بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد

فلسنا في حاجة لإقناع الغرب بصحة ما توصلنا اليه وموافقتهم عليه
فهم في علم الفلك محللون وليسوا منظمين ولا مبتكرين فعلم الفلك تقديري وصفي تحليلي
يستغل علوم الفيزياء والكيمياء ليثبت ما ينظمه من قواعد واستنتاجات
ويصيغها في صورة قوانين رياضية لسهولة دراستها
وأصح ما توصلوا اليه عمليا ارسال الأقمار الصناعية التي راقبوا حركتها وحسبوا من خلال ذلك سرعتها وبالطبع راعوا في ذلك أن للأرض سرعة حول نفسها 1660 كم / ساعة قاموا بإضافتها قبل اخراج الأرقام الحقيقية للناس تماما ككثير من العمليات الحسابية التي يتم يها تغير وحدات القياس ففي انجلترا تتعدل درجات الحرارة ي النشرة الجوية لوحدات كبيرة تجعل درجة الحرارة دائما فوق الصفر لتشجيع الناس على الخروج للعلمل كما يحدث في مصر من تغيير المواقيت ساعة صيفا وشتاءا هروبا من وقت الفجر الذي سييكون في الثالثة صباحا أو السادسة صباحا لو تركوها كما هى

فلم تنطلق الأقمار بسابق تحديد لسرعتها وموقعها بل بعد تجارب ومحاولات فاشلة بل ومضحكة في بعض الأحيان

وكلنا يعلم أن أول محاولة للطيران كانت بدائية مع الاعتراف بأنها كانت شجاعة ومتاحا لطيران البشرية كلها وكانت لعباس ابن فرناس المسلم العربي ولقد رأى هؤلاء أيضا السحاب والطير والقمر فنشأت الفكرة بمجرد توصلهم الى اطلاقث الصواريخ بناجح بعد كثير من تلك المحاولات فالعوامل الطبيعية دفعت الغرب لمضاهاة الطبيعة وعمل الأقمار الصناعية لا سابق اكتشاف قانون الجذب العام
ويمكننا أن نجتمع على رأي لا يلغي تماما أحد الفكرتين
ويقر بجريان الشمس لأنه من صميم اللفظ القرآني بغض النظر عن معنى المستقر والسجود والاستئذان والتفاصيل المعقدة
فالقول بغير الجريان يوصل الى انكار معلوم من الدين بالضرورة أي الكفر
وتفسير الحديث الشريف جاء من مفسرين
يمكن الجمع بين قولهم وما انتهينا اليه من معارف سائدة عن الكون المحيط بنا وما أثير من بعض الاستدراكات والمآخذ على معارف علم الفلك الحالية والله أعلم ستكون صائبة أم غير ذلك أم بين بين
بأن القرآن يذكر ما يراه المشاهد بالعين المجردة بدليل أن النبي قال الحديث عند غروب الشمس والشمس تذهب بمعنى تغيب
فحركة الشمس والقمر والليل والنهار يجمع بينها مشاهدة الناظر لها جميعا أي أنها حركة ظاهرية بلا خلاف
ولأن القرآن أمره مبني على عدم الخلاف فلا ريب فيه ولاخلاف فيه فإننا نقدم هذا التأويل خروجا من الخلاف
الذي يرتبط بروايات وترجيح ومناقشات علمية بين مسلمين وغير مسلمين الله أعلم ستكون يوما ما في صورة مناظرات كالتي قام بها أحمد ديدات أم ستقف عند هذا الحد

و تظل محل نظر وبحث دون الوصول الى راجح كما قال تعالى في سورة الشورى (( لاحجة بينا )) وكما قال (( ولايزالون مختلفين ))

وأما السجود والإستئذان فأمرهما واحد ايماننا به ايماننا بالغيب
فنؤمن بكلام الله على مراد الله وبكلام رسول الله على مراد رسول الله
وأما مَن أراد ان يتصور كيفية معينة لا تتعارض مع ظاهر النصوص فله ذلك
كأن يقول أن ضوء الشمس يصل في وقت معين بعد مغيب الشمس عن مكة والمدينة الى مكان تحت العرش والكون كله تحت العرش فذلك سجودها مثل سجود الظل قيل في التفاسير أنه يمتد صباحا ومساءا مع ميل أشعة الشمس لأطول مدى ممكن على سطح الأرض والسماء فيها ابواب قد تكون هى التي تفتح حينها لتسمح لأشعة الشمس للوصول الى هناك
والغيب منه ما هو مثل عذاب القبر وقد يري الله الناس بعض العظات التي تدل على حدوثه على سبيل العظة للحي فقط
وكذلك الشمس قد نرى منها ما يدل على ما جاء في القرآن عنها وقد لا نرى
شيء هام جدا

ليس شرطا أن يكون ما يراه علماء الغرب هو تفسير الآية أو الحديث لكن قد يكون علامة دالة على قدرة الله وصحة نبوة النبي :salla-s:ولكن بالاسلوب الذي يقرونه وهو الماديات
وأما ارتباط ذلك بالمشاهدة وبالفلك اليوم أو فيما مضى فهذا يتوقف على مدى قدرتنا على الترجيح بين الاحتمالات المختلفة
وفي الغالب سيظل خلافيا لبعد الأجرام السماوية عنا وصعوبة الوصول لها وتحليل مكوناتها
قال الله تعالى ((ان استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان))
ثم قال ((يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران)) الآيات من سورة الرحمن

فالحديث يذكر جريان الشمس وهو اما في اتجاه المستقر حيث سجودها بين يدي الله
وإما خلال مدارها حول الأرض
أو حول المجرة
أو بشكل غيبي لا يمكن لنا رؤيته في اتجاه محدد وموقع محدد للسجود كل يوم بعد وقت المغرب الخاص بمكة لأنه مستقر واحد يومي أو قريب من ذلك لإرتباطه بغروب وطلوع الشمس

فالراجح حتى الآن أنه جريان حول كل الناظرين لها أي في كل لحظة

ولا يمنع من حدوث توقف معين أو سجود بطريقة معينة كأن تكون الشمس في موقع أسفل من السابق ومن التالي بالنسبة لجهة العرش أو جهة البيت المعور أو جهة ما فوق الكعبة كل هذا واحد
حيث ستمثل الشمس مدارا عموديا على خط الاستواء وموازيا لهذه الجهة
وقد يحدث معها سجود لكل أجزاء الكون تحت العرش
وكل ما يتعلق بالبيت المعمور وبعد السماء والنصوص الشرعية التي يستدل منها على ثبات الأرض يمكن تأويلها في حالة اثبات دورانها بشكل قاطع مقنع تجمع الأمة عليه لقول النبي لا تجتمع أمتي على ضلالة

ولا حرج علينا البتة من أن نجد علماءا أو باحثين لنا قالوا بدوران الشمس حول مركز المجرة رغم عدم ذكر المستقر بشكل واضح كالمفسرين وأن نقبل كلامهم حتى على كونه اعجازا علميا لأن القرآن ذكر الجريان والعلم الحديث لم ينفيه
وطالما أننا لم نبعد عن الحقائق العلمية كثيرا اذا اعتبرنا كلامهم نظريات فإن هذا لسبق لقرآن بذكره من التحدي والإعجاز المذكور في القرآن من عجزهم عن الإتيان بمثله

خاصة أنه يناسب عصر قيل فيه بجريان الشمس حول الأرض كالقمر وعصر قيل فيه بثباتها تماما ثم اكتشفت المجرة وأنها تابعة لها وبالتالي تدور حول مركز تكدس نجوم المجرة لمشاهدات بالفعل أو لسابق فكرة الجذب العام والله أعلم بسبب هذا الاعتقاد

ولكن بضابط هام وهو ألا نقول أن هذا هو تفسير الآية الوحيد بل هو معنى من معانيه وقد تكتشف معاني أخرى بزيادة علوم الناس وهذا من بركات النص القرآني وشمولية الدين الحنيف وصلاحيته لكل زمان وكان وهذا نحو من كلام الدكتور زغلول النجار حين تكلم عن الإنفجار العظيم وارتباط هذا بمعاني الآية 30 في سورة الأنبياء

فالشبهة تحولت الى اعجاز

لأن جميع الإحتمالات المتصورة الحالية والمطروحة من كلام السابقين أو حتى الوسط بينهما تتفق ولا تتعارض مع النصوص

لأن السجود والاستئذان أمر غيبي والمستقر والجريان لا يتعارض مع وجود الشمس المستمر حولنا في كل الأوقات على سطح الكرة الأرضية
وبالتالي فإما أنها تجري لتصل لموقع سجودها
وهو أمر غيبي لا يرى وكأنه يشبه الإنتقال الآني الذي يذكرونه اليوم من انتقال الأجسام في لا زمن من مكان الى آخر

وتستمر أشعة الشمس بنفس القوة والشدة لزيادة معدلها لتعويض هذا البعد

أو أنه جريان حول الناظر من على سطح الأرض مما يعني تشابهه لمدار القمر وجريانه فيه
أو بالمعنى الظاهري مثل حركة النجوم في دائرة البروج ومنازل الشمس فيها

فالاعجاز الحقيقي:- هو اتيان اللفظ القرآني والنبوي بشكل لا يسمح لايجاد تعارض

وهذا لا يمنع أن المسألة ان ارتبطت بالفلك والشمس والمجموعة الشمسية تعد مسألة خلافية وهذا ليس من صميم العقيدة بل هو من أمر الدنيا التي قال عنها النبي:salla-s: أنتم أدرى بشئون دنياكم

ولو كان الكلام من غير الله لمال بلا شك كل الميل الى اعتقاد الناس في زمن نزوله

ولذكر بصراحة ثبات الأرض ودوران الشمس حول الأرض مثل القمر تماما

ولكن كما رأينا من الأخ عبد الرحمن جزاه الله خيرا

فهناك روايات وألفاظ للحديث وقراءات للآية وآراء للمفسرين تدفعنا لعدة تصورات
كلها تتدور حول حقيقة خضوع الشمس لله وديمومة تحركها في الأفق وسائر الأجرام

بشكل يؤكد أن وراءاها موجد خلقها ونظمها وهو المستحق للعبادة لا الشمس والكواكب
فسواء كانت حركة ظاهرية أم حقيقية (حول الأرض أو حول مركز المجرة) فهذا لا يجزم بارتباطها بالسجود وكيفيته لأنه غيبي كاستئذانها
والمسألة الخلافية راجعة الى بعض الثغرات في تحليل الفلكيين الغرب لواقع المشاهدات لأنهم يعتمدون على فعل القوى المادية دون الخالق أو لعدم وصول كل التفاصيل عن تلك الحركات الفلكية للأجرام أو لقلة ما توصل اليه الآن فعمر العلوم الحديث لا يتجاوز 200 سنة فقط
وبالتالي لا دخل لمعنى الحديث بما قاله الأولون من بعض المفسرين عن حركة الشمس في فلك حول الأرض تحت العرش ولا بتفاصيل علوم الفلك اليوم ونما هو وسط بين اثنين من وجهة نظري وهذا ما يخرجنا من الخلاف ويثبت اعجاز الحديث بشكل جديد لا يتغير بمرور الزمن وان فرض وتغيرت المفاهيم وهذا أيضا هو المشترك بين مختلف المعاني المتعلقة بعلوم الفلك القديمة والحديثة من كونها حركة ظاهرية ويتطلب القول بما هو أكثر من هذا بحث طويل قد يكون فيه خلاف طويل قد لا يحسم لا داعي لأكثر من هذا

والله وأعلم وهو من وراء القصد
سعدت أخي بالحوار معك وسأعمل بنصيحتك وأنا مشتاق للوصول للحق
ليس من أجل معنى الحديث ولكن من باب العلم بالشيء


سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين