

-
حاشية
معرض الكتاب
في معرض الكتاب كان بعض الرفاق غاضبين. كان الحضور النصراني في المعرض صارخا وزاعقا وسوقيا ومبتذلا.. كان الواضح فيه أن هناك أمرا أعلى ليس لمجرد الدعوة بالتنصير وإنما بالتحرش. باصطناع المعارك وادعاء الاضطهاد. وكان ذلك يصل في بعض الأحيان إلى حد البذاءة. كتلك المرأة التي تدعى التحرش بها كي تنشب معركة يتمكن فيها شريكها النشال(اقرأها:أقباط المهجر) من سرقة الضحايا. كان رخص المعروضات مذهلا. إذ يمكنك ملء مكتبة بعشرة جنيهات! أو شراء أربعة كتب بجنيه. ضحكت.. فهذا الرخص في الأسعار لا يمكن أن يغري إلا الأميين الذين لا يستعملون الورق للقراءة. ملاحظة قصيرة لباعة الشاطر والمشطور والطازج بينهما تكشف تلك الحقيقة. لست أدرى إلى أي حد وصل ارتفاع أسعار الورق لكنني أقرأ الإجابة في وجه خادمتنا ومدى سعادتها عندما أفرج عن الصحف القديمة والكتب التافهة. أما شرائط الفيديو فكانت فضيحة. خاصة ظهور العذراء. فاض الضحك إلى ما يقرب من الصخب بعد خروجنا من صالة العرض عندما ألقيت لهم بطرف الخيط فسألتهم :ماذا كان يمكن أن يحدث لو أننا قلنا أن طيف السيد البدوي قد ظهر فوق قبته. ماذا كانوا سيفعلون بنا؟ ماذا كانوا سيقولون عنا؟ ويذيعون؟ إلى أي مدى كان سيصل نباح العلمانيين وعواء الليبراليين. بل ماذا كانت ستفعل بنا مباحث أمن الدولة؟.. بل.. وبل: ماذا كان النصارى سيقولون عنا. لقد خيل إلىّ أننا رجعنا إلى الوراء أكثر من خمسة آلاف عام عندما اندثر الدين وتشوه التوحيد في حقب متطاولة تفشت فيها الخرافات وانتشرت الأساطير وغاب العقل وساد الظلام بعد آدم وقبل نوح عليهما السلام.
كوني ملتحيا فقد جوبهت بنظرات الاستنكار والريبة أثناء مروري في الصالة. والحقيقة أنني لم أكن غاضبا.. بل كنت أغالب ضحكي. وكنت أرتل:
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) الأنفال
قلت للرفاق: الناس هنا أربعة: نصراني لا يتأثر بالتنصير لأنه نصراني أصلا.. ومسلم سيقابل التنصير بالسخرية.. وشاك جاد وهذا لا يلزمه أن يعرف كثيرا عن الإسلام.. لكنه بمجرد أن يطلع على القليل المعروض من النصرانية الحالية سيختار الإسلام على الفور. فالفرق بين هذا وذاك كالفرق بين "سفينة شراعية""و"سفينة فضاء".
يبقى الصنف الرابع من الصعاليك والمتشردين والباحثين عن المال بأي ثمن والهاربين من أحكام جنائية وهؤلاء هم الذين يمكن أن يتنصروا اليوم وأن يتهودوا غدا ويتمجسوا بعد غد. وهؤلاء لا يجب أن يحرص عليهم أحد. فليهنئوا بهم!.
لم يكن الأمر سيختلف ولا الدهشة ستزيد لو قابلني في صالة أخرى من صالات المعرض من يدعوني إلى عبادة البقرة.. أو زوجها: العجل أبيس!.
الحقيقة أنني لم أكن مزدريا بل كنت مشفقا على القائمين بحملة التنصير بكل همة.. لكنني وأعترف كنت شامتا ومحتقرا لقياداتهم التي أصدرت لهم الأمر بالتحرش. فرد الفعل عكسي تماما.
ثمة جملة لا أنساها أبدا.. حوار جاء في مسرحية القصة المزدوجة للدكتور بالمي تأليف الكاتب الأسباني: أنطونيو بابيخيو(مثلت في مصر على المسرح باسم:دماء على ملابس السهرة).. جملة تقول:
كثيرا ما يكون الجلاد شهيدا قد استطاع التغلب على الصعوبات ليعيش.. بينما يكون الشهيد جلادا لم يمت في الوقت المناسب..
أتذكر هذه الجملة كلما تذكرت ثلاثة كان طول أعمارهم وبالا عليهم(ليفهم القارئ المجاز الذي لا يجرح العقيدة) .. فقد كشف طول أعمارهم خبيئتهم وفضح طويتهم..ولو ماتوا قبل ذلك كان أفضل لذكراهم.. أما الثلاثة فهم: محمد حسنين هيكل.. والبابا شنودة.. ولا داعي لذكر الثالث كي لا تغلق هذه النافذة.
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة صلاح عبد المقصود في المنتدى المنتدى العام
مشاركات: 3
آخر مشاركة: 17-10-2011, 06:54 AM
-
بواسطة nour_el_huda في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 3
آخر مشاركة: 24-03-2007, 08:13 PM
-
بواسطة ismael-y في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 69
آخر مشاركة: 25-06-2006, 10:42 PM
-
بواسطة عبد الله المصرى في المنتدى المنتدى العام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 16-11-2005, 01:38 PM
-
بواسطة ali9 في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 10
آخر مشاركة: 05-11-2005, 02:06 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات