أسئلة للنصارى أتمنى أن أجد من يرد عليها

[DHEMG]

اخواتى الاعزاء - لا سؤال فى المسيحية بلا جواب - و لكن الاجابة تعطى لمن يستفسر و ليس من يجادل و نحن بشر لنا عقل و نفكر و لم يقال لنا ابدا فى الكنيسة حرام تسأل فى الدين او كما قيل فى فيلم الارهابى (لا تجادل و لا تناقش فهذا امر خطير) و من الطبيعى ان يسأل الانسان فان وجد اجابة منطقية لاسئلته يعرف ان ايمانه ايمان صحيح و ان لم يجد يشك فى ايمانه.
اجاوب هنا الاخ احمد العربى و اشكره على اسلوبه المهذب المنظم:


سؤال رقم 1-لماذا أخطأ آدم وحواء إذا كان باركهم الله وخلقهم على صورته فكيف يخطئ إنسان مخلوق على صورة الله أي يشبهه فى كل وصفه ؟؟؟؟؟
ج1 : خلق الله ادم و حواء على صورته اى احرار عاقلين قادرين على اتخاذ القرار الخاص بهم. فالله لم يخلقنا عبيد مجبرين على عبادته و طاعته بل كما يتضح من العالم الذى نعيش فيه الانسان عليه ان يقرر اما ان يطيع الله او لا يطيعه. و هكذا قرر ادم و حواء بارادتهم ان لا يطيعوا الله.
سؤال استفسارى : اعلم ان القران يذكر قصة طرد ادم و حواء من الجنة - فبماذا يفسر القران هذا الطرد؟
2- لماذا لم يرسل الله المسيح إلى الأرض بعد خطيئة آدم وطرده من الجنة مباشرة كي يقوم بمحو الخطيئة ثم يكون بعد ذلك أجيال لبني آدم بدون ذنب أو خطيئة ولماذا انتظر لمدة ألفي عام أو يزيد ثم أرسله كي يقوم بالخلاص !!!؟؟؟
ج2 : الاجابة على هذا السؤال تحتاج لكثير من الشرح ساحاول ان اختصرها بقدر المستطاع:
* عندما اخطاء ادم نغيرت طبيعة الانسان - فادم و حواء فى الجنة كانا يعيشان مع الله فى حياة مختلفة عن حياتنا الان - لم يخلق الله الانسان ليتعب و يتألم و يمرض و يموت - بل ان ادم و حواء فى الجنة كانا يعيشان حياة مثالية بلا الم و تعب و موت - و اعطاهما الله الحرية فقال لهما ان من حقهما الاكل من كل شجر الجنة ما عدا شجرة واحدة (لا اعرف ان كان القران و الكتاب المقدس يتفقان فى هذه القصة و اتمن ان يوضح لى احد المسلمين القصة المكتوبة فى القران)
فكانت الشجرة الممنوعة هى الحرية المعطاة للانسان اما ان يستمع الى الله و لا يأكل منها او يخالف الله و يأكل منها. فاختار ادم و حواء ان يخالفا امر الله و اكلا من الشجرة.
و لعلك تتسأل ما دخل كل هذا الشرح بسؤالك؟ انا اريد ان اصل بك ان عصيان ادم و حواء لوصية الله غير الطبيعة البشرية - فاصبحت تتألم و تتعب و تموت بسبب دخول الخطية فيها - و لذلك لم و لن يوجد انسان بلا خطية ما عدا السيد المسيح - و لهذا فنحن مازلنا على الارض حتى بعدما فدانا السيد المسيح - لان ادم اخطاء الى الله الغير محدود فلذلك كان لابد من دفع ثمن غير محدود مقابل هذا الخطاء - و من يستطيع ان يدفع ثمن غير محدود سوى الله الغير محدود؟
و حيث ان الله الغير محدود فوق الزمن - فهكذا فداءه سيكون فوق الزمن - اى انه عندما فدانا بعد الاف السنين لم يفدى من ماتوا فقط قبل مجيئه او من سيأتى بعده فقط . بل هذا الفداء للجميع منذ ادم حتى يوم القيامة لان الله غير محدود.
اما عن اختيار الزمن المناسب فهذا كان اختيار الهى له العديد من الاسباب و هناك الكثير من الابحاث التى تشرح اسباب اختيار الله لذلك الزمن لا استطيع سردها هنا و لكن ما اريد الوصول اليه هو :-
1- الفداء تم فى وقت معين و لكن استفاد منه كل البشر منذ ادم حتى المجىء الثانى.
2- الفداء لم يعود بنا الى الجنة (كما هو واضح) انما اعطانا فرصة الى الوصول الى الملكوت بعد الموت - لان طبيعتنا الان هى الطبيعة التى افسدتها الخطية و التى سوف تموت - و بدون فداء كنا بعد الموت سوف نهلك جميعا بسبب تلك الخطية التى وجهت الى الله الغير محدود - اما الان فان فداء السيد المسيح لنا اعطانا الفرصة لان ندخل الملكوت بعد الموت.
3- الوقت الذى اختاره الله للفداء متعلق بانتشار كلمته - و كما نرى جميعا فان المسيحية انتشرت فى العالم كله فى زمن قياسى - و هكذا كانت خطة الله لانقاذ الانسان.


3-لماذا بعد أن صلب المسيح وتمت عملية الفداء والخلاص من الخطيئة ظل الناس فى الأرض ولم يرجعوا إلى الجنة إذا كانت خطيئة آدم قد غفرت وتم الخلاص له ولذريته؟؟؟؟؟
ج3 : لقد وضحت فى النقطة السابقة ان طبيعة الانسان الان هى الطبيعة المتغيرة التى تموت حتما. و لكن بعد موت الجسد الترابى سوف تحدث القيامة لكل البشر يوم القيامة و يذهب الصالحين الذين اختاروا بارادتهم طاعة الله الى الملكوت. فالفداء كان فداء من عقوبة الذهاب الى جهنم بعد الموت الجسدى و يكون هكذا موت ابدى لان خطيتنا موجهة الى الله الغير محدود.
4-إذا كان آدم هو الذي أخطأ ولم تخطئ حواء لماذا لم يطرد بمفرده من الجنة من حيث أن الله لايحب الظلم ,
وإذا كانت حواء هى التي أخطأت وهى التى غوت آدم عليه السلام إذاً فلماذا لم يغفر الله لآدم لأنه لم يتعمد الخطأ ولكن حواء هى التى دفعته للخطيئة ؟؟؟
ج4 : ادم و حواء كلاهما كان حرا و كل منهما اخطاء بارادته فيكون العقاب لكل منهم. كما تؤمن انت ان ابن السارق اذا سرق فلا يعفيه من العقاب ان والده علمه السرقة لان كل انسان حر و مسؤول عن تصرفاته و سوف يحاسب عليها.

5-إذا كان إلهكم اليسوع قد نزل إلى الأرض كي يفدي بني البشر ويصلب ويقتل من أجلكم فمعنى ذلك أنكم عنده أغلى من نفسه !1
وإذا كان كذلك وهو يحبكم حباً عظيماً فلماذا بعد ما غفر لكم وصعد إلى السماء وجلس على عرشه يرسل عليكم الصواعق والزلازل والأعاصير فيعذبكم بها ومنكم من يموت ومنكم من يظل إما معذباً وإما مهاناً ؟؟؟؟؟
ج5 : نعم هو يحبنا حبا عظيما لا يوصف - و هو يقول لنا فى الكتاب المقدس انه لا يوجد حب اعظم من حبه لنا (لنا جميعا اى البشر و ليس فقط المسيحيين لانه يحبك انت ايضا) لانه مات لاجلنا.

اما عن سؤالك فهو لا يرسل علينا الصواعق و الزلازل و البراكين و ... الخ كما تعتقد - بل هى احداث طبيعية فى الارض التى نعيش عليها - و نعم ان الله قادر ان يوقف هذه الاحداث و ان ينجى منها الجميع - و لكن ينجى من ماذا؟ نحن لا نهتم بموت الجسد - لانه سيموت ان لم يكن اليوم سيموت غدا - و لكننا نطلب النجاة من عذاب الاخرة كما تقولون عنها - انما نطلب النجاة من النار و الوصول الى الفردوس - فالموت هو ربح - الموت فى الايمان هو الوصول الى الملكوت - و هكذا فى الاسلام الا تقولون مات شهيدا و تفرحون بموته شهيدا؟ لماذا لم ينجيه الله؟ ينجيه من ماذا من الوصول اليه؟
و ان كنت تقصد ان وجود الزلازل و الاعاصير و... الخ يتعارض مع محبة الله للبشر - فانت تثير قضية خطيرة - هل تعتقد ان الله لا يحب البشر؟ السنا خليقته؟ فلماذا لا تضع اجابتك كمسلم على هذا السؤال؟ هل يحب الله البشر؟ فلماذا توجد الزلازل و الاعصير و...؟ و من المعروف ان هذه الاحداث الطبيعية تصيب الجميع و لا يمكن الادعاء انها تصيب المسيحى لا المسلم ّ!!!!!!


6-إذا كان قد غفر لكم وافتداكم بنفسه فلماذا إذاً تحتاجون لقساوسة فى الكنيسة ليعطوكم صق الغفران ؟ ولماذا تحتاجون للغفران ثانيةً فى الآخرة إذا كان قد غفر لكم فى الدنيا؟؟؟
ج6 : اولا نحن لا نطلب الغفران من احد الا من الله - ثانيا صك الغفران هو طقس اوروبى و ليس مصرى فانا لا اعلم عنه شىء و لكننا جميعا ننال الغفران من الله فقط - نحن نطلب من القسوس الارشاد و التعليم و نعترف لهم بحاجتنا الى ان يغفر لنا الله خطايانا - و الانسان بطبعه يخطىء كما اوضحت من قبل و لذلك فهو دائما يطلب الغفران. و الفداء الذى اعطاه الله لنا فداء غير محدود يكفى لغفران خطايا العالم كله على مدار التاريخ - و كما وضحت الله لا يجبر الانسان على شىء انما يترك حرية للانسان - فلهذا الله لا يغفر لى ان لم اريد انا الغفران - فلهذا اطلب الغفران اليوم و غدا و الى ان اموت.
اما عن الغفران فى الدنيا و الاخرة فانا لا افهم سؤالك تماما و لكن انا احتاج الغفران حتى لا اموت موت ابدى فى جهنم فى الاخرة - و لكنى لا يمكن ان اطلب الغفران بعد الموت - بل انى اندم هنا فى الدنيا على خطيتى و اطلب من الله ان يغفرها لى بحيث يكون لى نصيب فى الاخرة معه فى السماء.

7-أنتم تؤمنون أن فى الآخرة يوجد نار وجنة فلماذا بعد الخلاص والغفران يوجد نار, لماذا لم تكن جنة فقط ؟؟؟
ج7 : لعلك وجدت الاجابة فيما سبق - كما ذكرت الخلاص و الغفران معطى للجميع و لكن ليس مجبر على الجميع - فمازال الانسان حر اما ان يستفيد من هذا الخلاص او يرفضه - فان قبله و عاش فى طاعة الله و خوفه نال الملكوت (و نحن لا نقول الجنة بالمناسبة) او لو رفض الانسان و عاش فى عدم طاعة لله فقد اختار بارادته ان لا يعيش مع الله فكيف يدخل الملكوت بعد ان اختار بنفسه الحياة بعيدا عن الله؟
اخيرا و للتلخيص - نحن احرار فى حياتنا على الارض و هذه الحرية هى التى اعطاها لنا الله عندما خلقنا على صورته و مثاله - و حياتنا فى الارض هنا هى بمثابة اختيار لكل انسان اما ان يختار ان يعيش مع الله فى طاعته فى الدنيا و الاخرة او يعيش بعيدا عن الله فى الدنيا و فى الاخرة.


اتمنى ان اكون قد قدمت اجابات لاسئلتك - و كما ذكرت فلا يوجد فى المسيحية مبدا لا تسأل بل يوجد مبدا لكل سؤال جواب و ان لم اكن انا اعرف الاجابة فغيرى يعرفها.


اعتذر عن عدم الاجابة الان على باقى الاسئلة و لكن اعدكم ان اكتب اجاباتها فيما بعد.و اشكرك مرة اخرى يا استاذ احمد على اسلوبك الجميل و المهذب و الذى بصراحة لا اجده كثيرا فى من يكتبون فى هذا الموقع.