ونقول

و لتفنيد ذلك نقول كلمة γης معرفة بأداة التعريف της مما يعنى أن المقصود من جملة ἐπὶ τῆς γῆς هو الأرض بصورة عامة وليس أرض إسرائيل ( كما يقول البعض ) وعندما يريد الكتاب تحديد أرض معينة يستخدم تعبيرات كأرض أسرائيل γῆν ᾿Ισραήλ مثلا في متى 2 :20 ومتى 2 : 21 أو ارض نفتاليم γῆ Νεφθαλείμ كما في متى 4 : 15 أو γῆ Ἰούδα أرض يهوذا أو γῇ Σοδόμων καὶ Γομόρρων أرض سدوم وعمورة ولكن عندما يريد الكتاب أن يعمم فيستخدم تعبير الأرض بالتعريف كما في متى 5: 5 ( طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض ) وهنا يستخدم تعبير τὴν γῆν ولا نستطيع أن نفهم أن الودعاء سيرثون قطعة من الأرض بل سيرثون الأرض كلها ولا نستطيع أن نفهم أن جزء من الأرض سوف يزول إذا زالت حرف أو نقطة من الناموس كما متى 5 : 18 ( فإني الحق أقول لكم: إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل ) حيث أنه استخدم كلمة γῆ وهي معرفة بأداة التعريف ومع ذلك فنحن نعرف طبعا أن لفظة الأرض المعرفة قد تستخدم أحيانا للدلالة على الأرض عندما يقع عليها الإنسان مثلا وليس من المعقول أن يقول انه وقع على أرض ويفهم ذلك من خلال السياق كما في مرقس 9: 20 ( فقدموه إليه. فلما رآه للوقت صرعه الروح فوقع على الأرض يتمرغ ويزبد)ἐπὶ τῆς γῆς.
والشاهد هنا ليس فقط الأرض المعرفة بأداة التعريف بل الاستخدام الكتابي الذي يضيف كلمة أرض إلى اسم المكان عندما يقصد أرض معينة وعليه لا يمكن أن يكون المقصود هو أرض إسرائيل بأي حال من الأحوال وهناك الكثير من الأمثلة ليس هناك مجال لطرحها هنا.

2- المقصود هو أكبر الأعشاب وليس أكبر الأشجار وبالتالي ليس هناك مشكلة !

و نقول

إذا إعتبرنا كلمة λάχανον تعنى أعشاب فإن وصف نفس النبات بأنه شجرة عظيمة δένδρον μέγα ووصفه أنه له أغصان كبيرة κλάδους μεγάλους يتناقض من وجهة نظر علم النبات بشدة مع وصفه أنه أعشاب وخاصة كلمة أغصان كبيرة حيث أن علم النبات يقسم النباتات حسب طبيعة نموها إلى أعشاب وشجيرات وأشجار ونباتات متسلقة ( مع ملاحظة أن هذا التقسيم على أساس نوعية الساق وليس على أساس طول النبات فقط كما يعتقد البعض فهناك مثلا ما يسميه الناس شجرة موز وهو في الحقيقة يصنف عشب وبالمناسبة فهو أكبر الأعشاب ) .
إذا فكون النبات شجرة δένδρον بمفهوم أن له ساق خشبية يتناقض مع كونه عشب λάχανον أي له ساق عشبية.

3- المقصود هو أكبر الخضروات وليس أكبر الأشجار وبالتالي ليس هناك مشكلة !

و نقول

إذا اعتبرنا ترجمة كلمة λάχανον هي خضروات فهذا مبدئيا يناقض كونه شجرة حيث أن الخضروات تتراوح من أعشاب إلى شجيرات وحتى إن وجدت خضروات عبارة عن أشجار مثل نبات Moringa oleifera وهو نبات معروفة أوراقة في الخليج حيث يستخدمه سكان شرق أسيا وخاصة الهنود في عمل أنواع من المأكولات وأيضا يستخدموه في تتبيل الفول السوداني وأنواع من الشعرية التي تتبل بالكاري مع هذا النبات بعد تحميصه وطحنه وهذا النبات عبارة عن شجرة تستخدم أوراقها كما يتضح من الصور التالية :







وهي على أقل تقدير لا تخص طرحنا هذا ( إلا في طعم أوراقها الخردلي ) وبالمناسبة نستطيع تصنيفها أطول الخضروات ( مع كونها حاله شاذة ) .
ثم أن تعبير μικρότερον ὂν πάντων τῶν σπερμάτων أصغر كل البذور على الأرض يعطى انطباع أنه يتحدث عن كل النباتات أما وجود التناقض العلمي في الوصف الكتابي للنبات فهو يؤكد عنوان الطرح علم النبات يثبت تحريف الكتاب .

4- المقصود هو أكبر البقول !

و نقول

هذا جهل من جوانب عدة :
الأول: جهل بلغة الكتاب اليونانية
فعندما يقول احدهم في الرد على هذهالنقطة أن الخردل هو من البقول بالمعنى الذي يفهمه أهل الكتاب أو العامة ( العدس و الفول ....... ) فهو لا يعلم أي شيء عن لغة الكتاب اليونانية فكلمة λάχανον تعنى خضروات أو أعشاب .

الثاني: جهل باللغة العربية
يعتقد البعض أن المقصود بالبقول هنا هو العدس و الفول وغيره و للأسف الشديد هناك من يتهكم على لغة العرب متمثلا في حديث الرسول صلى الله عليه وعلى آله و سلم متهما إياهم بالجهل باللغة العربية و هم من أصلوا لقواعد هذه اللغة أي وضعوا القواعد التي تصف كيف يتكلم العرب و يقول المتهكم :


وكعادة بعض أهل الكتاب الجدد يبحثون في جوجل أو برنامج ما ومن ثم عندما يجدوا جملة تخص الكلمة موضع الاستدلال يضعونها بدون أي تدقيق والمدهش والصادم لنا أنهم حتى لا يستطيعون فهم الجملة التي نقلوها و تعالوا نحلل ما ذهب إليه صاحب الاستدلال أعلاه.
وأول جمله تقول ( العرب تقول للخضر من البقول : الخضراء ) فماذا نفهم من ذلك ؟ هل نأخذ جزء من لسان العرب ثم نسقط جزء من ثقافتنا العامية لتعريف البقول ؟ أم من المنطق أن نبحث عن تعريف البقل أو البقول في لسان العرب نفسه ؟ بالطبع يجب أن نعرف ما هي البقل ومن ثم نفهم ما هو المقصود من الجملة وهذا هو لسان العرب يتكلم :


بالطبع وضعنا رابط حتى لا يتهمنا هواة الاتهام بالتدليس بغير دليل أو دليل واهي لا يقنع غيرهم .
وكما نرى من تعريف البقل أنه تعبير عام يطلق على مجموعه كبيرة من النباتات العشبية الحولية و عليه نفهم أن العرب تطلق لفظ الخضراء على كل ما له لون أخضر من هذه النباتات العشبية و عليه يكون الفهم الفضائي ( الفارغ ) للحديث هو مشكلة صاحبه و ليس مشكلة الحديث و لا أهل اللغة الذين أصلوا لقواعدها توصيفا لكيفية حديثهم ويكون البصل و الثوم و الكرات من البقل حسب التقسيم الرباني و نترك التقسيم الفضائي لأصحاب العقل الفضائي.
وبعد هذا التعريف نستطيع أن نفهم انه إذا كان المترجم إلى العربية يقصد البقل بمفهوم النباتات العشبية فهذا يدين الكتاب أكثر لأنه كما يقول التعريف أن البقل هو ما ليس بشجر دق و لا جل و إذا كان الكتاب قال أن هذا النبات شجرة كبيرة فلا يمكن وصفه بالبقل باللغة العربية و بالطبع نحن لا نلوم المترجم إلى العربية فهو يترجم ما يجده في الكتاب و إن كان متناقضا .

الثالث : جهل بعلم تقسيم النبات TAXONOMY
فعندما يتكلم احد في موضوع ذو طابع علمي معتقدا انه يتكلم بأسلوبعلمي فيجب أن يكون ذو عقلية علمية فعلا فعندما يتكلم عن تقسيم النباتات Classification for Kingdom Plantae يجب أن يعرف انه يتكلم عن علم TAXONOMY وهذا علم له قواعده فلا استطيع أن اقسم حسب ما أرى إلى زهور وبقول وما إلى ذلك ولكن كما سنرى تبدأ العلاقات من المملكة مرورا بالعائلة إلى النوع وهكذا ولأنه إذا كان المقصود هو البقول فهناك تناقض علمي شديد في الجملة حيث استخدمت كلمة δένδρον μέγα أي شجرة عظيمة وكل من يعلم شيء بسيط عن علم TAXONOMY يعرف التقسيم على أساس طبيعة النمو إلى أعشاب وشجيرات وأشجار ونباتات متسلقة فما هو عشب لا يكون شجرة وما هو شجرة لا يكون عشب وإذا كان البقول هنا مقصود بها النباتات العشبية فهذا يتناقض بشدة مع تعبير شجرة كبيرة .

ورغم ذلك فنحن لا نريد أن نحاكم الكتاب على دقة الألفاظ العلمية حتى لا يرد البعض انه ليس كتاب علمي رغم أن الكتاب المقدس يجب أن يكون دقيق الألفاظ أو على الأقل مجمل بدقة وليس مفصل بتناقض لأنه إن كان مقدسا فيجب أن يكون منزها عن الخطأ وإن كان موحى به من الله فيجب أن يعبر عن حكمة الله في خلقه وليس مناقضا لما خلق الله من خلق سوي.

الرابع : جهل بالكتاب نفسه

فالكتاب يفرق بين البقل ( أي النباتات العشبية ) والشجر سواء في العهد القديم أو الجديد و سوف نتناول أمثله لذلك في النقطة التالية .
وحتى تكون الحجة جليه فنبات Entada gigas هو أكبر البقول في حدود علمي :


وللقدر السعيد بذرتها ليست أصغر البقول بل أكبرها.