شبهة جديدة

التابوت والسكينة:

وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ; (آية 248).

تختلف أقوال المسلمين عن التابوت تماماً عما جاء بالتوراة. قالوا إن الله أنزل التابوت على آدم فيه صورة الأنبياء، وكان من خشب الشمشاد، طوله ثلاثة أذرع في عرض ذراعين، فانتقل من آدم إلى أن وصل إلى موسى، ثم إلى صموئيل.

واختلفوا في السكينة، فقال علي بن أبي طالب هي ريح خجوج هفافة لها رأسان ووجهٌ كوجه الإنسان. وقال مجاهد: هي شيء يشبه الهِرَّة له رأس كرأس الهرة وذَنَب كذَنَب الهرة. وله جناحان، وقيل له عينان لهما شعاع وجناحان من زمرّد وزبرجد، كانوا إذا سمعوا صوته تيقّنوا النصر. وقال ابن عباس: هي طست من ذهب من الجنة كان يغسل فيه قلوب الأنبياء، وقال وهب: هي روح من الله تعالى تتكلم إذا اختلفوا في شيءٍ فتخبرهم ببيان ما يريدون. وقال قتادة والكلبي: هي فعيلة من السكون أي طمأنينة من ربكم، ففي أي مكان كان التابوت اطمأنوا.

واختلفوا في تلك البقية التي ترك آل موسى وآل هارون، فقال ابن عباس: هي رضاض من الألواح وعصا موسى. وقيل عصا هارون وشيء من ألواح التوراة. وقيل كانت العلم والتوراة. وقيل كان فيه عصا موسى ونعلاه، وعصا هارون وعمامته. وقوله تحمله الملائكة قال ابن عباس: جاءت الملائكة بالتابوت تحمله بين السماء والأرض وهم ينظرون إليه حتى وضعته عند طالوت. وقال الحسن: كان التابوت مع الملائكة في السماء، فلما وُلِّي طالوتُ المُلك حملته الملائكة ووضعته بينهم، وقيل وضعته في دار طالوت، فأصبح في داره فأقرّوا بمُلكه (الرازي الطبري ابن كثير في تفسير البقرة 2: 248).

وسبب اضطراب أقوال المسلمين عن التابوت والسكينة وغيرها هو عدم اطلاعهم على نصوص كتاب الوحي الإلهي. وحقيقة الأمر هي أن الله أمر موسى عند طور سينا أن يصنع خيمة الاجتماع لتقديم الذبائح والعبادة فيها، قبل بناء هيكل سليمان بنحو 480 سنة. وسُميت خيمة لأنها كانت مصنوعة من ألواح، وسُميت خيمة الاجتماع لأن الله كان يجتمع بشعبه فيها، وتُسمّى أيضاً خيمة الشهادة ومسكن الشهادة، لأن لوحي الشهادة وُضعا فيها، وكانت منقوشة بنقوش بديعة، ومغشاة بالذهب وطولها ثلاثون ذراعاً وعرضها عشر أذرع وارتفاعها عشر أذرع. وكانت هذه الخيمة محاطة بدارٍ غير مسقوفة، مستطيلة الشكل، طولها مائة ذراع وعرضها خمسون ذراعاً.

ونجد في البقرة 2أربعة أخطاء:

(1) قوله إن التابوت تحمله الملائكة، ولم يرد في كتاب الله أن الملائكة حملت التابوت وأدخلته إلى بيت شاول علامةً على الملك، بل العلامة التي خصّه الله بها هي أنه لما مسحه صموئيل حلّ عليه روح الله وتغيّر عما كان عليه وهزم العمونيين.

(2) قوله فيه سكينة وصوابه شخنيا، وهي كلمة عبرية معناها الروح . أو هي مأخوذة من شاخونة ومعناها سكن، وكان اليهود يطلقون هذه اللفظة للدلالة على تجلّي الحضرة الإلهية بين الكروبيم والغطاء، وللدلالة على جلاله الأقدس.

(3) قوله فيه بقية مما ترك آل موسى وآل هارون . والحقيقة هي إنه لم يكن فيه سوى لوحيّ العهد.

(4) عدم معرفته اسم النبي الذي مسح شاول، ولا يخفى أن اسمه صموئيل.

=============================

تحت التجهيز للرد