

-
الله الواحد ,,,الأحد....2
في كتاب الله جل وعز سورة تسمى ( الإخلاص) (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ()للَّهُ الصَّمَدُ()َمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ()وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ) (الإخلاص : 4-1 )
وقد سميت هذهالسورة بالإخلاص لأنها اشتملت على إثبات الكمال لله سبحانه وتعالى, فأثبت اسمه العظيم وهو:(( الله)) ,وأثبتت وحدانيته, وأثبتت صمديته ثم نفت عنه ما كانوا يدعونه من وجود الوالد أو الولد,أو أن يكون له كفوا أو شريك أو مشابه ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه السورة في الركعة الثانية من راتبة الفجر ويقرؤها في صلاة الوتر وراتبة المغرب وركعتي الطواف .
وهذه السورة نزلت على رسول الله صلى الله عليه يوو كان بمكه وقد جاءهه المشركون فقالوا له : أنسب لما ربك.فأنزل عز وجل ((قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) (الإخلاص : 1 )
ف ( الصمد) : الذي لم يلد ولم يولد لأنه ليس شيء يولد الا سيموت وليس شيء يموت الا سيورث وإن الله عز وجل لا يموت ولا يورث.
(وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ): أي لم يكن له شبيه وليس كمثله شيء .
ولم يرد في فضل سورة من القرآن ما ورد في فضل هذه السورة فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( احشدوا فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن) فحشد من حشد ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم فقرأ((قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) (الإخلاص : 1 )
ثم دخل فقال بعضنا لبعض:إني أرى هذا خبرا جاءه من السماء فذاك الذي أدخله ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال:( إني قلت لكم : سأقرأ عليكم ثلث القرآن ألا إنها تعدل ثلث القران ) رواه احمد والترمذي والطبري في تفسيره, وابن خزيمه في التوحيد.
(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) : في هذه الآية إشراقات :
اولا: فيها إشارة الى أن العقيدة من عند الله سبحانه وتعالى فهو الذي يلقنها لنبيه صلى الله عليه وسلم ولمن وراءه من الناس فلا يستطيع العقل والفكر أن يدركها مع انه قد يستطيع أن يفهم معاني ما يتعلق بالله عز وجل لكنه لا يستطيع أن يستقل ابتداء بتقرير هذه المعاني وإدراكها والوصل اليها كما قال تعالى :( (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) (الشورى : 52 )
وقد أوضح الله صفاته بما لا لبس فيه ومن ذلك قوله تعالى:( ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) (الأعراف : 54 ) لئلا تذهب الأوهام والخواطر الى شيء من المغالطه أو اللبس كما وقع لأصحاب الحلول والآتحاد فسبحان الله اللطيف الخبير وتعالى.
ثانيا: فيها إشارة الى تشبع النبي صلى الله عليه وسلم بهذه المعاني وإن كانت في الأصل وحيا من عند الله عزوجل , إلا أن قلب النبي صلى الله عليه وسلم تشربها وآمن بها.
ثالثا: إشارة الى تزكية النبي صلى الله عليه وسلم , وإيمانه بهذه المعاني كما اخبر عنه ربه عز وجل.
رابعا: أن قوله تعالى:(أحَـــد) بمعنى: ( واحد) إشارة الى وحدانية الله تبارك وتعالى وقد ورد هذا المعنى في القرآن الكريم كثيرا.
وقوله ( أحَــــد) أبلغ من ( واحد) وإن كانت بمعناها فالله تعالى أحد في ربوبيته له الخلق وله الرزق وله الحياة وله الموت.
(( الواحد)) لا ثاني له , فهو في الأعداد , و( الأحد) لا شبيه له فهو في الصفات والأفعال
فليس هناك من يشارك الله عز وجل في مثل هذه الأمور وإنما قد يقع لبعض البشر الذين تغيب عنهم أنوار الرسالة أن يشعروا بالخوف من الصواعق أو من الرياح أو الأعاصير ,أوغيرها , فينسبوها لبعض الآله المتخيله عندهم ,وإلا فإنه لم يًدعِ أحد قط أن له شركه مع الله سبحانه وتعالى في خلق الكون وإبداعه ’ وابتكاره على غير مثال فهو الواحد في ربوبيته وملكه وتدبيره.
وهو الواحد في الوهيته المستحق للعبادة وحده جل وعز , فلا يعبد بحق الا الله سبحانه وتعالى.
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة وليد في المنتدى حقائق حول التوحيد و التثليث
مشاركات: 9
آخر مشاركة: 17-12-2017, 01:45 PM
-
بواسطة بنت سيدى في المنتدى الفقه وأصوله
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 17-12-2011, 03:03 PM
-
بواسطة hussienm1975 في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 5
آخر مشاركة: 26-12-2008, 07:25 PM
-
بواسطة عيون المها في المنتدى المنتدى الإسلامي
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 21-07-2007, 10:15 PM
-
بواسطة mary في المنتدى منتدى المناظرات
مشاركات: 11
آخر مشاركة: 03-09-2006, 02:07 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات