مشاركة: (الحوار السادس )أسئلة حول الإسلام بين الأخ Lion_Hamza والعضو أنا مسيحي
السحر قديم في حياة الانسان وله أنواع مختلفة، أي أن له طرقاً متعددة الوسائل والأغراض.
أولها : هناك نوع من السحر يقوم على عبادة الكواكب واستغلالها ، أو استغلال طاقاتها الخفية في قضاء الحاجات. وهذا النوع من السحر عرف في حضارة الآشوريين في شمال العراق ، في آشور ونينوى، وكذلك وجد في حضارة الكلدانيين في بابل.
ثانيها : هناك سحر يقصد به التأثير في الأجسام والأنفس، ذلك أن ما يؤثر في النفس يؤثر في الجسد، والعكس بالعكس، والساحر هنا يملك وسيلة تأثير خاصة يؤثر بها في نفس وجسد الشخص المراد سحره، ويكون التأثير حسب قدرة الساحر الشخصية ودرجة علمه في علوم السحر.
ثالثها : هناك سحر مخالف هو الذي يستعان فيه بالمخلوقات غير الآدمية مثل الجن أو الأرواح الشريرة وغير ذلك.
فإذا كان السحر قد بدأ بالخرافة، فإنه انتهى في العصر الحالي إلى أن أصبح فرعاً من العلوم .. فإن أغلب سكان العالم المتحضر في أوربا والعالم العربي يلبسون التمائم والمداليات والصلبان ، ويضعون حدوة الفرس على مدخل بيوتهم، ويؤمنون بالأبراج ، معتقدين في قدرتها على مساعدتهم وحمايتهم!
وتروي لنا الكاتبة المصرية نفيسة عابد قصة الصحفي الانكليزي الذي سافر إلى الهند لأول مرة، حيث شاهد هناك الساحر الذي يمسك بالبوق لينفخ فيه فيرفع الحبل الممدد على الأرض ليقف منتصباً في الهواء ثم يتسلقه الطفل الصغير، ويتبعه الساحر ومعه سكين، ويبدأ الساحر في قذف أعضاء الطفل إلى الأرض وهي مضرجة بالدماء، مما يعني أنه قد قطعه إرباً. ثم ينزل الساحر وينفخ في البوق لتجتمع أعضاء الطفل الذي يعود إلى الحياة مرة أخرى. ويعود الصحفي الانكليزي إلى فندقه وهو مذهول، ولا ينام الليل، وفي الصباح يقرر أمراً، فيحمل كاميرته السينمائية ويخفيها بين ملابسه ويسجل بها الحدث الذي يقوم به الساحر في عرضه اليومي. وعندما يذهب إلى الفندق يدير ا لشريط في لهفة ليتأكد مما شاهده، وتكون المفاجئة المذهلة، وهي أن الشريط يعرض خالياً، وليس فيه سوى الحبل الممدد على الأرض وبجانبه الساحر والطفل في سكون تام! وبكون هذا الشريط الخالي أكبر دليل في ذلك الوقت على أن السحر يخدع المشاهد في ظاهرة الأشياء وليس في طبيعتها.
فهل هذا الساحر قام بتلبيس المتفرجين بالجن لكي يُخيل لهم أن الحبل يرتفع والطفل يتسلق الحبل والساحر يقوم بذبح الطفل وتقطيعه ارباُ ؟
ففي غمرة طفرة السحر على البشر، نهى الاسلام عنه باللجوء إلى السحرة. وقد قر رأي أغلب المفسرين وعلماء الاسلام على أن الساحر يعتبر كافراً إذا ارتكب بسحره ما يؤدي إلى الكفر، وأنه في أقل الحالات شأناً يكون مرتكباً لكبيرة من الكبائر وعاصياً شديد العصيان، وفي ذلك تبعاً لطريقة استخدامه للسحر والهدف الذي يرمي إليه. والقرآن الكريم يقدم لنا صورة الساحر في إطار الإنسان الفاشل الذي يجانيه الصواب (ولا يفلح الساحر حيث أتى).. ولذلك فأغلب السحرة يصادفون أهوالاً في حياتهم.
مشاركة: (الحوار السادس )أسئلة حول الإسلام بين الأخ Lion_Hamza والعضو أنا مسيحي
الجهة الأولى :
علم اللغة
انا لم اكذب الحديث المروي في السحر ولم انكره ... بل أوضح أن السحر الذي سعى له لبيد ابن الأعصم ليسحر به الرسول أفسده الله ولم يُسحر الرسول بل أصابه مرض قد يُصيب أي شخص حامل على أعناقه رسالة سماوية مرسله عن طريق وحي السماء للرسل ويحافظ على أمانة المؤمن والمشرك إلى أن لُقب بالصادق الأمين
وقد قرره ابن القيم رحمة الله بقوله : إن الذي أصابه كان مرضاً من الأمراض عارضاً شفاه الله منه ولا نقص في ذلك في وجه من الوجوه فإن المرض يجوز على الأنبياء ، وكذا الإغماء كما حصل للنبي صلى الله عليه وسلم في مرضه.
نص الحديث
قال الإمام محمد بن إسماعيل البخاري: حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا عيسى بن يونس عن هشام عن أبيه، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: سحر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجل من بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم، حتى كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء وما فعله (في رواية البخاري من حديث في باب هل يستخرج السحر حديث (5765) من طريق ابن عيينة أن عائشة قالت: " حتى كان يرى أنه يأتي نساءه ولا يأتيهن "، وهو تفسير وبيان لما أجمل وعمم في هذه الرواية). حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة وهو عندي، لكنه دعا ودعا (ووقع في رواية ابن نمير عند مسلم: " فدعا، ثم دعا، ثم دعا") . ثم قال: "يا عائشة، أشعرت أن الله أفتاني فيما اسفتيته فيه (أي أجابني فيما دعوته فيه). ؟ أتاني رجلان ( في رواية عند أحمد والطبراني: أتاني ملكان). فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي فقال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟ فقال: مطبوب مطبوب: أي مسحور، يقال: طب بضم الطاء إذا سحر كنوا عن الطب تفاؤلاً. قال: من طبّه؟ قال: لبيد بن الأعصم، قال: في أي شيء؟ قال: في مُشْط (المشط: معروف وهو ما يسرح به شعر الرأس أو اللحية). ومُشاطة (المشاطة: ما يخرج من الشعر الذي يسقط من الرأس إذا سرح بالمشط، وكذا اللحية). كما قال ابن قتيبة. وجف طَلْع نخلة ذكر (وهو الغشاء الذي يكون على الطلع). قال: وأين هو؟ قال: في بئر ذروانَ". فأتاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ناس من أصحابه. فجاء فقال: " يا عائشة، كأن ماءها نقاعة الحناء (أي أن لون مائها أحمر كالماء الذي ينقع فيه الحناء). وكأن رءوس نخلها رءوس الشياطين (تشبيه يراد منه التقبيح ؛ لأن كل ما ينسب إلى الشيطان مستقبح شرعًا وعرفًا). ". قلت: يا رسول الله أفلا استخرجته؟ قال: " قد عافاني الله، فكرهت أن أثير على الناس فيه شرًا ". فأمر بها فدفنت (أخرجه البخاري في: كتاب الطب. باب السحر. حديث (5763). البخاري المطبوع مع الفتح. ط دار الفكر ببيروت، المصورة عن السلفية بالقاهرة).
أما ما رواه البيهقي في دلائل النبوة عن ابن عباس في مرضه -صلى الله عليه وسلم- وأنه كان شديدًا، وأنه كان سحرًا في بئر تحت صخرة في كربة (الكرب: أصول السعف التي تقطع معها، وواحدتها: كربة. المصباح المنير).، وأنهم أخرجوها فأحرقوها فإذا فيها وتر فيه إحدى عشرة عقدة، وأنزلت عليه هاتان السورتان يعني المعوذتين فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة.اهـ ملخصًا، فهذا حديث باطل مخالف لحديث الصحيحين في المسألة، ولروايات نزول السورتين بمكة، وهو من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، والكلبي هذا متهم بالكذب ، وطريقه أوهي الطـرق عن ابن عبـاس، واسمه محمد بن السائب.
وأما ما رواه أبو نعيم في الدلائل عن أنس قال: صنعت اليهود للنبي -صلى الله عليه وسلم- شيئًا فأصابه من ذلك وجع شديد، فدخل عليه أصحابه فظنوا أنه ألم به، فأتاه جبريل بالمعوذتين فعوذه بهما، فخرج إلى أصحابه صحيحًا، فهو من طريق أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، وهما ضعيفان. وليس في متنه ذكر السحر ولا أن المعوذتين نزلتا في ذلك الوقت، ولا في أي شيء من روايات الصحيحين. فالاستدلال به على أنهما مدنيتان ضعيف ، فالحق أنهما مكيتان كما تقدم.
المفضلات