الأخت الفاضلة حقيقة لم اقف حتى الأن على فهم مرادك من السؤال حول تلك الجزئية تحديدا رغم أن الرد فى الرابط على موقع الإسلام سؤال وجواب والذى ارفقتيه فى مداخلاتك الثانية كافى شافى وفيه وضح الامام النووى المغزى من حشر الحيوانات وعلق بأن القصاص بينها هو قصاص مقابلة اى واحدة بواحدة لا تكليفيا ثواب وعقاب .
وقد ذكر الإمام الرازى فى تفسيرة قولا ما أحسنة فى تفسير الأية الكريمة " وَإِذَا الوحوش حُشِرَتْ " فقال رحمه الله
أما قوله { ثُمَّ إلى رَبّهِمْ يُحْشَرُونَ } فالمعنى أنه تعالى يحشر الدواب والطيور يوم القيامة ، ويتأكد هذا بقوله تعالى : { وَإِذَا الوحوش حُشِرَتْ } [ التكوير : 5 ] وبما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « يقتص للجماء من القرناء » وللعقلاء فيه قولان :
القول الأول : أنه تعالى يحشر البهائم والطيور لإيصال الأعواض إليها وهو قول المعتزلة . وذلك لأن إيصال الآلام إليها من سبق جناية لا يحسن إلا للعوض ، ولما كان إيصال العوض إليها واجباً ، فالله تعالى يحشرها ليوصل تلك الأعواض إليها .
والقول الثاني : قول أصحابنا أن الإيجاب على الله محال ، بل الله تعالى يحشرها بمجرد الإرادة والمشيئة ومقتضى الإلهية . واحتجوا على أن القول بوجوب العوض على الله تعالى محال باطل بأمور :
الحجة الأولى : أن الوجوب عبارة عن كونه مستلزماً للذم عند الترك وكونه تعالى مستلزماً للذم محال ، لأنه تعالى كامل لذاته والكامل لذاته لا يعقل كونه مستلزماً للذم بسبب أمر منفصل ، لأن ما بالذات لا يبطل عند عروض أمر من الخارج .
والحجة الثانية : أنه تعالى مالك لكل المحدثات ، والمالك يحسن تصرفه في ملك نفسه من غير حاجة إلى العوض .
والحجة الثالثة : أنه لو حسن إيصال الضرر إلى الغير لأجل العوض ، لوجب أن يحسن منا إيصال المضار إلى الغير لأجل التزام العوض من غير رضاه وذلك باطل ، فثبت أن القول بالعوض باطل . والله أعلم .
وفى الحجة الثانية مما ذكره الإمام بلاغة ما بعدها تعليق فالله تعالى عادل وطالما حكم فإنه سيحسن الحكم .
وفى نفس الأية ذكر الماوردى فى النكت والعيون اربعة تاويلات كل بسندها
أحدها : جمعت ، قاله الربيع .
الثاني : اختلطت ، قاله أبي بن كعب فصارت بين الناس .
الثالث : حشرت إلى القيامة للقضاء فيقتص للجمّاء من القرناء ، قاله السدي .
الرابع : أن حشرها بموتها ، قاله ابن عباس .
وقال المازري في المُعَلِم : واضطرب العلماء في بعث البهائم . وأقوى ما تعلّق به من يقول ببعثها قوله تعالى : { وإذا الوحوش حشرت } . وقد قيل : إنّ هذا كلّه تمثيل للعدل . ونسبه المازري إلى بعض شيوخه قال : هو ضرب مَثل إعلاماً للخلق بأن لا يبقى حقّ عند أحد ونقل هذا القول عنه صاحب التحرير والتنوير وكذا الشنقيطى فى اضواء البيان ،
والعائد من كل ما نقلنا هو أنه تجمع الحيوانات يوم القيامة للقصاص والمقتص منها هو العادل جل شأنه وعليه وجب التوقف عن الكيفية إلا ما أوردنا من أقوال أهل العلم وكل له تأويله ، فعقيدتنا فى اسماء الله وصفاته ثابته وما ندور حوله يدخل تحت عدله جل فى علاه .
قال السعدى فى تاويل { وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ } أي: جمعت ليوم القيامة، ليقتص الله من بعضها لبعض، ويرى العباد كمال عدله، حتى إنه ليقتص من القرناء للجماء ثم يقول لها: كوني ترابا.
هذا بالنسبة لنظرة الإسلام للحيوان فى الأخرة أما عن الدنيا فإنه أمر بالرفق بها بل وغلظ العقاب لمن تجبر عليها والشواهد على ذلك كثيرة وليست محل موضوعنا إلا أذا أراد السائل .
أما عن النصرانية لا أدرى ما أقول فيكفى ان ربهم خروف له سبعة اعين فهل تراه سيعذب من هم على فصيلته![]()
المفضلات