سادسا ـ مثقال وقاية خير من قنطار علاج
لقد سبقت الإشارة إلى تحذير نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ من شرور الفتن ، التي أطلت برأسها كما قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "الفتنة الدهيماء ، التي لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته لطمة ، فإذا قيل : انقضت ، تمادت ، يصبح الرجل فيها مؤمنا ، ويمسي كافرا حتى يصير الناس إلى فسطاطين : فسطاط إيمان لا نفاق فيه ، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه ، فإذا كان ذلكم ، فانتظروا الدجال من يومه أو من غد" رواه أحمد وأبو داود وغيرهما بإسناد صحيح .

فيجب على أهل الإيمان تحصين أنفسهم من هذه الفتن ، ويكون ذلك بالاعتصام بالكتاب والسنة ، امتثالا لقول الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما : كتاب الله وسنة رسوله" روى الحاكم بإسناد حسن حديث ابن عباس.

ومن أساليب الوقاية من هذه الفتن سوء الظن بأهل الكفر من اليهود والنصارى والهندوس ومن لف لفهم وإن تظاهر بالإسلام ، فيجب الانتباه إلى دسائسهم ، وعدم التأثر بمعسول كلامهم ، فغالبا ما يدسون السم في العسل كما أسلفنا ، وتجد ذلك كله في قول الله تعالى : وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ (البقرة:120) .

وتجدر الإشارة أن مثل هذه الفتن عرضت للصحابة ـ رضي الله عنهم ـ ، فعن جابر عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن عمر بن الخطاب أتى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب ، فقرأه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فغضب ، فقال : "أمُتهوّكون ـ أي متحيرون أنتم في دينكم ـ فيها يا ابن الخطاب ! والذي نفسي بيده جئتكم بها نقيّة ، لا تسألوهم عن شيء فيخبرونكم بحق فتكذبوا به ، أو باطل فتصدقوا به ، والذي نفسي بيده ! لو كان موسى حيًا ما وسعه إلا أن يتبعني" رواه رواه أحمد والدارمي واللالكائي وغيرهم ، وحسنه الألباني في "الإرواء" .

فانظر وتأمل كيف وصف صلى الله عليه وسلم الوقاية والعلاج من فتنة أهل الكتاب فضلا عن الملاحدة والزنادقة من متفلسفة ومتصوفة الهندوسية والبوذية وكابن عربي وأضرابه!!.

فعلم الدين يؤخذ من الوحي وليس من أفواه وكتب اليهود والنصارى والزنادقة .

ومن أساليب الوقاية من الفتن ، الوقوف على حقائق المنظمات المشبوهة من المصادر المعتبرة ككتاب "المذاهب المعاصرة" للدكتور عبد الرحمن عميرة ، و"الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة" لندوة الشباب الإسلامي ، وذلك حتى ينكشف زيغ ودسائس هذه المنظمات المعاصرة الهدامة ، كالصهيونية والماسونية والروتارية والليونزية وشهود يهوا … الخ .

نسأل الله تعالى أن يحفظ علينا ديننا وعقيدتنا ، ويقينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن