هل يمكن للمسلم أن يحيي بـ "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" لغير المسلم ، وهل يمكن للمسلم أن يرد بنفس التحية على غير المسلم؟
الجواب :
- نعم يجوز للمسلم أن يحيي غير المسلم بلفظ ( السلام عليكم ) ، ولكن لا يدعوا لهم بالرحمة بأن يقول ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) فالله سبحانه وتعالى نهى نبيه عليه الصلاة والسلام بالدعاء لوالديه بالرحمة وقد ماتوا قبل الاسلام ، وهو الاولى بالدعاء لهم بالرحمة .
* ونحن نؤيد هذا القول بناءً على الآيات الكريمة التي تأمر بالسلام بشكل مطلق ومنها:
- قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها" [النور: 26].
- قوله تعالى: "وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه، وقالوا: لنا أعمالنا ولكم أعمالكم، سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين" [ القصص: 25].
- قوله تعالى: "... وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً" [ الفرقان: 63].
- قوله تعالى: "وقيله يا ربّ إنّ هؤلاء قوم لا يؤمنون، فاصفح عنهم وقل: سلام فسوف يعلمون" [ الزخرف: 88].
- قوله تعالى: "قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفياً" [مريم:
47].
* وكذلك الأحاديث الصحيحة التي تأمر بالسلام بشكل مطلق أيضاً أي تجاه جميع الناس:
- "... وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف" متّفق عليه، البخاري (12)، ومسلم (39).
- لما خلق الله آدم، قال "اذهب على أولئك النفر، وهم نفر من الملائكة جلوس، فاستمع ما يحيونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله) متفق عليه، البخاري (3326)، (6227)، ومسلم (2841).
- (أفشوا السلام..) رواه الترمذي (1854)، وقال حديث حسن صحيح، وابن حبان في صحيحه (489).
* أما الحديث الصحيح الذي اعتمد عليه جمهور العلماء حتى قالوا بكراهية التحية لغير المسلم بالسلام أو حرمتها، فهو قوله –صلى الله عليه وسلم- :
"لا تبدأوا اليهود ولا النصارى بالسلام.." رواه مسلم (2167). فهو يتعلق بحالة حرب كانت قائمة.
يؤيّد ذلك روايات أخرى للحديث وهي صحيحة أيضاً:
(إنا غادون على يهود، فلا تبدأوهم بالسلام) رواه أحمد [26695]، والطبراني [المعجم الكبير 22/291] بسند رجاله رجال الصحيح، وكان هذا يوم غزو بني قريظة. وفي رواية ثانية لأحمد:
(إني راكب غداً إلى يهود، فلا تبدأوهم بالسلام..) [المسند 16844، 17584] وهو صحيح كما جاء في الفتح الرباني. ونقل العسقلاني في فتح الباري رواية البخاري في الأدب المفرد والنسائي أن النبي –صلى لله عليه وسلم- قال:
"إني راكب غداً إلى اليهود فلا تبدأوهم بالسلام" [فتح الباري 11/39].
هذا الرأي (وهو جواز إلقاء التحية على غير المسلم بلفظ السلام)، والذي قال به جمهور كبير من العلماء داخل المذاهب وخارجها يتأكد بالنسبة إليك لوجودك خارج ديار الإسلام في حالة سلم، وضمن ما يعتبر ميثاقاً مع البشر الذين تعيش معهم، وسواء كنت من أهل تلك البلاد أو مقيماً فيها، وذلك لأنّ مهمتك في هذه الحالة الدعوة، والابتداء بالتحية من أخلاق الدعاة.
3- أما إذا حياك غير المسلم بلفظ السلام، فإنّ الرد عليه يصبح واجباً؛ لقوله تعالى: "وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها" [ النساء: 86] فندب إلى الفضل وأوجب العدل، والعدل في التحية تقتضي أن يرد عليه نظير سلامه، كما قال ابن القيم (أحكام أهل الذمة).
ملاحظة :
ماهي فلسفة السلام ( هي اعطاء الامان ) فعندما نقول لاحدهم مسلم او غير مسلم السلام عليكم .. اي الامان عليك ... وعليه لا يجوز ان نسلم على احدهم وفي النفس شئ ثم نغدر به ....فنحن اهل عهد وميثاق.
المفضلات