لانهم لو كانوا يرون ان هذا القران ليس من القيمة بمكان ما اجتهدوا فى محاولاتهم حيث ان قول الحكماء هو ما له قيمة اما قول السفهاء لا يحتاج الى دليل لاثبات سفاهة من جاء به
لانهم لو راوا ان هذا القران لايمكن ان ياتى به الا رجلا عالما وليس اميا كانت شهادة منهم بعظمة القران وبلاغته بحيث لم يستطع اى منهم مماثلته حتى الان ولما عجزوا عن ذلك ذهبوا الى اتهام حامله
ولو انهم راوا ان ما اتى به القران (من حقائق كونية او علمية) لا يمكن ان يعلمها الا رجلا عالما لا اميا كانت شهادة منهم على صدق محتوى القران الذى يثبته العلم الحاضر يوما بعد يوم
ولو انهم راوا ان محمد صلى الله عليه وسلم لابد ان يكون عالما حتى يتمكن من النقل والاقتباس من اقوال الشعراء والادباء وحتى اهل الكتاب كانت ايضا شهادة منهم بذكائه وعبقريته وبلاغته واعجازه صلى الله عليه وسلم فى ما جاء به حيث ان من يدعون انه اقتبس منهم لم يستطيعوا مجاراته وتحديه فى ما جاء به الى الان
ولو انهم راوا ان محمد صلى الله عليه وسلم لابد ان يكون عالما حتى يقول مثل هذا القران كانت ايضا شهادة منهم لانه قد قال {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (9) سورة الحجر {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} (82) سورة النساء {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} (88) سورة الإسراء {فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} (24) سورة البقرة
ولا يمكن لاى قائل فى العالمين ان يضمن حفظ قوله وعدم تحريفه وانه لن يستطيع احد ان ياتى بقول مثله الا اذا كان القائل هو الله تعالى
المفضلات