إسراعه فى الأرض كالغيث إذا استدبرته الريح
و هنا الوقفة الثانية مع الحديث
قديما كان الناس يسافرون على الإبل فيقطعون المسافة من مكة إلى بيت المقدس فى نحو شهر كما يتبين من حديث الإسراء و المعراج
و لم يكن يخطر بعقل البشر إمكانية التنقل بسرعة فيسافر الإنسان من مكة إلى بيت المقدس فى أقل من ساعتين
و مما لا شك فيه أن رد الحبيب :salla-s: على سؤال و ما إسراعه فى الأرض ؟ بقوله كالغيث إذا استدبرته الريح كناية عن سرعة التنقل
و لعل تقدم وسائل النقل فى زمننا الحالى تفسر كيفية السفر السريع للدجال
و إذا نظرنا للتشبيه النبوي كالغيث إذا استدبرته الريح لربما وجدنا فيه إشارة ضمنية للطائرة
فكيف يتحرك الغيث ؟
الرياح تدفع السحب و السحب تمطر...
أى أن حركة الغيث تعتمد على السحب المعلقة فى السماء...
و الدجال - و الله أعلم - قد يركب الطائرة
فتطير به فى السماء كالسحاب
فينزل منها فى كل بلد ليضل أهلها كما ينزل الغيث من السحاب
و لعل فى قوله صلى الله عليه و سلم فى السيد المسيح عليه السلام و صحبه بعد مقتل يأجوج و مأجوج :
فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم . فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله . فيرسل الله طيرا كأعناق البخت . فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله .
نعم قد يكون إرسال طير كأعناق البخت للسيد المسيح و صحبه معجزة من باب الكرامة
و قد يكون إشارة للطائرة أو إلى وسيلة مواصلات فى زمن عودة السيد المسيح تطير فى الجو و تكون شبيهة بأعناق البخت
و لعل أحدكم يقول لى يا عبد الرحمن كف عن الخوض فى الغيبيات
وردى أنا أصدق رسول الله :salla-s: و لا يهمنى أن أعلم إلا ما علمنا الله و رسوله :salla-s:
و لكن الهدف من الموضوع تقريب كيفية حدوث علامات الساعة الكبري و يوم القيامة لعقلية الملحد التى ترفض أى شئ إلا الحقائق العلمية
و لا أقول أن ما أقوله هو الحق فعلم الساعة عند الله و لكننى أبسط الأمر للملحد
و الله المستعان
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
المفضلات