اقتباس
ب) الآيات التي تدل على بقاء الكتاب سليماً من كل تحريف. قال:
فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الّذينَ يَقْرَأُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ (سورة يونس 10: 94) .وقال البيضاوي في تفسيره: فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك من القصص على سبيل الفرض والتقدير فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك فإنه محقَّق عندهم ثابت في كتبهم على نحو ما ألقينا إليك، والمراد تحقيق ذلك، والإستشهاد بما في الكتب المتقدمة وأنّ القرآن مصدّق لما فيها. وفي تفسير الجلالين: فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك من القصص فرضاً فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك فإنه ثابت عندهم يخبروك بصدقه. فكيف يرضى نبي الإسلام لنفسه أن يسأل عن شكه قوماً حرَّفوا كتابهم، إن كان قد آنس في الكتاب أثر التحريف؟]
الإجابة : لم يرضى نبي الإسلام أن يشك أو يسأل

تفسير ابن كثير:

فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ ۚ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ


قال قتادة بن دعامة بلغنا أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال "لا أشك ولا أسأل ".

وكذا قال ابن عباس وسعيد بن جبير والحسن البصري وهذا فيه تثبيت للأمة وإعلام لهم أن صفة نبيهم صلي الله
عليه وسلم موجودة في الكتب المتقدمة التي بأيدي أهل الكتاب كما قال تعالى "الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل" الآية.

ثم مع هذا العلم الذي يعرفونه من كتبهم كما يعرفون أبناءهم يلبسون ذلك ويحرفونه ويبدلونه ولا يؤمنون به مع قيام الحجة عليهم.)



اقتباس
فالإحالة على أهل الكتاب، والقول بأنّ القرآن مصدِّق لما في الكتب الإلهية المقدسة، من غير ما تخصيص بفرقة خاصة منهم، ولا إرتكان على نصوص معينة من الكتاب، دليل كاف على صدقه وسلامته من التحريف وإلا ما اُتخذ شاهداً ومؤيداً ودليلاً.
استدلال باطل
أولا :لأنه كما سبق وأوضحنا أن المقصود بالكتاب هو توراة موسى وإنجيل عيسى عليهما السلام وليس الكتاب المقدس
ثانيا : أن الإحالة لأهل الكتاب هي احالة فيها نهي عن الشك
وسأضرب لك من القرآن مثلا مشابها

قال الله تعالى :

وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَـزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ )البقرة-23

والريب هو الشك
فهل الله سبحانه وتعالى يدعونا ويحيلنا لتأليف قرآن جديد؟؟؟
أم أن هذه الدعوة فيها نهي عن أن يدخل قلوبنا شئ من الشك

وكما أن هذه الآية موجهه للناس جميعا برغم أن فيهم المؤمنين الذين ليس في قلوبهم شك ، فأيضا توجيه الآية السابقة للنبي صلى الله عليه وسلم ليس معناها أنه قد شك

وقد أجاب عليها قائلا : (لا أشك ولا أسأل)

كما يجب على المؤمنين أن يجيبوا على الآية الأخرى : لا نرتاب ولانحاول أن نأتي بسورة من مثله



اقتباس
وقال في المائدة 5: 43: وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ثُمَّ يَتَوَلّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بَالْمُؤْمِنِينَ .وجاء في تفسير الجلالين لهذه الآية: وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله بالرجم. إستفهام تعجب. أي لم يقصدوا بذلك معرفة الحق، بل ما هو أهون عليهم. ومن هذا يتضح أنّ اليهود لم يمسّوا التوراة بالتحريف حتى فيما كان يخالف أهواءهم منها.

تسرع في الاستنتاج
فهل لأنهم لم يشطبوا على حكم الرجم فمعنى ذلك أنهم لم يحرفوا كتابهم؟؟؟

إن للتحريف أنواع وأشكال قد ذكرها القرآن :
1- الكتمان
إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْـزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ )البقرة-159

• إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْـزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلا النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )البقرة-174


2-الإضافة :
* فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ )البقرة -79

وهذا ما حدث منه كثير، لأنه إن كانت هناك توراة موسى وانجيل عيسى فما كل هذا الذي في كتابكم ؟
من كتبه ؟ وما الذي جعله مقدسا ؟؟ ومن قام باختيار الأسفار المقدسة ؟ وعلى أي أساس ؟؟؟؟؟؟

3- تحريف المعنى بتعمد:
* أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ(
البقرة -75

4- تحريف المعنى بتغيير الموضع :
مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا) النساء-46

فأرجو ألا تستشهد بالقرآن في هذا المجال لأنه يدينكم بشدة ويثبت التحريف بأشكال مختلفة


اقتباس
وقال في سورة الجمعة 62: 5مَثَلُ الّذينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً وقال البيضاوي في تفسيره: مثل الذين حملوا التوراة علموها وكُلفوا العمل بها ثم لم يحملوها، لم يعملوا بها أو لم ينتفعوا بما فيها، كمثل الحمار يحمل أسفاراً أي كتباً من العلم يتعب في حملها ولا يستفيد بها. وفي هذا إشارة إلى عدم مس التوراة بتحريف ما، بل دليل فقط على عدم فهمها والعمل بها، لأن الحمار إذا حمل أسفاراً لا يفهمها، لكنه لا يقدر أن يتعرض لها بتحريف أو تغيير.
استنتاج خاطئ

فالآية لا تتكلم عن التحريف إطلاقا
بل تتكلم عن هؤلاء الذين أوتوا التوراة ولم يعملوا بها ... تتكلم عن الماضي ... عن توراة موسى ... عن أولائك الذين علمهم موسى ثم خالفوه حتى في حياته .... وعبدوا العجل والأوثان....

ثم أن هذا الحمار الذي يحمل الأسفار هل سيتنبه إذا وضع الشيطان له كتب قصص وروايات بجوار أسفاره ؟؟؟


اقتباس
وقال في سورة آل عمران 3: 93كُلّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ الّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ,,, قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ويقول البيضاوي: أمر بمحاجتهم بكتابهم وتبكيتهم بما فيه من أنه قد حرم عليهم بسبب ظلمهم ما لم يكن محرماً. فكيف يطالب القرآن اليهود بتلاوة التوراة لمعرفة الحق، وكيف يحكمهم ليسترشدوا بهديها إن كانت قد حُرفت؟
وماذا في ذلك ؟؟ فمازلنا حتى هذه اللحظة نحاججكم بكتابكم وردي عليك يشهد بذلك
ونطلب منكم أن ترجعوا لنصوص في كتابكم لتعلموا أن المسيح رسول الله وليس إلها ، ولتكتشفوا النبؤات الصادقة فيه .... فهل معنى ذلك أننا نعترف بصحة كتابكم ؟؟؟؟

نفعل ذلك لعلمنا بأن الله قد ترك في كتابكم بقية من حق لتسترشدوا بها ولنقيم عليكم الحجة