بسم الله الرحمن الرحيم

لا اعرف بالضبط ما الخلاف حول الحديث مع انه متفق على صحته ولو اوضحت لنا ما وجهة نظرك ووجهة نظر مخالفيك لكان افضل
على كل هذا ما قاله ابن حجر رحمه الله في شرحه لهذا الحديث في كتابه "فتح الباري"

(حديث أبي هريرة . ‏

قوله : ( إذا سمعتم صياح الديكة )‏
‏بكسر المهملة وفتح التحتانية جمع ديك وهو ذكر الدجاج , وللديك خصيصة ليست لغيره من معرفة الوقت الليلي , فإنه يقسط أصواته فيها تقسيطا لا يكاد يتفاوت , ويوالي صياحه قبل الفجر وبعده لا يكاد يخطئ , سواء أطال الليل أم قصر , ومن ثم أفتى بعض الشافعية باعتماد الديك المجرب في الوقت , ويؤيده الحديث الذي سأذكره عن زيد بن خالد . ‏

‏ قوله : ( فإنها رأت ملكا )‏
‏بفتح اللام , قال عياض : كان السبب فيه رجاء تأمين الملائكة على دعائه واستغفارهم له وشهادتهم له بالإخلاص , ويؤخذ منه استحباب الدعاء عند حضور الصالحين تبركا بهم , وصحح ابن حبان - وأخرجه أبو داود وأحمد - من حديث زيد بن خالد رفعه " لا تسبوا الديك فإنه يدعو إلى الصلاة " وعند البزار من هذا الوجه سبب قوله صلى الله عليه وسلم ذلك وأن ديكا صرخ فلعنه رجل فقال ذلك , قال الحليمي : يؤخذ منه أن كل من استفيد منه الخير لا ينبغي أن يسب ولا أن يستهان به , بل يكرم ويحسن إليه . قال : وليس معنى قوله : " فإنه يدعو إلى الصلاة " أن يقول بصوته حقيقة صلوا أو حانت الصلاة , بل معناه أن العادة جرت بأنه يصرخ عند طلوع الفجر وعند الزوال فطرة فطره الله عليها . ‏

قوله : ( وإذا سمعتم نهاق الحمير )‏
‏زاد النسائي والحاكم من حديث جابر " ونباح الكلاب " ‏

قوله : ( فإنها رأت شيطانا )‏
‏روى الطبراني من حديث أبي رافع رفعه " لا ينهق الحمار حتى يرى شيطانا أو يتمثل له شيطان , فإذا كان ذلك فاذكروا الله وصلوا علي " قال عياض : وفائدة الأمر بالتعوذ لما يخشى من شر الشيطان وشر وسوسته , فيلجأ إلى الله في دفع ذلك .)

والله الهادي الى سواء السبيل