بسم الله الرحمن الرحيم

فالحديث كما ذكرته الاخت صحيح وهو عند البخارى برقم 1301 باب ما جاء فى قبر النبى- 1244 باب ما يكره فى اتخاذ المساجد على القبور- وعند مسلم ايضا تحت رقم 823-825 تحب باب النهى عن بناء المساجد على القبور وله رويات اخرى فى كل كتب المتون تقريبا

وهذه فتوى للشيخ عبد الرحمن السحيم فى هذا الشأن

والجواب
اقتباس
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بيت النبي صلى الله عليه وسلم كان بجوار المسجد ، خاصة حجرة عائشة رضي الله عنها ، حتى إنه صلى الله عليه وسلم كشف ستر حجرة عائشة فنظر إليهم وهم صفوف فتبسّم يضحك ، ونكص أبو بكر رضي الله عنه على عقبيه ليصل له الصف ، فظنّ أنه يريد الخروج ، وهمّ المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم ، فأشار إليهم أتموا صلاتكم ، فأرخى الستر ، وتوفي من آخر ذلك اليوم . رواه البخاري ومسلم .

فهذا يدل على قرب الحجرة من المسجد ومُلاصقتها له .
ويدلّ على ذلك قول عائشة رضي الله عنها : كان النبي صلى الله عليه وسلم يُصغي إليّ رأسه وهو مجاور في المسجد ، فأرجله وأنا حائض . رواه البخاري ومسلم .

وقد دُفن النبي صلى الله عليه وسلم حيث مات في حجرة عائشة رضي الله عنها .
ثم تعرّض الجثمان الشريف على صاحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم إلى السرقة ، فقد جرت محاولة لسرقة جثمانه صلى الله عليه وسلم ، وحماه الله وحرسه ، مما أدى إلى إدخال الحجرة في طرف المسجد ، ولا تزال في جانب من المسجد .
حيث تمت التوسعة التركية من أمام الحجرة قليلاً .
ثم التوسعة الحديثة ولا تزال الحجرة تُعتبر في زاوية من زوايا المسجد حيث لم تُشمل بالتوسعة بحيث تكون في وسط المسجد .
وهذا الفعل لم يكن من فعل النبي صلى الله عليه وسلم فيُحتجّ به ، ولا من فعل الخلفاء الراشدين ولا من فعل بقية أصحابه رضي الله عنهم .
كما أنه لم يكن إلا في زمن الوليد بن عبد الملك كما نص عليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .

شأن هذا العمل كشأن أي عمل بشري يُقبل منه ويُردّ ؛ لأن هذا اجتهاد من الوليد لا من فِعل النبي صلى الله عليه وسلم ابتداء ، ولا مِن فعل أصحابه رضي الله عنهم .

وإن كان إدخال القبر في ناحية المسجد لحاجة ، ومع ذلك لا يُنسب هذا الفعل إلى الشرع ، ولا يُقاس عليه .

ثم إنه قد يرد سؤال أو اعتراض : لماذا لم يُذفن عليه الصلاة والسلام في البقيع كما دُفن غيره ؟

فأقول : ثبت عند ابن ماجه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن قال : لقد اختلف المسلمون في المكان الذي يحفر له ، فقال قائلون : يدفن في مسجده ، وقال قائلون : يُدفن مع أصحابه ، فقال أبو بكر : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ما قُبض نبي إلا دفن حيث يقبض . قال : فرفعوا فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي توفي عليه فحفروا له ثم دُفن .

فهو عليه الصلاة والسلام لم يُدفن إلا في حجرته التي مات فيها ، وهذا أمر منصوص عليه .

وفرق كبير بين أن يُدفن في المسجد أو أن يُدفن في حجرته الملاصقة للمسجد .

فالأول ذريعة للشرك بالله واتخاذ القبور مساجد ، والثاني ليس كذلك إذ الحجرة معزولة عن المسجد .

ولا دليل فيه ولا مُستمسك لأهل البدع الذين وضعوا القبور في المساجد وشيّدوا المساجد على القبور ، كما هو حال كثير من المساجد .

والله تعالى أعلى وأعلم .
اقتباس
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : لما وسع المسجد فى خلافة الوليد بن عبد الملك ، وكان نائبه على المدينة عمر بن عبد العزيز أمره أن يشترى الحجر ويزيدها فى المسجد ، وكانت الحجر من جهة المشرق والقبلة فزيدت فى المسجد ودخلت حجرة عائشة فى المسجد من حينئذ ، وبنوا الحائط البرانى مسنما محرفا . انتهى .

وقال الحافظ ابن كثير :
كان الوليد بن عبد الملك حين ولى الامارة في سنة ست وثمانين قد شرع في بناء جامع دمشق ، وكتب الى نائبه بالمدينة ابن عمه عمر بن عبد العزيز أن يوسّع في مسجد المدينة ، فوسعه حتى من ناحية الشرق فدخلت الحجرة النبوية فيه

وقال الذهبي في سيرة الوليد بن عبد الملك :
وكان قليل العلم نهمته في البناء أنشأ أيضا مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وزخرفه .

ومعلوم أن الصحابة رضي الله عنهم لم يُزخرفوا المساجد ، وقد جاء النهي عن زخرفة المساجد
قال الإمام البخاري :
وأمر عمر ببناء المسجد ، وقال : أكنّ الناس من المطر ، وإياك أن تحمر أو تصفر فتفتن الناس ، وقال : أنس يتباهون بها ثم لا يعمرونها إلا قليلا ، وقال ابن عباس : لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى .

ففعل الوليد بن عبد الملك ليس بحجة عند أهل العلم .
اقتباس
وعُـبّاد القبور يُريدون إثبات أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده ، ليتّخذوا ذلك ذريعة إلى تسويغ الشرك ! وإلى تصحيح أفعالهم !
وهذا باطل من وجوه كثيرة ، منها :
1 – أن النبي صلى الله عليه وسلم دُفِن في بيته ، وبيته لم يكن في المسجد بل كان مُلاصقا للمسجد ، ثم أُدخِل إلى ناحية المسجد حماية لجثمانه صلى الله عليه وسلم .
2 – أن ذلك لم يكن من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، بل قد نَهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أن يُتّخذ قبره مسجدا ، ولذلك لم يُبرز الصحابة قبره صلى الله عليه وسلم ، ولا دفنوه صلى الله عليه وسلم في مسجده .
3 – أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم لم يُتّخذ مطافا كما في القبور التي جُعلت في بعض مساجد المسلمين ، بل وفي بعض الأضرحة التي تُضاهَى بها الكعبة المشرفة !
4 – أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم لا يزال في ناحية من المسجد النبوي ، وليس في وسط المسجد . ثم إنه لا يزال في بيته صلى الله عليه وسلم مُحاطا بالْجُدران .
والله أعلى وأعلم ....