

-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان المشرق لغة يشرق شروقا اي يطلع وشرقت الشمس طلعت قال تعالى (( وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم )) ، واسم موضع الشروق المشرق ويقال شرقت الشمس اذا طلعت واشرقت اذا اضاءت والتشريق الاخذ من ناحية المشرق وشرق الرجل أي ذهب الى الشرق .
وغرب يغرب غربا اي أفل وتنحىّ وغربت الشمس اي غابت في المغرب وكذلك غرب القمر والنجم. ونلاحظ ان مائزا واضحا في الايات القرانية بين قصده جل وعلا بالشرق والغرب شروق الشمس وغروبها وبين ما هو اعم من ذلك .
فنراه مثلا يقول حتى اذا بلغ مغرب الشمس وقال عز وجل وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ثم نراه في مواضع اخرى يطلق اللفظين دون تقييدهما بحركة الشمس فقال رب المشرق والمغرب وقال سبحانه فلا اقسم برب المشارق والمغارب من هنا لا بد لنا من ملاحظة اصل الشرق والغرب لغة اي الطلوع والافول خلال سياق بحثنا .
فاذا كان الشروق هو الطلوع والغروب هو الافول اليس الاطلاق يجعل من هذين اللفظين منطبقين على كل ما هو مخلوق وبالتالي فان لكل شيء بروزا وطلوعا وخلقا مما يستلزم الافول والانزواء والفناء والله وحده فقط رب جميع هذه المشارق والمغارب لانه تعالى الازلي السرمدي الذي ليس كمثله شيء .
وكي لا نذهب بعيدا في ما حولنا او لنعد الى الانسان ذلك المخلوق المميز الذي يخضع الى اشراق وبروز وغياب وغروب سواء على المستوى الشخصي الذاتي فلكل منا ولادة ووفاة فلا يستقدمون ساعة ولا يستاخرون ولصيغ الحكم الناظمة للحركة الاجتماعية فيما بيننا اشراق واغتراب ايضا ولذلك نجده عز وجل يقول ان الحكم الا لله..
والله تعالى أعلم
المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان. |
تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
http://www.attaweel.com/vb
ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات