.
الجواب
الإمام المرحوم / الشعراوي يعطي درس للهؤلاء الجهلة أعداء الدين في أصول وقواعد اللغة العربية .
{إن هذان لساحران .. "63"}
(سورة طه)
فالمعنى: ما هذان إلا ساحران، فتكون اللام في:
{لساحران .. "63"}
(سورة طه)
بمعنى إلا.
كأنك قلت: ما هذان إلا ساحران.
وتأتي اللام بمعنى إلا، إذا اختلفنا مثلاً على شيء، كل واحد منا يدعيه لنفسه، فيأتي الحكم يقول: لزيد أحق به، كأنه قال: ما هذا الشيء إلا لزيد.
إذن: اللام تأتي بمعنى إلا.
وعلى القراءة الثانية بالتشديد (إنَّ هذان لساحران) فإن حرف ناسخ ينصب المبتدأ ويرفع الخبر، تقول: إنَّ زيداً مجتهد، أما في الآية بهذه القراءة: (إنَّ هذان لساحران) جاء اسم إنَّ هذان بالرفع بالألف؛ لأنه مثنى، والقاعدة تقتضي أن نقول (هذين).
فكيف يتم توجيه إنَّ المشددة الناسخة وبعدها الاسم مرفوع؟
قالوا: هذه لغة كنانة إحدى قبائل العرب، وكان لكل قبيلة لهجتها الخاصة ولغتها المشهورة فيقولون:
جعجعة خزاعة، وطمطمانية حمير، وتلتلة بهراء، فحفحة هذيل .. الخ.
ولما نزل القرآن نزل على جمهرة اللغة القرشية؛ لأن لغات العرب جميعها كانت تصب في لغة قريش في مواسم الحج والشعر والتجارة وغيرها، فكانت لغة قريش هي السائدة بين لغات كل هذه القبائل؛ لذلك نزل بها القرآن، لكن الحق تبارك وتعالى أراد أن يكون للقبائل الأخرى نصيب، فجاءت بعض ألفاظ القرآن على لهجات العرب المختلفة للدلالة على أن القرآن ليس لقريش وحدها، ليجعل لها السيادة على العرب، وإنما جاء للجميع.
ومن لهجات القبائل التي نزل بها القرآن لهجة كنانة التي تلزم المثنى الألف في كل أحواله رفعاً ونصباً وجراً.
وشاهدهم في كتب النحول قول شاعرهم:
واهاً لسلمى ثم واهاً واها هي المنى لو أننا نلناها إن أباها وأبا أباها يا ليت عيناها لنا وافاها
وموضع الخلخال من قدماها
قد بلغا في المجد غايتاها
فقال: إن أبها. ولم يقل: إن أبيها؛ لأنه يلزم المثنى الألف.
إذن: لم ينزل القرآن بلغة قريش على أنها لغة سيادة، وإنما لأنها تنطوي على زبدة فصاحات لغات الجزيرة كلها، وكانت لغة قريش تصفى في مواسم الشعر والأدب في عكاظ وذي المجنة وغيرها.
.
المفضلات