بالفعل ، بل وايضاً تعلمنا من ذلك بأن الله غفور رحيم يقبل توبة العاصي .. فقبل أن ينزل آدم وحواء إلى الأرض ليمارسا مهمتهما في الكون. وقبل أن يبدآ هذه المهمة. جعلهما الله سبحانه وتعالى يمران بتجربة عملية بالنسبة لتطبيق المنهج وبالنسبة لإغواء الشيطان. وحذرهما بأن الشيطان عدو لهما.. كان لابد بعد أن وقعت المعصية أن يشرع الله تعالى التوبة رحمة بعباده. ذلك أن تشريع التوبة ليس رحمة بالعاصي وحده، ولكنه رحمة بالمجتمع كله. فالإنسان إذا عصى وعرف أنه.. لا توبة له وأنه محكوم عليه بالخلود في النار. يتمادى في إجرامه. لأنه مادام لا أمل له في النجاة من عذاب الآخرة. فإنه يتمادى في المعصية. لأنه لا أمل في الغفران أو التوبة.
من الذي سيعاني في هذه الحالة؟ إنه المجتمع الذي يعيش فيه ذلك العاصي .
والله جل جلاله شرع التوبة أولا. ثم بعد أن شرعها تاب العاصي. ثم بعد ذلك يقبل الله التوبة
آدم تلقى من ربه كلمات فتاب عليه. أتوجد خطيئة بعد توبة آدم وقبول الله سبحانه وتعالى هذه التوبة؟
أكل من الشجرة المحرمة. وعندما علم أنه أخطأ وعصى. لم يصر على المعصية. ولم يرد الأمر على الآمر. ولكنه قال يا رب أمرك ومنهجك حق. ولكنني لم أقدر على نفسي فسامحني.
أعترف آدم بذنبه. واعترف بضعفه. واعترف بأن المنهج حق. وطلب التوبة من الله سبحانه وتعالى .. والفرق بين معصية آدم ومعصية إبليس. أن آدم اعترف بمعصيته وذنبه. ولكن إبليس رد تكبر وعاند . فيكون آدم قد عصى، وإبليس قد كفر والعياذ بالله.
{ قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ }
[الأعراف: 23]
فهذه الآية الكريمة. تدل على أن ذنب آدم لم يكن من ذنوب الاستكبار. ولكن من ذنوب الغفلة.. بينما كان ذنب إبليس من ذنوب الاستكبار على أمر الله. ولكن آدم عندما عصى حدث منه انكسار.
لو نظرنا إلى تعليم الله آدم لكلمات ليتوب عليه. لوجدنا مبدأ مهما في حياة المجتمع. لأن الله سبحانه وتعالى كما قلت .. لو لم يشرع التوبة ولو لم يبشرنا بأنه سيقبلها. لكان الذي يذنب ذنبا واحدا لا يرجع عن المعصية أبدا. وكان العالم كله سيعاني.
والله سبحانه وتعالى خلقنا مختارين ولم يخلقنا مقهورين. القهر يثبت صفة القدرة لله، ولكن الله سبحانه وتعالى يريد منا أن نأتي عن حب وليس عن قهر. ولذلك خلقنا مختارين. وجعل لنا طاقة تستطيع أن تعصي وأن تطيع. ومادام هناك اختيار.. فالإنسان يختار هذه أو تلك..
إن الله لم يخلق بشرا يختارون الخير على طول الخط. وبشرا يختارون الشر في كل وقت. فهناك من الخيرين من يقع في الشر مرة، وهناك من الشريرين من يعمل الخير مرة. فالعبد ليس مخلوقا أن يختار خيرا مطلقا. أو أن يختار شرا مطلقا.. ولذلك فأحيانا ننسى أو نسهو. أو نعصي. ومادام العبد معرضا للخطيئة. فالله سبحانه وتعالى شرع التوبة. حتى لا ييأس العبد من رحمة الله، ويتوب ليرجع إلى الله. وقد جاء في الحكمة: " رب معصية أورثت ذلا وانكسارا. خير من طاعة أورثت عزا واستكبارا ".
وهكذا عندما نزل آدم ليباشر مهمته في الحياة. لم يكن يحمل أي خطيئة على كتفيه.. فقد أخطأ وعلمه الله تعالى كلمات التوبة. فتاب فتقبل الله توبته..
فالله سبحانه وتعالى تواب رحيم .. وكلمة تواب تدل على أن الله تعالى لا يأخذ عباده بذنب واحد. لأنه سبحانه وتعالى حتى لو تاب عن ذنب واحد لكل عبد من عباده كان توابا. والمبالغة في الصفة تأتي من ناحيتين. أولا أن الأمر يتكرر عدة مرات من عدد قليل من الأشخاص. أو من شخص واحد. أو أن الأمر يقع مرة واحدة ولكن من أشخاص كثيرين..
فإذا قلت مثلا: فلان أكول، قد يكون أكولا لأنه يأكل كمية كبيرة من الطعام. فيسمى أكولا.. إنه لا يتجاوز طعامه في عدد مراته وجبات الطعام العادي للإنسان. ولكنه يأكل كمية كبيرة. فنسميه أكولا. فيأكل مثلا عشرة أرغفة في الإفطار ومثلها في الغداء ومثلها في العشاء.
وقد يكون الإنسان أكولا إذا تكرر الفعل نفسه.. كأن يأكل كميات الطعام العادية ولكنه يأكل في اليوم خمس عشرة مرة مثلا.. فالله سبحانه وتعالى تواب لأن خلقه كثيرون. فلو اخطأ كل واحد منهم مرة. يكون عدد ذنوبهم التي سيتوب الله عليها كمية هائلة. فإذا وجد من يذنب عدة مرات في اليوم. فإن الله تعالى. يكون توابا عنه أيضا إذا تاب واتجه إليه..
فالله سبحانه وتعالى. تواب برحمته.. لأن هناك من يعفو ويظل يمن عليك بالعفو. حتى أن المعفو عنه يقول: ليتك عاقبتني ولم تمن علي بالعفو كل ساعة. لكن الحق سبحانه وتعالى. تواب رحيم. يتوب على العبد. ويرحمه فيمحو عنه ذنوبه.
آدم أذنب ذنبا واحدا. يقتضي أن يكون الله تائبا.... والله غفر له لأن ذنب آدم لم يكن من ذنوب الاستكبار. ولكن من ذنوب الغفلة.
فعندما نزل آدم ليباشر مهمته في الحياة. لم يكن يحمل أي خطيئة على كتفيه.. فقد أخطأ وعلمه الله تعالى كلمات التوبة. فتاب فتقبل الله توبته..
نعم ، فلا يوجد شيء اسمه الخلاص ........ نحن خلقنا بشر ولم نخلق ملائكة .. لأننا نصيب ونخطأ وقد نغفل عن الصواب ، وقد نخالف منهج الله في شيء ، ثم نستيقظ من الغفلة فيتوب الله علينا لأنه التواب الرحيم .
فما الجديد التي يلمسه المسيحي حول فكرة الخلاص ؟ لا شيء ، مجرد كلمات تتناقل بين الكنائس ليس لها شيء ملموس .
السؤال الذي يجب ان نرد عليها اولاً : هل المسيح صُلب حقاً ؟ لو نظرنا لقصة الصلب وأحداثها نتأكد بأن الإختلافات الواضحة تؤكد بأنها قصة مُبركة .
ولا تزر وازرة وزر اخرى
وقال كتابك
تث 24:16
لا يقتل الآباء عن الاولاد ولا يقتل الاولاد عن الآباء . كل انسان بخطيته يقتل
أنا ذكرت لكِ سابقاً أن آدم حين نزل ليباشر مهمته في الحياة. لم يكن يحمل أي خطيئة على كتفيه.. فقد أخطأ وعلمه الله تعالى كلمات التوبة. فتاب فتقبل الله توبته..
كما انه من الظلم أن يحمل الأبناء ذنب الأباء .. فكيف نحمل ذنب ابونا آدم ، كما أن الله تاب عليه ... لماذا نصمم على ان الخطيئة مازالت موجودة .
ها أنتِ من صلب والدك .. فهل يعاقبك الله علي خطيئة والدك (إن أخطأ) ؟
لو اخطأ اخاكِ ، هل يعاقبك والدك بذنب أخاكِ ؟
هذا ظلم .
التوبة ......... اليس الله غفور رحيم ؟
المسيح لم يُصلب ............. هذا أولاً
ثانياً : تعالي ندرس هذه النقطة بالعقل وعلى حسب الإيمان المسيحي :-
كلنا من آدم وكل انساب البشرية تعود إلى آدم ....... لذلك حملت البشرية الخطية .
جاء المسيح ليخلص البشرية ..... هل انساب البشرية تعود إلى المسيح ؟ بالطبع لا
فكيف سيمنحنا المسيح الخلاص وأنسابنا لا تعود إليه كما هو الحال مع آدم ؟
إذن بالعقل والمنطق نقول أن المسيح ليس هو المخلوق القادر على منحنا هذا الخلاص (على حسب الإيمان المسيحي) .
فالمسيح ليس له أب ولا يرجع نسبه لآدم أو لداود باي حال من الأحوال لأنه ليس من ثمرة صلب بشري .
انتظر ردك
المفضلات