4- الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً لِلَّهِ. (فيلبي 2: 6)
والكلمة اليونانية المترجمة هنا "صورة" هي morphe وليس من معانيها هذه الترجمة. وإنما تعني "شكل، هيئة، طبيعة (معنى رمزي)" والكلمة اليونانية المترجمة "خلسة" هي harpagmos. ولا تعني "خلسة" أبدًا، وإنما تعني "سرقة، اختلاس". وهذا يؤدي إلى معنى فاسد يتسم بسوء الأدب مما دفع نسخًا كثيرة لترجمتها إلى عكس معناها تمامًا، إلى كلمة "غنيمة". يقول المرجع المسيحي PNT:
"إنها ليست سرقة أن يكون مساويًا لله: التنقيح يقول: لم يعتبر ذلك جائزة. إن المعنى ليس واضحًا تمامًا، ولكن ربما يكون: "متخذًا هيئة مجد مثل الله، ولم يعتبر ذلك جائزة."
ويؤكد آدم كلارك على عدم وضوح المعنى فيقول:
"هذه الفقرة كانت ولا زالت موضوع نقد كثير، ويدور حولها بعض الخلاف. وقد تكلم د. ويتباي أفضل في هذه النقطة، ولكن أراءه التي ينقصها بعض الدقة لا يمكن الاعتراف بها الآن."
ويؤكد هذا المعنى المفسر جون جيل حين يرفض كلمة "شكل أو هيئة" (صورة الله) ويعتبر أن المسيح كان له مجد ظهر من خلال معجزاته. ويقول:
"وكذلك يمكن أن يقال في هيئة الله، كموسى الذي قام بمعجزات أقل فقيل أنه "إله" لفرعون."
ويرى نفس الرأي المفسر ألبرت بارنرز فيسرد معاني الكلمة:
splendor, majesty, glory - referring to the honor which the Redeemer had, his power to work miracles, etc.
ويستشهد بعلماء أيدوا هذا الرأي:
The first is the opinion adopted by Crellius, Grotius, and others, and substantially by Calvin.
إذن فمعنى "في صورة الله" وهي ترجمة خطأ بالمرة: أن له مجدًا ظهر من خلال الأعمال والمعجزات التي جرت على يديه. فالتعبير "في شكل الله وهيئته" (في صورة الله) لا يدل على ألوهية المسيح، إذ أن الله ليس له شكل خارجي كما يدل معنى الكلمة اليونانية، ولكن التعبير يدل دلالة رمزية على الأعمال والمعجزات التي جرت على يد المسيح.
أما عبارة "معادلًا لله" فإن اللفظة اليونانية المترجمة هنا "معادل" هي isos والتي من معانيها أيضًا similar "مشابه". إن المسيح غير مساوٍ لله ولا مشابه له بالمعنى المفهوم في عصرنا هذا. يقول المسيح:
وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. (يو 17: 3(
فالمسيح يعلن أن الله أرسله. ولكن ما الفرق بين الراسل (الله) والمُرْسَل (المسيح):
اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ. (يوحنا 13: 16)
ثم يقرر:
»أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي« يوحنا (14: 28)
وهذا التوضيح ينطبق أيضًا على قوله:
اَلَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ. (كولوسي 1: 15)
بل إن هذا هو أسلوب الكتاب المقدس المجازي:
وَقَالَ اللهُ: نَعْمَلُ الانْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ وَعَلَى كُلِّ الارْضِ وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الارْضِ. فَخَلَقَ اللهُ الانْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرا وَانْثَى خَلَقَهُمْ. (تك 1: 26، 27)
So God created humans to be like himself (CEV)
فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ لِكَوْنِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ. (1كو 11: 7)
لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ لِيَكُونَ هُوَ بِكْراً بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ. (رو 8: 29)
والكلمة اليونانية المستخدمة هنا هي summorphos وتعني "له نفس الشكل، مشابه".
ولكن ما معنى "بكر كل خليقة". تعالوا نقرأ:
G4416
πρωτοτόκος
prototokos
Thayer Definition:
1) the firstborn
1a) of man or beast
1b) of Christ, the first born of all creation
أول مولود للإنسان او الحيوان.
أو المسيح أول مولود بالنسبة للمخلوقات.
أول مولد للإنسان: هل يكون حيوان؟ أول مولود للحيوان: هل يكون إنسان؟.. أول مولود للخليقة: هل يكون خالق؟؟!! بالطبع مخلوق!!!:
فالمسيح بكر بين إخوة كثيرين. فهناك إخوة (أنبياء الله ورسله) أبكار مع المسيح. فهو أخ منهم. فهو بكر مخلوق. بكر (عبد صالح) مفضل على جميع الأبكار (المؤمنين الصالحين). فهو ليس البكر الوحيد:
" شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه" ( يعقوب 1: 18).
" ولكن الآن قد قام المسيح من الاموات وصار باكورة الراقدين فانه اذ الموت بانسان بانسان ايضا قيامة الاموات. لانه كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع. ولكن كل واحد في رتبته. المسيح باكورة ثم الذين للمسيح في مجيئه." (1كو 15: 20 – 23).