..................................
" ربي والهي " ( يو 20 : 28)
.......................

لنقرأ السياق كله لتضح الصورة:

أَمَّا تُومَا أَحَدُ الاِثْنَيْ عَشَرَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ حِينَ جَاءَ يَسُوعُ. فَقَالَ لَهُ التّلاَمِيذُ الآخَرُونَ: «قَدْ رَأَيْنَا الرَّبَّ». فَقَالَ لَهُمْ: «إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ لاَ أُومِنْ». وَبَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَانَ تلاَمِيذُهُ أَيْضاً دَاخِلاً وَتُومَا مَعَهُمْ. فَجَاءَ يَسُوعُ وَالأَبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ وَوَقَفَ فِي الْوَسَطِ وَقَالَ: «سلاَمٌ لَكُمْ». ثُمَّ قَالَ لِتُومَا: «هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِناً». أَجَابَ تُومَا: «رَبِّي وَإِلَهِي». (يو 20: 24 – 28)

توما هنا غير قادر على أن يصدق ما يسمع. ولم يجد المسيح معه إلا أن يمسك بيديه ليتحسس جسد المسيح بنفسه ويتأكد أنه هو نفس الجسد الذي صلب فيه. وهنا أخته الدهشة فصاح متعجبًا: "ربي وإلهي!"


هنا في نسخة الفانديك لا نجد علامة تعجب بعد "ربي وإلهي"

تعالوا نقرأ من بعض النسخ:

28أَجابَه توما ( رَبِّي وإِلهي! )) (الترجمة الكاثوليكية)

((رَبِّـي وإلهي! )) (الترجمة العربية المشتركة)

انظر وتأمل علامة التعجب.
والترجمتان الأخيرتان تجدهما على الرابط التالي:

http://www.albichara.org/k_bible.html

تعالوا ننظر في بعض النسخ الإنجليزية:

My Lord and my God. (KJV)
My Lord and my God! (MKJV
My Lord and my God! (ISV

نسخة الملك جيمس لم تر التعبير يدل على التعجب فلم تضع علامة تعجب
ولكن نسخة الملك جيمس الحديثة والنسخة الدولية القياسية وضعتا علامة تعجب بعد الفقرة كما ترون. ليكون معناها "سبحانك ربي وإلهي ما هذا!"

ولكن ما الدليل على أن صيحة توما صيحة تعجب كما تقول النسخ أعلاه؟!

السياق يصرخ بهذا! توما يصرخ بهذا!التاريخ يصرخ بهذا!

كيف؟؟!!

يقول السياق أن توما لم يكن مؤمنًا بقيامة المسيح من الموت. قارن ذلك بتجسد –لا أقول الله ولا الرب الإله- الابن. فالقيام من الموت شيء عادي بالنسبة للتلاميذ الذين رأوا معجزات المسيح بأعينهم. ومع ذلك نرى توما لا يستطيع أن يستوعب قيامة المسيح من الموت. من أحيى الموتى بإذن الله، توما لا يصدق أنه يستطيع أن يقوم من الموت بإذن الله. فهل شخص بهذ المستوى الإيماني، يؤمن بأن المسيح هو الله الذي تجسد؟! ........ السياق ينفي هذا، لأنه لو أن توما آمن أن يسوع هو الابن المتجسد لسجد للمسيح وعبده. ولم يسجل الإنجيل له سجدة واحدة للمسيح. لو كان توما آمن بهذا لنشر ذلك وسط التلاميذ وبشر بهذه الحقيقة. في إنجيل يوحنا بعد قول توما لم يسجد للمسيح أي أحد من تلاميذه. فلا توما ولا تلميذ واحد من تلاميذ المسيح بشر بأن المسيح هو الله الظاهر في الجسد. فهذا دليل لا ريب فيه أن توما كان يصيح صيحة تعجب.

الدليل التاريخي: أنه لم يعلن أحد من بعد التلاميذ (بولس مثلًا) أن المسيح هو الله الظاهر في الجسد. واستمر هذا حتى وقعت خلافات بشأن ماهية المسيح وتقررت ألوهيته في مجمع نيقية 325م بعد خلافات حادة بين رجال الكهنوت الذين درسوا الدين وتخصصوا فيه.

يقول تفسير ألبرت بارنرز

There is no evidence that this was a mere expression, as some have supposed, of surprise or astonishment.

لا يوجد دليل أن هذا تعبير واضح على الدهشة والانبهار، كما يعتقد البعض.

كما يعتقد البعض ………... معناه أن بعض العلماء يعتقد هذا. لأنه لا يمكن أن يكون المفسر يقصد أن بعض الهندوس مثلًا يعتقدون هذا.

الترجمات العربية والإنجليزية التي استشهدتُ بها وتضع علامة تعجب تقرر هذا.

مثال يبين اضطراب النسخ وارتباك العلماء تجاه الفقرة:

نسخة الملك جيمس الحديثة رأت أن الفقرة تدل على الألوهية، ومن ثم كتبت الضمير العائد على المسيح بحرف كبير:

And Thomas answered and said to Him, My Lord and my God.

وكذلك نسخة EMTV

لكن نسخة الملك جيمس كتبتها بحرف صغير:

And Thomas answered and said unto him, My Lord and my God.

وكذلك نسخ ISV و ASV و Darby و AV و AVRLE و Douay المأخوذة عن الفولجاتا اللاتينية و ESV و Webster.

ولكن نسخة CEV كتبتها هكذا في محاولة لوضع حل لهذا الإشكال:

Thomas replied, "You are my Lord and my God."

أنت ربي وإلهي = أنت ربي أنت الله............. لتضرب مثلًا غير مسبوق في التزوير.

إن السياق وموقف التلاميذ العقائدي من بعد صيحة توما والتاريخ واختلاف العلماء وترجمات الكتاب المقدس بالتالي، تجعلنا نصرف النظر عن هذه الفقرة كدليل على ألوهية المسيح

وقد كان القس Theodore of Mopsuestia هو أول من أنكر أن هذه الفقرة تشير إلى ألوهية المسيح وتبعه بعض المسيحيين (أتباعه) في هذا الشأن؟؟!!

الفقرة اختلف فيها. وما اختلف فيه لا يلزمنا!!! بالإضافة للأدلة القوية التي عرضتُ لها ومنها عدم نشر هذا الفهم على فرض حدوثه وعدم اتخاذ المسيح إلهًا معبودًا بعد هذه الفقرة وعدم إقامة كنيسة تعلن أن المسيح هو الله الظاهر في الجسد. واستمر هذا الحال حتى مجمع نيقية.

لذا لا تصلح عبارة توما للاستشهاد بالمرة

والسلام عليكم