أيها المجاهد باللّه،
بالرغم من أنك أخي في الأنسانية، سأتوقف عن مناداتك أخي تلبيةً لرغبتك.
و أطلب منك أن تحاول قدر المستطاع أن توجز ردودك لأن ذلك يساعد القراء الأفاضل في المتابعة.
و أقول لك أنني لست بهارب من هذا الحوار بارغم من الأسلوب الشديد الذي أرى أنك تستخدمه. قلت لك أنني درست كتاب النصارى و أطلعت على ما يؤمنون به. و أني سأجيب عن تساؤلاتكم لمساعدتكم على فهم الحقيقه.
أمّا بالنسبة لتساؤلك، أنّ بداية أنجيل يوحنا تثبت أن عيسى (الفكرة) أو (المنطق) هو موجود مع الّله منذ الأزل و ليس ما يشير في هذه الآية الى الخلق كما أنت تقول.
أنّ خطة خلاص البشرية، بما في ذلك خلاصك أنت (حسب ما يؤمن به النصارى) موجودة مع الّله سبحانه منذ الأزل. وبما أن المسيح (كلمة اللّه و منطقه) ذبح كفارة عن البشرية، لذلك فأن المسيح الكلمة (منطق الفداء) هو من جوهر اللّه سبحانه و لدنه. لذلك فأنت محقٌ بخصوص أن ما جاء سابقاَ لا يوضح الثالوث، انما يظهر بكل وضوح لاهوت المسيح عند النصارى.
أرجو أن يكون ذلك قد أعجبك أيها الفاضل. لأنّ الخلاص لا يكون بقوة الكلمات، انما بقوة الجوهر و الرسالة السامية. نعم، انك تقرأ في الأنجيل كلام أطفال لأنه كلام المحبة و السلام، كلام خلاص النفس الأبدي. يقول المسيح "ان لم تكونوا كالأطفال لن تدخلوا ملكوت السموات".
أيها العزيز على قلبي، أن اللّه يحبك لذلك فهو أنعم عليك بخلاصه الثمين. مذكور في الأنجيل "بالنعمة أنتم مخلصون". ما عليك الاّ أن تقبل هذه العطية المجانية، و أن فعلت ذلك ستلاحظ الأختلاف في حياتك.
بكل محبتي.