متعلم كتب في : Jun 9 2005, 01:39 AM
اقتباس
بل إن أم المؤمنين عائشة تروى لنا فى هذا الحديث فزعها وتعجبها مما فعله الرجلان فأغضبا به رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الطريقة !
أرجو ألا يفوت القارئ موطن الحجة فيما قاله أخونا .. وذلك أن أم المؤمنين عائشة ـ رضى الله عنها ـ لو كانت معتادة على صدور السب من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لما تساءلت ولا تعجبت .. وإنما سألت واستفسرت لأنها رأت من المصطفى عليه الصلاة والسلام ما ليس من عادته ، وما هو شاذ عن طبعه .. فالرواية نفسها دليل على أن السب لم يكن من أخلاق نبينا عليه الصلاة والسلام، وإلا لما أثار ذلك عجب أم المؤمنين أو دهشتها.

إن الرواية التى بين أيدينا خير مثال على صفة تعم كافة الشبهات ضد الإسلام .. وذلك أن الرد على الشبهة لا يسقطها فقط ، بل يحولها إلى دليل يخدم الإسلام .. وسر ذلك أن الحق ينادى بعضه بعضًا ، فما يستدل أهل الباطل بشىء من الحق على باطلهم ، إلا واحتوى ذلك الحق نفسه على بطلان ما أرادوا به .

( ويرى الذين أوتوا العلم الذى أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدى إلى صراط العزيز الحميد )

فكل ما ورد فى القرآن والسنة الصحيحة حق ، ويهدى إلى صراط العزيز الحميد ، ولا يمكن أن يدعم باطلاً بحال ، ولا يدل على ضلالة أبدًا .
trutheye كتب في : Jun 9 2005, 11:46 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد

جزي الله اخوتنا الاحباء علي هذا التفنيد الرائع وجعله الله في ميزان حسناتهم . والحق انهم اطاحو بتلك الشبهه تماما بفضل من الله ومنه

ولكن نضيف اضافة يسيرة ان شاء الله تعالي تماما للفائدة والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل

مدخل :-

يقول الامام النووي في شرحة للحديث " هذه الأحاديث مبينة ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من الشفقة على أمته , والاعتناء بمصالحهم , والاحتياط لهم , والرغبة في كل ما ينفعهم " فتامل !!

ويقول رحمة الله علية


" فإن قيل : كيف يدعو على من ليس هو بأهل الدعاء عليه أو يسبه أو يلعنه ونحو ذلك ؟ فالجواب ما أجاب به العلماء , ومختصره وجهان :



أحدهما أن المراد ليس بأهل لذلك عند الله تعالى , وفي باطن الأمر , ولكنه في الظاهر مستوجب له , فيظهر له صلى الله عليه وسلم استحقاقه لذلك بأمارة شرعية , ويكون في باطن الأمر ليس أهلا لذلك , وهو صلى الله عليه وسلم مأمور بالحكم بالظاهر , والله يتولى السرائر .

والثاني أن ما وقع من سبه ودعائه ونحوه ليس بمقصود , بل هو مما جرت به عادة العرب في وصل كلامها بلا نية , كقوله : تربت يمينك , عقرى حلقى وفي هذا الحديث ( لا كبرت سنك ) وفي حديث معاوية ( لا أشبع الله بطنك ) ونحو ذلك لا يقصدون بشيء من ذلك حقيقة الدعاء , فخاف صلى الله عليه وسلم أن يصادف شيء من ذلك إجابة , فسأل ربه سبحانه وتعالى ورغب إليه في أن يجعل ذلك رحمة وكفارة , وقربة وطهورا وأجرا , وإنما كان يقع هذا منه في النادر والشاذ من الأزمان , ولم يكن صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا ولا لعانا ولا منتقما لنفسه , وقد سبق في هذا الحديث أنهم قالوا : ادع على دوس , فقال : " اللهم اهد دوسا " وقال : " اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون " والله أعلم

وبهذا يتضح بفضل الله تعالي ان المقصود امرين ان يكون فعل الرجل يستوجب ما يقال لة ولكن باطنه لا يستوجب هذا فبلغ حرص المصطفي صلي الله علية وسلم الي انه خشي ان يضاف قولة اجابة من الله عزل فجعل هذا الاشتراط
وكذا يتضح ان القول ليس من قبيل السب الصريح بل من قبيل الدعاء كما تبين

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل