و للتأكد من وضوح أفكار الموضوع حتى الآن
لا يمكن القول بأن النبي :salla-s: نقل القول بعذاب القبر من اليهود
و خاصة من تلك المرأة اليهودية
لأن القرآن الكريم أشار لعذاب القبر فى القرآن المكى
فى قوله تعالى :
النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ
غافر 46
و من المعلوم أنه لم يكن هناك تواجد لليهود فى مكة حتى يقال أن النبي :salla-s: نقل منهم
أما بالنسبة للأحاديث التى فى ظاهرها أن النبي :salla-s: أنكر عذاب القبر بعد أن حدثت اليهودية عنه السيدة عائشة رضى الله عنها
فبالتوفيق بين القرآن الكريم و الحديث الشريف
و بين الأحاديث و بعضها
فقد حملها العلماء على أن النبي :salla-s: أنكر وقوع عذاب القبر على المسلمين
كما يتضح من الرواية التالية
- دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي امرأة من اليهود . وهي تقول : هل شعرت أنكم تفتنون في القبور ؟ قالت : فارتاع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال " إنما تفتن يهود " قالت عائشة : فلبثنا ليالي . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هل شعرت أنه أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور ؟ " قالت عائشة : فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بعد ، يستعيذ من عذاب القبر .
الراوي: عائشة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 584
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ففى تلك الرواية أن النبي :salla-s: أثبت فتنة القبر لليهود
ثم أوحى إليه :salla-s: أن المسلمين أيضا قد يتعرضوا لفتنة القبر و عذابه بذنوبهم
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
المفضلات