ومن أهم جرائم اليهودية التي سجلها التاريخ فى الشرق – الذبائح البشرية التلمودية للأستاذ حبيب فارق تحقيق وشرح وتعليق الأستاذ عبد العاطي جلال –
1810 م حلب بسورية فقدت سيدة نصرانية ، وبعد التحري عثر على جثتها مذبوحة ومستنزف دمها ، وقد اتهم اليهودي رفول انكونا بذبحها وأخذ دمها لاستعماله فى عيد الفصح .
1812 م بجزيرة كورنو باليونان ذبح اليهود طفلين واستنزفوا دمهما ، وحكم على ثلاثة من اليهود بالإعدام ، ثم خطفوا ابن رجل يوناني اسمه ريكا وذبحوه واخذوا دمه لفطير العيد .
1824 م بيروت بلبنان ذبح اليهود المدعو فتح الله الصائغ وأخذوا دمه لاستعماله فى عيد الفصح . 1834 م طرابلس بالشام ارتدت اليهودية " بنود " عن دينها واعتنقت المسيحية بعد أن رأت بعينيها جرائم اليهود المروعة وذبحهم الأطفال الأبرياء من أجل خلط دمهم بفطير العيد ، ودخلت الرهبنة وماتت باسم الراهبة كاترينا ، وتركت مذكرات خطيرة عن جرائم اليهود وتعطشهم لسفك الدماء وسردت فى مذكراتها الحوادث التي شهدتها بنفسها وهى التي وقعت فى أنطاكية وحماة وطرابلس الشام وفيها ذبح اليهود طفلين مسيحيين وفتاة مسلمة ، واستنزفوا دماءهم واستعملوها فى فطير العيد .
1840 م فى Rhodes باليونان اختفى طفل يوناني في عيد البوريم اليهودي ، وشوهد الطفل يدخل الحي اليهودي فى الجزيرة . وحينما هاج اليونانيون وطالبوا بالبحث عن الطفل اضطر الحاكم التركي يوسف باشا إلى تطويق الحي اليهودي وحبس رؤساء اليهود . وتعترف دائرة المعارف اليهودية طبقة 1905 الجزء العاشر صفحة 410 أن وساطة المليونير اليهودي مونتفيوري أدت إلى إصدار فرمان من سلطان تركيا يبرأ فيه اليهود من جريمة قتل الطفل . وساعد مونتفيوري فى تقديم الرشوة للباب العالي الكونت كاموندو Camondo الذي كان مديرا لأعمال البنوك فى الحكومة العثمانية . وهكذا استطاعت قوة المال اليهودي أن تطمس الحق فى هذه الجريمة كما فعلت فى جرائم عديدة غيرها .
1890 م دمشق بسورية اختفى الطفل المسيحي هزي عبد النور " 6 سنوات " فى السابع من إبريل قبل عيد الفصح اليهودي . ثم عثرت عليه السلطات فى بئر بالقرب من حارة اليهود ، وعند الفحص تبين أن دمه قد استنزف من جرح فى المعصم قطع الشرايين ، ادعى اليهود أن الطفل قد سقط فى البئر ، ولعب المال اليهودي دوره الخطير فطمس الجريمة التي كتبت عنها صحف أوروبا وكانت الأدلة فيها قوية ناصعة ، ولم تجر محاكمة اليهود المجرمين لينالوا جزاء وحشيتهم
1840 م جريمة دمشق الكبرى ذبح الأب توما وخادمه إبراهيم عمار – الكنز المرصود فى قواعد التلمود للدكتور روهلنج ترجمة الدكتور يوسف نصر الله -
الأب فرانسوا أنطوان توما قسيس إيطالي ولد فى جزيرة سردينيا سنة 1780 م . ودخل رهبنة الكبوشية سنة 1807 م وانتقل إلى دمشق للخدمة فى أديرتها ، وعمل طوال 33 سنة بإخلاص وغيرة وحنان خادما لجميع الطوائف ، لا يفرق بين دين ودين ، يعالج المرضى مجانا ويطعم الناس ضد الأوبئة ، وعرف فى دمشق مثالا للنبل والخلق الكريم. وفى يوم الأربعاء 2 ذو الحجة 1255 هـ الموافق 5 فبراير 1840 م طلب الأب توما لحارة اليهود بقصد تطعيم ولد ضد الجدري ، واختفى الأب توما ولم يخرج من حارة اليهود ، فقد وقعت فى ذلك اليوم أبشع جرائم استنزاف الدم البشرى ، واعتبرت الجريمة أهم ما وقع من نوعها فى القرن التاسع عشر . والذي حدث أن الأب توما بعد عودته من زيارة الطفل المريض ، مر بصديقه الحميم اليهودي داود هراري فاستدعاه هذا إلى داره فلبى الدعوة .
وفى الدار وجد شقيقي داود هراري وعمه واثنين من حاخامات اليهود . فلما صار فى إحدى الغرف انقض عليه الجميع وقيدوه من قدميه ويديه ووضعوا منديلا على فمه . وبعد غروب الشمس استدعوا حلاقا يهوديا اسمه سليمان وأمروه بذبح القسيس ، فخاف وتردد ، فما كان من داود هراري صديق الأب توما إلا أن تناول السكين بنفسه ونحر الضحية ، ثم جاء أخوه هارون وهراري وأتم عمليه الذبح ، وجمعوا الدم فى وعاء ثم نقلوه إلى قارورة كبيرة وسلم إلى الحاخام باشا يعقوب العنتابي الذي تمت العملية بناء على أوامره ، نظرا لحاجته إلى الدم لاستعماله بفطير عيد البوريم الذي كان يصادف 14 فبراير . ولم يكتف اليهود بالقسيس ، فقد انتظروا مجيء خادمه إبراهيم عمار للبحث عنه ، فأدخلوه إلى منزل اليهودي يحيى ماهر فارحي وذبحوه وأخذوا دمه إلى الحاخام باشا .
وفى أثناء التحقيق عن غياب الأب توما ، قال بعض الناس أنهم شاهدوا الأب توما ، عشية يوم اختفائه متوجها إلى حارة اليهود ، واهتم قنصل فرنسا بالحادث وعمل مع السلطات التركية الحاكمة للكشف عن أسراره حتى أخذ التحقيق مجراه وكشف عن هذه الجريمة المروعة التي تردد صداها فى جميع أنحاء العالم . ونشرت التحقيقات والمحاكمة فى عدة كتب أوروبية . وهى مازالت محفوظة فى سجلات العدل بدمشق ، وقد نشرت بالتفصيل فى كتاب للدكتور روهلنج ترجمة إلى العربية الدكتور يوسف نصر الله سنة 1899 م تحت عنوان " الكنز المرصود فى قواعد التلمود " .
وارى أن اطلع القارئ على نبذ من الاعترافات التي وردت فى تلك التحقيقات التي غطت أغلب صفحات الكتاب .
فقد جاء في اعترافات الحلاق اليهودي سليمان ما يلي : " إن داود هرارى أرسل بعد المغرب بنصف ساعة خادمه ليدعوني من الحانوت فحضرت ووجدت هارون هراري وإسحاق هراري ويوسف هراري وداود هراري صاحب المنزل والأب توما مربوطا ، فقال لي داود هراري وأخوه هارون قم فاذبح هذا القسيس فقلت لهما لا اقدر فقالا لي اصبر وقاما فأحضرا السكين وألقيته أنا على الأرض ومسكته مع البقية ووضعت رقبته على طشت كبير وأخذ داود السكين الكبير وذبحه وأجهز عليه هارون وأخوه وحافظا على عدم سقوط نقطة من دمه خارج الطشت ، وبعد ذلك جررناه من الأودة " الغرفة " التي ذبحناه فيها إلى التي فيها الخشب . ثم نزعنا ثيابه وأحرقوها ثم حضر الخادم مراد الفتال ونظره عريانا فى المربع الذي فيه الخشب فقال لى وللخادم السبعة المذكورون : قطعا القسيس إربا إربا فسألناهم أين ترمونه قالوا ارمياه فى المصارف فصرنا نقطعه إربا ونضعه فى الكيس مرة بعد أخرى ونحمله إلى المصرف . والمصرف الذي رميناه فيه عند أول حارة اليهود بجانب منزل موسى أبو العافية ثم رجعنا إلى بيت داود هراري وعند انتهاء المأمورية قالوا للخادم أن يكتم السر ووعدوه بأنهم يزوجونه من مالهم مكافأة له على ذلك ، ولى أنهم سيعطوني دراهم وتوجهت إلى منزلنا .
س – كيف عملتم بعظامه ؟
ج – كسرناها بيد الهون .
س – ورأسه كيف عملتم بها ؟
ج – كسرناها بيد الهون .
س – كيف عملتم بأحشائه ؟
ج – أحشاؤه قطعناها وأخذناها فى الكيس أيضا وألقيناها فى أحد المصارف ."
وجاء فى اعترافات إسحاق هراري ما يلي : " حقيقة أحضرنا الأب توما عند داود باتفاقنا معا ، وقتلناه لأخذ دمه وبعد أن وضعنا الدم فى قنينة أرسلناه إلى الحاخام موسى أبو العافية وكنا نصنع ذلك اعتبارا بأن الدم ضروري لإتمام فروض ديانتنا .
س - هل الزجاجة التي كان فيها الدم سوداء أم بيضاء ؟
ج – الزجاجة كانت بيضاء .
س – من سلم الزجاجة للحاخام موسى أبى العافية ؟
ج – الحاخام موسى سلونكى .
س – لماذا يستعمل الدم فى ديانتكم ؟
ج – يصير استعماله لأجل خبز الفطير .
س – هل يوزع الدم على جميع اليهود ؟
ج – كلا ، إن ذلك غير ضروري وإنما يحفظ عند الحاخام الكبير .
س – كيف فعلتم لما استحضرتم الأب توما ؟
ج – الحاخامان موسى سلونكى وموسى أبو العافية هما اللذان دبرا هذه الحيلة ".
وجاء فى اعتراف موسى أبى العافية : " الحاخام باشا يعقوب العنتابي كان اتفق مع عائلة هراري وغيرهم لأجل الحصول على قناني دم بشري له وكان الهراريون وعدوه بأنهم يأخذون له ذلك الدم ولو كلفهم ذلك مائة كيس . ثم مررت بعد ذلك على منزل داود فأخبرت أنهم استحضروا شخصا لقتله واخذ دمه ، وقالوا لى خذ هذا الدم وسلمه إلى الحاخام يعقوب العنتابي لأنك أعقلنا فأجبتهم كلفوا موسى سلونكى بهذه المأمورية فأبوا وسلموه لى لأني الأعقل وحصل الذبح حقيقة عند داود هراري .
س – لماذا ينفع الدم وهل يوضع فى الفطير وهل يعطى لكل الشعب ؟
ج – ينفع الدم لوضعه فى الفطير الذي لا يعطى عادة إلى للأتقياء من اليهود وكان يرسل بعض اليهود دقيقا إلى الحاخام يعقوب العنتابي وهو يعجنه بنفسه ويضع فيه من الدم سرا بدون أن يعلم أحد بالأمر ثم يرسل من الفطير لكل الذين كانوا يرسلون له الدقيق .
س – هل سألت الحاخام يعقوب العنتابي عما إذا كان يرسل من هذا الدم إلى الحاخام الأكبر أو يبقيه لأهل الشام فقط ؟
ج – قال لي الحاخام يعقوب العنتابي إنه ملزوم أن يرسل من هذا الدم إلى بغداد .
س – هل جاءت كتابات من بغداد بطلب ذلك الفطير ؟
ج – الحاخام يعقوب قال لي بأنه حضر له كتابات بذلك .
س – أحقيقة أن سليمان الحلاق كان قابضا على الأب توما عند ذبحه ؟
ج – أنني نظرتهم كلهم حول الأب توما وعندما صار ذبحه كانوا مسرورين لأنهم كانوا يتممون فرضا دينيا .
س – أقتل الأب وخادمه فى منزل داود هراري ؟
ج – نعم ، لكنهم ذبحوا القسيس أولا ووجدت شخصا آخر غيره مربوطا فى أودة أخرى وأظن أنه هو الخادم " .
وهذه فقرات من اعترافات داود هراري :
" إن الحاخام يعقوب العنتابي قال لنا نحن السبعة فى الكنيس يلزمنا دم بشري لأجل عيد الفطر ، وذلك يلزم أن نستدعى الأب توما بأي طريقة ونقتله ونأخذ دمه لأنه يوجد فى الحارة فى أغلب الأحيان ، واستحضرنا بعد ذلك بأيام قليلة الأب توما وأوهمناه أن حضوره لأجل عمليه الجدري ولما حضر عندي بعد المغرب قتلناه وموسى أبي العافية وهذا الأخير أعطاه إلى يعقوب العنتابي " . وجاء فى اعترافات مراد الفتال عن ذبح إبراهيم عمار خادم الأب توما : " لما رجعت عند معلمي سألني هل أعطيت علما عن الخادم فأجبته نعم فقال لى : اذهب حالا وانظر إذا كانوا مسكوه فتوجهت عند ماهر فارحي فوجدت الباب مقفلا فطرقته وإذا بالمعلم جاء ففتح لى وقال لى مسكناه هل تريد أن تدخل أو تذهب فقلت له أريد أن ادخل لاتفرج ولما دخلت وجدت إسحاق بتشوتو وهارون إسلامبولي يربطان يدي الخادم إبراهيم خلفه بمنديله بعد أن سدا فمه بقطعة قماش أبيض وكان ذلك فى المقعد الصغير الذي فى الحوش الموجودة فيه المراحيض وكان الحاضرون أغلقوا الباب ووضعوا خلفه قطعة من خشب فلما انتهى إسحاق بتشوتو وهارون اسلامبولي من ربط الأيدي أخذه ماهر ومراد فارحي وطرحاه على الأرض وساعدهما عليه الحاضرون وهم هارون إسلامبولي وإسحاق بتشوتو وأصلان فارحي أبن المعلم رفائيل ويعقوب أبي العافية ويوسف مناحم فارحي ثم أحضروا طشتا من نحاس أبيض ومراد فارحى وضع رقبته عليه وذبحه وأنا ومراد فارحى كنا ماسكين رأسه وأصلان بن رفائيل وإسحاق بتشوتو كانوا جالسين فوق رجليه وهارون اسلامبولي مع الباقين كانوا ضاغطين عليه جيدا كي لا يتحرك . وبقى الحال هكذا حتى تصفى الدم " .
وقدم جميع المتهمين فى تلك المذبحة اعترافات كاملة ومذهلة وعثرت السلطات على أجزاء جثتي الأب وخادمه ، ثم جرت المحاكمة التاريخية ، وأثناء التحقيق توفى اثنان هما يوسف هراري ويوسف لينيوده . وصدر الحكم بإعدام عشرة متهمين هم : داود هراري ، هارون هراري ، إسحاق هراري ، الحاخام موسى يخور سلونكى ، ماهر فارحي ، مراد فارحي ، هارون اسلامبولي ، إسحاق بتشوتو ، يعقوب أبو العافية ، يوسف مناحم فارحي . ونال العفو أربعة متهمين وهم : موسى أبو العافية – والذي اعتنق الإسلام وحمل أسم محمد وأرشد التحقيق إلى جميع أسرار القضية وخبايا التلمود ومازالت أسرته المسلمة منتشرة فى الأردن والجمهورية العربية المتحدة – وألان فارحى وسليمان الحلاق ومراد الفتال لأنهم اعترفوا وساعدوا التحقيق على كشف الجريمة المروعة . ولقد تدخل المال اليهودي فى النهاية ، وسافر المليونير اليهودي مونتفيوري واليهودي كراميو إلى مصر ، وقدما الرشوة إلى محمد على باشا فأصدر فرمانا عجيبا ألغى فيه حكم القضاء وعفا عن المجرمين الذين يأكلون دم الناس الأبرياء وهذا هو نص فرمان محمد علي باشا :
" إنه من التقرير المرفوع لدينا من الخواجات مويز مونتفيوري وكراميو الذين آتيا لطرفنا مرسلين من قبل عموم الأوربيين التابعين لشريعة موسى اتضح لنا أنهم يرغبون فى الحرية والأمان للذين صار سجنهم من اليهود وللذين ولوا الأدبار هربا من حادثة الأب توما الراهب الذي اختفى فى دمشق الشام فى شهر ذي الحجة سنة 1255 للهجرة مع خادمه إبراهيم وبما انه بالنظر لعدد هذا الشعب الوفير لا يوافق رفض طلبهما فنحن نأمر بالإفراج عن المسجونين وبالأمان للهاربين من القصاص عند رجوعهم وبترك أصحاب الصنائع فى أشغالهم وللتجار فى تجارتهم بحيث أن كل إنسان يشتغل فى حرفته الاعتيادية وعليكم أن تتخذوا كل الطرق المؤدية لعدم تعدى أحد عليهم أينما كانوا وليتركوا وشأنهم من كل الوجوه وهذه إرادتنا . " وحينما تسلم الوالي الشريف باشا الفرمان أخلى سبيل المجرمين .

يتبع
--------------------------------------------------------------------------------