اﻷخت بيس
أعتقد أنَّ ما سَمَّيْتِها رسالة خاصة غير صحيح، فهي ربما تكون مصادفة، ولكن على كل حال مصادفة جميلة إنْ أدَّت إلى حق.
لو افترضنا أنَّه يوجد عشرة أشخاص واستمعوا كلهم لسورةٍ قرءانيةٍ، كل واحدٍ منهم قد يقول هذه اﻵية رسالة لي، والثاني يقول اﻵية التي تليها أشعرُ أنَّها رسالة خاصة لي، وهكذا كل منهم يشعر أنَّ آية معينة رسالة خاصة له، وهي في الحقيقة مصادفة.
يعود سبب أنَّ كل منهم يشعر أنَّ آية محدَّدة رسالة خاصة له ﻹختلاف انشغالهم، فاﻷول ينشغل بشيء يتلائم والموضوع الذي تطرقه آية س، والثانية ينشغل بشيء يتلائم والموضوع الذي تطرقه آية ص، وهكذا دواليك، كما نرى فالشعور بالرسالة الخاصة بشأن آية معينة يتلائم والحال الذي يمر فيه إنسان معين، فإذا تشابهت أحوالهم فلا شك أنَّهم سينحصر فكرهم بنفس اﻵية؛ ﻷنَّها هي التي تتلائم وحالهم الذي يمرون به، ولكن أحيانًا يمكن ﻵية معينة أنْ تُخْرِج إنسان معين من حالة إلى حالٍ تفرضه آية معينة عليه.
هذه اﻷحوال لا بد أنْ يحذر منها اﻹنسان، فلو كان إنسان ما حائر بين دينين، فإذا به وهو ماشٍ في طريق يسمع نداء ﻷحد اﻷديان فيعتقد أنَّها رسالة خاصة له، حتى ولو كان دين المنادِي غير مستقيم؛ وبهذا يقع في كمين، فهناك كثير من الناس لم يشعروا أنَّ النداء رسالة لهم، فما حَدَث ليس أكثر من مصادفة، والذي ينساق لهذا النوع من التوافق بين حاله ونداء معين، هو بلا شك من ذوي التفكير غير العلمي، فالتفكير العلمي يُوصل للمراد من خلال بحث بعيد عن المصادفات والتوافقات العشوائية.
هذا السؤال أتركه لغيري.
المفضلات