ملاحظات على جرائم اليهود :
1- الجرائم اليهودية التي عرفت فى التاريخ وجرى فيها تحقيق ووصلت إلى المحاكم لا تساوى شيئا بالنسبة إلى جرائم اليهود التي لم يعلم بها أحد . وآلاف الأطفال وغير الأطفال الذين يختفون فى جميع أنحاء العالم هم فى الغالب ضحايا الطقوس الدينية اليهودية ، ودماؤهم لابد أن تكون استقرت فى بطون اليهود مع فطير أعيادهم القذرة .
2- يفرح اليهود إذا كانت الضحية من بين أصدقائهم ، ويتلذذون بذبح الإنسان البريء لأنهم يعتقدون أنهم يؤدون واجبا دينيا مقدسا .
3- تحل البركة عليهم بشكل أوفى إذا أتيح لهم أن يعذبوا الضحية قبل موتها، وخاصة الأطفال من الضحايا ، وبقدر ما يتعذب الطفل ويستنزف دمه ببطء بقدر ما يرضى إله اليهود ويبارك أبناؤه المخلصين لدينهم ..‍‍‍‍‍‍‍‍‍?
4- حاول اليهود ومازالوا يحاولون إنكار استنزاف دم غير اليهود واستعماله مع فطير العيد ، بيد أن الحوادث التي أخذ التحقيق فيها مجراه وثبتت ضدهم كثيرة وكافية لكشف حقيقة ديانتهم ، كما أن العدد الكبير من كبار اليهود الذين ارتدوا عن دينهم فى فترات متقطعة من التاريخ قد أدلوا باعترافات كاملة عن جرائم الذبح البشرية واستعمال دماء غير اليهود فى فطير أعياد اليهود ، ومن أهم أولئك اليهود الحاخام موسى أبو العافية الذي أسلم أثناء التحقيق فى قضية الأب توما لينجو من العقاب ، وأدلى باعترافات خطيرة عن التلمود وما ورد فيه من تعاليم تعد رمزا للإجرام والوحشية والهمجية .
5- لم تنقطع جرائم اليهود هذه على مر الأزمنة والقرون رغم ما يلاقونه من عذاب وأخطار وانتقام ... والجرائم التي اقترفوها فى القرن العشرين لا تعد ولا تحصى . وكان أهمها ذبح طفل روسي من قبل اليهودي نيكولا تحموفيتش فى مقاطعة جوز بنيه السوفيتيه واستعمال دمه فى فطير العيد ، وذبح عدد من الأطفال فى جمهورية كولومبيا بأمريكا اللاتينية لاستنزاف دمائهم – نشرت مجلة المصور فى عددها 14/2/64 قصة مصاص الدماء فى كولومبيا ، ولم تفطن المجلة ولا المحققون فى كولومبيا إلى أن المصاصين هم اليهود وليس بائعي الدم للمستشفيات ...
--------------------------------------------------------------------------------
العــــدوان الأول
فلسطين عربية :
ثبت أن العرب سكنوا فلسطين منذ أكثر من خمسة آلاف سنة ، وأن قبائل الكنعانيين قد وجدت فى فلسطين حوالي 3000 ق . م . وهي قبائل عربية ومن بطونها اليبوسيون الذين بنوا مدينة القدس وأطلقوا عليها اسم ( أورو – سالم ) أي مدينة السلام ، وكانت فلسطين بلادا عامرة ذات أهمية تجارية وعسكرية ، ولم تكن خالية من السكان حينما غزاها اليهود فى القرن الثاني عشر قبل الميلاد ، بل كانت آهلة بسكانها العرب الشجعان الذين دافعوا عن وطنهم بشجاعة فائقة مما أخر احتلال يبوس ( القدس ) 140 عاما منذ دخول اليهود إلى فلسطين بقيادة يشوع بن نون 1189 ق . م . إلى أن احتلها الملك داود سنة 1049 ق . م .
الهمجية الأولى :
يبدو من دراسة القرآن الكريم أن الله سبحانه وتعالى أراد أن يمنح الشعب اليهودي فرصة يتخلص فيها من حكم فرعون مصر وأن يخرج من مصر ليعيش فى بلاد أخري بأمان ووئام مع الشعوب الأخرى ، بيد أن طبيعة هذا الشعب وأخلاقه وعاداته المتأصلة فى النفوس ، أبت ألا تضيع الفرصة الثمينة التي أتاحتها له العناية الإلهية ، وبدلا من السعي وراء الاستقرار والعيش بسلام مع غيرهم من خلق الله ، جعلوا من خروجهم من مصر وغزوهم ارض فلسطين بداية الهمجية التي سجلها تاريخهم وكتبها علماؤهم وفلاسفتهم ، ولم يسبقهم إلى تسجيل عناصر الوحشية والهمجية أحد فى التاريخ الذي وصل إلى الإنسانية مدونا ومكتوبا .
ومنذ اللحظة التي قادهم فيها موسى عليه السلام للهرب من مصر إلى سيناء ثم فلسطين ، اعتبروا أن الشعب الآمن الذي يسكن فلسطين عدوا لدودا لهم ، فحملوا له فى نفوسهم الحقد والبغض والكيد والنية الصادقة لإبادته ، كما صورت لهم نفوسهم الشريرة أن أرض كنعان وما حولها من البلاد من الفرات إلى النيل هي هبة لهم من إلههم حسب عوده التي قطعها لأجدادهم إبراهيم وإسحاق ويعقوب . ! " فى ذلك اليوم قطع مع إبرام ميثاقا قائلا : لنسلك أعطى هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات . القينيين والقنزيين والقدمونيين والحثيين والفرزيين والرفائيين والأموريين والكنعانيين والجرجاشيين واليبوسيين " – سفر التكوين الأصحاح 15 . " لأكون إلها لك ولنسلك من بعدك ، وأعطى لك ولنسلك من بعدك أرض غربتك كل أرض كنعان ملكا أبديا " – تكوين الأصحاح 17 " الرب إلهنا كلمنا فى حوريب قائلا ، كفاكم قعودا فى هذا الجبل تحولوا وارتحلا وادخلوا جبل الأموريين وكل ما يليه من العربة والجبل والسهل والجنوب وساحل البحر أرض الكنعاني ولبنان إلى النهر الكبير نهر الفرات ، انظروا قد جعلت أمامكم الأرض ، أدخلوا وتملكوا الأرض التي أقسم الرب لآبائكم إبراهيم وإسحاق ويعقوب أن يعطها لهم ولنسلهم من بعدهم " – التثنية الأصحاح الأول . وكثيرا من أمثال هذا الهراء مبثوث فى كتاب اليهود " المقدس " أي العهد القديم من التوراة التي وضعها حاخامات اليهود بعد عشرة قرون من نزول الشريعة على موسى عليه السلام . والتوراة تسجل بصدق ، طبيعة الشعب اليهودي وتبرز بوضوح حقيقة الديانة اليهودية المبنية على الغدر والخسة والوحشية الحقد والفساد والتعصب والجشع والغرور والانحلال ، وأعنى بالديانة اليهودية تلك التي يتداولها اليهود ويلمسها العالم من عاداتهم وطبائعهم وأخلاقهم وليست الديانة التي نزلت على نبيهم موسى وحرفها رجال الدين اليهودي لتناسب طبيعتهم الشريرة المتوحشة ، وهل يقبل العقل أن يجيز الإله لشعب الاعتداء على شعب آمن وقتل رجاله ونسائه وأطفاله ؟ .. " وحرموا ( أهلكوا ) كل ما فى المدينة ( أريحا ) من رجل وامرأة وطفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف ، وأحرقوا المدينة بالنار مع كل ما بها ، إنما الفضة والذهب وآنية النحاس والحديد جعلوها فى خزانة بيت الرب " يشوع ، الإصحاح 6 .
بهذه الروح الهمجية دخل اليهود أرض فلسطين بقيادة يشوع بعد وفاة نبيهم موسى ، واضعين نصب أعينهم إبادة السكان الأصليين بلا شفقة ولا رحمة ، دون تمييز بين المحاربين وغير المحاربين من النساء والأطفال والشيوخ ، واستعباد من لم يمت بسيوف اليهود . " ليستعبد لك شعوب . وتسجد لك قبائل " تكوين 27 . " وتستملكونهم لأبنائكم من بعدكم ميراث ملك . تستعبدونهم إلى الدهر . وأما أخوتكم بنو إسرائيل فلا يتسلط إنسان على أخيه بعنف " لاويين 25 " متى أتى بك الرب إلهك إلى الأرض التي أنت داخل إليها لتمتلكها وطرد شعوبا كثيرة من أمامك ودفعهم الرب إلهك أمامك وضربتهم وخربتهم فإنك تحرمهم . لا تقطع لهم عهدا ولا تشفق عليهم ولا تصاهرهم ، بنتك لا تعط لأبنه وبنته لا تأخذ لأبنك " تثنية 7 . " حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح . فإن أجابتك فكل الشعب الموجود فيها يكون للتسخير ويستعبد لك . وإن لم تسالمك بل عملت معك حربا فحاصرها ، وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فأضرب جميع ذكورها بحد السيف . هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدا التي ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا ، وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب نصيبا فلا تستبق منها قسمة ما " تثنية 20 .
وتحمل شعب فلسطين ثقل الهمجية الأولى التي جعلت دينها وديدنها سفك دماء الأبرياء وعدهم عبيدا للشعب المختار ! .. الذي أعماه الوهم وأفسد عليه حياته وحياة شعوب العالم بأسره . " أنا الرب إلهكم الذي ميزكم من الشعوب " لاويين 20 . " إياك قد اختار الرب إلهك لتكون له شعبا أخص من جميع الشعوب الذين على وجه الأرض " تثنية 7 . " لا يدخل عمونى ولا مؤآبي فى جماعة الرب إلى الأبد من أجل أنهم لم يلاقوكم بالخبز والماء فى الطريق عند خروجكم من مصر " تثنية 23 . وإنني اليوم وبعد مرور ثلاثين قرنا من الزمان على اعتداء اليهود الأول على فلسطين أشعر مع بنى قومي العمونيين والمؤابيين والكنعانيين الذين تحملوا وطأة الوحشية اليهودية وكل ذنبهم أنهم دافعوا عن وطنهم وبيوتهم وعائلاتهم ولم يستقبلوا المعتدين بالخبز والماء ..!
وحينما أقرا اليوم ما ورد بالتوراة عن عدوان اليهود بقيادة يشوع على مواقع معروفة لدي فى الأردن وفلسطين أقارن بين وحشية اليهود الأولى ووحشيتهم الأخيرة بعد ثلاثة آلاف سنة ، يوم لم يخرج عرب فلسطين لاستقبال مهاجميهم فكان جزاؤهم الإبادة فى دير ياسين وغيرها من المدن والقرى . " وأخذ يشوع مقيدة في ذلك اليوم وضربها بحد السيف وحرم " قتل " ملوكها وكل نفس بها . لم يبق شاردا . وفعل بملك مقيدة كما فعل بملك أريحا . ثم اجتاز يشوع من مقيدة وكل إسرائيل معه إلى لبنة وحارب لبنة . فدفعها الرب هي أيضا بيد إسرائيل مع ملكها فضربها بحد السيف وكل نفس بها . لم يبق شاردا وفعل بملكها كما فعل بملك أريحا . ثم اجتاز يشوع وكل إسرائيل معه من لبنة إلى لخيش ونزل عليها وحاربها وضربها بحد السيف وكل نفس بها حسب كل ما فعل بلبنة . ثم اجتاز يشوع وكل إسرائيل معه من لخيش إلى عجلون فنزلوا عليها حاربوها وضربوها بحد السيف وحرم كل نفس بها فى ذلك اليوم حسب كل ما فعل بلخيش ثم صعد إلى حبرون " الخليل " وأخذوها وضربوها بحد السيف مع ملكها وكل مدنها وكل نفس بها . لم يبق شاردا حسب كل ما فعل بعجلون فحرمها وكل نفس بها . وضرب يشوع كل أرض الجبل والجنوب والسهل والسفوح وكل ملوكها ، لم يبق شاردا بل حرم كل نسمة كما أمر الرب آله إسرائيل ، فضربهم يشوع من قادش برنيع إلى غزة وجميع أرض جوشن إلى جبعون " يشوع 10 .
ويبدو جليا من التوراة أن اليهود قد اعتبروا دينهم خاصا بهم ، كما احتكروا الإله وأسموه تارة إله إسرائيل وتارة أخرى إله الجنود ولا ذكر لرب العالمين فى كتب اليهود وديانتهم ، ولقد كيفا توراتهم لتطابق طبائعهم السيئة وأخلاقهم الدميمة فحشرا فى كتابهم " المقدس " أسس الرذيلة والانحلال الخلقي للإنسانية كافة وأباحوا النهب والسلب والسرقة والكذب والغش والفجور ، ونسبوا لأنبيائهم ارتكاب المعاصي والرذائل ، وأوجدوا مبدأ الغابة تبرر الوسيلة ، وذلك بأن فرطوا بأعراضهم للغير فى سبيل تأمين حياتهم . " طلبوا من المصريين أمتعة فضة وامتعة ذهب وثيابا ، وأعطى الرب نعمة للشعب فى عيون المصريين حتى أعاروهم فسلبوا المصريين " خروج 12 . " لا تقرض أخاك بربا فضة أو ربا طعام أو ربا شيء مما يقرض بربا للأجنبي تقرض بربا ولكن لأخيك لا تقرض بربا لكي يباركك الرب إلهك فى كل ما تمتد إليه يدك فى الأرض التي أنت داخل إليها لتمتلكها " تثنية 23 . " وصعد لوط من صوغر وسكن فى الجبل وابنتاه معه ، لأنه خاف من أن يسكن فى صوغر فسكن فى المغارة هو وابنتاه ، وقالت البكر للصغيرة أبونا قد شاخ وليس فى الأرض رجلا ليدخل علينا كعادة كل الأرض ، هلم نسقى أبانا خمرا ونضطجع معه فنحيي من أبينا نسلا . فسقتا أباهما خمرا فى تلك الليلة ودخلت البكر مع أبيها ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها ، وحدث فى الغد أن البكر قالت للصغيرة أنى قد اضطجعت البارحة مع أبي ، نسقيه خمرا الليلة أيضا فادخلي اضطجعي معه فنحيي من أبينا نسلا ، فسقتا أباهما خمرا فى تلك الليلة أيضا ، وقامت الصغيرة واضطجعت معه ، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها ، فحبلت ابنتا لوط من أبيهما " تكوين 19 . " وحدث جوع فى الأرض فانحدر إبرام إلى مصر ليتغرب هناك ، وحدث لما قرب أن يدخل مصر أنه قال لساراى آمراته أنني قد علمت أنك امرأة حسنة المنظر فيكون إذا رآك المصريون أنهم يقولون هذه امرأته فيقتلوني ويستبقونك . قولي إنك أختي ليكون لي خيرا بسببك وتحيا نفسي من أجلك ، فحدث لما دخل إبرام إلى مصر أن المصريين رأوا المرأة أنها حسنة جدا ورآها رؤساء فرعون ومدحوها لدى فرعون . فأخذت المرأة إلى بيت فرعون فصنع إلى إبرام خيرا بسببها ، وصار له غنم وبقر وحمير وعبيد وإماء وأتن وجمال " تكوين 12 . ولوط وإبراهيم عليهما السلام بريئان مما يفترون ولكنها أخلاق اليهود منذ القدم هي التي دفعتهم إلى تسجيل ما بأنفسهم من دنس وفجور ليجعلوا من كتابهم الديني صورة للبذاءة تكشف عن حقيقة دخائلهم الخبيثة التي لا تؤمن إلى بالذهب والتي تصور إلههم " يهوه" سفاحا متعطشا لسفك الدماء حتى أن ما ذبحه سليمان من الثيران الخرفان دفعة واحدة ولمدة أسبوع كامل 22 ألف ثور و 120 ألف خروف إرضاء لميول " يهوه" الدامية – الملوك الأول 8 .
ولم يكتف إله اليهود بالقرابين الحيوانية بل كان لابد من تقديم القرابين البشرية لإرضائه . ومن هنا جاءت عادة اليهود فى ذبح الأطفال وامتصاص دمائهم ليمزج بها فطير عيد الفصح (Passover) كما ورد ذكره . وأباحت الديانة اليهودية العقوبة الجماعية المشتركة التي تشمل غير المذنبين ، فكانوا يقتلون الأبناء والبنات مع أبيهم إذا اقترف الأب جناية لم يشتركوا فيها ولم يعلموا بها . وبعد ثلاثة آلاف سنة غرسوا جرائمهم هذه وتشريعهم الظالم فى نفوس الشعوب الاستعمارية فى أوربا وأمريكا ، وقلدهم الإنجليز والفرنسيون والطليان وغيرهم من الاستعماريين فى فرض العقوبات المشتركة على الأبرياء الذين يؤخذون بجريمة بعض المذنبين فى نظرهم . فكان الإنجليز يهدمون البيت على أصحابه وفيهم الأطفال والنساء لأن رب البيت قد اتهم بقطع سلك التليفون مثلا وجرائم الإنجليز وسواهم مقتبسة عن التوراة . " فأرسل يشوع رسلا فركضوا إلى الخيمة وإذا هي مطمورة فى خيمته والفضة تحتها . فأخذوها من وسط الخيمة وأتوا بها إلى يشوع وإلى جميع بنى إسرائيل وبسطوها أمام الرب فأخذ يشوع حخان بن زارح ( السارق ) والفضة والرداء ولسان الذهب وبنيه وبناته وبقره وحميره وغنمه وخيمته وكل ماله وجميع إسرائيل معه وصعدوا بهم إلى وادي عجور فقال يشوع : كيف كدرتنا يكدرك الرب فى هذا اليوم ؟ فرجمه جمي بني إسرائيل بالحجارة وأحرقوهم بالنار ورجموهم بالحجارة وأقاموا فوقه رجمة حجارة عظيمة إلى هذا اليوم . فرجع الرب عن حمو غضب ولذلك دعي اسم ذلك المكان وادي عجور إلى هذا اليوم " يشوع الأصحاح 7 . وهكذا أحل نبيهم يشوع قتل الأبناء الأبرياء والبنات بالذنب لم يقترفوه بل اقترفه أبوهم ، وكذلك الحيوانات التي لا تعقل ولا يحملها أحد أية مسئولية فأية وحشية تلك التى جاءت بها توراة اليهود لتعلمها للبشر وتدعي فيما بعد أنها قدمت للإنسانية خدمات عظيمة ..
والذهب الذي عبده اليهود وصنعوا منه عجلا يوم استبطأوا موسى عليه السلام حينما صعد إلى جبل الطور ، كان ولم يزل معبودهم الحقيقي ، وفى أيام عزهم ومجدهم حين حكم الملك سليمان وبنى الهيكل كانت عنايتهم بالذهب تفوق كل وصف مما جعل هيكلهم التاريخي يبدو بناء عاديا خاليا من كل فن وجمال وذوق ، ومن يقرأ سفر أخبار الأيام الثاني يلمس مدى اهتمام اليهود بالذهب حتى إن لفظة الذهب تتكرر فى الصفحة الواحدة عشرات المرات . " وعمل سليمان كل الآنية التي لبيت الله ومذبح الذهب والموائد وعليها خبز الوجوه والمنائر وسروجها من ذهب خالص والأزهار والسرج والملاقط من ذهب ، وهو ذهب كامل . والمقاصر والمناضح والصحون والمجامر من ذهب خالص . وباب البيت ومصاريعه لقدس الأقداس ومصاريع بيت الهيكل من ذهب " أخبار الأيام الثاني 4 . وما أصدق رأي العالم الفرنسي جوستاف لوبون عن اليهود حين قال : " وبقى بنو إسرائيل حتى فى عهد ملوكهم ، بدويين أفاقين مفاجئين مغيرين سفاكين مولعين بقطاعهم مندفعين فى الخصام الوحشي فإذا ما بلغ الجهد منهم ركنوا إلى خيال رخيص ، تائهة أبصارهم فى الفضاء كسالي خالين من الفكر كأنعامهم التي يحرسونها " – اليهود فى تاريخ الحضارات الأولى لجوستاف لوبون . " وإذا أريد تلخيص مزاج اليهود النفسي فى بضع كلمات كما يستنبط من أسفارهم ، وجد أنه ظل على الدوام قريبا جدا من حال أشد الشعوب ابتدائية فقط كان اليهود عندا مندفعين غفلا سذجا جفاه كالوحوش والأطفال ، وكانوا مع ذلك عاطلين فى كل وقت من الفتون الذي يتجلى فيه سحر صبا الناس والشعوب " . ويعرب حزقيال عن رأيه فى بنى قومه اليهود حين يذكر الشعب اليهودي الحقير وأوائله الهزيلة وما عقب استقراره فى فلسطين من الحميا فيقول مخاطبا : تلك الأمة العاقة باسم يهوه : " وفى جميع أرجاسك وفواحشك لم تذكري أيام صباك ... وإذا كنت لم تشبعي زنيت مع بنى أشور ولم تشبعي ... فلذلك أقضي عليك بما يقضي على الفاسقات وسافكات الدماء وأجعلك قتيل حنق وغيرة " حزقيال 16 .
حكم اليهود الأول فى فلسطين :
بهذه الروح الشريرة غزا اليهود فلسطين واشبعوا نهمهم لسفك الدماء البريئة بوحشية لا نظير لها فى التاريخ القديم والحديث ، ويستطيع الإنسان أن يقارن بسهولة بين مدنية شعب فلسطين الوثني فى ذلك الحين ، وبين مدنية اليهود الذين يدعون بأنهم حملوا رسالة التوحيد الأولى فى العالم ، ليخرج بنتيجة حاسمة يفضل فيها الشعب الوثني فى فلسطين على غزاته المتوحشين الذين زرعوا بذور الهمجية فى العالم منذ ذلك التاريخ .
والفترة التي استقر فيها حكم اليهود فى فلسطين لا تزيد على ثلاثة قرون ونصف قرن ، ومع ذلك فإنهم يستندون إليها مطالبين بحقهم فى العودة إلى فلسطين البلاد التي غزوها ولم تكن وطنا لهم فى يوم من الأيام ، كما أنهم لنم يخلفوا فى البلاد مدنية أو أي أثر لمدينة كما فعل الغزاة الفاتحون فى التاريخ . وكل الذي تركوه آثار حائط لهيكلهم ظلوا ينوحون عليه قرونا عديدة حتى سمى بحائط المبكي .
والفترة الذهبية لحكمهم بدأت فى تأسيس مملكة داود سنة 1095 ق.م. واستمر ملك داود 40 سنة جاء من بعده ابنه سليمان فحكم أربعين سنة أخري انتهت بوفاته سنة 975 ق.م. ، فخلفه ابنه رحبعام الذي انقسمت مملكة اليهود فى زمنه إلى قسمين ، مملكة إسرائيل فى الشمال " السامرة " ومملكة يهوذا فى الجنوب " أورشليم " ، ودامت مملكة الشمال نحو 250 سنة وانتهت سنة 721 ق.م. حينما غزاها سرجون ملك آشور واستولى على السامرة (نابلس حاليا) وسبى الأسباط وأجلى اليهود إلى ما وراء نهر الفرات وقضى على تلك المملكة فلم تقم لها قائمة بعدها ، وأما مملكة يهوذا فقد عاشت أكثر من أختها إسرائيل ، وتعرضت إلى غزوات عديدة من الشرق ومن الجنوب ، غزاها الأشوريون 677 ق.م. وتغلبوا عليها وأسروا ملكها منسي ونقلوه إلى بابل ، وفى سنة 619 ق.م. اجتاحها نخو فرعون مصر وغلب جيشها وقتل ملكها يوشيا ، ثم جاءت نهايتها على يد نبوخذ نصر ملك بابل الذي غزاها سنة 606 ق.م. وتغلب عليها ودفعت له الجزية ، وثارت عليه فأعاد الكرة سنة 599 ق.م. فسبي من شعبها عشرة آلاف أسير من بينهم أعيانها وأشرافها وكنوز الهيكل ، وثارت عليه سنة 593 ق.م. فأتاها فى هذه المرة سنة 588 ق.م. وهدم أسوارها وأحرق الهيكل وسبى الشعب إلى الأسر فى بابل – تاريخ الإسرائيليين ، شاهين مقاريوس . وأعيد اليهود من السبي سنة 538 ق.م. على يد كورش الذي تولى ملك فارس وغدت يهوذا ولاية من ولايات الفرس حتى سنة 332 ق.م. حيث انتقلت إلى ملك الإسكندر المقدوني بعد أن هزم الفرس واحتل سورية وفلسطين . وبعد وفاة الإسكندر سنة 323 ق.م. اقتسم قواده الملك فحكم سلوقس سورية وأسس فيها دولة السلوقيين وحكم بطليموس مصر وأسس فيها دولة البطالسة وكانت يهوذا من نصيب البطالسة . وحكم بطليموس اليهود رغم مقاومتهم العنيفة التي أكرهته على هدم القدس ودك أسوارها وإرسال مائة الف أسير من اليهود إلى مصر سنة 320 ق.م. وفى سنة 168 ق.م. انتقلت يهوذا إلى حكم السلوقيين حينما احتلها انطوخيوس وهدم أسوارها ونهب هيكلها وقتل من اليهود 80 ألفا فى ثلاثة أيام . وفى تلك الأثناء برز فريق من اليهود اتصفوا بالحنكة وسعة الحيلة والشجاعة ويدعون " المكابيين " استفادوا من الخلافات التي وقعت بين البطالسة والسلوقيين فاستقلوا بحكم يهوذا "أورشليم" مرة ثانية ، بيد أن حكمهم لم يدم طويلا ودب بينهم الخلاف وضعف مركزهم فتدخلت روما وأحتل الجيش الروماني بقيادة بومبي سنة 63 ق.م. مدينة القدس واستباح الهيكل وفتك بالسكان . وجاء من بعده يوليوس قيصر 49 ق.م. فعامل اليهود بالحسنى . ثم ولت روما هيرودس ملكا على اليهود سنة 37 ق.م. وكان من أصل أدومي اعتنق الديانة اليهودية ، وكان حاقدا على المكابيين الذين قتلوا أباه فحاربهم وقضى عليهم وحكم القدس مباشرة لحساب روما ، وبنى هذا الحاكم قلعة القدس الكائنة بباب الخليل وسك النقود وأجرى بعض الإصلاحات العمرانية لتشغيل العمال العاطلين . وفى زمنه ولد السيد المسيح فى بيت لحم . وبعد وفاته فى سنة 4 ق.م. تعاقب على الحكم ولاة رومانيون منهم : كوبونوس (6-9 م ) وماريوس (9-12 م ) واينوس رونوس (12-14 م ) وفالريوس غرانوس (14-26 م ) وبيلاتوس بونتيوس (26-36 م ) ، وأشهرهم فى التاريخ هذا الأخير الذي تمت فى عهده حادثة صلب المسيح عليه السلام . وجاء من بعد بيلاتوس مرشلوس ( 27 م ) ثم هيرودس حفيد هيرودس الكبير (27-44 م ) وكسبيوس فادوس (44 م) وطيباريوس اسكندر ( 46م) وفومانوس (48 م )وقلوديوس ونستسوس ( 60 م ) وفلورس ( 65 م ) فسبسيان ( 67 م ) وتيطس (70م) وفى عهد هذا القائد الروماني تم تدمير "أورشليم" وهيكلها وذبح اليهود فيها وأسر من أسر من شعبها وذاق اليهود على يد تيطس الذل والهوان . وفى عهد الإمبراطور تراجان ( 106 م ) عاد بعض اليهود إلى القدس وأخذوا فى الإعداد للثورة وأعمال الشغب من جديد ، فلما تولى أدريانوس عرش الرومان ( 117-138 م ) حول المدينة إلى مستعمرة رومانية وحظر على اليهود الاختتان وقراءة التوراة واحترام السبت ، وثار اليهود بقيادة باركوخبا (135م ) . وأرسلت روما واليا حازما هو يوليوس سيفيروس فاحتل المدينة وقهر اليهود وقتل باركوخبا وذبح من اليهود فى تل الموقعة 580 ألف نسمة ، وتشتت الأحياء من اليهود تحت كل كوكب ، ولكي ينسى اليهود "أورشليم" دمرها أدريانوس وأنشا مكانها مدينة جديدة أسماها "إيليا" . هذا هو موجز تاريخ اليهود القديم الدامي فى فلسطين العربية ، ذكرته لأعطى القارئ فكرة عن فترة الحكم اليهودي التي يعتبرونها الأساس الأول للمطالبة بفلسطين .
وواضح أنه تاريخ أسود مفعم بالقتل والذبح والنهب والسلب والثورات والبطش والإرهاب والغدر والأسر والسبي ، ولو أردت أن أبين تلك الأحداث الدامية فى تاريخ حكم اليهود هذا لأحتجت إلى كتاب كبير ، لأنه لم يمر عهد حاكم من الحكام سواء كان يهوديا أم فارسيا رومانيا أم بيزنطيا من غير ثورات واضطرابات ومنازعات وسفك دماء وتدمير وأسر وسبي ، ولقد تأكد لي أن عمليات القتل الجماعي والفتك بالناس دون النظر إلى الجنس والتمييز بين الرجال والأطفال والشيوخ قد أوجدها اليهود أنفسهم ولم يسبقهم إليها شعب من شعوب الأرض . ومن يقرأ سفر أستير فى التوراة وهو سابق على عهد الرومان فى فلسطين ، يجد كيف أن اليهود قد ذبحوا 75 ألف نسمة فى يوم واحد بإيعاز من هذه اليهودية الجميلة التي استغلت جمالها عند ملك الفرس وأذن لها بأن توعز إلى بني قومها بحمل السلاح والدفاع عن أنفسهم أمام مؤامرة وهمية اخترعتها ، فما كان من اليهود إلا أن هبوا يفتكون بالناس الآمنين وذبحوا منهم هذا العدد الذي يذكره اليهود أنفسهم ويعتزون بذلك اليوم 14 آذار ويعتبرونه عيدا قوميا لهم .
وسبق أن أوضحنا كيف انهم حينما دخلوا فلسطين لأول مرة كان رائدهم الذبح والإبادة والتدمير واستعباد سواهم من البشر ، ويبدو أن الله سبحانه وتعالى وقد منحهم الفرصة وأنقذهم من طغيان فرعون قد عاد وصب عليهم غضبه وسخطه ، بعد أن كفروا وخالفوا شريعة موسى وابوا أن يحيوا كبقية شعوب الأرض بأمان ووئام وتعاون لخير البشرية ، فعادت أحقادهم وأخلاقهم الذميمة وطغيانهم عليهم بالويل والخراب والدمار ، وسلط الله تعالى عليهم من يسومهم سواء العذاب ، ويبادلهم طغيانا بطغيان ، وذبحا بذبح وإفناء بإفناء ، وداستهم الأمم والشعوب تحت أقدامها طوال فترات التاريخ ومع كل ذلك لم يغيروا ما بأنفسهم من كيد وحقد وتعصب وغرور وهمجية .

يتبع
--------------------------------------------------------------------------------