أضرب مثلا للاخت كاردنيا و####: عثر أحد مغسوليّ الدماغ على خطأ إملائي في إحدى مقالاتي، فانتشى فرحا وراح يرغد ويزبد ويرقص حتى داس في عليقته! ظن أنه قضى علي بالضربة القاضية، فكتب مقالا مطولا، كان بيت القصيد فيه ذلك الخطأ.
لقد وردت في مقالتي كلمة "آبائهم"، وكان المفروض أن أكتب الهمزة على سطر " آباءهم" بدلا من أن أكتبها على نبرة. استخدم، تأبط شرا، ذلك الخطأ كمبرر يقوّض من خلاله فهمي للإسلام ويثبت عدم صلاحيتي لنقده!
لا ينتابني شكٌ بأن هذا المعتوه قد قرأ القرآن في حياته من المرات مالا يُعدّ ويُحصى، لكن لم تسمح له برمجته العقلية، والتي أوهمته بأن القرآن كتاب معصوم عن الخطأ، لم تسمح له يوما أن يلتقط ما فيه من أخطاء نحويّة وتاريخية وأخلاقية وتشريعية، ناهيك عن الكثير من المتناقضات، ولو فعل ذلك لأطلق الرصاص على نفسه قبل أن يصوّب بندقيته باتجاهي!
من كان بيته من قشّ عليه أن لا يرمي عود ثقاب على بيوت الآخرين، وخصوصا عندما تكون تلك البيوت من حديد!
جاء في سورة البقرة 24:2 "لاينال عهدي الظالمين". لكنه السيد المغسول لم يظهر "سيبويته" إلا عليّ، ورفض أن يتساءل: لماذا لم يرفع الفاعل فيقول "الظالمون"؟!!
جاء في سورة الأعراف 160:7 (وقطعناهم اثنتي عشر أسباطا أمما) لكن سيبويه لم يتساءل: لماذا لم يذكّر العدد فيقول "اثني" ويأتي بمفرد المعدود فيقول"سبطا"؟!!
جاء في سورة الحج 19:22 (هذان خصمان اختصموا في ربهم) لكنه تجاهل عن عمد بأنه كان يجب أن يقول: "خصمان اختصما في ربهما"!
جاء في سورة التوبة 69:9 (وخضتم كالذي خاضوا)، وكان يجب أن يجمع اسم الموصول العائد على ضمير الجمع فيقول:"خضتم كالذين خاضوا"!
جاء في سورة البقرة 183:2 (كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات) والأصح أن يقول: "معدودة".
جاء في سورة التحريم 66:4 (إن تتوبا إلى الله فقد صفت قلوبكم)، ألا يعلم الله بأن لكل شخص قلب واحد؟! أليس من الأصح أن يقول "صفا قلباكما"؟!!
لست هنا بصدد ذكر كل الأخطاء النحوية التي وردت في القرآن، والتي على ذمّة المفكر الإيراني علي سينا قد تجاوزت الألف، وإلا لإحتجت إلى كتاب. لكنني بصدد أن أتساءل كيف يستطيع المسلم أن ينبش خطأ إملائيا بسيطا في مقالتي ويتغاضى عن أخطاء قرآنه، كيف يستطيع أن يتحمل الضغط الناجم عن التناقض في هذين الموقفين؟!!
كيف يعتبر القرآن معجزة لغوية مالم تُقاس تلك المعجزة بمدى تقيده بأحكام تلك اللغة؟!! الرجل العاجز على أن يسمي الأشياء بمسمياتها عندما تتعارض تلك المسميات مع برمجته العقلية هو ـ باختصار شديد ـ إنسان مغسول الدماغ لا يستطيع أن يرى خارج حدود البؤرة العقائدية التي برمجته.
لدى المسلم لم تتسع تلك البؤرة لتشمل ما كان ضروريا لخلق مجتمع بشري إنساني سليم ومعافى.
لم يُعزل المسلم داخل حدود القرآن وحسب، بل وقع ضحية عزلة ضمن عزلة، عندما فرض عليه الإسلام سجنا آخر داخل سجن القرآن نفسه....تحياتي
المفضلات