منع الحمل:(Contraception)

--------------------------------------------------------------------------------

على الرغم من أن الشارع حث على تكثير النسل كما ورد في أحاديث كثيرة, منها قول النبي صلى الله عليه وسلم :(تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم ) اخرجه أبو داود في النكاح واللفظ له من عقيل بن يسار ,والنسائي في النكاح ,وابن ماجه في النكاح وأحمد في مسنده وصححة ابن حيان .فإن بعض الأزواج أو الزوجات أو كليهما قد يرغب بمنع الحمل موقتا ( تنظيم النسل Family Planning) إما لضعف أو مرض,أو رغبة بإتاحة الفرصة لتربية الأولاد,وقد يرغب البعض بمنع الحمل نهائيا (تحديد النسلFamily Limitation ), لعدم الرغبة بالإنجاب نهائيا,وقد صدرت في العصر الحديث فتاوى عديدة أجمعت كلها على حرمة تحديد النسل إلا إن كانت هناك ضرورة شرعية معتبرة,ومن تلك الفتاوى قرار مجمع الفقه الإسلامي في دورته الخامسة المنعقدة في الكويت عام 1409هـ /1988.وجاء فيه:
- لا يجوز إصدار قانون عام يحد من حرية الزوجين في الإنجاب.
- يحرم استئصال القدرة على الإنجاب في الرجل والمرأة وهو ما يعرف بالإعقام أو التعقيم ما لم تدع إلى ذلك ضرورة بمعاييرها الشرعية.
- يجوز التحكم المؤقت في الإنجاب بقصد المباعة بين فترات الحمل,أو إيقافه لمدة معينة من الزمان,إذا دعت أليه حاجه معتبره شرعا ,بحسب تقدير الزوجين عن تشاور بينهما وتراض بشرط أن لا يترتب على ذلك ضرر وأن تكون الوسيلة مشروعة,وأن لا يكون فيها عدوان على الحمل القائم.
وهذا يعني أنه لا يجوز أن يكون التعقيم سياسة نتبعة في الأمة لما فيه من تقليل عدد المسلمين على المدى البعيد وجعلهم أقلية بين الأمم ,وأما وقف الحمل مؤقتا أو تنظيم النسل فقد أجازه جمهور العلماء قياسا على العزل ,وأشترط أن يكون ذلك برضى الزوجة لأن لها حقا في الولد,,قد اشترط البعض أن يكون ذلك على المستوى الفردي لا أن يكون سياسة عامة في المجتمع.حتى لاتضعف الأمة وتمسي مثل بقية المجتمعات غير الإسلامية التي أخذت بمبدأ تحديد النسل فأصبحت معدلات النمو البشري فيها سلبية .
ومن وسائل منع الحمل المعروفة قديما وحديثا, نذكر منها ما يلي:
1. العزل:(Coitus interryptus) وكان معروفا من قديم الزمان,وهو ان يأتي الرجل أهله فإذا أحس بقؤب الإنزال نزع وأنزل خارج الفرج.وقد اجازه الإسلام ,فعن جابر رضي الله عنه قال:(كنا نعزل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ,فبلغ ذلك نبي الله صلى الله عليه وسلم فلم ينهنا) اخرجه مسلم في النكاح , وابن ماجه في النكاح(1917) ,واحمد في مسنده (13798) بلفظ:(كنا نعزل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والقرآن ينزل ) .ويعد العزل من أكثر الوسائل أمانا ,إلا أن نسبة فشله في منع الحمل قد تصل الى (30%) .
2. المفاخذه : أي المباشرة الجنسية دون إيلاج ,وهي طريقة لا يصل فيها المني الى داخل الفرج,فلا يحصل الحمل ,وهي جائزة باتفاق العلماء.
3. الجماع في الفترة الآمنة : وهي الفترة التي تسبق منتصف الدورة الشهرية والفترة التي تليها فمن المعلوم أن مبيض المرأة يفرز البيضة حوالي منتصف الدورة الشهرية ,ويترافق ذلك بارتفاع طفيف في درجة الحرارة (حوالي نصف درجة مثوية) فإذا كانت المرأة تقيس درجة حرارتها بصورة يومية أمكنها تحديد اليوم الذي تنطلق فيه البيضة,وعليها بعدئذ أن تتجنب الجماع في الأيام الثلاثة أو الأربعة التي تلي ذلك اليوم لأن البيضة يمكن أن تعيش داخل الرحم نحو ثلاثة أيام ,إلا أن نسبة نجاح هذه الطريقة في منع الحمل ضئيلة وغير مضمونة.
4. الرضاعة : إن استمرار الأم في أرضاع ولدها من ثديها يؤدي في نسبة غير قليلة من النساء الى تأخير الحمل ومباعدات الولادات,والسبب في هذا ان التنبيه المتكرر لحلمة الثدي أثناء الرضاعة يثبط منطقة الوطاء (Hypothalamus) في الدماغ ويؤدي الى نقص افراز المحرضات الجنسية(Gonadotropin) من الغدة النخامية, فيثبط الإباضة والحيض ويمنع الحمل.
5. الوسائل الميكانيكية والدوائية: ومنها العازل الطبي للرجل والحاجز المهبلي للمرأة واسفنجة المهبل ,والتحاميل المهبلية واللولب وغيرها كثير من الوسائل المستحدثة .
6. الوسائل الهرمونية: وتؤخذ من قبل المرأة عادة ,وهي أكثر الوسائل انتشارا اليوم نظرا لسهولة استخدامها, ونسبة نجاحها في منع الحمل حوالي 99% .لكن لها اضرارا عديدة وهناك اليوم محاولات نجح بعضها يعتمد على إعطاء موانع الحمل الهرمونية للرجل بدلا من المرأة.
7. التعقيم:(Sterilization), ويجري بقطع الحبل المنوي (Spermatic Cord) عند الرجل أو قطع بوقي الرحم ( Fallopian Tube)عند المرأة,أو ربطهما او قطعهما وربطهما في آن واحد