المبحث السابع



ولكن ما موقف المسيحيين الحقيقين من تحريفات بولس ؟
من الواضح أنه قد واجة مقاومة شديدة و رفض الكثيرون دعواه بصلب المسيح، فكان عاقبتهم اتهامات بولس لهم بالغواية وسلوك طريق الهلاك .اذ يقول عنهم" وهم أعداء صلب المسيح، الذين نهايتهم الهلاك" (فيلبي)
ويقول مندداً بمخالفيه: "انظروا الكلاب، انظروا فعلة الشر" (فيلبي (.
وعلى هذا المنوال تمتلئ رسائله بالهجوم على معارضيه من النصارى، فيتهمهم بسائر أنواع التهم من كفر ونفاق والتحقير لمعارضية ( اقرأ: كولوسي ، فيلبي ، تيطس ، تيموثاوس )
وهكذا يتضح من مطالعةرسائل بولس التى اصبحت جزءا من الاناجيل فى القرن الرابع نجد كثيرا من التأنيب لتلاميذة والهجوم والحقد والتحقير لمعارضية,أما عن اقوال معارضية فقد احرقت فى مجمع نيقية (الذى سيأتى ذكرة)كما حرقت كتابات الحواريون وانجيل عيسى وبقية الاناجيل. وأوغل بولس فى الهجوم على غيره من المبشرين بالانجيل بل راح يقول صراحة انه الوحيد الذى أؤتمن على المسيحيه الصحيحه ونعت الاخرين باوصاف نابيه

 يذكر وليم باركلى فى كتابه تفسيرالعهد الجديد" أن مرقص صحب بولس عندما بدأ رحلتة التبشيرية ولكن مرقص لم يكمل الرحلة لآنه لم يرض تماما عن اتجاهات بولس وتصرفاته وعندما بدأ بولس رحلته التبشيرية الثانيه لم يقبل برنابا أن يصحبه بل أفترق عنه دون رجعه" وهكذا تركوة جميعا ولم يبق معه الا تلميذه" لوقا" وكتب لوقا رسالة اعمال الرسل التى هى قصة حياة بولس فهى لبولس كأنجيل متى ومرقص للمسيح وكتب لوقا ايضا انجيله فأفرغ فيه افكار استاذه مع انه هو وأستاذه لم يريا عيسى قط وهكذا تبادلا المنفعه فأصبح لوقا فى الصف الاول اذ اصبح من كتبة الاناجيل وكافأ لوقا أستاذه بأن أصبح خير داعية لافكار بولس .واختلطت افكار الاستاذ بالتلميذ حتى قال القديس ترتليانوس اسقف قرطاجنه"ان انجيل لوقا ينسب كله الى بولس"كما ذكر الاب بولس الياس فى كتابه يسوع المسيح
 وقد ترك الكثيرين دعوته فندد بهم: " الذين منهم هيمينايس وفيليتس الذين زاغا عن الحق" (تيموثاوس) .
 وقد ارتد الكثيرون فكتب يقول: "جميع الذين في آسيا ارتدوا عني" )تيموثاوس) .
 وقد انفض عنه ولفظه الجميع، لذا يستنجد بتيموثاوس فيقول: "بادر أن تجيء إلي سريعاً، لأن ديماس قد تركني، إذ أحب العالم الحاضر، وذهب إلى تسالونيكي---لوقا وحده معي، اسكندر النحاس أظهر لي شروراً كثيرة، ليجازه الرب حسب أعماله، فاحتفظ منه أنت أيضاً، لأنه قاوم أقوالنا جداً، في اجتماعي الأول لم يحضر أحد معي، بل الجميع تركوني" (تيموثاوس(، "
 ومن أقوى الادله على معارضة حواريى المسيح وتلاميذه لدعوة بولس ووقفوهم في وجهها، والدليل على ذلك اختفاء ذكرهم عن عالم المسيحية بعد ظهور بولس، فقد اختفت كتاباتهم وحوربت، ولم ينج منها إلا إنجيل برنابا ورسالة يعقوب ، والتي تخالف بولس وخاصة في مسألة الفداء, وهذه الرساله طراز وحدها وعجيب انها افلتت فليس بها حديث عن الوهية المسيح ولا عن فدائة للبشرولا انة قام من الاموات وجلس على يمين ابية ولا طعن فى بعض المسيحيين بل عظة هادئة
 كما اختفى ذكر الحواريين والتلاميذ من أعمال الرسل إلا قليلاً، فلا يكاد يذكر شيئاً عن هؤلاء الذين أرسلهم المسيح وعن دعوتهم سوى ما نقل إلينا لوقا عن مقاومة أهل أنطاكية لتبشير بطرس المخالف لبولس، وعن رحلة برنابا مع بولس، ثم ينتهى الامربأختفاء ذكرهما من رسائل العهد الجديد بعد مشاجرتهما مع بولسوفقط بعد المشاجرة.
 وهكذا فالعهد الجديد وضعه بولس وتلاميذه، وأبعدوا عنه كل ما يعترض نهجه وأفكاره، وطال هذا الإبعاد تلاميذ المسيح ورسله وحملة دينه إلى أمته. يقول الأب (بولس إلياس) فى كتابه “يسوع المسيح” " إن الأناجيل بُنِيَت على المعتقدات فقد نشأت المعتقدات بواسطة بولس ، ثم كتب بولس رسائله بين سنة 55 وسنة 63 ميلادية ، بَيْدَ أنَّ الإنجيليين لم يبدءوا كتابة أناجيلهم إلا فى سنة 63 ميلادية ”.

 ومما سبق نستطيع القول أن دعوة بولس واجهت مقاومة من التلاميذ وأتباعهم الذين واجهوا فكره المنحرف بصرامة لم تمنعه من نشر أفكاره في آسيا بعيداً عن تلاميذ المسيح وأصفيائه الذين كانوا بحق حملة دينه والمبشرين بتعاليمه واللذين عاش بينهم ويعرفون رسالتة الحقه.
والخلاصه كما يوجز الدكتور أحمد شلبى{هل قاوم تلاميذ المسيح تحريفات بولس؟الاجابه التى هى يقين لا يحتمل شكا وعلم لايحتمل ظنا ان هؤلاء كتبوا وتكلموا وناضلوا وهذا واضح تمام الوضوح من كلام بولس ويوحنا لكن اين ما كتيوه؟ واين احاديثهم ؟وشروحهم؟ ودفاعهم؟ الجواب انه ليس فى ايدينا شىء والواضح انه قد دمرته يد الطغيان كما دمرت انجيل عيسى فى مجمع نيقيه}
 وقد احدث بولس فى المسيحيه احداثا خطيره:
نقلها من ديانه الى بنى اسرائيل الى ديانه عالميه
نقلها من التوحيد الى التثليث
قال بالوهية المسيح والوهية الروح القدس
اخترع قصة الفداء للتكفيرونزول عيسى ليكفرعن خطيئة البشر
الغى المعالم التى نادى بها عيسى نفسه كالختان وعدم اكل لحم الخنزير
وفى كلمة واحده خلق دينا جديدا)
 والعجيب ان الفاتيكان يعترف الى حد كبير بموقف بولس من المسيحيه وعدم حرصه عليها وترك الوثنيين على حالهم فقد جاء فى كتاب نشره الفاتيكان بعنوان المسيحيه عقيده وعمل "كان القديس بولس ينصح لحديثى الايمان ان يحتفظوا بما كانوا عليه من احوال قبل ايمانهم بيسوع" وذلك امر يستدعى ماهو اكثر من الدهشه .
ولكن ما أسباب انتشار دعوة بولس
• بعد موت عيسى اندثرت دعوتة وانهارت تماما وتخلى عن فكرتة اتباعه عن بكرة ابيهم ولما تم التعرف على بطرس بأنة احد تلاميذ المسيح انكر معرفتة بالمسيح (ويلز, برى)
• كنتيجة للاضطهادات التى واجهت المسيحيةفقد فنيت المسيحية أو أوشكت يقول برى" بعد صلب المسيح ذاب اتباعه واختفت دعوته ولم يعد أحد يسمع شيئا عن هذة الدعوه فخلا الجو لبولس" فنشر مسيحيتة هو وليس ما جاء به المسيح"

• بدأ بولس دعوتة فى أسيا وهى أرض جديدة لم تعرف المسيحية من عيسى شخصيا فسهل انتشار افكارة
• تغلب القلة على الاكثرية ومؤامرة القلة التى اعتنقت افكار بولس فى مجمع نيقية (الذى سيأتى بيانة ) و ماتم فية من حرق انجيل عيسى والاناجيل الاخرى ومنع الكتب المقدسة من يد البشر
• أما اهم الاسباب فلم يأخذ الله بيدة حفظ الرسالة

والى مبحث جديد