جورج سلستي

ومن الشعراء المجيدين، شاعر - في ظني - غير مشهور كثيرًا، لكنه محب، منصف، متفهم، هو الشاعر المهجري جورج سلستي الذي كان مما كتبه قصيدة: بعنوان (نجوي الرسول الأعظم) تموج بالعاطفة والحب، كأنما كتبت بقلم شاعر مسلم:

أقبلتَ كالحق وضّاحَ الأسارير ِ

يفيض وجهُك بالنعماء والنور

علي جبينك فجرُ الحق منبلجٌ

وفي يديك جرت مقاليدُ الأمور ِ

فـــُرحتَ فينا، وليل الكفر معتكرٌ

تفري بهديك أسدافَ الدياجير

وتمطر البيد آلاءً وتُمرِعها

يمنًا يدوم إلي دهر الدهاريرِ

أبيتَ إلا سموّ الحق حين أبي

سواك إلا سموَّ البُطـْـل والزور!

ومما جاء في هذه القصيدة أيضًا - وهو ما لا يصرح به الشعراء غير المسلمين عادة - إقراره بنبوة سيدنا المصطفي صلي الله عليه وسلم، إذ قال يصف الصحراء العربية التي أطلعت شمس المصطفي عليه الصلاة والسلام:

ما أنتِ بالمصطفي يا بيدُ مجدبةً

كلا ولا أنتِ يا صحراءُ بالبورِ ِ

أطلعتِ من تاهت الدنيا بطلعته

ونافستْ فيه حتي موئلَ الحورِ ِ

بوركتِ أرضًا تبث الطهرَ تربتُها

كالطيبِ.. بثته أفواه القواريرِ ِ

الدين ما زال يزكو في مرابعها

والنبل ما انفك فيها جدَّ موفورِ ِ

والفضل والحلم والأخلاق ما فتئت

تحظي هناك بإجلال وتوقيرِ ِ