بسم الله الرحمن الرحيم

السلام على من اتبع الهدى

أهلاً بك ضيفنا العزيز و نتمنى لك السلامة و الشفاء من كل داء

أخي الفاضل بداية أبدأ معك مع الآية القرآنية التي قمت بتفسيرها حسب رغبتك الشخصية


( وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا )



فالآية بالنسبة لنا كمسلمين واضحة فعلاً وضوح الشمس

و هي كما يلي أن الله تعالى لايمكن أن يعذب شخصاً إلا لو أرسل آياته و أمره بالطاعات فالله تعالى لا يظلم أحداً

و نحن كما نعلم أن الأغنياء و الملوك و الأمراء تساق وراءهم الشعوب

و سوف أعطيك مثالاً على ذلك قصة فرعون

فهل أهلك الله تعالى فرعون و قومه إلا بعد أرسل لهم الأوامر و النواهي و الآيات البينات ؟

و رأينا كيف أن قوم فرعون أطاعوه لما لديه من مال و سلطان

و قد خص الله المترفين لأن الناس دائماً تتبع صاحب المال

رأيت الناس قد مالو
الى من عنده مالُ
ومن لا عنده مالُ
فعنه الناس قد مالو


هذا بيت شعر لكنه للآسف واقع البشر

فهذا تماماً ما نلاحظه في الآية فالله تعالى يرسل الأوامر و النواهي ولكنه أعلم بما تكنه صدور هذه الأقوام و هو يعلم مسبقاً أنهم سوف يكذبونها و يستخفون بها فيهلكوا

و إن قلت لي كيف يقرر الله تعالى شيئاً قبل حدوثه و كيف يحاسب على شيء يعلم نتيجته ؟

أقول لك اسأل كتابك المقدس

من أعلم المسيح أن يهوذا الذي من تلاميذه سوف يسلمه للقتل؟

و كيف أعلم المسيح أن بطرس سوف ينكره؟

انجيل يوحنا – اصحاح 13 - 38 اجابه يسوع أتضع نفسك عني.الحق الحق اقول لك لا يصيح الديك حتى تنكرني ثلاث مرات
انجيل مرقس – اصحاح 14 - 30 فقال له يسوع الحق اقول لك انك اليوم في هذه الليلة قبل ان يصيح الديك مرتين تنكرني ثلاث مرات

انجيل مرقس – اصحاح 14 - 72 وصاح الديك ثانية فتذكر بطرس القول الذي قاله له يسوع انك قبل ان يصيح الديك مرتين تنكرني ثلاث مرات.فلما تفكر به بكى



هذا طبعاً بغض النظر عن التناقض هل أن سينكره ثلاث مرات بعد أن يصيح الديك مرتين أم قبل أن يصيح الديك
راجع الرابط التالي
http://www.ebnmaryam.com/vb/t135117.html

و قل بدل من تكذيب آيات الله و تفسيرها على مزاجك
قل لي لماذا كل هذه التناقضات في كتابك و حتى القصص نفسها متناقضة فكيف لكتاب موحى به من الله أن تكرر به نفس القصص و لكن بتناقض


و نستخلص من ذلك أن الله تعالى يخبر أنبياءه بما يحدث من أحداث مستقبلية بحيث أنه يعلم مسبقاً أفعالنا و هذا هو المقصود من الآية أن الله تعالى أوجب العذاب على قوم لشيء استحقوه وهو يعلم مافي نفوسهم ولكنه لن يعذبهم حتى يثبت عليهم الحجة فيرسل لهم الأوامر و الرسل و الأنبياء و عندما يكذبوها و يفسقوا يعاقبهم الله تعالى بالتدمير ليكونوا عبرة لغيرهم.

و ايضاً نضيف إلى ذلك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أخبر بأمور كثيرة من الغيبيات و بالرغم من تحذيره منها فقد حدثت لأن الله تعالى يعلم مسبقاً بذلك.