكِّر في قلق و خوف:

    " لابد أن صاحبي كان يجلس في مكاني هذا , ثم أخلوا سبيله بعد أن وعدهم باستدراج فتىً أمريكيًا آخر للمجيء هنا , حتى يمارسوا "جهادهم" بعد الجمعه و يحظوا بعذراواتهم السبعين !"

    و كانت هناك ستارة خلفي يحتجب وراءها أناس يصدرون الكثير من الأصوات , أصوات نساء , و أنا عالقٌ هنا و لا أعلم ما يُحاك لي على وجه التحديد ؟

    و بدأت أنظر للمخارِج , و أفكر في الطريقة المناسبة للتغلب على هؤلاء الناس الذين يحولون بيني و بين الأبواب, ربما اضطر لصرع شخصين ثم ألوذ بالفرار ؟

    و بينما كانت تتصارعني هذه الأفكار , جاء الإمام ( بدأت أشعر بالقليل من الطمأنينة بعد أن رأيت الإمام , فهو شخص لطيف كما عهدته عند الباب , و بدأت استرخي قليلاً ) و ارتقى الإمام المنبر و صدح الأذان , ثم بدأت الخطبة.

    و بدأ يقول بصوت جهوري بالعربية " إن الحمد لله نحمده و .... "

    قلت : " يا إلهي ! أنا في مأزق!"

    " لابد و أنه يتحدث عني !"

    كان صوته يعلو و يضرب بقبضته على المنبر و يشير بإصبعه بإتجاهي !

    " لابد أن أفر من هنا , ربما عبر الستائر و من خلال النساء ! "

    بدأ الإمام في شرح الخطبة بالانكليزية , و قد شرحها كاملة و لا أعلم إذا كان هذا مقصودًا منه لأنني حاضر , و لا استبعد ذلك فهو شخص حكيم.

    ماهذا الجمال !

    " All prayings bleng to Allah alone , and him we worship , from him we seek help and assistance , to hime we seek refuge from the evils that lies within ourselves"

    كلام جميل جدًا , و عميق و كله تعظيم للرب, و أنا أتسائل :

    " من أين أتى بكل هذا ؟ من أين استمد هذه الكلمات ؟"

    كلام كله تعظيم للرب و دراسة لأنفسنا , و هذه هي بداية الخطبة !

    ثم أخذ في تلاوة ترجمة ثلاث آيات تحدثت عن الخضوع للإسلام , ومنها :

    " O ye who believe! Fear Allah as He should be feared, and die not except in a state of Islam"

    [ "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ" آل عمران - 102]

    و لا أزال أذكر الخطبة حتى اليوم , و لكأنها كانت لأجلي , كانت عن "المغفرة" و كان عنوان الخطبة عن "أن مغفرة الله متاحة للجميع مالم يشركوا به" , كان عماد الخطبة حديث طويل للرسول صلى الله عليه و سلم مع المَلَك جبريل عليه السلام و أن الله يغفر الذنوب و إن كانت كزبد البحر مالم يشرك العبد , ثم تحدث الإمام عن أن التوبة دومًا حاضرة و باب الله مفتوح مالم يغرغر الإنسان أو تطلع الشمس من مغربها , و أن المغفرة من الله وحده.

    و كنت أقول لنفسي : " هذه هي عَين المباديء التي توصلت اليها و استراحت لها نفسي بعد قراءتي لكل هذه الكتب الدينية "

    " من أين أتى بكل هذا ؟ من أين استمد هذه الكلمات ؟"

    كما استخدم أسماء مثل "ابراهيم" و "موسى" , و أنا متحير " من أين أتى بهؤلاء الناس , هؤلاء مذكورون في الانجيل ؟!"

    و بعد الخطبة مباشرة بدأ الناس يقفون و يصطفون للصلاه , و أصابني التوتر ..

    " هؤلاء الناس يغلقون الطريق لأبواب الخروج !"

    حينها , طلب مني أحدهم أن أعود قليلاً للوراء , و قال " نحن على وشك البدء بالصلاه !"

    قلت : "الصلاة لمن ؟"

    قال: "الصلاة للرب"

    قلت: " أي واحد ؟"

    قال: " الذي خلق السماوات و الأرض , المذكور في الانجيل , الخالق الوحيد , الرب الأوحد "

    قلت : " نعم ! أعرفه !"

    بدأت الصلاة و قرأ الإمام آيات من القرآن بشكل أثار فضولي و لم أكن أعرف معناها , ثم لاحظت أن المصلين ينحنون ثم يسجدون , و كانت جميع الآيات التي قرأتها في كل كتاب ديني تشير بأن هذه هي الطريقة التي يُعبَد بها الإله من البشر الأتقياء.

    " هذه هي العبادة ! ليست صلاة و طلب و دعاء و لكن عبادة بحق للرب !"

    و بدأت الخجل من نفسي ؛ كيف جعلني "كتيبًا صغيرًا" أشطب هذا الدين من بحثي , و كيف أن شخص منفتح الذهن مثلي يظلم هذا الدين و يستبعده بشكل سطحي و قد درست بتعمق كل هذه الأديان ؟

    و هكذا ذهبت للإمام مباشرة بعد انقضاء الصلاة و تحدثت معه - و كنت فظًا قليلاً (و قد اعتذرت له بعد سنوات) - فعرض علي الحديث عن الإسلام , و عرض علي بعض المطويات , و لكنني قاطعته بشكل حاسم و سألته :

    " هل لديكم كتاب ؟"

    قال : " نعم لدينا كتاب , اسمه القرآن"

    قلت: "هل استطيع أن أقرأه ؟ هل هو بالانكليزية ؟"

    قال: " نعم , بالطبع يمكنك ذلك!" , و ناولني نسخة انكليزية للمصحف الشريف.

    و حاول أن يشرح لي عن القرآن , قلت له مقاطعًا :

    " أعطني الكتاب فقط , هو سيتحدث عن نفسه"

    و هكذا أخذت المصحف للبيت و شرعت في قراءته.

    الهداية للنور : قراءة كتاب المسلمين ثم التسليم لرب العالمين !



    ____________________________________________

    يتبع إن شاء الله ....

    أخوكم


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    13
    آخر نشاط
    28-04-2010
    على الساعة
    06:20 AM

    افتراضي رقم 10



    الهداية للنور : قراءة كتاب المسلمين ثم التسليم لرب العالمين !



    ذهبت إلى منزلي فرِحًا بغنيمتي , و بدأت قراءة "القرآن" ليلة الجمعة ؛ متشوقًا لمطالعة هذا الكتاب الذي لم أرى مثله من قبل.

    فتحت المصحف , و بدأت بسورة "الفاتحة" ؛ التي كانت كلماتها مألوفة لدي و تشابه بعض ما في الانجيل [ و للقرآن الكريم المثل الأعلى ] من صلوات الرب.

    ثم بدأت بقراءة سورة "البقرة" ثم "آل عمران" , و رأيت أسماءً أعرفها ؛ "ابراهيم" و "موسى" و "داود" و "عيسى" و "يحي" (يوحنا المعمدان) و "زكريا" و "مريم" , و هاتفت روحي : " أنا أعرف كل هذه الأسماء ! , لكن هناك أمر مختلف في هؤلاء الناس المذكورين في هذا الكتاب ! ".

    أولائك الأنبياء الذين قرأت عنهم في "الانجيل" تم تصويرهم في شكل مسيء و بائس يبعث على الأسى , هم نفس البشر الذين صورهم "القرآن" في أعلى مرتبه من الأخلاق و الفضائل ؛ كانوا قدوة تُحتذى لأنهم صدقوا و أخلصوا لرسالتهم و تعاليمهم , لذا لم يكن من الصعب اقتفاء آثارهم , فقد طابقت أقوالهم فِعالهم , [ عليهم السلام ] .

    مررت عبر كل هذه الأجزاء , و وصلت إلى قصة "عيسى" عليه السلام في سورتي "آل عمران" و "مريم" ؛ يغمرني الفضول ! , لأنني أردت أن اعرف رأي هذا الكتاب في ذلك الشخص بالتحديد.

    كان أجمل من أي شيء قرأته في "العهد الجديد" و أكثر عذوبة بمراحل عن أي قصة سمعتها سابقًا عن ميلاد المسيح "nativity story".

    أذكر بأن "معجزة تكلّم المسيح في المهد" كانت الشيء الوحيد الذي خلب لبّي و استحوذ على تفكيري !

    لم يتطرق الانجيل أبدًا لهذه الإشكالية , و أعني معضلة عودة "مريم" تحمل طفلاً و هي امرأة غير متزوجة و انكار القوم لهذا الشيء و اتهامها لها , لم يكن في "العهد الجديد" أي "دفاع" عنها أو تبرأة لها , بالمقارنة لدفاع "القرآن" عنها بواسطة ابنها عيسى المسيح الذي أيّده الله بأول معجزة , ألا و هي تكلمه في المهد صبيًا !

    هذا أمر خارق و معجز لا يمكن انكاره أو ضحده بأي حال من الأحوال !

    لا يمكنك انكار ما كانت عليه "مريم" من طهر و عفاف , و أنت تشاهد ابنها الرضيع يتحدث مدافعًا عنها و دافعًا عنها ظن السوء.

    قرأت القرآن كاملاً في ثلاثة أيام , و لكن منذ الليلة الأولى التي فرغت فيها من سورة "آل عمران" , كان قلبي قد هوى هذا الكتاب.

    لم أكن أعرف ماهو حال "المسلم" أو كيف يصبح الشخص مسلمًا أو ماذا يعني ذلك من الأساس , و لكني علمت بأنني أريد أن أصبح مثل هؤلاء الناس الذين يتبعون هذا الكتاب ,؛ أردت أن أكون مثل أولائك الناس الذين قرأت عنهم في هذا الكتاب.

    "هؤلاء ناس أود أن أهتدي بهديهم , هؤلاء هم الأنبياء"

    " هذا كاتب يرشِد و يهدي و بطريقة فيها تحدي لم أجد مثلها في أي كتاب ديني قَط !"

    عجِبت لهذه التحديات المباشرة الصريحة في "القرآن" !

    " إذا لم تؤمن بأن هذا الكتاب أصيل و صادق , فضعه تحت المِحَك !"

    " أختبر هذا الكتاب !"

    كان هذا أمر يصعقني بشده !

    " إذا لم تعتقد بأن هذا الكتاب من عندي , فقم باختباره ! و آتنا بشي من مثله !"

    كانت كل التشبيهات و الأمثال عن الرب منطقية و عقلانية جدًا , كانت مثل "إثنان زائد إثنان تساوي أربع" , لم يكن هناك أمر مثل "واحد زائد واحد زائد واحد يساوي ثلاثة" , أو "نار و ماء" أو غير ذلك من الحماقات و الأطروحات الغبية !

    القرآن مباشر و صريح و قاطع في تعاليمه , لذا خشع قلبي للإسلام و بكت عيني عندما قرأت هذا القرآن !

    بكيت كثيرًا في تلك الليلة التي قرأت فيها القرآن !

    كنت أبحث طويلاً عن تلك الحقيقة و قطعت كل هذا الطريق , و هذه الحقيقة على مرمى حجر مني !

    في الشارع المقابل لمنزلي !

    و هكذا ذهبت يوم الاثنين للمسجد لقبول الإسلام و سوؤال المسلمين "أين هم كل هذه الفترة ؟", و وجدته مقفلاً ( كان خارج وقت الصلاة).

    فعدت الى المسجد مرة أخرى يوم الجمعة , إذ كان بابه موصدًا في جميع زياراتي قبل ذلك , و تلفظت بالشهادة ولله الحمد.

    و أعتنقت الإسلام في ديسمبر 1998 .

    رسالة يوشع فتى محمد: فلنكف عن الإختباء و لنخرجهم من هذا التيه !



    _________________________________________

    لنا عودة إن شاء الله مع رسالة هذا المسلم الشامخ , و بها نختم القصة بالمغزى و الموعظة و العبرة !

    أخوكم


  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    13
    آخر نشاط
    28-04-2010
    على الساعة
    06:20 AM

    افتراضي رقم 11


    رسالة يوشع فتى محمد: فلنكف عن الإختباء و لنخرجهم من هذا التيه !



    اعتنقت الإسلام و لله الحمد و الإسلام يجُب ما قبله.

    [ إخوتي الكرام ... ]

    أنا لا أسافر حول العالم و أحكي قصتي هذه لكي أرفه عنكم أو أسلّيكم ( رغم أن بعضهم قد ذكر بأن قصتي مسلّية نوعًا ما) ..

    ليس هذا هو السبب الوحيد , و إلا فبمقدوركم الإصغاء لنفس القصة عبر "اليوتيوب" , و لكن أسرد هذه القصة لأن هناك ملايين البشر مثلي تماماً ؛ مثلي عندما كنت عام 1998 أبحث عن الحقيقة ؛ متخبطًا في الظلام.

    على الأرجح هناك الملايين في "ولاية كاليفورنيا" و في جنوب الولاية و منطقة "لوس انجيلوس" , و مئات الآلاف - إن لم يكن الملايين من البشر- في مقاطعة "اورانج" [ التي ألقي محاضرتي فيها الآن ] وحدها, جميعهم يريدون معرفة الحقيقة , فقد سأمت أسماعهم هذه الترهات و النفايات التي تلقى على مسامعهم كل يوم , لقد ملّوا ما يبثه بينهم "أولياء الشيطان" من أباطيل مرارًا و تكرارًا !

    أتعبتهم هذه الحياة المادية و خنقت أرواحهم ظروف هذه المعيشة الضنكا.

    نحن المسلمون بمقدورنا حل جميع مشاكلهم ...

    لكن أتدرون ماذا نحن فاعلون ؟

    نضن عليهم بهذا الحق و تلكم الحلول و نحتفظ بهذا كله هنا منزويًا بين جدران المساجد.

    أقول : نحن [ المسلمون ] لدينا حل أي معضلة في العالم.

    هل تريدون حل مشكلة الجوع ؟

    الإسلام لديه الحل.

    هل تريدون حل مشكلة الفقر و الفاقة ؟

    الإسلام لديه الحل.

    هل تريدون حل المشكلة الاقتصادية التي يعاني منها هذا البلد [ أمريكا ] ؟

    الإسلام لديه العلاج الفوري!

    نُشِرت مقالة - مؤخرًا - في صحيفة "الواشنطن بوست" تذكر أن أكثر الأسواق انهيارا في هذا البلد هي : العقارات و الاستثمار.

    أسهم جميع المتعاملين في هذين السوقين في هبوط و سقوط سريع , ما عدا قطاعي "التمويل الإسلامي" و "سوق العقار الإسلامي" فأسهمهم في ارتفاع حثيث , ليس سريعًا و فاحش الربح بين يوم و ليلة , و لكنه مضطرد و مستقر و يمتاز بالثبات و القوة.

    هاتان الفئتان تمتازان بالثبات و الاستقرار و المتانة , من وجه نظر اقتصادية , حتى أنه بلغ الأمر بالمتخصصين الإقتصاديين في العاصمة ؛ البحث عن وسيلة يمكنهم من خلالها فهم و تبني هذه المفاهيم و التشريعات الإسلامية التي تنتهجها تلك الشركات و المؤسسات في مجالي الإستثمار و العقار , و مِن ثمّ ضخ هذه المباديء في أوردة هذا النظام المتداعي المضطرب ؛ في محاولة لإعطاءه بعضًا من الإستقرار و الثبات , فقد فطنوا لحقيقة أنه لا يمكن تحقيق الثروة أو "أن تصبح غنيًا بين ليلة و ضحاها" حسب المفهوم الإسلامي و لكن سوف تتمتع بالإستقرار و الثبات ؛ المفقود حاليًا.

    المغزى هنا هو أنهم بدأوا معرفة الحقيقة بأن الإسلام لديه الحل , و لكن نحن نعرف هذا مسبقًا !

    نعم!

    نحن نعرف بأن الإسلام لديه الحل , و لكننا نخفي هذا العلاج عن الناس , سواء علمنا هذا أو جهلناه , قسرًا أو طواعية , نحن نخفي هذا الأمر عن الناس بالفعل.

    هناك آية في القرآن الكريم عن توعّد الله لليهود بما فعلوه في دينهم , من كتمانهم للحق ...

    قال الله تعالى :

    "إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ * إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ" [البقرة : 159 - 160]

    هؤلاء اليهود أخفوا ما علموا من الحق بنبوة محمد صلى الله عليه و سلم , و نحن نعلم الحقيقة عن الإسلام و نخفيها بدورنا أيضًا !

    نحن المسلمون نلهج بالدعاء و التوسل لله كي يغيثنا و يمنحنا الكرامة و العزّة , و هو قد منحنا إياها في هذا الدين !

    كل ما يريده المسلم قد تحصّل عليه فعلاً في هذا الدين العظيم , دين الإسلام.

    كل شيء تطلبه من الله عز وجل تجده في كشف حساب مفتوح مهيّأ لأجلك , المطلوب منك فقط أن تبحث عنه و تجده.

    لن أطيل عليكم و أذكر الآيات الكريمة التي ترسّخ هذا المفهوم , و لكن إذا أردت الحل لجميع مشاكلكم في الدنيا و الآخرة فأقرأوا سور "الصف" من الآية 10 إلى الأية 13 .

    [ "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ" ]

    لدينا العلاج الناجع لأي مرض في العالم !

    و سأضرب لكم مثلاً , لأني أريد أن تترسخ هذه الكلمات في قلوبكم و تعلق بأذهانكم إن شاء الله:

    لنقل بأنني أنا و أحد الإخوة في الدين - اسمه "عبد الله" - مترافقين و متزاملين و نسكن معًا منذ سنينًا طوالاً.

    أُصيب الأخ عبدالله بمرض عضال و مؤلم جدًا , ألم ممض لا يطيقه إنسان , هذا الداء لا يقضي عليه فورًا , و لكنه مثل الموت البطي و الكرب المُضني ؛ لا يجد معه نومًا أو يسيغ معه طعامًا أو شرابًا.

    كلّما آتي للمنزل , أجده يتلوى على الأرض من شدة الآلام , و أنا عليم بما يعاني منه من آفة مهلكة و عذاب متواصل لا ينقطع.

    هَب أنني وجدت يومًا بالمصادفة العلاج الذي يبريء أسقامه و يزيل آلامه , و أخبرني أحدهم بأن أثر هذا الدواء فوري الشفاء لحالة عبدالله أو أي حالة مشابهة , و سوف تنقطع المعاناة للأبد.

    أخذت هذا الدواء و وضعته في جيبي , و لم أعطيه لعبد الله.

    و لكن لماذا لا أعطيه لعبدالله ؟

    أولاً... أنا مشغول كثيرًا لدي عملان باليوم و السفر و التنقل اليومي يأخذ جل وقتي , إذا أراد عبدالله الدواء فليتحصل عليه بنفسه.

    ثانيًا ... أنا لست طبيبًا ! لا أستطيع أن أصِف لعبدالله دواءً و أنا ليست لدي المعلومات الكافية في هذا المجال. إذا أراد أن يُعالَج فليذهب لطبيب كي يساعده , أنا لست طبيبًا !

    ثالثًا ... عبدالله عنيد و لا يستمع لي و له طريقة تناسبه في الحياة , لذا حتى إن تكلمت معه عن هذا الدواء و ما فيه من فوائد و أنه سوف يشفيه , فعلى الأرجح أنه لن يطيع قولي على أي حال , و لن يأخذ الدواء , فلماذا أبدد وقتي ؟

    (هل تبدو هذه الأعذار مألوفة لديكم ؟)

    حسنًا , لنفترض أنني لم أعطي الدواء لعبد الله , ثم يموت !

    يموت بطريقة مؤلمة جدًا فوق ما تتصورون.

    أريد أن أسألكم سؤالاً تقريريًا ....

    " هل تعتقدون بأن الله يوم القيامة سوف يسأل عبدالله و يسائلني عن هذا الأمر لأنني ظلمته بتركي له يعاني و يتألم و بيدي ما يخفف هذه المعاناة و يزيل هذه الآلام ؟"

    أنا متأكد بأن الله سوف يسئلنا عن هذا الأمر , و لكن أتعلمون ماهو الجميل في الإسلام ؟

    إذا كان عبدالله مسلمًا صالحًا و صبر على هذا المرض , فإنه سوف يلقى ربه شهيدًا - إن شاء الله - و يمكنه أن يقف أمام الله يوم السؤال و يطلب لي الصفح و المغفرة من جناب الكريم و يقول " قد غفرت له يارب , فأغفر له" , و الله تعالى يغفر لي و يصفح عني - إن شاء عز وجل -.

    لكن المرض الذي أحدثكم عنه , هو المرض الذي يسير به غير المسلمون , و في كل يوم , و هم لا يعلمون بذلك.

    هذه العلّة لا تترافق معها أعراض مادية أو جسمانية ؛ إنه مرض الشرك و الجهل بالله سبحانه و تعالى.


  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    13
    آخر نشاط
    28-04-2010
    على الساعة
    06:20 AM

    افتراضي


    رد رقم 30 بقلم نسر القمم
    وهبهم الله الحياة و هم يعبدون غيره , الله يطعمهم و هم يشكرون سواه , هو خلقهم و أنشأهم في أرحام أمهاتهم و يعلم عنهم أكثر مما يعلمون هم عن أنفسهم و ليس لديهم أي فكرة عنه تبارك و تعالى و لا يعلمون عنه شيئًا.

    أقول: حتى أنهم لا يعلمون من هو ؟

    إذا كان هذا لا يلين قلوبكم و يوجع أفئدتكم , فلابد أن قلوبكم قد قست و تحجرت.

    لأنني إذا شاهدت غير المسلم - خصوصًا عندما أجلس في أماكن مثل المطارات - فإني أرى هذا المرض و آثاره عليهم !

    أراهم يسيرون و هم يحملون هذا الوباء.

    الكثيرون منهم يمرون عبر طريقي , و أفكر في نفسي:

    "لا أستطيع الحديث معهم جميعًا, ليس هناك ما بمقدوري أن أفعله"

    هذا المرض لن تظهر آثاره على أبدانهم , و ربما نتركهم جهلة بالله سبحانه و تعالى.

    و لكن سيأتي اليوم الذي سوف يموتون فيه بأكثر طريقه مؤلمة ماديًا يتصورها العقل البشري!

    يقول رسول الله صلوات الله و سلامه عليه :

    "و أن روح الكافر تتفرق في جسده، فينتزعها - أي ملك الموت - كما يُنْتَزَع السُّفود الكثير الشعب من الصوف المبلول، فتقطع منها العروق والعصب… الحديث"

    طريقة مؤلمة جدًا , و لكأنك تمرر انسانًا عبر مفرمة و تنزع لحمه من عظامه .

    أتعلمون ما هو الأمر المحزن بحق ؟ أنه في هذه الساعة الآلاف من الناس يموتون !

    الآلاف من الناس فقدوا حياتهم في هذه اللحظة و هم لا يعرفون الله !

    لا نستطيع أن نفعل شيئًا لهم , لقد فات الأوان و رحلوا , لن نستطيع انقاذهم حتى لو أردنا ذلك .

    الحقيقة الباعثة على الأسى هي أننا لا نستطيع انقاذهم , و لكن هناك أناسٌ كُثُر نحن قادرون على تخليصهم من براثن الشرك و الجهل بالله.

    يجب أن نحمل هذا القَبَس و هذا النور , نور الإسلام و نريه للعالم.

    هناك عبارة في الانجيل , و لا يهمنا إذا ما قالها عيسى عليه السلام بنفسه أم لا , فهي عبارة عميقة جدًا و رسخت في ذهني و كانت بمثابة نقطة فهم محورية استلهمتها في مهمتي الدعوية :

    " لا يوجد أحد يجلب "شمعة" إلى بيته و يكفيء عليها دلوًا "

    لأنه لن يستفيد أحد من ضوء هذه الشمعة.

    إذا أحضر أحدهم شمعة لمنزله , فسوف يضعها على منضدة تتوسط الحجرة , كي يستفيد الجميع من هذا النور.

    و لكن للأسف مسلمو هذا الجيل هم مجموعة من الشموع .... و لكنها مغطاة.

    لا أحد يستطيع رؤية نورنا ! لا أحد يستطيع رؤية الإسلام و معاينة الجمال الذي يحتويه هذا الدين !

    صدقوني .. أنا كنت أقف في الظلام و أرى هذا النور من النافذة !

    إنه أجمل نور يمكن أن تقع عليه الأعين ..

    نور الإسلام.

    إنه الكنز الحقيقي.

    بإمكان الآخرين رؤية هذا النور - و سوف يرونه - إذا أطلعناهم عليه.

    إذا جعلنا الإسلام ... إسلامًا بحق و صدق.

    إذا أصبح المسلم .. "مسلم" بحق و صدق.

    الدعوة إلى الله ليست أمرًا عويصًا أو معقدًا .... إنه أسهل مما تتصورون.

    أن نصبح مسلمين حقًا و نكون صورة لهذا الدين العظيم.

    أدرسوا تاريخ المسلمين , عودوا إلى تاريخ الإسلام ! لماذا غزا الإسلام العالم ؟ ليس بالحملات العسكرية و الحروب , بل فتحه "مسلمون" .

    أكثر دولة اسلامية ذات تعداد سكاني اليوم هي "اندونيسيا" , و ذلك بفضل الله ثم بفضل مسلمين كانوا "مسلمين" بحق.

    قلة من المسلمين هاجرت إلى تلك البلاد و قرروا أن يعيشوا حياتهم كمسلمين و لا يتخلوا عن دينهم كي يرضوا السكان المحليين.

    و عندما أتاهم الناس و سألوهم عن هؤلاء العرب المجانين الذين قد سمعوا عنهم , و أنتم أيضًا قد جئتم من تلك الصحراء و لديكم مبادي و قيم و أخلاق أفضل منا نحن بمراحل كثيرة , ماذا جرى لكم ؟ أجابوهم :

    " لا إله إلا الله محمدًا رسول الله"

    نحن نؤمن بأن هناك رب أسمه "الله" و أنه أرسل لنا محمدًا بهذا الدين , و نحن نقتدي به و نقتفي سنته و نستضيء بأسلوبه في الحياة , لهذا نحن كذلك.

    هذا هو الأمر الذي دانت به الدنيا للإسلام.

    هذا هو الأمر الذي أسر القلوب و أجتذب النفوس للإسلام.

    الصدق و الجمال و بساطة الرساله و قوتها.

    هذا ما اجتذبي و أسر قلبي ... للإسلام.

    هذا هو ما يحتاجه العالم بما يجري فيه من حماقات ؛ بساطة الإسلام , سواء أرادوا سماعها أم رغبوا عنها.

    إنهم يعلمون ذلك في دواخلهم و أعماق نفوسهم - إذا أريتهم الحق , حتى و لو أداروا ظهورهم له - فإنهم يعلمون بأنه الحق.

    و في يوم القيامة يمكنك الوقوف أمام الله سبحانه و تعالى و تبريء ذمتك.

    مما قاله الرسول صلى الله عليه و سلم للمسلمين في خطبة الوداع (هذه الخطبة التي لخص فيها أمورا كثيرة عن هذا الدين العظيم ) و هي من آخر كلماته عليه الصلاة و السلام ؛ و سوف أختم بهذا حتى تتبين لكم أهمية هذا الأمر و الدعوة إلى الله, فقد أعطى - عليه الصلاة و السلام - أمرًا لهؤلاء المسلمين كي ينقلوا كلماته و يحملوا تعاليمه و يستمسكوا بدينهم , و قال :

    "ألا هل بلغت....اللهم فاشهد قالوا نعم – قال فليبلغ الشاهد الغائب"

    و نزل قوله تعالى :

    "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا"

    يجب علينا تبليغ هذه الرسالة و نشر هذا النور.

    هذا هو الواجب الذي حمّلنا إياه الرسول الكريم و أمرنا به , عليه الصلاة و السلام , [ و شرفنا به الله سبحانه و تعالى ].

    نحن الأمة الوحيدة التي حملت على عاتقها التبليغ و الدعوة إلى الله , و أقرأوا سورة البينة سيتضح لكم صدق قولي إن شاء الله , نحن من حُمِّلنا هذه الأمانة بين الأمم و أُمِرنا بهذا الواجب الذي كان يختص الله به الأنبياء و الرسل , و ذلك لأن الوحي انقطع و النبوة انتهت.

    هذه هي مهمتنا , فالقرآن لن يسقط من السماء هكذا على رؤوس الناس , بل يجب علينا أن نقوم بهذه المهمة ....

    مهمة الدعوة إلى الله.

    لو لم يبلّغ الرسول عليه الصلاة و السلام رسالته , لحاسبه الله على ذلك .

    و نحن كذلك لو تهاونا أو قصرنا و فرطنا , لسألنا الله سبحانه و تعالى يوم القيامة عن تفريطنا , و لسألنا عن جارنا و زميلنا في العمل الذي لم نبلغه و نعرّفه بالله عز و جل , و سيأتي في الآخرة يسألنا :

    " كنت تعلم بأن هذا اليوم سيأتي , و علمت عن ما سوف يحصل لي , و لم تقل لي شيئًا !"

    سوف يشكونا هؤلاء الناس أمام الله ....

    لأننا نمتلك الحقيقة و نعيش بينهم , و لم نخبرهم عنها.

    لنتوقف عن الإختباء في مساجدنا و بيوتنا و قلوبنا و لنمنحهم هذه الحقيقة [ و هذا النور ] .

    أرجو أن تصدقوني عندما أقول لكم بأن هذه الحقيقة جميلة جدًا , و أتمنى أن تثقوا في كلامي عندما أقول لكم بأنهم سوف يقبلوها منكم إذا ما ناولتموهم إياها , فلا أحد يرفض شيئًا أصيلاً و جذابًا كهذا.

    و أحب أن أزف لكم البشرى بأنني أعمل في مشروع دعوي كبير و ذلك عن طريق نشر أقراص رقمية مدمجة "DVD" تعرف عن الإسلام و أسعى لوضعه في يد كل شخص غير مسلم في أمريكا , و قد بدأت في بعض الولايات و الأنباء مبشرة كثيرًا و هناك حالتا إسلام في الشهر و لله الحمد كأحدى الثمرات الطيبة و معلومات الإتصال الخاصة بي هي على هذه الأقراص و الناس تشاهد ما فيها من نماذج عرض و تعريف بقصتي و حقيقة الانجيل و يقومون بالإتصال بي و مهاتفتي و السؤال عن الإسلام , و أغلبهم يتقبل الإسلام و يعتنق هذا الدين الحنيف.


    _________________________________________________________

    لله درك يا يوشع ... يا فتى محمد

    نعم قلتها يا فتى محمد ....

    فلننشر هذا الدين .... و ننقذ هؤلاء المساكين و نخرجهم من هذا التيه ...

    التيه المظلم الذي كنت تتخبط في دياجيره , و منّ الله عليك بالإسلام و نصر بك هذا الدين في زمن ضعف فيه اليقين.

    زمن أصبح فيه الدين عادة و المال عبادة و البعد عن الله مفخرة و مأثرة , إلا من رحم ربي و ربك.

    زمن التيه ....

    كم أنا خجِل منك ... يا أيها "المسلم" الجسور و الموحد الغيور !

    بحثت و قرأت فآمنت و صدقت و أذعنت و سلّمت لله و أسلمت , ثم عزمت و دعوت و حملت قبس النور لتهدي الحيارى و تأخذ بيد الضُلال نحو النور .... نور الإسلام.

    لم تضن عليهم بهذه المنحة الربانية و النعمة الإيمانية ......

    لم تكتفي بإسلامك أو تقول بأن "الهداية على الله" فقط , و لم يفت في عضدك قرب عهدك بالإسلام , و لكن قلتها و أخذت بالإسباب و أخذت على عاتقك نشر النور الذي رأيت و الحق الذي وجدت بين الناس , هؤلاء الناس الذين أشفقت عليهم و رحمتهم و أردتهم أن يعرفوا خالقهم و يشكروا رازقهم و يعبدوا ربهم .. الله لا إله إلا هو سبحانه.

    يحق لي أن أبكي على نفسي و أندب مهجتي , و أنا المسلم ابن المسلم ابن المسلم .....

    لله درك يا يوشع ... يا فتى محمد

    بأمثالك سنخرج إن شاء الله من هذا الضياع و التردي , كما سوف تخرج بإذن الله عشيرتك و قومك من هذه المفازة الروحية الخاوية و الصحراء الأخلاقية المجدبة إلا من مزامير الشيطان و ألحان الكهان , كما أخرج بن نون عليه السلام عشيرته من تيه سيناء و غضب رب السماء.

    بأمثالك سوف نعود بإذن الله مسلمون إسمًا و رسمًا خلقنا القرآن و هدينا سنة خير الأنام عليه الصلاة و السلام .

    جزاك الله خير الجزاء و ثبتك على دين الحق , و غفر لنا تقصيرنا و رحم ضعفنا و هواننا.



    و الحمد لله رب العالمين

    أخوكم
    نسر القمم



فتى محمد : يوشع حنيف ايفانز Joshua Haneef Evans

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. أحمد ديدات - ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد - مترجم لأول مره
    بواسطة shakalala2 في المنتدى منتديات محبي الشيخ أحمد ديدات
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 28-07-2011, 05:04 PM
  2. رجيم ينحف نصف كيلو في اليوم , 6 كيلو في شهر...رجيم روعه..رجيم سريع المفعول..افضل رجيم
    بواسطة مريم في المنتدى قسم العناية بالبشرة والصحة والجمال
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 14-06-2010, 07:49 PM
  3. رجيم ينحف من 6الى9 كيلو في الاسبوعين..رجيم سريع..رجيم صحي..رجيم روعه..اسهل رجيم...ارو
    بواسطة مريم في المنتدى قسم العناية بالبشرة والصحة والجمال
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 14-06-2010, 07:41 PM
  4. المصحف المرتل (جودة عالية): أحمد محمد سلامة (رواية حفص عن عاصم)
    بواسطة فريد عبد العليم في المنتدى المنتدى الإسلامي العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 15-01-2010, 02:00 AM
  5. Why Josha Evans chose Islam? - English
    بواسطة فريد عبد العليم في المنتدى English Forum
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25-11-2009, 02:26 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

فتى محمد : يوشع حنيف ايفانز Joshua Haneef Evans

فتى محمد : يوشع حنيف ايفانز Joshua Haneef Evans