

-
تعليق الشيخ رائد حليحل رئيس اللجنة الأوربية لنصرة خير البرية على الزيارة
حسبنا الله ونعم الوكيل
أنقل بعض ما قاله الشيخ رائد حليحل رئيس اللجنة الأوربية لنصرة خير البرية
يقول :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء وإمام المرسلين وبعد:
وردتنا تساؤلات كثيرة من جهات إعلامية، ( إسلامية وغربية )، وكذا من بعض الشخصيات الإسلامية بل حتى من أفراد جاليتنا المسلمة في الدانمرك، عن زيارة الأستاذ عمرو خالد ومدى التنسيق بينه وبين الجهة المسئولة عن نصرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في الدانمرك، ألا وهي ( اللجنة الأوروبية لنصرة خير البرية ) والتي هي عبارة عن تجمع كريم يحوي الغالبية العظمى من المراكز والجمعيات والفعاليات الإسلامية داخل الدانمرك، ومن شتى الجنسيات والمستويات، وكنا في اللجنة نتحاشى الحديث عن سلبيات هذه الزيارة آملين من الأستاذ تداركها ـ بعد إعلامه وإخباره بخطورة هذا المنزلق ـ وحتى لا يكون موقفنا ذريعة يتمسك بها من يريد إفشال أي خطوة للحل أو إظهارنا كذلك، مما سيكون له انعكاس سلبي على مستقبل العمل الدعوي، إذ سيستغل ذلك لتهويل القضية وتوسيع الشقة وإظهار الخلاف.
ولكن وبعد أن رأينا إصراراً من الأستاذ ومن وراءه على برنامجهم، وتجاهلاً منهم متعمداً لدور مسلمي الدانمرك، كان لزاما علينا إحقاقاً للحق وتبياناً للواقع وإزالة للبس كنا نتمنى زواله دون مداخلة واضحة منا، ورعاية لأمانة لا يجوز تضييعها، فإنا نحب أن نضع بين يدي الرأي العام المعطيات التالية:-
لقد مر على قضية الرسوم المسيئة خمسة أشهر ومن الغريب جداً أنا لم نسمع صوتا للأستاذ عمرو خالد خلال كل هذه الفترة ـ لاسيما في شهر رمضان عندما كانت دروسه عن المصطفى صلى الله عليه وسلم تطل على العالم كله عبر قناة كان لها الدور الكبير في إبراز الأستاذ عمرو وكأنه الوحيد المنقذ من الضلالة، وكأنه فريد دهره ووحيد عصره، والأعجب من ذلك أنه عندما تعاظمت ردود الفعل الإسلامية على هذه الإساءة أيضاً لم نسمع له صوتاً، اللهم إلا ما كان من محاولة لإخماد الجذوة العارمة وإيهام الناس أن هذا كله لا يجدي وأنه لا بد من الحوار، ولعمري كم هو عجيب أن تتوافق دعوته الكريمة مع دعوة الحكومة الدانمركية للحوار كبديل عن الاعتذار. ولكن أليس غريباً جداً، ونحن نسمع من الأستاذ دروساً عن صناعة الحياة واحترام التخصصات، أننا نجده في هذه القضية أبعد ما يكون عن احترام التخصص حتى أنه وقع بأخطاء كثيرة، ولعل اللوم على من زوده بها، مما يشعر أنه عاجز عن حل مُرضٍ ومنصف، هذا في أحسن الأحوال، لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره وأنا سأتوقف عند محطات مهمة من كيفية علاج أستاذنا للقضية.
1ـ حاول جاهداً أن يقول أن الجريدة التي اقترفت هذا العمل جريدة مغمورة ومركزها يوجد في ضاحية من ضواحي الدانمرك النائية، حتى أنه أعطى رقماً غريباً، فقال أنها تطبع في اليوم ثلاثة آلاف نسخة فقط. سامح الله أستاذنا فقد قلل من خطورة الإساءة بطريقة عجزت عنها حكومة الدانمرك نفسها!!!.
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة، من أين يستقي الأستاذ معلوماته؟ ألم يكن حرياً به أن يسأل إخوانه المسلمين في الدانمرك ليزودوه بكل التفاصيل على قاعدة ( أهل مكة أدرى بشعابها ) أم أنه قد صنف المناوئين للرسومات بأنهم متطرفون ـ كما ألمح لذلك مدير مكتبه عندما سئل عن لقاء الأستاذ مع لجنة المناصرة فقال: أن الأستاذ الكبير لن يلتقي بالمتطرفين من الطرفين!!! ـ
بالله عليكم أيجوز أن يقول هذا وفي الوقت هذا رجل كهذا ـ علما أن الجريدة اليوم من أهم الجرائد على الإطلاق وعمرها قريب من 160 عاما وعندما ظهر رئيس التحرير من أيام على شاشة القناة الثانية الدانمركية قُدم على أنه رئيس تحرير أكبر وأهم الجرائد في الدانمرك.
2ـ تردد كثيراً على لسان الأستاذ كلمة يرى نفسه موفقا جداً بها ـ لذا يكررها ـ لكني لم أفهمها حتى هذه اللحظة يقول أن كل ما يجري كان انتصاراً وخدمة لـ ( محمد ) أما جزئية ( رسول الله ) فلم نعمل لها شيئا حتى الآن. أيعقل أن يستخف بكل ما جرى ليأتي الأستاذ يخدم ـ الرسالة ـ بحواره الهادئ الهادف.
من قال للأستاذ أن مشاعر المسلمين التهبت حزناً على شخص عربي اسمه محمد. والله ما قام من قام بما قام به إلا نصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ـ يكفي أن ما جرى كان له وقع الصدمة في الغرب كله لأنهم في حالة لا يعلمون قيمة الرسل ولا يقيمون وزناً للقداسة فكانت ردات الفعل خير دليل بل خير رسالة نؤديها إلى العالم دفعت الكثير منهم إلى قراءة المزيد عن الإسلام. أليس هذا خدمة الرسالة أم أنه لن يكون العمل صحيحاً حتى يمر عبر صناعة الحياة؟!!!.
3ـ من المفارقات العجيبة أن الأستاذ قلل من شأن المقاطعة والغضبة العارمة ليقول هذه لن تُجدي شيئاً، ويكفي هذا، فقد وصلت الرسالة أننا نحب النبي ونغضب له، وقد آن الأوان للحوار. ولما انتقد على هذا الكلام، أخذ يحاول الالتفاف عليه ليقول : أنا لم أقلل من شأن المقاطعة؟!!
وسؤالنا هذا واضح جداً , إن الغضبة في عالمنا الإسلامي لم تكن فقط للتعبير عن حبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بل للضغط على المسيء حتى يرتدع عن إساءته. ولكن وعي بعض ( الدعاة؟؟ ) وكلامهم عن الحوار الذي تلقفه المسيئون لينقذهم من أزمتهم هو الذي أجهض هذه القضية وأفرغها من محتواها.
والسؤال هنا من المستفيد من هذه المحاورة، الظالم أم المظلوم؟ فتأمل!!
4ـ إمعاناً من أستاذنا في الاعتداد برأيه والتقليل من قيمة أي رأي آخر، نراه يقول أن استصدار قانون لا قيمة له، المهم الحوار؟ سبحان الله ما أشبه كلامه بكلام الحكومة الدانمركية بل بكلام الاتحاد الأوروبي كله، من أين أتى بهذا الكلام؟ وكأني به لا يعرف شيئا عن الغرب وكيف يتعامل. آن الأوان للداعية أن يعلم أن الغرب لا يعرف شيئا عن القداسة وبالتالي أن نَكِلهم إلى عقولهم وأدبهم واحترامهم لنا ـ بعد الحوار ـ أمر مستغرب، وليعلم أنه لا قيمة لشيء في الغرب إلا تحت مظلة القانون ـ هنا أسأله، أيستطيع أن يحاور أحداً في الغرب عن الهولوكوست ـ ما دام أن الحوار هو الحل ـ أم أن موضوع الهولوكوست حماه القانون.
5ـ سيأتي الأستاذ للحوار وأنا هنا أسأله: من سيحاور؟ وما هي ضوابط هذا الحوار؟ وما هي القواعد التي سيحتكم إليها مع من يحاور؟ والأهم من كل هذا من هو صاحب مبادرة الحوار؟!!!.
ولماذا هذا الحوار؟! أستاذنا لن يحاور ـ طبعا ـ خمسة ملايين دانمركي، ولن يحاور الصحيفة وأرباب السوء فيها، ولا أظنه سيحاور الحكومة. الذين سيحاورهم مجموعة مثقفة متفهمة، وقد يكون من بينهم مشاغب ( تكملة للمسرحية ).
أما ضوابط الحوار فأظنها غير موجودة عند الأستاذ، حتى يعطي صورة متسامحة عن الإسلام، ( حسب تصوره ) أما الطرف الآخر وهو الذي طلب الحوار، إنما طلبه ليفهم المسلمين طبيعة الحياة الديمقراطية وقيمة حرية الرأي في الغرب وأنه يحترم الأديان لكن هذا لا يتعارض مع السخرية والتهكم بها. فعلى المسلمين أن يفهموا أو يتفهموا الغرب. وأوضح من ذلك ما قيل من ترجمة للدستور الدانمركي إلى اللغة العربية ليدعونا إلى الحرية العظيمة التي لا نعرفها ولا نقدرها ـ كما يقولون؟!!!.
وبالتالي ما جدوى الحوار الآن وما النتائج المرجوة منه؟ أظن أن خير من يجيب على هذا السؤال، إنما هو الحكومة التي أطلقت هذا الشعار، والتي رحبت بدعوة الأستاذ عمرو خالد دون غيره من العالم الإسلامي على اتساعه!!!.. فهلا راجع الأستاذ عمرو خالد عمله هذا وسال نفسه سؤالاً مهماً لمصلحة من هذا الحوار بهذا الوقت وبهذا الشكل؟!!! ولكن بشرط أن يبتعد عن المستشارين ومديري عمله وليُعدّ جواباً لهذا، يقتنع هو به أولا ثم يقنع إخوانه (المسلمين) في العالم لا سيما في الدانمرك، والأهم من ذلك كله ما هو الجواب الذي أعده لله ولرسوله يوم القيامة؟!!!.
وختاما نقول بغض النظر عن رأينا بمنهج الأستاذ وعلمه وأسلوبه ووضعه، إلا أننا نصحاً لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم نقول: لا نسمح لأحد أن يزايد علينا بقضية الحوار لأنها أصلاً من مبادئ القرآن ونحن ندعو لها. بل ما خروجنا إلى العالم الإسلامي طالبين منه النصرة إلا لأننا نريد الحوار وإشراكهم به، ولكن ما نعترض عليه الآن تحديداً هو المبادرة اليتيمة من الأستاذ عمرو خالد، بل والعقيمة لأنها لم تستند على أصل ولا فصل فإنها لم تخرج من توافق إسلامي عالمي، ولا يغرنك هنا إيراد أسماء لعلماء ودعاة، فإن غاية الأمر أنهم وقعوا على بيان من ثمان نقاط، بينما الأستاذ عمرو خالد له أجندة خاصة بحوار على طريقته سوف يحشد له من يكون على شاكلته ويحاول التدليس باستخدام أسماء هؤلاء العلماء وكأنهم وراء عمله بهيئته الحالية، وهذا ما أعلم أنه غير مطابق للواقع.
وإلى جانب كونه يتيماً لم يعتمد على توافق إسلامي عالمي أيضاً فيه تجاهل سيء ومتعمد لمسلمي الدانمرك، وكأن الأستاذ يخجل منا أن يراه الدانمركيون ينسق معنا. وليكن بعلم الأستاذ أنه لن يسعفه الاحتجاج بأن المصلحة العامة مقدمة على المصلحة الخاصة وبالتالي لا مانع من تجاهل المسلمين لصالح إيصال الدعوة. فأقول كفانا سذاجة ولنعلم أن إقصاء مسلمي الدانمرك خطة الحكومة الحالية، فلا يجوز لمسلم أن يعينهم عليها، مع تذكير الأستاذ أنه عندما ينتهي مؤتمره سيرجع من فندقه وقاعاته ليبقى مسلمو الدانمرك في المواجهة. فنحن أولاً وأخيراً المحتكون والمتعاملون من المجتمع، ولدينا من الكوادر والطاقات ما يغنينا عن هذه ( السياحة ) ليأتينا أناس لا يعرفون شيئا عن الدانمرك، فإنها وإن كانت تجمعها قوانين مشتركة مع الغرب كله إلا أن لها خصوصيات نحن أعرف الناس بها فكيف لمن يجهلها أن يتحاور ـ اللهم إلا إن كان سيقف إلى جانب المجتمع الدانمركي ضد المسلمين كما فعل جماعة ( يلا شباب ) من قبل فأصبحوا يعطوننا دروسا في الاندماج الإيجابي في المجتمع ونحوه، فليتق الله هؤلاء وكفاهم استعلاءً وكأنهم لوحدهم الأعرف والأقدر على إدارة الأزمات، بل هؤلاء بهذه الطريقة هم من يختلقون الأزمات.
لذا فإن حضور الأستاذ عمرو بهذه الظروف وبهذه الخلفية وبالنتائج المتوقعة وبتوظيف هذه الزيارة لمصالح الظالم ضد المظلوم، فإن زيارته ليست محل ترحيب من المسلمين مهما حاولوا من ذر الرماد في العيون عندما طالعتنا صفحة الأستاذ أن هناك لقاءً سيعقده مع المسلمين يوم الأحد 12 / 3 / 2006 م في قاعة في كوبنهاجن. أقول هذا لا علم لنا به ولا يوجد تنسيق حوله وهو غير كاف أبداً وأظن أنه علاج عكسي للمشكلة لأن الأستاذ اليوم يتعرض لنقد كبير، بل لضغوط تثنيه عن هذا المشروع الفاشل، فيحاول امتصاص النقمة بأن يلتقي بالمسلمين (وليس بدعاتهم).
أحب أن أطمئنه أن اعتراضنا ليس لأننا متشوقون للجلوس معه بل لحرصنا عليه إذ من الخطأ أن يستقي معلوماته من غير المسلمين ومن الخطأ أن يطرح حلاً ليس محل اتفاق بينهم ولا يصح له أن يتفرد به ليصبح طوق نجاة للمسيئين.
لذا أطالبه أخيراً أن يراجع نفسه ملياً قبل إقدامه على عملٍ أخشى أن يكون بمثابة الانتحار له على المستوى الدعوي، لأنه بعمله سيذهب هذه الهالة الكبيرة الموضوعة حوله، وسيتعرى تماماً إن لم أقل أنه سيحرق أوراقه بنفسه. فعليه أن يطبق ما يعلمه من أصول وضوابط ( لصناعة الحياة ) وليتذكر أن يد الله مع الجماعة ومن شذَّ شذَّ في النار.
وجزاكم الله خيراً اخى
-
جريدة الأسبوع و كشف ما حدث فى الزيارة
http://www.elosboa.com/elosboa/issues/469/0404.asp
اشتباك
'الاعتراف بالحق فضيلة'
عمرو خالد يعترف بفشل مؤتمر كوبنهاجن
برلين * وليد الشيخ
لقد جاء قرار المدعي الدنماركي 'هنينج فودي' في بيان له يوم الأربعاء الماضي 15 مارس برفض توجيه أي اتهامات ضد صحيفة 'يولاندز بوستن' الدنماركية التي نشرت الرسوم المسيئة للنبي محمد صلي الله عليه وسلم بحجة أن الصحيفة بنشرها الرسوم الاثني عشر لم تنتهك قانون ازدراء الأديان الدنماركي ليأتي بمثابة اللطمة السريعة والمهينة في آن واحد وإعلان لا يقبل النقاش بالفشل الذريع 'لمؤتمر الحوار' الذي عقده عمرو خالد والوفد الذي رافقه في الدنمارك. الأمر الذي أكد صحة مواقف غالبية العلماء المسلمين الكبار ومعظم منظمات العالم الإسلامي التي رفضت منذ البداية هذه الخطوة الفردية من عمرو خالد وزملائه من الدعاة الجدد خاصة مع وجود رفض إسلامي واضح تجاه هذه الخطوة من معظم المرجعيات الدينية الكبري سنية كانت أم شيعية خاصة في ظل إصرار الجانب الدنماركي علي رفض تقديم الاعتذار للمسلمين أيا كان الأمر، ولأن ذلك سيعد بمثابة تفريط في الورقة الوحيدة التي يمسك بها العالم الإسلامي الذي توحد لأول مرة منذ عقود حول قضية واحدة وهي 'المقاطعة الاقتصادية' حيث لا يفهم الغرب سوي هذه اللغة التي تتعلق بمصالحه المادية المباشرة أكثر بكثير من 'حكاية الحوار' خاصة أنهم ينظرون للعالم الإسلامي علي أنه عالم جاهل متخلف يؤمن بغيبيات عفا عليها الزمن.
ورغم الانتقادات العديدة التي واجهتها مبادرة عمرو خالد إلا أن 'اللجنة الأوربية لنصرة خير البرية' في الدنمارك التي تضم تجمع المنظمات الإسلامية في الدنمارك التي حملت منذ البداية علي عاتقها مواجهة الصحيفة والحكومة في الدنمارك رأت أنه ربما يكون أكثر الانتقادات موضوعية هي ما وجهها الزميل 'محمود بكري' في 'الأسبوع' مما جعلها تضع المقالة علي صدر صفحتها الالكترونية والتي أكد فيها أن الصحيفة دعمت عمرو خالد منذ البداية إلا أن هذه الخطوة بالذات كانت خاطئة تماما منه لأسباب خمسة أوجزها في أنه كان عملا فرديا ترفضه كل قطاعات الأمة دون أي استماع لنصائح أئمة وعلماء المسلمين أو اهتمام بدماء المئات من المتظاهرين المسلمين احتجاجا لكرامة نبيهم علي يد أجهزتهم القمعية وأنه بذلك يخرق إجماع الأمة الذي تعزز للمرة الأولي منذ زمن بعيد كما أن ذلك تم حتي دون التنسيق مع أعضاء الجالية الإسلامية في الدنمارك والذين كانوا بمثابة الشرارة التي تصدت لحملة الافتراءات البذيئة بل وتجاهلهم تماما مما يتيح لقوي التطرف اليميني في الدنمارك دعم موقفها تجاههم بأنهم مجرد متطرفين تجب معاقبتهم علي إثارة العالم الإسلامي ضد بلدهم، وأن هذه الخطوة ورغم إدراك نبل مقصدها إلا أنها تأتي في النهاية كطوق نجاة لحكومة الدنمارك، ولرئيس وزرائها المتعصب الذي رفض.. هو والصحيفة تقديم أي اعتذار، مما حذر بأنها سوف تحدث أثرا بالغ السوء علي مطالب المسلمين ومنظماتهم في كافة أنحاء العالم، والتي دعت إلي تدخل الأمم المتحدة لاستصدار قرار يجرم الافتراء علي الأديان أو الرسل أو المساس بالمقدسات.
إلا أن عمرو خالد رد علي مثل هذه الانتقادات بالقول: 'إن المهم هو بناء الجسور بدلا من حرقها' مضيفا أن الشيخ القرضاوي نفسه يؤكد أن القرآن كتاب حوار لذا فهو لا يفهم سبب معارضته لهذا المؤتمر ثم أضاف قائلا: 'إننا نري أن أمامنا نحن المسلمين في الأعوام العشرين القادمة أن نختار بين بديلين: فإما صدام الحضارات وإما تعايش الحضارات' وأن هناك أيدي ماكرة تريد عزل المسلمين عن العالم وأنه يجب علينا تفويت هذه الفرصة بدلا من الاعتراض من دون مسببات حقيقية، وهو يتكلم هنا وكأن المشكلة هنا مشكلة حوار أو أن المسلمين يتبادلون الإهانات مع الغرب وأنه لابد من إيقاف الانتهاكات من قبل الطرفين مع أن الضحية هنا هم المسلمون والجناة هنا ليس 'الشعب الدنماركي المحايد' الذي لا يفهم الإسلام أو نبيه أو قرآنه بل الجناة هم صحفيون وصحف يمينية معادية للأجانب ورئيس وزراء استفز جميع المسلمين في العالم رافضا تقديم أي اعتذار بل ومصرا علي تأييد كل ما نشر بحجة أنه تعبير عن حرية الرأي ووصف المتظاهرين والمحتجين من العالم الإسلامي بأنهم متطرفون راديكاليون يريدون أن يفرضوا مفاهيمهم المتخلفة علي العالم الحر، بل إن وزيرة الثقافة السابقة بالدنمارك 'غريثا روستيبول' نفسها والتي ترأس حاليا المجلس الدنماركي للتعاون الثقافي بين الشعوب أكدت قائلة: 'أنه لا حوار بين ثقافات دون احترام متبادل'.
وقد وضح صدق كل الانتقادات والمخاوف مع بدء عقد المؤتمر الذي استضافه المعهد الدنماركي للدراسات الدولية في العاصمة كوبنهاجن لعمرو خالد ومرافقيه الشيخ 'حبيب الجفري' والدكتور 'طارق سويدان' وبعض الشباب المسلم بعنوان 'هذا نبينا' في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن يومي 9 و10 مارس، حيث وجهت الحكومة لطمة للمؤتمر منذ البداية فلم يحضره لا رئيس الوزراء الدنماركي ولا حتي وزير الخارجية الذي كان قد وجه الدعوة لعمرو خالد.
الأمر الذي أشعر المشاركين بالاهانة في ظل الضغوط والانتقادات الاسلامية التي حذرتهم من البداية مما جعل تصرفاتهم يسيطر عليها الغضب والتوتر ففوجئنا بالدكتور طارق سويدان يطالب الدنمارك بالاعتذار ليس عن الرسوم بل عن إهانة المسلمين متمثلة في إهانة شخص النبي محمد، حسب تعبيره ثم انفعل مذكرا الدنماركيين أن رئيس وزرائهم رفض مقابلة أحد عشر سفيرا عربيا واستمر في الانفعال ثم الهدوء ثم الانفعال حتي نهاية المؤتمر، بل انه حتي عمرو خالد احتد منفعلا لدرجة أنه اعترف بفشل المؤتمر تماما وبخطئه في القيام بهذه الزيارة بعبارة لا تحتاج لتعليق بقوله 'انني جئت مع اخواني بيد ممدودة لكنني لم أجد يدا ممدودة في المقابل'!.
ولكن بعد أن حذرت فتاة دنماركية تدعي 'كرستين' من انهيار التقارب بين الشباب الدنماركي وشباب العالم الاسلامي بسبب 'هذا الكلام الحاد'. وطبعا المقصود بالحاد هو انتقاد الحكومة الدنماركية والمطالبة باعتذار رسمي وحينها هدأ طارق سويدان وترقرقت الدموع في عيون عمرو خالد علي حد تعبير البي. بي. سي، لكن في نهاية الجلسة الثالثة أعلن عمرو خالد عن مجموعة من المطالب العامة كانشاء مركز للحوار، والتعريف بالاسلام في مناهج التعليم وخاطب سويدان الدنماركيين من المشاركين في المؤتمر قائلا: 'نحن نطالب باعتذار رسمي من جانب حكومتكم للأمة الاسلامية وللمسلمين في الدنمارك'. كما دعا سويدان الاتحاد الأوربي إلي اصدار قوانين تحرم اهانة الشخصيات الدينية إلا أن 'ايفيند فيسيلبو' النائب عن حزب الأحرار الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء الدنماركي رد قائلا: 'إننا لا نستطيع اعطاءكم ما تطلبونه، وإنما نستطيع تقديم الصداقة والحوار'.. وهو ما جاء بمثابة الاعتراف الصريح والمهين للحاضرين بقولهم 'إننا نقبل التكرم 'بتقديم' الصداقة والحوار تجاهكم لكننا لن نعتذر عن اهانة نبيكم أو الالتزام بقوانين تمنعنا من ذلك'. لكن بالمقابل تماما دعا وزراء خارجية الاتحاد الأوربي يوم 11 مارس الماضي وبعد الاضرار الكبيرة التي تعرض لها ليس فقط اقتصاد الدنمارك وبعض دول الاتحاد الأوربي بل ايضا سمعة هذه الدول في الوطن العربي.. إلي العمل مع الدول الاسلامية من أجل اعداد مشروع قرار للأمم المتحدة يساعد في تخفيف التوترات التي سببتها الرسوم المسيئة للنبي محمد صلي الله عليه وسلم فقد اقترح 'خافيير سولانا' مسئول السياسة الخارجية بالاتحاد و'بينيتا فيريرو فالدنر' مفوضة العلاقات الخارجية في بيان مشترك أن يعد الاتحاد الأوربي ومنظمة المؤتمر الاسلامي مشروع قرار مشترك للأمم المتحدة يدعو للتسامح الديني الأمر الذي انتقده 'بير شتيج مولر' وزير خارجية الدنمارك والذي وجه الدعوة لعمرو خالد قائلا: 'انه غير واثق بتوصل دول الاتحاد الأوربي ودول المنظمة الاسلامية إلي الاتفاق علي مشروع قرار مشترك'. من ناحية أخري أكد مسلمو الدنمارك الفشل الذريع للمؤتمر ووجهوا عتابا لعمرو خالد لعدم حصوله علي توافق اسلامي عالمي وللتجاهل الذي وصفه رئيس 'اللجنة الأوربية لنصرة خير البرية' الشيخ 'رائد حليحل' بأنه 'سيئ ومتعمد' لمسلمي الدنمارك مما وظف الزيارة لمصالح الظالم ضد المظلوم، ومشيرين لعدم احترام وزارة الخارجية للوفد بل حتي امتناعهم عن لقائه بحجة عدم توافر الوقت تماما كما كانوا قد فعلوا مع سفراء الدول الاسلامية في شهر أكتوبر الماضي رغم أن المؤتمر عقد علي بعد أمتار من مقر وزارة الخارجية مكتفين بتمثيل القس 'بيشوب' مدير المركز الدنماركي للدراسات الدولية في القاهرة للجانب الدنماركي الرسمي وأكدوا فشل المؤتمر الذي لم يخرج بأي نتائج أو توصيات حقيقية أو حتي بيان ختامي ولا حل أزمة الرسوم ولا ساعد في التقريب بين الديانتين وأنه غلب عليه الطابع الشعبي الثقافي ولم يكن له أي صدي في الأوساط السياسية الدنماركية ولم ترد له أي إشارة في الحكومة وأنه كان أشبه بجلسة مغلقة وأنه حتي شعار 'هذا نبينا' الذي كان عنوانا للمؤتمر لم يأخذ من وقت المؤتمر سوي 15 دقيقة وهو ما ذهبت إليه أيضا الجالية السويدية التي ركزت علي انتقاد تهميش أصحاب القضية من المسلمين في الغرب القابضين علي الجمر، الأمر الذي ساعد القوي اليمينية الأوربية علي اتهامهم بالخيانة بسبب موقفهم من الرسوم كمحرضين علي الكراهية حتي وصل الأمر بدعوة أحد الوزراء إلي سحب الجنسية من عدد من أئمة المسلمين في الدنمارك باعتبارهم متطرفين أصوليين، هذا في الوقت الذي حذر فيه معظم علماء الدنمارك من خطة تقوم بها الحكومة الدنماركية لاستبعاد العلماء المسلمين المعروفين والإتيان ببعض الأشخاص المقربين منها ممن تسميهم بالمعتدلين لتمثيل الجالية الإسلامية بل إن البعض أشار إلي استغلال الحكومة لزيارة عمرو خالد للترويج لحزبها في الانتخابات القادمة.. إلا أن الشيخ 'أحمد أبو لبن' رئيس الوقف الإسلامي في الدنمارك الذي قاد الحملة منذ البداية أشار في النهاية إلي أنه إذا أصاب المجتهد فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد مؤكدا أن الحكومة الدنماركية أو وزارة الخارجية أو معهد الدراسات الدولية الذي رعي المبادرة حالهم 'كالمستجير من الرمضاء بالنار'، فلقد زهدوا في نصائح أئمة الدنمارك (المتشددين)، واتخذوا قرارا بتحريم التعامل معهم فجاءهم الأئمة الضيوف (المعتدلون) بما هو أنكي وأشد فأكدوا ضرورة الاعتذار وكانوا في حل عواقب (التشدد) علي الجالية المقيمة فلم يكتف الدكتور السويدان بالتلويح بل بتأكيد استمرار المقاطعة الاقتصادية إلي أمد غير محدود. ومؤكدا أن الحكومة الدنماركية استدرجت الدعاة الذين اكتشفوا بعد فوات الأوان أنه لم يكن هناك أي حوار علي الإطلاق وأنه كان بمثابة الفخ للدعاة وأن مخاطبة القلوب التي يبرع فيها عمرو خالد لا تصلح مع الغرب الذي لا يعتمد سوي علي لغة العقل وأن الشعور السائد في الدنمارك أن الحكومة حققت نصرا سياسيا بمجيء الدعاة إلي كوبنهاجن. وفي النهاية فليس لدينا أي مجال للشك في حسن نية عمرو خالد والدعاة الذين رافقوه والذين لا هدف لديهم سوي خدمة الإسلام إلا أن ما نأخذه عليهم هو عدم احترام كبار العلماء والفقهاء من أمثال الشيخ القرضاوي والدكتور محمد سليم العوٌîا وكثيرين غيرهما الذين يتميزون بالخبرة والحنكة الدينية والسياسية، لذا فإننا نعتقد أن عمرو خالد وزملاءه سيحصلون علي أجر واحد فقط.. ولكن بشرط أن يعترفوا بخطئهم ويعتذروا عنه.. والاعتراف بالحق فضيلة.
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة دفاع في المنتدى المنتدى الإسلامي
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 16-04-2008, 02:33 PM
-
بواسطة مجاهد في الله في المنتدى منتدى الكتب
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 31-05-2006, 09:42 AM
-
بواسطة shat660 في المنتدى المنتدى العام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 24-02-2006, 01:21 PM
-
بواسطة أبـ مريم ـو في المنتدى الذب عن الأنبياء و الرسل
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 17-11-2005, 04:24 AM
-
بواسطة نسيبة بنت كعب في المنتدى منتدى الأسرة والمجتمع
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 19-05-2005, 03:48 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات