القول الصحيح فيما نسب لعيسى المسيح

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

القول الصحيح فيما نسب لعيسى المسيح

النتائج 1 إلى 10 من 23

الموضوع: القول الصحيح فيما نسب لعيسى المسيح

العرض المتطور

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    105
    آخر نشاط
    23-12-2006
    على الساعة
    09:19 AM

    افتراضي رد: القول الصحيح فيما نسب لعيسى المسيح

    ريتشارد إليوت فريدمان Richard Elliot Friedman بورفسور في جامعة كاليفونيا، سان دييغو. نال درجة الدكتوراة في الكتاب المقدس بالعبرية في جامعة هارفرد. هو واحد من كثير من العلماء الذين حاولوا دراسة هذه "المصادر" لـ"أسفار موسى الخمسة" بهدف الوصول إلى هوية المؤلفين، الفترة الزمنية لكتابة كل منها، الدوافع وراء كل رواية، و غيرها من المعلومات. في كتابه "من كتب الكتاب المقدس"، يقدم البورفسور فريدمان Friedman أدلة قوية على أن كلاً من "المصادر" – التي تبدو في الظاهر أنها تروي نفس القصص - قد كُتب في الحقيقة من قبل شخص أو أشخاص لهم أهداف مختلفة و واضحة المعالم أرادوا تحقيقها.

    وفقاً لبحث السيد فريدمان Friedman، فإن كل مصدر يؤكد على فرع معين من اليهود، على نبالتهم، الحقوق المكتسبة بالولادة، و القرب من الله – و في بعض الأحيان على حساب فروع أخرى من اليهود. على سبيل المثال، المصدر J قد كتب من قبل سلالة يهوذا، المصدر E كتب من قبل سلالة إسرائيل، المصدر P كتب من قبل كهنة من سلالة هارون. وفقاً للسيد فريدمان Friedman، فإن المصدر الكهنوتي (P) يظهر و كأنه مهتم بشكل خاص بالكهنة، نسبهم، كونهم الوحيدون الذين يسمح لهم بتقديم الذبائح لله، أهمية تقديم الذبائح لله، والغياب المدهش لجميع القصص التي تروي أن أحداً خارج نسبهم قد قدم ذبيحة و قبلها الله منه (مثلاً: ذبيحة ولدي آدم غائبة عن الرواية). كما أنه يتضمن قصصاً عن أناس حاولوا تقديم الذبائح لله دون وساطة كاهن هاروني فقتلهم الله.

    يتابع المؤلف ليبين لنا أن المصدرين J – E يبديان تأكيداً متماثلاً لأحدى فروع اليهود على غيرها. فمثلاً، في الصفحة 64-65 يبين كيف أن كلاً من المصدرين J – E يحاول من خلال حقوق يعقوب المكتسبة بالولادة منحها لأسلافهم. و يبين أيضاً أن في النسخة E فإن يوسف أُنقذ من قبل أخيه روبين (الولد الأول لإسرائيل). بينما في النسخة J فإن يهوذا هو الذي أنقذه. يقدم المؤلف براهين أخرى كثيرة لهذه الأقوال.

    إن النصين J – E يعظمان النبي موسى، و يصفان هارون أنه صنع العجل الذهبي. كما يصورانه و أخته مريم بأنها انتقدا موسى و أنهم عوقبا من قبل الله نفسه لهذا العمل. نجد فيهما بشكل مستمر قول الله: ((وقال يهوه لموسى ..)) من ناحية أخرى، نجد أن المصدر P (الذي كتب من قبل كهنة هارونيين) غالباً ما يصرّح: ((و قال يهوه لموسى و لهارون..)). في هذا المصدر نجد أن العصا التي استخدمها موسى لأداء معجزاته تسمى ((عصا هارون)). في المصدر الكهنوتي P دُعي هارون أيضاً الأخ الأول لموسى. و كما ذكرنا سابقاً، لا يوجد في المصدر P أي ذكر لأي ذبيحة لله من أي نوع إلى نهاية الإصحاح الأخير من سفر الخروج التي نجد فيها قصحة ذبيحة هارون عندما عُيّن الكاهن الأول. بعد ذلك فإن كل الذبائح قدمها هارون و أبناؤه. و بمعنى آخر، فإن مؤلف المصدر P لا يعطي أولوية الذبيحة لأحد غير الكاهن الهاروني. كما يوجد أيضاً مكانين اثنين في هذا المصدر يقللان من شأن موسى (عليه السلام)، فيصفان موسى (عليه السلام) مذنباً و هارون يتعذب لأجل خطيئة موسى.
    لا إِلَـــــهَ إلااللهَ الــــوَاحِــدُ الأَحَـــــدْ


    المَسِيْــــــــحُ رَسُـــوْلُ اللهِ إنْسَـــانٌ فَقَـــطْ
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    القول الصحيح فيما نسب لعيسى المسيح

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    105
    آخر نشاط
    23-12-2006
    على الساعة
    09:19 AM

    افتراضي رد: القول الصحيح فيما نسب لعيسى المسيح

    ماذا عن بقية العهد القديم؟ هل بقية أسفار العهد القديم معروف عنها أنها حُفظت من التغيير منذ الزمن الأول لكتابتها و أنها حقيقةً كلام مؤلفيها المزعومين؟ كلا! مرة أخرى تقول لنا موسوعة جرولير Grolier:
    "... يخبرنا سفر يشوع عن الفتح الكامل لأرض كنعان، ولكن سفر القضاة يحتوي على عادات القبائل اليهودية في الفترة ما قبل النظام الملكي و التي توحي أن الفتح كان جزئياً. إن أسفار صموئيل تتكلم عن تأسيس النظام الملكي من قبل شاؤول و داوود و تحتوي على مصدر قديم رائع عن حياة داوود، غالياً ما كُتبت بين السنة 961-22 قبل الميلاد. كل الأسفار السابق ذكرها قد تم تعديلها بشكل مكثف من قبل كتبة شاركوا في لاهوت المصدر D."

    البروفسور هارولد بلووم Yale Professor Harold Bloom هو مؤلف كتاب ((سفر المصدر J - Book Of J)). يذهب كتابه لإثبات أن مؤلف أسفار Pentateuch الخمسة لم يكن النبي موسى (عليه السلام)، بل يعتقد أن أسفار Pentateuch – و خاصة أقدم قصص الكتاب المقدس مثل قصة آدم و حواء، نوح، يوسف، و حتى موسى – إنما هي من عمل إمرأة، غالباً ما تكون من سلالة الملك داوود في القرن العاشر قبل الميلاد. يقول هارولد بلووم Harold Bloom أن ((أناساً يمكن اتهامهم بجريمة انتحال الشخصية من الدرجة الثانية)) قاموا بكتابة الكتب المقدسة من خلال مستنداتها.

    البروفسور ريتشارد فريدمان Richard Friedman قد رجح أيضاً أن امرأةً ما قد ساهمت في العهد القديم و أصبح بعد ذلك جزءً من الكتاب المقدس بشكل رسمي. إلا أن بعض العلماء يعتقدون أنه عمل مجموعة من العلماء و الأعراف اليهودية.
    أخبار الولايات المتحدة و تقرير العالم، 10 ديسمبر/كانون الأول، 1990
    US NEWS & WORLD REPORT, Dec 10, 1990

    يقول ألفريد لويس Alfred Loisy، عالم القرن التاسع عشر الفرنسي الشهير:
    "في سبيل شرح ألوهية المصادر، فإن اللجنة البابوية لدراسات الكتاب المقدس صرّحت - في حكمها النهائي الذي لا يُنسى - بأنه كان لموسى سكرتاريين. سكرتاريي موسى! اكتشاف عبقري، لاشك هو كذلك!"

    "..[في العهد القديم] يوجد الكثير من المصادر، الشفهية منها و الكتابية، التي ضُمت إلى بعضها. و كثير من التقاليد أضيفت لاحقاً: فكانت أيدٍ مختلفة تشارك عبر فترات مختلفة في مزج و تعديل مجموعات مختلفة و أسفاراً و أجزاء أسفار. في كثير من الأحيان ما يلمع أثر قلم لاحق أو يشرح النص الأصلي بإضافاته الخاصة، أو يحاول تحديثها لزمانه. هذه الأيام يوجه اهتمام أقل لمسألة الأصولية التي لعبت في السابق دوراً كبيراً في بحث العهد القديم. لقد ظهرت فكرة جديدة تهتم باكتشاف الهدف من وراء هذه الإضافات مع فهم تركيبها. لماذا قام المنقحون بترتين الأجزاء بالشكل الذي نعرفه نحن – دونما تطابق أحياناً و بشكل متناقض حيث يمكن سريعاً ملاحظة الانتقالات و التوقفات؟"
    العهد القديم، أصوله و تركيبه، للمؤلف كيرت كول، ترجمة سي تي إم هيريوت، ص 299
    The Old Testament, Its origins and Composition, by Kurt Kuhl, translated by C. T. M. Herriott, p. 299

    في الحقيقة فإننا نجد عيسى (عليه السلام) بنفسه يشهد في الكتاب المقدس ضد اليهود بأنهم قد غيروا وصايا و تعاليم الله الدينية و استبدلوها بتقاليدهم الخاصة. يقول:
    وأقبَلَ إلى يَسوعَ بَعضُ الفَرَّيسيـّينَ ومُعلَّمي الشَّريعةِ مِنْ أُورُشليمَ، فسألوهُ: "لِماذا يُخالِفُ تلاميذُكَ تقاليدَ القُدَماءِ، فلا يَغسِلونَ أيديَهُم قَبلَ الطَّعام؟" فأجابَهُم يَسوعُ: "ولِماذا تُخالِفونَ أنـتم وصيَّةَ الله مِنْ أجلِ تَقاليدِكُم؟ قالَ الله: أكرِمْ أباكَ وأمَّكَ، ومَنْ لعنَ أباهُ أو أمَّهُ فموتًا يَموتُ. وأمّا أنتُمْ فتَقولونَ: مَنْ كانَ عِندَهُ ما يُساعِدُ بِه أباهُ أو أمَّهُ وقالَ لَهُما: هذا تقدمَةٌ لله، فلا يلزَمُهُ أنْ يُكرِمَ أباهُ. وهكذا أبطَلْتُم كلامَ الله مِنْ أجلِ تقاليدِكُم. يا مُراؤون، صَدَقَ إشَعْيا في نُبوءتِهِ عنكُم حينَ قالَ: هذا الشَّعبُ يُكرمُني بِشَفَتيهِ، وأمَّا قَلبُهُ فبعيدٌ عنَّي. وهوَ باطِلاً يَعبُدُني بِتعاليمَ وضَعَها البشرُ".
    الكتاب المقدس - متى 15: 1-9

    وخاطَبَ يَسوعُ الجُموعَ وتلاميذَهُ، قالَ: "مُعلَّمو الشَّريعةِ والفَرّيسيّونَ على كُرسِيَّ موسى جالسونَ، فاَفعَلوا كُلَ ما يَقولونَهُ لكُم واَعمَلوا بِه. ولكِنْ لا تَعمَلوا مِثلَ أعمالِهِم، لأنَّهُم يَقولونَ ولا يَفعلونَ: يَحزِمونَ أحمالاً ثَقيلَةً شاقَّةَ الحَمْلِ ويُلْقونَها على أكتافِ النّاسِ، ولكنَّهُم لا يُحَرَّكونَ إصْبَعًا تُعينُهُم على حَمْلِها. وهُمْ لا يَعمَلونَ عَمَلاً إلاّ لِـيُشاهِدَهُمُ النّاسُ: يجعَلونَ عَصائِبَهُم عريضَةً على جِباهِهِم وسواعِدِهم، ويُطَوَّلونَ أطرافَ ثِـيابِهِم، ويُحبّونَ مَقاعِدَ الشَّرَفِ في الوَلائِمِ ومكانَ الصَّدارَةِ في المجامِـعِ والتحِيّاتِ في الأسواقِ، وأنْ يَدْعُوَهُمُ النّاسُ: يـا مُعلَّمُ. أمّا أنتُم فلا تَسمَحوا بأنْ يَدْعُوَكُم أحدٌ: يا مُعلَّمُ، لأنّـكُم كُلَّكُم إخوَةٌ ولكُم مُعلَّمٌ واحدٌ. ولا تَدْعوا أحدًا على الأرضِ يا أبانا، لأنَّ لكُم أبًا واحدًا هوَ الآبُ السَّماويٌّ. ولا تَسمَحوا بأنْ يَدْعوَكُم أحدٌ: يا سيَّدُ، لأنَّ لكُم سيَّدًا واحدًا هوَ المَسيحُ. وليكُنْ أكبَرُكُم خادِمًا لكُم. فَمَن يَرفعْ نَفسَهُ يَنخفِضْ، ومَنْ يَخفِضْ نفسَهُ يرتَفِـعْ. الوَيلُ لكُم يا مُعَلَّمي الشَّريعةِ والفَرّيسيّونَ المُراؤونَ! تُغلِقونَ مَلكوتَ السَّماواتِ في وُجوهِ النّاسِ، فلا أنتُم تَدخُلونَ، ولا تَترُكونَ الدّاخلينَ يَدخُلونَ.[الوَيلُ لكُم يا مُعَلَّمي الشَّريعةِ والفَرّيسيّونَ المُراؤونَ! تأكُلونَ بُيوتَ الأرامِلِ وأنتُمْ تُظهِرونَ أنَّـكُم تُطيلونَ الصَّلاةَ، سيَنـالُكُم أشدٌّ العِقابِ]. الوَيلُ لكُم يا مُعَلَّمي الشَّريعةِ والفَرّيسيّونَ المُراؤونَ! تَقطَعونَ البحرَ والبَـرَّ لتكسِبوا واحدًا إلى دِيانَتِكُم، فإذا نَجَحتُم، جَعَلْتموهُ يستَحِقٌّ جَهنَّمَ ضِعفَ ما أنتُم تَستَحِقٌّونَ!. الوَيلُ لكُم أيٌّها القادَةُ العُميانُ! تَقولونَ: مَنْ حَلفَ بالهَيكلِ لا يَلتزِمُ بـيَمينِهِ، ولكنْ مَنْ حَلَفَ بذَهَبِ الهَيكَلِ يَلتَزِمُ بـيَمينِهِ. فأيٌّما أعظمُ، أيٌّها الجُهّالُ العُميانُ؟ الذهَبُ أمِ الهَيكَلُ الَّذي قَدَّسَ الذهَبَ؟ .. أيٌّها العُميانُ .. الوَيلُ لكُم يا مُعَلَّمي الشَّريعةِ والفَرّيسيٌّونَ المُراؤونَ! تُعطُونَ العُشْرَ مِنَ النَعْنعِ والصَعتَرِ والكَمّونِ، ولكنَّـكُم تُهمِلونَ أهمَّ ما في الشَّريعةِ: العَدلَ والرَّحمةَ والصَّدقَ، وهذا ما كانَ يَجبُ علَيكُم أنْ تَعمَلوا بِه مِنْ دونِ أن تُهمِلوا ذاكَ. أيٌّها القادَةُ العُميانُ! تُصَفّونَ الماءَ مِنَ البَعوضَةِ، ولكنَّـكُم تَبتَلِعونَ الجمَلَ. الويلُ لكُم يا مُعَلَّمي الشَّريعةِ والفَرّيسيّونَ المُراؤونَ! تُطَهَّرونَ ظاهِرَ الكأسِ والصَّحنِ، وباطنُهُما مُمتلِـئ بِما حصَلتُم علَيهِ بالنَّهبِ والطَمَعِ. أيٌّها الفَرَّيسيٌّ الأعمى! طَهَّرْ أوَّلاً باطنَ الوِعاءِ، فيَصيرَ الظَّاهِرُ مِثلَهُ طاهرًا. الويلُ لكُم يا مُعَلَّمي الشَّريعةِ والفَرّيسيّونَ المُراؤونَ! أنتُم كالقُبورِ المبـيَضَّةِ، ظاهرُها جميلٌ وباطِنُها مُمتَلئ بعِظامِ الموتى وبكُلٌ فسادٍ. وأنتُم كذلِكَ، تَظهَرونَ لِلنّاسِ صالحينَ وباطِنُكُم كُلٌّهُ رِياءٌ وشَرٌّ.الوَيلُ لكُم يا مُعَلَّمي الشَّريعةِ والفَرّيسيٌّونَ المُراؤونَ! تَبْنونُ قُبورَ الأنبـياءِ وتُـزَيَّنونَ مدافِنَ الأتقياءِ، وتَقولونَ: لو عِشنا في زَمَنِ آبائِنا، لما شارَكْناهُم في سَفْكِ دَمِ الأنبـياءِ. فتَشهَدونَ على أنفُسِكُم بأنَّـكُم أبناءُ الَّذينَ قَتلوا الأنبـياءَ. فتَمَّموا أنتُم ما بَدأَ بِه آباؤُكُم. أيٌّها الحيّاتُ أولادَ الأفاعي! كيفَ ستَهرُبونَ مِنْ عِقابِ جَهنَّمَ؟
    الكتاب المقدس - متى 23: 1-33

    إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاء إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (47) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ (48) وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِىءُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (49) وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ (1) وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُونِ (50) إِنَّ اللّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ (2) هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (51) فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53) وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (54) إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ (3) وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55) فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ (56) وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (57) ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ (58) إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (59) الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ (60) فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ اللّهُ وَإِنَّ اللّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (63) فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ (64) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (65)
    القرآن الكريم – آل عمران

    ======================
    (1) لا تَظُنّوا أنّي جِئتُ لأُبطِلَ الشَّريعَةَ وتَعاليمَ الأنبياءِ: ما جِئتُ لأُبطِلَ، بل لأُكمَّلَ. الحقَّ أقولُ لكُم: إلى أنْ تَزولَ السَّماءُ والأرضُ لا يَزولُ حرفٌ واحدٌ أو نقطةٌ واحدةٌ مِنَ الشَّريعةِ حتى يتِمَّ كُلُّ شيءٍ. فمَنْ خالفَ وَصيَّةً مِنْ أصغَرِ هذِهِ الوصايا وعلَّمَ النَّاسَ أنْ يَعمَلوا مِثلَهُ، عُدَّ صغيرًا في مَلكوتِ السَّماواتِ. وأمَّا مَنْ عَمِلَ بِها وعَلَّمَها، فهوَ يُعَدٌّ عظيمًا في مَلكوتِ السَّماواتِ. [الكتاب المقدس – متى 5: 17-19]
    (2) والحياةُ الأبديَّةُ هيَ أنْ يَعرِفوكَ أنتَ الإلهَ الحَقَ وحدَكَ ويَعرِفوا يَسوعَ المَسيحَ الذي أرْسَلْتَهُ. [الكتاب المقدس – يوحنا 17: 3]
    (3) وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) [القرآن الكريم – النساء]
    ======================


    هنالك المزيد مما يمكن قوله عن هذه المسائل، إلا أنني سأتركه للدارس الذي يهمه الأمر ليسترشد بكتاب البروفسور فريدمان Friedman و من ثم يأخذ قراره. قبل ألف و أربعمائة سنة، في الزمن الذي كان التجرؤ على القول بأن أسفار الكتاب المقدس ليست كلام الله الموحى به 100% يُعتبر هرطقة من الدرجة الأولى تستلزم عقاب الموت أو ما هو أسوء، أُنزل القرآن على محمد (ص) من عند الله تعالى قائلاً فيه أن "أهل الكتاب" قد غيروا في كتاب الله. و أكد محمد (ص) فيما بعد أنه أُرسل و معه دين الله الحقيقي الذي أُنزل على موسى و عيسى (عليهم السلام جميعاً). أجاب المسيحيون حينها أن المسلمون همجيون جاهلون قد لفقوا دينهم الخاص بنسخهم من المسيحية (كما زعم اليهود قبلهم أن المسيحيين قد انتحلو من الديانة اليهودية). إني أدعوا القارئ ليحكم بنفسه عن مكان الحقيقة.

    هل كل هذا محصور بالعهد القديم؟ كلا! علماء المسيحية اليوم يدعون أناجيل متى، مرقس، و لوقا بأناجيل (العين الواحدة Synoptic). هذا لأنهم يبدون جميعاً قد تمكنوا من الولوج إلى مصدر مشترك باشروا من خلاله بكتابة أناجيلهم الخاصة. هذا المصدر يسمى بـ (Q). بدؤوا يلاحظون الآن أن المؤلفين المزعومين هم ليسوا المؤلفين الحقيقيين (أنظر القسم 2-1 و القسم 2-2). و بالمثل، فإن أعداداً كثيرة من إنجيل يوحنا، بالإضافة إلى تناقضات تاريخية أخرى، جميعها تذهب إلى أن يوحنا لم يكتب إنجيل يوحنا.

    مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (46)
    القرآن الكريم – النساء

    أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75)
    القرآن الكريم – البقرة

    فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ (79)
    القرآن الكريم – البقرة

    للمزيد حول الموضوع يمكنكم الحصول على نسخة من أي من الكتب الوارد ذكرها أعلاه.

    ----نهاية القسم -----
    لا إِلَـــــهَ إلااللهَ الــــوَاحِــدُ الأَحَـــــدْ


    المَسِيْــــــــحُ رَسُـــوْلُ اللهِ إنْسَـــانٌ فَقَـــطْ
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    القول الصحيح فيما نسب لعيسى المسيح

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    105
    آخر نشاط
    23-12-2006
    على الساعة
    09:19 AM

    افتراضي رد: القول الصحيح فيما نسب لعيسى المسيح

    (2-4) متى يكون الكتاب "موحىً به"؟

    لا تزيدوا كلِمةً على ما آمركُم بهِ ولا تُنقِصوا مِنْهُ، واَحْفَظوا وصايا الرّبِّ إلهِكُم التي أُوصيكُم بها.
    الكتاب المقدس – التثنية 4: 2

    كان عدي ابن هيثم الطائي مسيحياً و اعتنق الإسلام في زمان محمد ( ). و في يوم من الأيام تليت أمامه الآيات التالية من القرآن الكريم:
    وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) القرآن الكريم – التوبة
    عندما سمع عدي هذه الآية قال: ((يَا رَسُول اللَّه إِنَّا لَسْنَا نَعْبُدهُمْ)) فأجابه النبي محمد () ((أَلَيْسَ يُحَرِّمُونَ مَا أَحَلَّ اللَّه فَتُحَرِّمُونَهُ , وَيُحِلُّونَ مَا حَرَّمَ اللَّه فَتُحِلُّونَهُ ؟)) [لقد كان يشير إلى السلطة التي منحها الرهبان و الحاخامات لأنفسهم بحجة وحيهم المزعوم لتغيير الشرائع و القوانين] فأجاب : ((بَلَى! )) فقال محمد () ((فَتِلْكَ عِبَادَتهمْ)). (1)
    =======================================
    (1) لم تنتهي هذه النزعة في زمن النبي محمد () بل استمرت إلى يومنا هذا و يمكننا أن نراه أمام أعيننا. فمن أراد أن يرى عملياً هذا الميول المحزن فبإمكانه على سبيل المثال الاطلاع على المقالات العديدة التي نُشرت مؤخراً عن اعتراف الكنيسة الرسمي بالزنا و الأعداد المتزايدة من أعضاء مجلسها الذين "يعيشون في الخطيئة" على الملأ، كما كتب مؤخراً عن كنيسة أيرلندا. هذا الصمود الأخير قد سقط في النهاية – وفقاً للمقال – لأن "غالبية الشباب اليوم يمارسون ذلك". إن الحفاظ على أتباعهم أهم عندهم من الحفاظ على وصايا الله. يقول مؤلف المقال المسيحي بلسان السخرية: ((ربما إن أصبح غالبية البشر لصوصاً فإن الكنيسة ستلغي إدانة الله للسرقة أيضاً؟)) هنالك الكثير من الأمثلة الأخرى كيف أن الكنيسة قد استمرت إلى يومنا هذا في تبديل ما هو شائع مكان ما يرضي الله، إلى حد تغيير وصيته الواضحة. مثالٌ آخر هو موقف الكنيسة "العصري" المتساهل من مسألة اللواط و ممارسيها. إن البشرية تتنافس و تتسابق مع الزمن لتمام إلغاء كل ما تبقى من الأخلاق و الحشمة، مستبدلةً إياها بآلاف من الأساليب الجديدة و المبتكرة للفحش و فساد الأخلاق، باسم "العصرية" و "الرقي" و الكنيسة مستعدة أيضاً للرضوخ و الاستسلام تماماً للأمر. فقط حافِظ على حضورك للكنيسة و دعمك لها و لن تهتم الكنيسة بالمقابل بما تفعله بعد رحيلك. على أحدهم أن يصرخ في وجه الشر حتى لو أدى ذلك إلى تعرضه للأذى و عدم محبة الناس له. في الإسلام يعتبر هذا عمود أساسي من معتقداتنا، يدعى "الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر". إن الاستسلام بسهولة و قبول الأمر فيما نشاهد العالم يدمر نفسه من حولنا هو أمر مرفوض. على أحدهم أن يقف و يقول: ((هذا من الشر، هذا خطأ. حتى لو أصررتم على ممارسته فليس لزاماً علينا أن نتغاضى عنه)). عسى الله أن يهدينا و يفتح عيوننا لوضع رضاه فوق رضى البشر. إن في ذلك خير لنا إن كنا نعلم.=======================================


    لو سألنا مسيحياً عادياً: ((من أين أتي الكتاب المقدس الذي بين يديك؟)) فإنه غالباً ما سيجيبنا: ((من عند الله!)).
    ولو سألناه: ((و كيف تعلم أنه من عند الله؟)) فسيجيب: ((لقد أوحى به لأناس عديدين دوّنوه و حفظوه لنا)).
    و لو سألناه: ((هل جميع الموحى إليهم أنبياء؟)) فسيجيب: ((كلا، منهم أنبياء و أناس بلا خطيئة "قديسين"، إلخ...))
    ((هل قام هؤلاء الأنبياء و "القديسين" بالتوقيع بأسمائهم على هذه المستندات؟)) إن سألناه هذا فسيجيب: (( كلا. و لكن الكنيسة تعرف من كتبهم و متى كُتبوا و لديها الدليل الذي لا يُدحض في هذا الخصوص)).
    فلو سألناه: ((هل يمكن لأي شخص بلا ضمير الولوج في الماضي إلى الكتاب المقدس لتعديل أسفاره؟)) فجوابه سيكون: ((بالطبع لا! لقد أخبرتنا الكنيسة أنه حتى العهد القديم – الأكثر قدماً – قد حُفظ بحرص شديد لدرجة أنهم أحصوا و سجلوا كل كلمة و كل حرف. و بالتالي فإن الكنيسة قد طمأنتنا أن هذه الكلمات لم و لن تتعدل من قبل البشر لا من خلال أخطاء النسخ و لا الأخطاء العرضية)).
    ((لنسأل سؤال آخر)) نتابع فنقول: ((هل العهدين "القديم و الجديد" الذين بين يديك اليوم هما نفس العهدين "القديم و الجديد" الذين كانا مع حواريي عيسى (عليه السلام) و إلى وقتنا الحاضر؟)) فسيجيب: ((بالطبع! لقد كان هنالك دائماً كتاب مقدس واحد!)).

    هذا هو جوهر أي حوار بين مسلم و مسيحي عاديين يدور حول الكتاب المقدس، حول مكوناته و حفظه. من ناحية أخرى، لو سألنا علماءهم نفس المجموعة من الأسئلة فسنذهل للفرق الشائع بين أجوبة عوام المسيحيين مقارنة بعلمائهم. فلو ذهبنا إلى المكتبة الغربية للبحث عن تاريخ الكتاب المقدس كما يسجله علماء المسيحية البارزين عبر العصور، فسنجدهم يقولون لنا بأن أسفار "العهد الجديد" التي بحوزتنا اليوم لم تُقبل رسمياً أنها الأسفار "القانونية" للعهد الجديد "الموحى بها" إلا بعد قرون عديدة من رحيل عيسى (عليه السلام). عشرات من الأجيال المسيحية عاشوا و ماتوا تماماً بعد رحيل عيسى (عليه السلام) دون أن يروا أو يعرفوا مثل هذا "العهد الجديد" أو مثل هذا "الكتاب المقدس" الذي بحوزتنا اليوم.

    بعد رحيل عيسى (عليه السلام)، بدأ بعض الحواريين و أناس آخرون بكتابة "أناجيل". كل من هؤلاء المؤلفين قد سافر إلى أرض أخرى فتبعه مجموعة من الناس يتخذون من إنجيل هذا الرجل "كتاباً مقدساً" لهم. حتى أشخاصاً بلا ضمير قد كتبوا "أناجيل" وبدلوا فيها ثم زعموا أنها من عند حواري ما أو أنهم أنفسهم كانوا يتلقون وحياً إلهياً. الكثير من التعاليم الجديدة و المبتدعة قد وجدت طريقها لدين عيسى في ذلك الوقت. فنشبت بين هذه الجماعات العداوة و البغضاء و القتال. كلٌ منهم يزعم أنه وحده يملك الإنجيل "الصحيح" لعيسى (عليه السلام) ولا أحد سواه. فاختلفت معتقداتهم و تنوعت، فمنهم من آمن بأن عيسى (عليه السلام) هو رسول فانٍ من عند الله لا غير، و منهم من نسبوا إلى عيسى (عليه السلام) شيئاً من الألوهية، و منهم من زعم أن عيسى (عليه السلام) إله حقيقي ولكنه مستقل عن الله ذاته، و منهم من نادى بـ"الثالوث"، ومنهم من زعم أن مريم (عليها السلام) آلهة أيضاً، و منهم من اعتقد بوجود إلهين: أحدهم صالح و الآخر شرير، ومنهم من آمن بوجود حتى أكثر من ثلاثمائة آلهة. من هنا بدأت حرب الأناجيل.

    فأخذوا بعد ذلك بشتم و لعن بعضهم البعض، و كانت كل طائفة تقف في وجه الأخرى كحجر العثرة. فنشأ على مر القرون التالية مناظرات و مجامع بينهم أكثر من أن تُحصى. في ذلك الوقت لم يكن لأي من هذه الجماعات القوة الكافية للهيمنة التامة و إسكات الآخرين للأبد. لقد كانوا بحاجة إلى حليف لا يُهزم، إلى بطل قوي لتحقيق ذلك، إلى من يستطيع أن يُجبر الطوائف الأخرى "الكاذبة" على إدراك أخطائها لتوافق على "تصحيح" المعتقدات – فبدؤوا يتطلعون إلى الأمبراطورية الرومانية لتقديم العون.

    -- يتبع
    لا إِلَـــــهَ إلااللهَ الــــوَاحِــدُ الأَحَـــــدْ


    المَسِيْــــــــحُ رَسُـــوْلُ اللهِ إنْسَـــانٌ فَقَـــطْ
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    القول الصحيح فيما نسب لعيسى المسيح

القول الصحيح فيما نسب لعيسى المسيح

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. القول الصحيح فى صلب المسيح
    بواسطة ali9 في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 25-09-2010, 11:32 PM
  2. القول الصحيح حول حقيقة الختان واباطيل خصومه
    بواسطة فاروق صلاح الدين في المنتدى منتدى الشكاوى والإقتراحات
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-04-2008, 03:45 PM
  3. كيف نرد على هذا القول في دعوى لاهوت المسيح؟
    بواسطة Heaven في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 12-12-2007, 01:53 PM
  4. القول الصحيح فى صلب المسيح وقيامته
    بواسطة ali9 في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-04-2006, 11:14 AM
  5. القول الحق عن كنه المسيح
    بواسطة ali9 في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 24-11-2005, 03:05 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

القول الصحيح فيما نسب لعيسى المسيح

القول الصحيح فيما نسب لعيسى المسيح