بسم الله الرحمن الرحيم

اخى الفاضل جمال شكرا لك على مرورك الطيب ولقد نقلت سؤالك لمعرفة الاجابة واليك الفتوى وعليك ايضا ان تبحث فى هذا الموضوع واليك ما توصلت اليه لعله يساعدك فى مكان أقامتك

قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32)" سورة آل عمران

" فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "(63)سورة النور

" وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " (7) سورة الحشر

الفجر لغة:

قال بن منظور في (لسان العرب) الفجر: ضوء الصباح وهو حمرة الشمس في سواد الليل،وهما فجران: أحدهما المستطيل وهو الكاذب الذي يسمى ذنب السرحان، والآخر المستطيروهو الصادق المنتشر في الأفق الذي يحرم الأكل والشرب على الصائم، ولا يكون الصبح إلا الصادق. و سمى ذنب السرحان و هو الذئب الأسود لأن باطن ذنبه ابيض و بجانبيه سواد كالفجرالكاذب فهو عبارة عن خيط يضيىء يمتد من المشرق من موضع طلوع الشمس إلى كبد السماءويحيط به الظلام من الجانبين و سمي القسم الأول من الفجر الغلس و هو الذى كان رسولالله يصلى فيه الفجر " (5/45) ط بيروت
وجاء في مختار الصحاح (الفجر: في آخر الليل كالشفق في أوله، وقد (أفجرنا) كأصبحنا من الصبح. (ص324) دار البشائر.
وفي القاموس المحيط (الفجر: ضوء الصباح، وهو حمرة الشمس، وقد انفجر الصبح وتفجروانفجر عنه الليل، وافجروا: دخلوا فيه).(ص 584) مؤسسة الرسالة.
الغلس: هو ظلام آخر الليل، قال ابومنصور: الغلس: أول الصبح حتى ينتشر في الآفاق. لسانالعرب لابن منظور ج 6 ص 156 ط بيروت
كما قال بن منظور فى لسان العرب و بن الأثير فى النهاية " هو ظلمة آخر الليل اذااختلطت بضوء الصباح"و فى الحديث المتفق عليه أن النبى صلى الله عليه وسلم "كان يصلىالصبح بغلس" فالغلس من وقت الفجر وليس من الليل فتنبه
وبهذا نعرف من لغة العرب أن الفجر يطلق على أول بياض النهار، وان الفجر فجران: فجر كاذب، وفجر صادق، وان الذي تترتب عليه الأحكام الشرعية من الإمساك عن الطعام للصائم وابتداء وقت الصلاة هو الفجر الصادق.


الفجر في الكتاب والسنة:

قال الله عز وجل ((وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود منالفجر......الآية) 187 البقرة.

عن سالم بن عبدالله عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((إن بلالا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن ام مكتوم)). ثم قال: وكان رجلا أعمى، لاينادي حتى يقال له: أصبحت أصبحت. أخرجه البخاري، كتاب الأذان، باب أذان الأعمى اذاكان له من يخبره.
روى البخاري و مسلم عن ابى برزة الأسلمى قال " كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلىالصبح وأحدنا يعرف جليسة "
وروى الحاكم والبيهقي من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (الفجرفجران: فجر يحرم فيه الطعام، وتحل فيه الصلاة، وفجر تحرم فيه الصلاة -أي صلاة الفجر - ويحل فيه الطعام) صححه الألباني في صحيح الجامع 4279.
وروى الحاكم والبيهقي - وصححه الألباني - من حديث جابر قول النبي صلى الله عليهوسلم ((الفجر فجران: فأما الفجر الذي يكون كذنب السرحان فلا يحل الصلاة ولا يحرمالطعام، وأما الفجر الذي يذهب مستطيلا في الأفق فإنه يحل الصلاة ويحرم الطعام)) صحيح الجامع 4278.
وفي رواية ((الفجر فجران، فجر يقال له: ذنب السرحان، وهو الكاذب يذهب طولا، ولايذهب عرضا، والفجر الآخر يذهب عرضا، ولا يذهب طولا)) صححه الألباني في السلسلةالصحيحة برقم 2002.
وحديث سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لا يمنعنكم منسحوركم أذان بلال، ولا الفجر المستطيل، ولكن الفجر المستطير في الأفق)) رواه ابوداود والترمذي وحسنه، وصححه الألباني

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أسفروا بالفجر فإنه أعظم للأجر رواه أحمد وغيره"( صححه ألألباني) إرواء الغليل 258 قال البغوي في شرح السنة " إن ألأسفار المذكور في الحديث حمله الشافعي وغيره علي تيقن طلوع الفجر وزوال الشك .

وقال الطحاوي)حَدَّثَنَا ابْنُ مَرْزُوقٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُجَرِيرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ , عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ , عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ : صَلَّى بِنَا عُمَرُ رضي الله عنه صَلاَةَالصُّبْحِ فَقَرَأَ " بَنِي إسْرَائِيلَ وَالْكَهْفَ " حَتَّى جَعَلْتُ أَنْظُرُإلَى جُدُرِ الْمَسْجِدِ طَلَعَتْ الشَّمْسُ(
(حَدَّثَنَاسُلَيْمَانُ بْنُ شُعَيْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَانِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ , عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي اللهعنه قَالَ : صَلَّى بِنَا أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه صَلاَةَ الصُّبْحِ , فَقَرَأَبِسُورَةِ " آلِ عِمْرَانَ " فَقَالُوا قَدْ كَادَتْ الشَّمْسُ تَطْلُعُ فَقَالَ : لَوْ طَلَعَتْ لَمْ تَجِدْنَا غَافِلِينَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُد ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ أَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغِيرَةِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِالْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ , قَالَ صَلَّى بِنَا أَبُو بَكْرٍ رضي اللهعنه صَلاَةَ الصُّبْحِ , فَقَرَأَ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ جَمِيعًا , فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ لَهُ عُمَرُ رضي الله عنه " كَادَتْ الشَّمْسُ تَطْلُعُ " فَقَالَ : " لَوْ طَلَعَتْ لَمْ تَجِدْنَا غَافِلِينَ
"ومن هذا البيان النبوي يُعلم أن تحديد وقت الصلاة ينبني على المشاهدة ، لا على الحساب الفلكي ، ولا على التقاويم التي لا يُدرى حال واضعيها ومنزلتهم في الأمانة والعلم ، لا سيما مع ثبوت مخالفتها للوقت الصحيح.وهذا الخطأ ليس في السعودية و مصروحدها ، بل قد تبين أن معظم التقاويم الموجودة لم تضبط الفجر على وقته الصحيح ،وإنما ضبطته على الفجر الكاذب ، وفي هذا تعريض لصلاة المسلمين للبطلان ، لا سيما من يصلي في بيته بعد سماع الأذان مباشرة.وقد قام جماعة من العلماء والباحثين في المملكة العربية السعودية والشام ومصر والسودان بتحري وقت الفجر الصادق ، وتبين لهم خطأ التقاويم الموجودة اليوم.

الفجر عند العلماء:

قال ابن عباس - رضي الله عنهما - (هما فجران، فأما الذي يسطع في السماء فليس يحلولا يحرم شيئا، ولكن الفجر الذي يستبين على رؤوس الجبال هو الذي يحرم الشراب) أخرجهابن جرير الطبري في جامع البيان (2/173).
قال الموفق ابن قدامة: وجملته أن وقت الصبح يدخل بطلوع الفجر الثاني إجماعا، وقددلت عليه أخبار المواقيت، وهو البياض المستطير المنتشر في الأفق، ويسمى الفجرالصادق، لأنه صدقك عن الصبح وبينه لك، والصبح ما جمع بياضا وحمرة، ومنه سمي الرجلالذي في لونه بياض وحمرة أصبح، وأما الفجر الأول، فهو البياض المستدق صعدا من غيراعتراض، فلا يتعلق به حكم، ويسمى الفجر الكاذب. المغني (2/30)
قال ابن حزم (والفجر الأول هو المستطيل المستدق صاعدا في الفلك كذنب السرحان،وتحدث بعده ظلمة في الأفق، لا يحرم الأكل ولا الشرب على الصائم، ولا يدخل به وقتصلاة الصبح، وهذا لا خلاف فيه من أحد من الأمة كلها. والآخر هو البياض الذي يأخذ في عرض السماء في أفق المشرق في موضع طلوع الشمس فيكل زمان، ينتقل بانتقالها، وهو مقدمة ضوئها، ويزداد بياضه، ربما كان فيه توريدبحمرة بديعة، وبتبينه يدخل وقت الصوم ووقت الأذان لصلاة الصبح ووقت صلاتها. فأمادخول وقت الصلاة بتبينه فلا خلاف فيه من أحد من الأمة) المحلى (3/192)
قال ابن جرير الطبري ((صفة ذلك البياض ان يكون منتشرا مستفيضا في السماء يملأبياضه وضوؤه الطرق)) اه.
قال صديق حسن خان (وأول وقت الفجر إذا انشق الفجر: أى ظهور الضوء المنتشر، وبينهصلى الله عليه وسلم أشفى بيان، فقال لهم)) انه يطلع معترضا في الأفق)) و((أنه ليسالذي يلوح بياضه كذنب السرحان)) وهذا شئ تدركه الأبصار، وقال تعالى: {حتى يتبين لكمالخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر} فجاء بلفظ التفعل لإفادة أنه لا يكفي إلاالتبين الواضح، أى يتبين لكم شيئا فشيئا حتى يتضح لأنه لا يتم تبيينه وظهوره الابعد كمال ظهوره، فإنه يطلع أولا كتباشير الضوء ثم ذنب السرحان وهوالفجر الكاذب ثميتضح نور الصباح الذي أبداه بقدرته فالق الإصباح، ولذلك قال الشاعر: وأزرق الصبحيبدو قبل أبيضه وأول الغيث قطر ثم ينسكب). اهالروضة الندية (1/71)
قال الشيخ محمد بن صالح العثميين (()) الشرح فإذا كنت في بر وليس حولك أنوار تمنع الرؤيةولاقتر، فإذا رأيت البياض ممتدا من الشمال إلى الجنوب فقد طلع الفجر ودخل وقتالصلاة، أما قبل أن يتبين فلا تصل الفجر الممتع.
آراء العلماء في توقيت التقاويم والأذان الثاني قبل صلاة الفجر
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في جواب له على سؤال من أكل بعد أذانالصبح في رمضان (الحمد لله. أما اذا كان المؤذن يؤذن قبل طلوع الفجر، كما كان بلاليؤذن قبل طلوع الفجر على عهد النبى صلى الله عليه وسلم، وكما يؤذن المؤذنون في دمشقوغيرها قبل طلوع الفجر، فلا بأس بالأكل والشرب بعد ذلك بزمن يسير) الفتاوى (25/216).
قال ابن حجر (من البدع المنكرة ما أحدث هذا الزمان من إيقاع الأذان الثاني قبلالفجر بنحو ثلث ساعة في رمضان، وإطفاء المصابيح التي جعلت علامة لتحريم الأكلوالشرب على من يريد الصيام زعما ممن أحدثه أنه للاحتياط في العبادة ولا يعلم بذلكالا آحاد الناس) فتح الباري (4/199)
وقد ذكر القرافي - رحمه الله - ان هذا الخطأ كان موجودا في زمانه، قال ((جرتعادة المؤذنين وأرباب المواقيت بتسيير درج الفلك اذا شاهدوا المتوسط من درج الفلكأو غيره من درج الفلك، الذي يقتضي ان درجة الشمس قربت من الأفق قربا يقتضي ان الفجرطلع، أمروا الناس بالصلاة والصوم مع ان الأفق يكون صاحيا لا يخفى فيه طلوع الفجر لوطلع، ومع ذلك لا يجد الإنسان للفجر أثرا البتة، وهذا لا يجوز، فإن الله تعالى انمانصب سبب وجوب الصلاة ظهور الفجر فوق الأفق، ولم يظهر، فلا تجوز الصلاة حينئذ، فانهايقاع للصلاة قبل وقتها وبدون سببها)) اه الفروق (2/ 3 ،)301.
ونظير ذلك ما يحصل الآن في الوقت الحاضر، فان معظم التقاويم تدخل وقت صلاة الفجرقبل الوقت الشرعي، ومنها تقويم ام القرىوتقويم مصر

اخى الفاضل ارجو ان يكون هذا البحث قد ساعدك على معرفة توقيت الفجر بالضبط .


والله تعالى أعلى وأعلم