من اسرار القران

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

من اسرار القران

النتائج 1 إلى 10 من 63

الموضوع: من اسرار القران

العرض المتطور

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    1,600
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    29-11-2014
    على الساعة
    05:10 PM

    افتراضي

    لاشارات الكونيه في القران الكريم ومغزي دلالتها العلميه‏ 4

    هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا ثم استوي الي السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم
    اجمل القران الكريم خلق السماوات والارض في ثلاثه مواضع‏,‏ يقول فيها ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏

    ‏(1)‏ والسماء بنيناها بايد وانا لموسعون‏(‏ الذاريات‏:47)‏
    ‏(2)‏ اولم ير الذين كفروا ان السماوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي افلا يومنون‏(‏الانبياء‏:30)‏

    ‏(3)‏ قل ائنكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون له اندادا ذلك رب العالمين‏,‏ وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها اقواتها في اربعه ايام سواء للسائلين‏,‏ ثم استوي الي السماء وهي دخان فقال لها وللارض ائتيا طوعا او كرها قالتا اتينا طائعين‏,‏ فقضاهن سبع سماوات في يومين واوحي في كل سماء امرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم‏(‏ فصلت‏:9‏ ‏12)‏
    اجمل القران الكريم خلق السماوات والارض في ثلاثه مواضع‏,‏ يقول فيها ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏

    ‏(1)‏ والسماء بنيناها بايد وانا لموسعون‏(‏ الذاريات‏:47)‏
    ‏(2)‏ اولم ير الذين كفروا ان السماوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي افلا يومنون‏(‏الانبياء‏:30)‏

    ‏(3)‏ قل ائنكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون له اندادا ذلك رب العالمين‏,‏ وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها اقواتها في اربعه ايام سواء للسائلين‏,‏ ثم استوي الي السماء وهي دخان فقال لها وللارض ائتيا طوعا او كرها قالتا اتينا طائعين‏,‏ فقضاهن سبع سماوات في يومين واوحي في كل سماء امرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم‏(‏ فصلت‏:9‏ ‏12)‏
    وقد ثبت علميا منذ الثلث الاول للقرن العشرين‏,‏ ان من صفات الكون الذي نحيا فيه‏,‏ انه كون دائم الاتساع الي ما شاء الله‏,‏ بمعني ان المجرات فيه تتباعد عن مجرتنا وعن بعضها البعض بسرعات تقترب احيانا من سرعه الضوء‏.‏

    كذلك ثبت ان هذا الكون الشاسع الاتساع‏,‏ الدقيق البناء‏,‏ المحكم الحركه‏,‏ والمنضبط في كل امر من اموره‏,‏ قد بدا خلقه من جرم واحد متناه في ضاله الحجم الي مايقرب الصفر اي العدم‏,‏ ومتناه في تعاظم كثافته ودرجه حرارته الي حد تتوقف عنده جميع القوانين الفيزيائيه‏,‏ كما تتلاشي كل ابعاد المكان والزمان‏,‏ وان من هذه النقطه المتناهيه في الضاله بدا خلق الكون بالامر الالهي كن في عمليه اطلق عليها كل من علماء الفلك والفيزياء الفلكيه اسم الانفجار الكوني العظيم‏.‏
    وقد ادي هذا الانفجار الكوني الي غلاله من الدخان الذي خلق منه كل من الارض والسماء وما بينهما‏.‏

    السماوات والارض في القران الكريم
    وردت لفظه السماء بالافراد والجمع في القران الكريم في ثلاثمائه وعشره‏(310)‏ مواضع‏,‏ منها مائه وعشرون‏(120)‏ مره بالافراد‏,‏ ومائه وتسعون‏(190)‏ مره بالجمع‏,‏ وتعبير السماء مستمد من السمو اي الارتفاع والعلو‏,‏ ولذا قالت العرب‏:‏ كل ما علاك فاظلك فهو سماء‏.‏
    كذلك وردت لفظه الارض بمشتقاتها في كتاب الله‏(‏ تعالي‏)‏ في اربعمائه واحدي وستين‏(461)‏ موضعا‏.‏

    وفي الغالبيه الساحقه من تلك المواضع‏,‏ نجد ان لفظه السماء‏(‏ بالجمع او بالمفرد‏)‏ قد ذكرت قبل الارض‏,‏ وفي عدد قليل من الايات قد جاء ذكر الارض قبل السماء‏,‏ من مثل قوله‏(‏ تعالي‏):‏
    هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا ثم استوي الي السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم‏(‏ البقره‏:29).‏

    وقوله‏(‏ عز من قائل‏):‏
    الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء‏....(‏ البقره‏:22).‏
    وقوله‏(‏ سبحانه وتعالي‏):‏
    تنزيلا ممن خلق الارض والسماوات العلي‏,‏ الرحمن علي العرش استوي‏,‏ له ما في السماوات وما في الارض وما بينهما وما تحت الثري‏(‏ طه‏:4‏ ‏6).‏
    وقوله‏(‏ سبحانه‏):‏
    قل ائنكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون له اندادا ذلك رب العالمين‏...‏ الي ان قال‏(‏ عز من قائل‏):‏
    ثم استوي الي السماء وهي دخان فقال لها وللارض ائتيا طوعا او كرها قالتا اتينا طائعين‏...(‏ فصلت‏:9‏ ‏11).‏



    المجموعه الشمسيه من نماذج نجوم السماء
    وقد احتار العلماء والمفسرون في تحديد ايهما كان الاسبق بالخلق‏,‏ الارض ام السماوات؟ ام انهما قد خلقا في وقت واحد؟ وينسون ان الزمن من خلق الله‏,‏ وان القبليه والبعديه اصطلاحات بشريه‏,‏ لا مدلول لها بالقياس الي الله‏(‏ تعالي‏),‏ الذي لا يحده الزمان ولا المكان‏.‏
    ففي تفسير الايه رقم‏(29)‏ من سوره البقره‏,‏ راي العديد من المفسرين ان معناها ان الله‏(‏ تعالي‏)‏ قد خلق جميع النعم الموجوده في الارض لمنفعه الناس‏,‏ ثم توجهت ارادته‏(‏ تعالي‏)‏ الي السماء فجعل منها سبع سماوات‏,‏ وهو تعالي محيط بكل شيء‏,‏ عالم بتفاصيله‏.‏

    والاستواء الالهي رمز للسيطره الكليه‏,‏ والقصد باراده الخلق‏,‏ والتكوين‏,‏ والتسويه للكون بارضه وسمائه‏,‏ وهو تعالي خالق هذا الكون ومدبره‏,‏ ربه ومليكه‏,‏ وياتي ذلك في معرض الاستنكار والاستهجان لكفر الكافرين من الناس بالخالق‏,‏ المبدع‏,‏ المهيمن‏,‏ المسيطر علي الكون‏,‏ الذي سخر لهم الارض بكل مافيها‏,‏ وسخر لهم السماوات بما يحفظ الحياه علي الارض ويجعلها ممكنه لهم‏.‏
    وقال ابن جزي في كتابه المعنون التسهيل في علوم التنزيل الجزء الاول ص‏43‏ ما نصه‏:‏ وهذه الايه‏:[‏ خلق لكم ما في الارض جميعا ثم استوي الي السماء‏...]‏ تقتضي انه‏(‏ سبحانه‏)‏ خلق السماء بعد الارض‏,‏ وقوله‏(‏ تعالي‏):‏ والارض بعد ذلك دحاها‏...‏ ظاهره خلاف ذلك‏,‏ والجواب من وجهين‏:‏ احدهما ان الارض خلقت قبل السماء‏,‏ ودحيت بعد ذلك‏,‏ فلا تعارض‏,‏ والاخر تكون ثم لترتيب الاخبار‏.‏

    وقال ابن كثير‏:[...‏ والاستواء هنا يتضمن معني القصد والاقبال لانه عدي بالي‏,(‏ فسواهن‏)‏ اي فخلق السماء سبعا‏,‏ والسماء هنا اسم جنس‏,‏ فلهذا قال‏:(‏ فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم‏),‏ اي وعلمه محيط بجميع ما خلق‏...‏
    ففي هذا دلاله علي انه‏(‏ تعالي‏)‏ ابتدا بخلق الارض اولا ثم خلق السماوات سبعا‏....,‏ وقد صرح المفسرون بذلك كما سنذكره‏,‏ فاما قوله‏(‏ تعالي‏):‏ اانتم اشد خلقا ام السماء بناها‏,‏ رفع سمكها فسواها‏,‏ واغطش ليلها واخرج ضحاها‏,‏ والارض بعد ذلك دحاها‏,‏ فقد قيل‏:‏ ان ثم هنا انما هي لعطف الخبر علي الخبر‏,‏ لا لعطف الفعل علي الفعل‏...]‏ واضاف ابن كثير‏(‏ يرحمه الله‏):[‏ وقيل ان الدحي كان بعد خلق السماوات والارض رواه علي بن ابي طلحه عن ابن عباس‏(‏ رضي الله تبارك وتعالي عنهما‏).‏

    وقال مجاهد في قوله تعالي‏:(‏ هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا‏)‏ قال‏:‏ خلق الله الارض قبل السماء‏....‏ فهذه وهذه دالتان علي ان الارض خلقت قبل السماء‏,‏ وهذا ما لا اعلم فيه نزاعا بين العلماء الا ما نقله ابن جرير عن قتاده انه زعم ان السماء خلقت قبل الارض‏,‏ وقد توقف في ذلك القرطبي في تفسيره لقوله تعالي‏:(‏ والارض بعد ذلك دحاها‏,‏ اخرج منها ماءها ومرعاها‏,‏ والجبال ارساها‏)‏ قالوا‏:‏ فذكر خلق السماء قبل الارض‏,‏ وفي صحيح البخاري ان ابن عباس سئل عن هذا بعينه‏,‏ فاجاب بان الارض خلقت قبل السماء‏,‏ وان الارض انما دحيت بعد خلق السماء‏,‏ وكذلك اجاب غير واحد من علماء التفسير قديما وحديثا‏....]‏
    وقال عدد من المفسرين المحدثين ان لفظ خلق في هذه الايه الكريمه‏[‏ رقم‏(29)‏ من سوره البقره‏]‏ يعني التقدير دون الايجاد‏,‏ بمعني ان جميع مكونات الارض من نوي العناصر كانت جاهزه في الدخان الكوني الناتج عن عمليه فتق الرتق‏(‏ الانفجار العظيم‏),‏ ولو ان كوكب الارض لم يكن قد تم تشكيله بعد‏,‏ ثم توجهت اراده الله الي السماء وهي دخان فخلق منها سبع سماوات كما خلق الارض‏,‏ ويتضح ذلك من قوله‏(‏ تعالي‏):‏
    قل ائنكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون له اندادا ذلك رب العالمين‏,‏ وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها اقواتها في اربعه ايام سواء للسائلين‏,‏ ثم استوي الي السماء وهي دخان فقال لها وللارض ائتيا طوعا او كرها قالتا اتينا طائعين‏,‏ فقضاهن سبع سماوات في يومين واوحي في كل سماء امرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم‏(‏ فصلت‏:9‏ ‏12).‏

    ويستنتج من هذه الايات الكريمه‏,‏ ان الارض قد خلقت من السماء الدخانيه علي مراحل اربع متتاليه‏,‏ بينما تم تشكيل السماء الدخانيه علي هيئه سبع سماوات علي مرحلتين‏,‏ وتم دحو الارض بمعني تكوين كل من اغلفتها الغازيه‏,‏ والمائيه‏,‏ والصخريه بعد ذلك استنادا الي قوله‏(‏ تعالي‏):‏
    اانتم اشد خلقا ام السماء بناها‏,‏ رفع سمكها فسواها‏,‏ واغطش ليلها واخرج ضحاها‏,‏ والارض بعد ذلك دحاها‏,‏ اخرج منها ماءها ومرعاها‏,‏ والجبال ارساها متاعا لكم ولانعامكم‏(‏ النازعات‏:27‏ ‏33).‏

    وهذه الايات الكريمه جاءت في مقام الاحتجاج علي منكري البعث‏,‏ فيسالهم ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ هل خلقكم اكبر من خلق السماء التي بنيناها بهذه السعه المبهره‏,‏ والنظام الدقيق‏,‏ والانضباط في الحركه‏,‏ والاحكام في العلاقات‏,‏ والارتباط بتلك القوي الخفيه‏,‏ والاشعاعات غير المرئيه التي تتحرك كامر كوني واحد‏,‏ بسرعات كونيه عظمي لتربط بلايين النجوم والكواكب والكويكبات والاقمار والمذنبات في داخل المجرات‏,‏ كما تربط مئات البلايين من المجرات مع بعضها البعض في ركن من السماء الدنيا التي لا يستطيع العلم ادراك ابعادها‏,‏ ولا تحقيق ما فوقها‏.‏
    واما قوله‏(‏ تعالي‏)‏ رفع سمكها فمعناه جعل ارتفاعها عظيما‏,‏ اشاره الي المسافات الفلكيه المذهله‏,‏ التي تقدر بعشرات البلايين من السنين الضوئيه‏.‏

    وقوله‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏ اغطش ليلها واخرج ضحاها اي اظلم ليلها‏,‏ وجعله حالك السواد‏,‏ واخرج ضحاها اي انار نهارها‏,‏ بخلق النجوم مثل شمسنا وسط ظلام السماء الحالك‏,‏ فارسلت بضيائها الي ارضنا في وضح النهار فقامت هباءات الغبار‏,‏ وبخار الماء في الجزء السفلي من الغلاف الغازي للارض بتشتيت ضوء الشمس‏,‏ واظهاره بهيئه النور الابيض الذي نراه في نهار الارض‏.‏
    وبعد ذلك تذكر الايات الكريمه انه قد تم دحو الارض‏,‏ الابتدائيه الي شكلها الحالي باغلفتها المختلفه‏,‏ والدحو لغه هو المد والبسط والالقاء‏,‏ وهو كنايه عن الثورانات البركانيه العنيفه التي اخرج بها ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ من جوف الارض كل غلافها الغازي والمائي والصخري‏.‏

    وهذه كلها مراحل متتاليه في تهيئه الارض لاستقبال الحياه‏,‏ وقد تمت بعد بناء السماوات السبع من الدخان الكوني الناتج عن عمليه فتق الرتق‏(‏ الانفجار الكوني العظيم‏).‏

    علوم الكون وخلق السماوات والارض
    من بديع القدره الالهيه‏,‏ ومن الشهادات الناطقه لله بالوحدانيه المطلقه بغير شريك‏,‏ ولا شبيه‏,‏ ولا منازع ان يلتقي الكون في اكبر وحداته مع الكون في ادق دقائقه‏,‏ فيلتقي علم الكون الحديث
    ‏(ModernCosmology)‏
    بعلم الفيزياء الجزئيه او فيزياء الجسيمات الاوليه للماده
    ‏(ParticlephysicsOrElementaryParticlePhysics)‏
    فدراسات الجسيمات الاوليه في داخل الذره بدات تعطي ابعادا مبهره لتفهم عمليه خلق الكون‏,‏ ومراحله المختلفه‏.‏
    ففي الثلث الاول من القرن العشرين‏,‏ تساءل علماء الفلك عن مصدر الطاقه في النجوم واقترحوا امكانيه كونها عمليه معاكسه للانشطار النووي
    ‏(NuclearFission)‏
    واطلقوا عليها اسم عمليه الاندماج النووي
    ‏(NuclearFusion),‏
    وهي عمليه يتم بها اندماج نوي العناصر الخفيفه لتكوين عناصر اعلي في وزنها الذري‏.‏

    وفي الثلاثينيات اقترح هانز بيته
    ‏(HansBethe)‏
    عددا من سلاسل التفاعلات النوويه داخل النجوم‏,‏ التي تتحد فيها اربع نوي لذرات الايدروجين
    ‏(HydrogenNuclei)‏
    لتكون نواه واحده من نوي ذرات الهيليوم
    ‏(HeliumNuclei)‏
    وذلك في قلب نجم كشمسنا تصل درجه الحراره فيه الي‏15‏ مليون درجه مطلقه‏,‏ اما في النجوم الاشد حراره من ذلك‏,‏ فان نوي ذرات الهيليوم تتحد لتكون نوي ذرات الكربون ‏12,‏ وربما تستمر عمليه الاندماج النووي لتخليق نوي ذرات اعلي وزنا بسلاسل اقوي من التفاعلات النوويه‏.‏
    وفي سنه‏1957‏ م تمت صياغه نظريه تخليق نوي العناصر المختلفه في داخل النجوم
    ‏(SynthesisoftheElementsinStars)‏
    بواسطه اربعه من الفلكيين المعاصرين هم‏:‏ مارجريت وجفري بيربردج‏,‏ وليام فاولر‏,‏ فرد هويل بتاريخ اكتوبر سنه‏1957‏ م
    ‏(MargaretandGeoffreyBurbridge,WilliamA-FowlerandFredHoyle).‏

    وذلك في بحث قدموه الي مجله الفيزياء الحديثه
    ‏(ReviewsofModernPhysics,no4.,vol29.,October,1957)‏
    وقد تمكن علماء الفلك من تفسير التوزيع النسبي للعناصر المختلفه في الجزء المدرك من الكون بناء علي هذه النظريه‏,‏ كما تمكنوا من تفسير تطور الكون المدرك من دخان يغلب علي تركيبه غاز الايدروجين مع قليل من ذرات الهيليوم الي الكون الحالي‏,‏ الذي يضم في تركيبه اكثر من مائه من العناصر المعروفه والتي تندرج خواصها الطبيعيه والكيميائيه بناء علي ما تحتويه ذره كل منها من اللبنات الاوليه للماده‏,‏ بحيث تم ترتيبها في جدول دوري حسب اعدادها الذريه‏,‏ بدءا من اخفها وابسطها بناء‏(‏ وهو غاز الايدروجين‏),‏ الي اثقلها واعقدها بناء وهو اللورنسيوم
    ‏(Lawrencium,Lw),‏
    وفق نظام محكم دقيق ينبيء بخواص العنصر من موضعه في الجدول الدوري للعناصر‏.‏

    تخليق العناصر منذ بدايه خلق الكون
    يبدو ان تخليق العناصر المختلفه بعمليه الاندماج النووي لنظائر‏,‏ كل من غازي الايدوجين والهيليوم‏,‏ قد بدات منذ اللحظات الاولي للانفجار الكوني الكبير‏(‏ او فتق الرتق‏),‏ وبدات بتدرج يتفق مع ترتيب العناصر في الجدول الدوري‏,‏ بمعني ان العناصر الخفيفه بدات في تخلقها قبل العناصر الثقيله‏,‏ وان العناصر الثقيله لابد انها قد تكونت في داخل النجوم الشديده الحراره من مثل المستعرات وفوق المستعرات‏(NovaeandSupernovae),‏ او في اثناء انفجارها‏.‏
    ومن الاكتشافات الحديثه ان الماده
    ‏(Matter)‏
    لها اضدادها
    ‏(Antimatter)‏
    وان كل جسيم من الجسيمات الاوليه المكونه لذرات المواد له جسم مضاد بنفس الكتله ولكنه يحمل صفات مضاده‏,
    (ParticleandAntiparticle),‏
    وذلك من مثل البروتون واضداد البروتون‏
    (ProtonandAntiproton),‏
    والنيوترون واضداد النيوترون
    ‏(NeutronandAntineutron),‏
    والاليكترون وضده او البوزيترون
    ‏(ElectronandAnti-electronorPositron),‏
    وان نوي الذرات تتكون من جسيمات دقيقه تسمي الباريونات
    ‏(Baryons),‏
    من مثل البروتونات والنيوترونات‏,‏ وان هذه ايضا لها اضدادها
    ‏(Antibaryons),‏
    وهكذا‏.‏
    وعند التقاء اي جسيم من جسيمات الماده وضده فانهما يفنيان ويتحولان الي طاقه علي هيئه اشعه جاما حسب القانون‏:‏

    الطاقه الناتجه‏=‏ الكتله‏*‏ مربع سرعه الضوء‏.‏
    وقد ثبت علميا ان الماده واضدادها علي مختلف المستويات قذ خلقت بكميات متساويه عقب عمليه الانفجار الكوني مما يوكد حقيقه الخلق من العدم‏,‏ وامكان الافناء الي العدم‏.‏
    وفي سنه‏1980‏ م منح كل من جيمس و‏.‏ كرونين‏,‏ فال فيتش
    ‏(Jamesw.CroninandValFitch)‏
    جائزه نوبل في الفيزياء لاثباتهما بالتجربه القابله للتكرار والاعاده‏,‏ ان افناء بعض الجسيمات الاوليه للماده بواسطه اضدادها لا يتم بتماثل كامل‏,‏ ومن هنا كان بقاء الماده في الكون وعدم فنائها بالكامل‏.‏
    وفي سنه‏1983‏ م حصل وليام فاولر
    ‏(WilliamA.Fowler)‏
    علي جائزه نوبل في الفيزياء مناصفه مع اخرين لجهوده في تفسير عمليه تخليق نوي ذرات العناصر المختلفه بواسطه الاندماج النووي‏.‏

    مراحل خلق الكون عند كل
    من الفلكيين والفيزيائيين
    باستخدام الحسابات التي وظفت فيها الحواسيب العملاقه‏,‏ تمكن كل من الفلكيين والفيزيائيين المعاصرين من وضع تصور لمراحل خلق الكون علي النحو التالي‏:‏
    ‏(1)‏ بعد لحظات من عمليه الانفجار الكوني العظيم‏(‏ تقدر بنحو‏10‏ ‏35‏ من الثانيه‏),‏ كان بالكون تساو بين الباريونات واضدادها من جهه‏,‏ وبين فوتونات الضوء
    ‏(photons)‏
    من جهه اخري‏,‏ وكانت الباريونات واضدادها يفني بعضها بعضا منتجه الطاقه التي يعاد منها تخليق الجسيمات الاوليه للماده واضدادها‏.‏

    وهذه النظريه التي تشير الي تساوي كميات الماده واضدادها في الكون المدرك‏,‏ توكد ان اختلافا في هذا التساوي لا تتعدي نسبته واحدا في المائه مليون‏,‏ يمكن ان يفسر غلبه نسبه الماده علي نسبه اضدادها في الكون الراهن‏,‏ وذلك بتحول نسبه من الفوتونات الناتجه عن افناء الاضداد لبعضها البعض الي باريونات‏(‏ اللبنات الاوليه المكونه لنوي ذرات العناصر‏),‏ وتتم هذه العمليه عن طريق انتاج باريون واحد عن كل مائه مليون فوتون‏,‏ كما يوكد ذلك الخلفيه الاشعاعيه الحاليه للكون المنظور‏,‏ وبعد فناء اغلب البروتونات واضدادها بدا الكون في الاتساع‏,‏ ويحتمل وجود كميه من النيوترينوات
    ‏(Neutrinos)‏
    باقيه في كوننا المدرك‏,‏ نظرا لضعف تفاعلها مع اضدادها فلم تفن بالكامل‏.‏
    ‏(2)‏ بعد مضي ثانيه واحده علي الانفجار الكوني العظيم‏,‏ تقدر الحسابات النظريه ان كميه الطاقه المتوافره في الكون اصبحت تسمح بتكون جسيمات ادق مثل الاليكترون‏,‏ الذي يحمل شحنه سالبه وضده البوزيترون الذي يحمل شحنه موجبه
    ‏(ElectronandAntielectronorPosifron)‏
    وقد افنت هذه الجسيمات بعضها بعضا‏,‏ تاركه وراءها محيطا من الاشعاع الحار علي هيئه فوتونات الضوء التي انتشرت في كل الكون‏,‏ والتي تدرك اثارها اليوم فيما يعرف باسم الخلفيه الاشعاعيه للكون‏,‏ والتي تشير الي تناقص كل من كثافه الكون ودرجه حرارته باستمرار مع الزمن‏.‏

    ‏(3)‏ بعد نحو خمس ثوان من عمليه الانفجار الكوني‏,‏ تشير الحسابات النظريه الي ان درجه حراره الكون انخفضت الي عده بلايين من الدرجات المطلقه‏,‏ ولم يكن موجودا بالكون سوي عدد من الجسيمات الاوليه لكل من الماده والطاقه من مثل البروتونات
    ‏(Protons),‏
    والنيوترونات
    ‏(Neutrons),‏
    والاليكترونات‏
    (Electrons),‏
    والنيوترينوات
    ‏(Neutrinos),‏
    والفوتونات
    ‏(photons).‏
    ‏(4)‏ بعد نحو مائه ثانيه من الانفجار الكوني‏(‏ فتق الرتق‏)‏ تقدر الحسابات النظريه‏,‏ ان درجه حراره الكون قد انخفضت الي نحو البليون درجه مطلقه‏,‏ فبدات البروتونات والنيوترونات في الاتحاد بعمليه الاندماج النووي لتكون نوي ذرات نظائر كل من الايدروجين والهيليوم والليثيوم علي التوالي‏.‏

    وتشير كل من الحسابات الرياضيه والتجارب المختبريه‏,‏ الي ان اول النوي الذريه تكونا كانت نوي ذره نظير الايدروجين الثقيل المعروف باسم ديوتيريوم
    ‏(Deuterium),‏
    ثم تلته نوي ذرات نظائر الهيليوم‏.‏
    ‏(5)‏ بعد دقائق من الانفجار الكوني العظيم‏,‏ تشير الحسابات النظريه الي ان درجه حراره الكون قد انخفضت الي مائه مليون درجه مطلقه‏,‏ مما شجع علي الاستمرار في عمليه الاندماج النووي‏,‏ حتي تم تحويل‏25%‏ من كتله الكون المدرك الي غاز الهيليوم‏,‏ وبقيت غالبيه النسبه الباقيه‏(75%)‏ غاز الايدروجين‏,‏ وينعكس ذلك علي التركيب الحالي للكون المدرك‏,‏ الذي لايزال الايدروجين مكونه الاساسي بنسبه تزيد قليلا علي‏74%,‏ يليه الهيليوم بنسبه تبلغ‏24%,‏ وباقي المائه وخمسه من العناصر المعروفه تكون اقل من‏2%.‏

    ولذلك يعتقد الفلكيون المعاصرون ان تخلق العناصر في كوننا المدرك‏,‏ قد تم علي مرحلتين متتاليتين تكون في الاولي منهما العناصر الخفيفه عقب عمليه الانفجار الكوني مباشره‏,‏ وتكونت في المرحله الثانيه العناصر الثقيله‏,‏ بالاضافه الي كميات جديده من معظم العناصر الخفيفه‏,‏ وذلك في داخل النجوم خاصه الشديده الحراره منها‏,‏ مثل المستعرات‏,‏ او في مراحل انفجارها علي هيئه فوق المستعرات‏.‏

    دعوه قرانيه لاعاده التفكير



    سديم ديمبل وبداخله نجوم نجوم في مرحله التخلق
    اشرنا في الاسطر السابقه الي ان كلا من الحسابات النظريه في مجالي علمي الفلك والفيزياء‏,‏ تدعو الي الاعتقاد بان تخلق العناصر المعروفه لنا في الكون قد تم بعمليه الاندماج النووي علي مرحلتين كما يلي‏:‏
    المرحله الاولي‏:‏ وقد تكونت فيها العناصر الخفيفه عقب عمليه الانفجار الكوني مباشره‏.‏

    المرحله الثانيه‏:‏ وقد تكونت فيها العناصر الثقيله بالاضافه الي كميات جديده من العناصر الخفيفه‏,‏ ولاتزالان تتكونان في داخل النجوم‏,‏ وفي مراحل استعارها وانفجارها المختلفه‏.‏
    ولكن الايه التاسعه والعشرين من سوره البقره تقرر ان الله‏(‏ تعالي‏)‏ قد خلق لنا ما في الارض جميعا قبل تسويه السماء الدخانيه الاولي الي سبع سماوات‏.‏

    ويويد ذلك ما جاء في الايات‏(9‏ ‏12)‏ من سوره فصلت‏,‏ ومعني هذه الايات مجتمعه ان كل العناصر اللازمه للحياه علي الارض‏,‏ بل ان الارض الابتدائيه ذاتها كانت قد خلقت قبل تمايز السماء الدخانيه الاولي الي سبع سماوات‏.‏
    فهل يمكن لكل من علماء الفلك‏,‏ والفيزياء النظريه‏,‏ والارض المسلمين مراجعه الحسابات الحاليه انطلاقا من هذه الايات القرانيه الكريمه‏,‏ لاثبات ذلك‏,‏ فيخلصون الي سبق قراني كوني معجز يثبت المومنين علي ايمانهم‏,‏ ويكون دعوه مقنعه لغير المسلمين في زمن فتن الناس بالعلم ومعطياته فتنه كبيره؟ كما يكون في ذلك تصحيح للوضع الخاطيء الذي ننتظر فيه قدوم الكشوف العلميه من غير المسلمين حتي ندرك وجودها في كتاب الله او في سنه رسوله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏),‏ فندرك الدلاله العلميه لذلك‏,‏ ونلمح شيئا من الاعجاز فيه‏!!!‏

    ترتيب خلق السماوات والارض‏:‏
    سبق ان اشرنا مرارا‏,‏ الي ان عمليه الخلق‏(‏ خلق الكون‏,‏ خلق الحياه وخلق الانسان‏),‏ هي من الامور الغيبيه التي لا تخضع مباشره لادراك الانسان‏,‏ كما قال ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ في محكم كتابه‏:‏
    ما اشهدتهم خلق السماوات والارض ولا خلق انفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا‏(‏ الكهف‏:51).‏

    ولكن من رحمه الله‏(‏ تعالي‏)‏ انه قد ابقي لنا في صفحه السماء‏,‏ وفي صخور الارض من الشواهد الحسيه‏,‏ ما يمكن ان يعيننا علي استقراء ذلك‏,‏ كما ابقي لنا في محكم كتابه وفي سنه خاتم انبيائه ورسله من الايات والاحاديث‏,‏ ما يمكن ان يدعم هذا الاستقراء او ان يهذبه‏.‏
    وفي ذكره لايات خلق السماوات والارض‏,‏ يقدم القران الكريم السماء‏/‏ السماوات علي الارض في الغالبيه العظمي من الايات‏,‏ التي تشير اليهما‏,‏ فيما عدا خمس ايات قدم فيها ذكر الارض علي ذكر السماء‏,‏ وهي علي التوالي‏,‏ قول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏

    ‏(1)‏ الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء‏...(‏ البقره‏:22)‏
    ‏(2)‏ هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا ثم استوي الي السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم‏(‏ البقره‏:29)‏
    ‏(3)‏ تنزيلا ممن خلق الارض والسماوات العلي‏(‏ طه‏:4)‏
    ‏(4)‏ الله الذي جعل لكم الارض قرارا والسماء بناء‏....(‏ غافر‏:64)‏
    ‏(5)‏ قل ائنكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون له اندادا ذلك رب العالمين‏,‏ وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر اقواتها في اربعه ايام سواء للسائلين‏,‏ ثم استوي الي السماء وهي دخان فقال لها وللارض ائتنا طوعا او كرها قالتا اتينا طائعين‏,‏ فقضاهن سبع سماوات في يومين واوحي في كل سماء امرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم‏(‏ فصلت‏:9‏ ‏12).‏

    والايتان الاولي والرابعه‏(‏ البقره‏:22,‏ غافر‏:64)‏ هما من الايات الوصفيه التي لا تتعرض لترتيب الخلق‏,‏ والايه الثالثه‏(‏ طه‏:4)‏ جاء الترتيب فيها لموافقه النظم في السوره التي ذكرت فيها السماء قبل الارض بعد ايه واحده‏.‏
    اما الايه الثانيه‏(‏ البقره‏:29)‏ فواضحه الدلاله علي خلق جميع العناصر اللازمه لبناء الارض قبل خلق السماوات السبع‏,‏ وذلك لانه من الثابت علميا والراجح منطقيا ان خلق العناصر سابق علي خلق الارض وخلق جميع اجرام السماء‏,‏ وان خلق الوحدات الكونيه الكبري كالسدم والمجرات سابق علي ما يتخلق بداخلها من نجوم وتوابع تلك النجوم‏,‏ من الكواكب والكويكبات‏,‏ والاقمار والمذنبات‏.‏

    واما الايات الخامسه‏(‏ فصلت‏:9‏ ‏12)‏ فتشير الي ان خلق الارض الابتدائيه كان سابقا علي تمايز السماء الدخانيه الاولي الي سبع سماوات‏,‏ وان دحو الارض الابتدائيه‏(‏ بمعني تكون اغلفتها الغازيه والمائيه والصخريه‏)‏ جاء بعد ذلك‏,‏ ويدعم هذا الاستنتاج ما جاء في سوره‏(‏ النازعات‏)‏ من قول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
    اانتم اشد خلقا ام السماء بناها‏,‏ رفع سمكها فسواها‏,‏ واغطش ليلها واخرج ضحاها‏,‏ والارض بعد ذلك دحاها‏,‏ اخرج منها ماءها ومرعاها‏,‏ والجبال ارساها متاعا لكم ولانعامكم‏(‏ النازعات‏:27‏ ‏33).‏

    وفي الايات‏(9‏ ‏12)‏ من سوره فصلت‏,‏ يخبرنا ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ بانه قد خلق الارض في يومين‏(‏ اي علي مرحلتين‏),‏ وجعل لها رواسي‏,‏ وبارك فيها‏,‏ وقدر فيها اقواتها في اربعه ايام‏(‏ اي اربع مراحل‏),‏ ثم خلق السماوات في يومين‏(‏ اي مرحلتين‏),‏ وهو القادر علي ان يقول للشيء كن فيكون‏,‏ ولكن هذا التدرج كان لحكمه موداها ان يفهم الانسان سنن الله في الخلق‏.‏
    وقد يلتبس علي القاريء لاول وهله‏,‏ ان خلق الارض وحدها قد استغرق سته ايام‏(‏ اي ست مراحل‏),‏ وان خلق السماء قد استغرق يومين‏(‏ اي مرحلتين‏),‏ فيكون خلق السماوات والارض قد استغرق ثمانيه ايام‏(‏ ثماني مراحل‏),‏ والايات القرانيه التي توكد خلق السماوات والارض في سته ايام‏(‏ اي ست مراحل‏)‏ عديده جدا‏,‏ ولكن الايات من سوره‏(‏ فصلت‏)‏ تشير الي ان يومي خلق الارض‏,‏ هما يوما خلق السماوات السبع‏,‏ وذلك لان الامر الالهي كان للسماء وللارض معا‏,‏ لقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏ ثم استوي الي السماء وهي دخان فقال لها وللارض ائتيا طوعا او كرها قالتا اتينا طائعين‏(‏ فصلت‏:11),‏ وان كان بعض المفسرين يرون خلاف ذلك‏,‏ الا ان غالبيتهم تري ان حرف العطف ثم لايدل هنا علي الترتيب والتراخي‏,‏ ولكنه يدل علي بعد عمليه الاستواء والتسويه للسماوات السبع من السماء الدخانيه الاولي‏,‏ لان من معاني ثم‏=‏ هناك‏,‏ وهو اشاره للبعيد بمنزله هنا للقريب‏.‏

    وعلي ايه حال‏,‏ فاذا كان الزمان والمكان مقيدين لنا في هذه الحياه الدنيا‏,‏ فان الله‏(‏ تعالي‏)‏ هو مبدع كل من الزمان والمكان وخالقهما‏,‏ وهو‏(‏ تعالي‏)‏ بالقطع فوق قيودهما‏.‏
    وعلماء الفيزياء الفلكيه يقولون ان الذي يتحكم في سلوك الجرم السماوي‏,‏ هو كم الماده والطاقه التي ينفصل بهما هذا الجرم عن غلاله الدخان الكوني‏,‏ فالذي يجعل الارض كوكبا ذا قشره صلبه‏,‏ له غلاف غازي‏,‏ وغلاف مائي يجعلانها صالحه للعمران‏,‏ هو كتله الماده وكم الطاقه التي انفصلت بهما عن الشمس او عن السديم الذي تكونت منه الشمس وكواكبها‏,‏ والامر الذي يجعل القمر تابعا صغيرا‏,‏ ليس له غلاف غازي ولا غلاف مائي‏,‏ وغير صالح لحياه شبيهه بحياتنا الارضيه‏,‏ هو الكتله التي انفصل بها‏,‏ والذي يجعل الشمس نجما مضيئا‏,‏ متوهجا بذاته هي الكتله‏,‏ وهكذا‏.‏

    والسوال الذي يفرض نفسه هو‏:‏ من الذي قدر تلك الكتل؟ والجواب المنطقي الوحيد هو‏:‏ الله خالق الكون‏,‏ ومبدع الوجود‏...!!!‏
    ونعود مره اخري‏,‏ الي تلك الايه القرانيه المبهره التي بدانا بها‏,‏ والتي يقول فيها الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏

    هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا ثم استوي الي السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم‏(‏ البقره‏:29).‏
    ونتساءل‏:‏ هل من علماء الكون والفيزياء النظريه المسلمين‏,‏ من يمكنه ان ينطلق من هذه الايه القرانيه الكريمه ليثبت سبق القران الكريم بالاشاره الي حقيقه خلق جميع العناصر اللازمه للحياه علي الارض‏,‏ قبل تسويه السماء الدخانيه الاولي الي سبع سماوات؟ في وقت يجمع فيه اهل هذا الاختصاص علي ان العناصر الثقيله في الكون لم تتخلق الا في داخل النجوم؟ هذا موقف تحد عظيم ارجو ان يتقدم له قريبا احد علماء المسلمين في هذا الاختصاص‏.‏

    صفحة الأحاديث النبوية

    http://www.facebook.com/pages/الاحاد...01747446575326

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    1,600
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    29-11-2014
    على الساعة
    05:10 PM

    افتراضي

    الاشارات الكونيه في القران الكريم ومغزي دلالتها العلميه
    5 ‏ الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا ان الله علي كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما
    بقلم الدكتور‏:‏زغلول النجار
    نزلت رساله الله الخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ علي فتره من الرسل‏,‏ وتكاملت في بعثه النبي الخاتم‏,‏ والرسول الخاتم‏,‏ سيد الاولين والاخرين من بني ادم‏,‏ سيدنا محمد بن عبدالله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏),‏ الذي حفظت رسالته باللغه نفسها التي اوحيت بها اللغه العربيه حفظا كاملا‏(‏ كلمه كلمه‏,‏ وحرفا حرفا‏)‏ تحقيقا للوعد الالهي الذي قطعه ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ علي ذاته العليه فقال‏(‏ عز من قائل‏):‏ انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون‏(‏ الحجر‏:9).‏

    نزلت رساله الله الخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ علي فتره من الرسل‏,‏ وتكاملت في بعثه النبي الخاتم‏,‏ والرسول الخاتم‏,‏ سيد الاولين والاخرين من بني ادم‏,‏ سيدنا محمد بن عبدالله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏),‏ الذي حفظت رسالته باللغه نفسها التي اوحيت بها اللغه العربيه حفظا كاملا‏(‏ كلمه كلمه‏,‏ وحرفا حرفا‏)‏ تحقيقا للوعد الالهي الذي قطعه ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ علي ذاته العليه فقال‏(‏ عز من قائل‏):‏ انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون‏(‏ الحجر‏:9).‏
    وعلي ذلك فان كل ما جاء بالقران الكريم هو حق مطلق‏,‏ وقد جاء في هذا الذكر الحكيم المحفوظ بحفظ الله تاكيد حقيقه السماوات السبعوالارضين السبع‏,‏ ولما كانت قدرات الانسان قاصره عن ادراك سوي جزء يسير من السماء الدنيا وجزء ايسر من قشره الارض‏,‏ وان هذا الجزء من السماء الدنيا الذي ادركه علماء الفلك علي ضخامه ابعاده دائم الاتساع‏,‏ بمعني انه كلما طور الانسان اجهزته وجد هذا الجزء المدرك من الكون قد تضاعفت ابعاده الي حدود لا تصلها اجهزه الانسان ولا حواسه‏,‏ فقد حار غير المومنين بهذا الدين الخاتم في قبول الحقيقه القاطعه بان فوقنا سبعسماوات طباقا‏,‏ وليست سماء واحده‏,‏ وان تحتنا سبعا من الارضين‏,‏ كلها في داخل ارضنا التي نحيا علي سطحها‏,‏ وذلك لان الانسان في عصر العلم والتقنيه الذي نعيشه لم يستطع باجهزه الحفر العملاقه التي بناها ان يصل الي اكثر من واحد علي خمسمائه من نصف قطر الارض‏(‏ فقد وصلت اعمق بئر حفرها الانسان الي عمق لم يتعد الاثني عشر كيلو مترا الا قليلا‏,‏ واذا قورن ذلك بنصف قطر الارض المقدر باكثر من‏6370‏ كيلو مترا لاتضحت ضاله الجزء المحفور في قشره الارض‏).‏

    من هنا حاول بعض الكتاب الهروب من التسليم بتلك الحقيقه القرانيه القاطعه بالقول بان العرب كانوا قد اعتادوا استخدام الرقمين‏7‏ و‏70‏ لما يفيد بالتعدد والكثره لا الحصر‏,‏ وقد قبل عدد من رجال التفسير ذلك فقالوا ان الاشاره القرانيه الكريمه الي السماوات والارضين السبع‏;‏ معناها عده سماوات وعده ارضين‏,‏ دون تحديد‏,‏ وذلك استنادا الي اشاره قرانيه اخري يقول فيها ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ مخاطبا خاتم انبيائه ورسله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ بخصوص عدد من المنافقين‏:‏
    استغفر لهم او لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مره فلن يغفر الله لهم ذلك بانهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدي القوم الفاسقين‏(‏ سوره التوبه‏:‏ الايه‏80).‏

    ووجه المقارنه هنا بعيد بعد المشرقين‏,‏ لانه لا وجه للتاكيد او المبالغه في تقرير حقيقه من حقائق الكون بوصف السماوات والارضين بانهن سبعا‏,‏ كما هو الحال في تاكيد عدم قبول الاستغفار للمنافقين من الكفار والمشركين‏.‏
    فما حقيقه السماوات السبع والارضين السبع في دين الله‏,‏ كما قررها القران الكريم والسنه النبويه المطهره‏;‏ وهل استطاع العلم المكتسب من النظر في السماوات والارض ان يصل الي شيء من تلك الحقيقه؟

    السماوات السبع والارضين السبع في القران الكريم



    الارضون السبع كلها في ارضنا
    جاء ذكر السماوات السبع في القران الكريم في سبع ايات يقول فيها ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
    ‏1‏ تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم انه كان حليما غفورا‏(‏ الاسراء‏:44).‏
    ‏2‏ قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم‏(‏ المومنون‏:86).‏

    ‏3‏ فقضاهن سبع سماوات في يومين واوحي في كل سماء امرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم‏(‏ فصلت‏:12).‏
    ‏4‏ الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا ان الله علي كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما‏(‏ الطلاق‏:12).‏

    ‏5‏ الذي خلق سبع سماوات طباقا ما تري في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل تري من فطور‏(‏ الملك‏:3).‏
    ‏6‏ الم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا‏,‏ وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا‏(‏ نوح‏:15‏ ‏16).‏
    ‏7‏ وبنينا فوقكم سبعا شدادا‏(‏ النبا‏:12).‏

    كذلك جاءت الاشاره القرانيه الي سبع طرائق في ايه واحده اعتبرها عدد من المفسرين اشاره الي السماوات السبع‏,‏ وان كان الاشتقاق اللفظي يحتمل معني اخر‏,‏ والايه الكريمه يقول فيها ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
    ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما كنا عن الخلق غافلين‏(‏ المومنون‏:17).‏

    هذا التكرار القراني في الاشاره الي سبع سماوات‏,‏ في سبع ايات‏(‏ وهو امر معجز في حد ذاته‏),‏ لابد ان يكون القصد منه هو التحديد والحصر‏,‏ لا مجرد التعبير عن التعدد والكثره والله تعالي اعلم بما خلق كذلك فان الاشاره في ختام سوره الطلاق بمثليه الارض الي السماوات في قول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
    الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن‏...‏
    تاكيد ان الارض سبع متطابقه كما ان السماوات سبع متطابقه‏.‏

    اراء المفسرين
    في السماوات والارضين السبع‏:‏
    في شرح هذه الايه الكريمه في ختام سوره الطلاق ذكر ابن كثير‏(‏ يرحمه الله‏):‏ ان الله تعالي يقول مخبرا عن قدرته التامه‏,‏ وسلطانه العظيم‏,‏ ليكون ذلك باعثا علي تعظيم ما شرع من الدين القويم‏:(‏ الله الذي خلق سبع سماوات‏)‏ كقوله تعالي‏:‏ الم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا‏,‏ وقوله تعالي‏:‏ ومن الارض مثلهن اي سبعا ايضا‏.‏
    كما ثبت في الصحيحين قول المصطفي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏):‏ من ظلم قيد شبر من الارض طوقه من سبع ارضين‏,‏ وفي صحيح البخاري‏:‏ خسف به الي سبع ارضين‏.‏

    هذا‏,‏ وقد ورد ذكر السماوات السبع والارضين السبع في عدد غير قليل من احاديث رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ منها قوله الشريف‏:‏ ما السماوات السبع وما فيهن وما بينهن‏,‏ والارضون السبع وما فيهن وما بينهن في الكرسي الا كحلقه ملقاه بارض فلاه‏.‏
    والواضح انه لا خلاف بين العلماء علي ان السماوات سبع‏,‏ واما الارض فاختلف فيها فقيل‏:‏ انها سبع ارضين لظاهر الايه‏(‏ رقم‏12‏ من سوره الطلاق‏)‏ والحديثين الشريفين اللذين سبقت الاشاره اليهما‏,‏ وقيل انها ارض واحده‏,‏ وان المماثله ليست في العدد وانما هي في الخلق والابداع‏,‏ اي مثلهن في الابداع والاحكام‏.‏ اما صاحب الظلال‏(‏ يرحمه الله‏)‏ فقد ذكر ان السماوات السبع لا علم لنا بحقيقه مدلولها‏,‏ وابعادها‏,‏ ومساحاتها‏,‏ وكذلك الاراضي السبع‏,‏ فقد تكون ارضنا هذه التي نعرفها واحده منهن‏,‏ والباقيات في علم الله‏,‏ وقد يكون معني مثلهن ان هذه الارض من جنس السماوات فهي مثلهن في تركيبها وخصائصها‏,‏ وعلي ايه حال فلا ضروره لمحاوله تطبيق هذه النصوص علي ما يصل اليه علمنا‏,‏ لان علمنا لا يحيط بالكون‏,‏ حتي نقول علي وجه التحقيق‏:‏ هذا ما يريده القران‏,‏ ولن يصح ان نقول هكذا الي يوم يعلم الانسان تركيب الكون كله علما يقينيا‏...‏ وهيهات‏...!‏
    ما نراه في السماوات السبع والارضين السبع

    اننا في زمن العلم والتقنيه الذي نعيشه لا ندرك من السماوات السبع التي اخبرنا بها ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏),‏ واخبر بها خاتم انبيائه ورسله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ الا جزءا محدودا من السماء الدنيا التي خصها الخالق‏(‏ سبحانه‏)‏ بالنجوم والكواكب‏,‏ والنجوم هي وسيله الانسان للتعرف علي الجزء المدرك من الكون‏,‏ وفي ذلك يقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):...‏ وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم‏(‏ فصلت‏:12).‏
    ويقول‏(‏ عز من قائل‏):‏
    ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين واعتدنا لهم عذاب السعير‏(‏ الملك‏:5).‏
    ويقول‏(‏ جل وعلا‏):‏
    افلم ينظروا الي السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج‏(‏ ق‏:6).‏

    ويقول‏(‏ سبحانه وتعالي‏):‏
    انا زينا السماء الدنيا بزينه الكواكب‏(‏ الصافات‏:6).‏
    وذكر السماء في هذه الايات المباركه بالافراد‏,‏ وتخصيصها بالزينه الموصوفه بالنجوم والكواكب‏,‏ وتحديدها بوصف السماء الدنيا‏,‏ يوكد حقيقه السماوات السبع‏,‏ وعدم التخصيص باضافه وصف الدنيا الي السماء في الايه السادسه من سوره ق استعيض عنه بالسوال افلم ينظروا لان السماء الدنيا هي السماء الوحيده التي يمكن للانسان ان ينظر اليها‏.‏
    اما بالنسبه للسماوات الست الباقيه فلولا ان الله‏(‏ تعالي‏)‏ قد اخبرنا عنها في محكم كتابه‏,‏ وان خاتم انبيائه ورسله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ قد ارتادها في ليله الاسراء والمعراج‏,‏ واخبرنا عنها في العديد من احاديثه‏,‏ ما كان في وسع الانسان ان يصل الي خبرها‏,‏ وكل ما نفهمه من وصف القران الكريم لها انها متطابقه مع السماء الدنيا‏,‏ ومحيطه بها احاطه كامله‏,‏ انطلاقا من قول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
    الذي خلق سبع سماوات طباقا‏...‏
    ‏(‏الملك‏:3).‏

    وقوله‏(‏ عز من قائل‏):‏
    الم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا‏.‏ وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا‏(‏ نوح‏:15‏ و‏16).‏
    ويتضح من هاتين الايتين الكريمتين ان السماوات السبع متطابقه حول مركز واحد‏,‏ يغلف الخارج منها الداخل‏,‏ والا ما كان جميع ما في السماء الدنيا واقعا في داخل باقي السماوات‏,‏ فيكون كل من القمر والشمس وهما من اجرام السماء الدنيا واقعين في جميع السماوات السبع‏.‏
    والقران الكريم يصف الحركه في السماء الواحده وفي السماوات السبع بالعروج‏,‏ والعروج لغه هو سير الجسم في خط منعطف منحن‏,‏ وقد ثبت علميا ان حركه الاجسام في الجزء المدرك من الكون لا يمكن ان تكون في خطوط مستقيمه‏,‏ بل لابد لها من الانحناء نظرا لانتشار الماده والطاقه في كل الكون‏,‏ وتاثير كل من جاذبيه الماده‏(‏ باشكالها المختلفه‏)‏ والمجالات المغناطيسيه للطاقه‏(‏ بصورها المتعدده‏)‏ علي حركه الاجسام في الجزء المدرك من الكون‏.‏ وسبحان القائل‏:‏
    ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون‏..(‏ الحجر‏:14).‏

    والقائل‏:‏
    يدبر الامر من السماء الي الارض ثم يعرج اليه في يوم كان مقداره الف سنه مما تعدون‏(‏ السجده‏:5)‏
    والقائل‏:‏ يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور‏(‏ سبا‏:2).‏
    وفي مطلع القرن العشرين اثبتت الدراسات الفلكيه والفيزيائيه تحدب الجزء المدرك من الكون‏,‏ وتحدب كل من المكان والزمان‏(‏ وهما امران متواصلان‏),‏ فان فرضنا جدلا امكان تحرك الانسان حول الجزء المدرك من السماء الدنيا‏(‏ وهذا مستحيل في حدود الامكانات المتاحه اليوم لضخامه هذا الجزء من الكون‏,‏ وقصر عمر الانسان وقصور امكاناته في زمن الانفجار العلمي والتقني الذي نعيشه‏)‏ في اتجاه محدد فانه لابد ان يعود الي النقطه نفسها التي بدا منها‏,‏ وهذا مما يثبت كرويه السماء الدنيا‏,‏ ولما كانت السماوات السبع متطابقه بنص القران الكريم‏,‏ فلابد ان تكون كلها كرويه بالهيئه نفسها وحول مركز واحد‏.‏

    واذا كان الانسان قد توصل الي تحقيق سرعه الافلات من جاذبيه الارض فارتاد الفضاء‏,‏ فان سرعه الافلات من الجزء المدرك من السماء الدنيا لا تطيقها القدره الانسانيه‏,‏ ولا يمكن منها قصر عمر الانسان‏,‏ وعليه فلا يمكن للانسان الخروج عن السماء الدنيا الا باذن الله‏.‏
    اما بالنسبه لكل من الملائكه وقد خلقوا من نور‏,‏ والجن وقد خلقوا من نار‏,‏ فالامر مختلف تماما‏,‏ لان الله‏(‏ تعالي‏)‏ قد اعطي كلا منهما من القدره علي الحركه في الكون بالقدر الذي يتواءم مع دوره فيه‏,‏ وهي قدرات لا تطيقها الطبيعه البشريه المحبوسه في قوالب الطين‏,‏ فاذا انطلقت الروح من عقال الطين وهي من امر الله زادت سرعاتها الحركيه في كون الله الخالق زياده فائقه لقوله‏(‏ تعالي‏):‏

    من الله ذي المعارج‏,‏ تعرج الملائكه والروح اليه في يوم كان مقداره خمسين الف سنه‏(‏ المعارج‏:3‏ و‏4).‏
    من ذلك يتضح ان القران الكريم يوكد حقيقه ان السماوات سبعا متطابقه‏,‏ يغلف الخارج منها الداخل‏,‏ وانها جميعا قد تمايزت عن السماء الدخانيه الاولي في بدء خلق الكون‏,‏ وان الارضين سبع متطابقه كذلك يغلف الخارج منها الداخل‏,‏ وانها قد تمايزت عن الارض الابتدائيه‏,‏ وعلي ذلك فانها كلها في ارضنا التي نحيا عليها‏,‏ ويوكد هذا الاستنتاج ختام سوره الطلاق‏(‏ الايه رقم‏12),‏ كما يوكده ذكر الارض بالافراد دوما في كتاب الله‏,‏ بينما ذكرت السماوات بالافراد والجمع لاننا لا نري من فوق هذه الارض الا جزءا من السماء الدنيا‏,‏ ولا سبيل الي تعرفنا علي السماوات الاخري الا باخبار من الله ورسوله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏),‏ بينما يعلم ربنا بعلمه المحيط ان الانسان سوف يصل في يوم من الايام الي ادراك الارضين السبعتحت اقدامه‏,‏ فاكتفي ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ بذكرها في محكم كتابه بالافراد في اربعمائه وواحد وستين موضعا‏,‏ وبالاشاره الي مثليتها بالسماوات السبع في العدد والتطابق حول مركز واحد كما جاء في ختام سوره الطلاق‏.‏

    السماوات السبع في علوم الكون
    يقدر قطر الجزء المدرك من الكون باكثر من عشرين الف مليون‏(‏ اي عشرين بليونا‏)‏ من السنين الضوئيه‏,‏ وتقدر السنه الضوئيه بنحو‏9.5‏ مليون مليون‏(‏ تريليون‏)‏ كيلو متر‏.‏
    وهذا الجزء المدرك من الكون مستمر في الاتساع منذ لحظه الخلق الاولي للكون والي ان يشاء الله‏,‏ وذلك بمعدلات فائقه تتباعد بها المجرات عن مجرتنا‏(‏ درب اللبانه‏)‏ وعن بعضها البعض بسرعات تكاد تقترب احيانا من سرعه الضوء‏(‏ المقدره بنحو ثلاثمائه الف كيلو متر في الثانيه‏),‏ وعلي ذلك فاننا كلما طورنا من اجهزه الرصد والقياس‏,‏ وجدنا هذا الجزء من اطراف الكون المدرك قد تباعد واختفي عن ادراكنا‏,‏ ولذا فان الانسان سوف يظل محصورا في حيز محدد من السماء الدنيا‏,‏ ولا سبيل له الي معرفه ما فوق ذلك الا ببيان من الله‏.‏

    ويحصي علماء الفلك بالجزء المدرك من الكون مائتي الف مليون مجره من امثال مجرتنا‏(‏ درب اللبانه‏),‏ بعضها اكبر كثيرا‏,‏ وبعضها اصغر قليلا منها‏,‏ ومجرتنا علي هيئه قرص مفلطح يبلغ قطره مائه الف سنه ضوئيه‏,‏ ويبلغ سمكه عشر هذه القيمه‏(‏ اي عشره الاف من السنين الضوئيه‏).‏
    وتتخذ المجرات اشكالا متعدده‏:‏ فمنها ما يبدو حلزوني الشكل‏,‏ ومنها ما يبدو علي هيئه شبه الكره الي بيضاوي الشكل‏,‏ ومنها ما هو غير منتظم الشكل‏,‏ والمجرات شبه الكرويه البيضاويه تمثل ثلث المجرات المعروفه لنا تقريبا‏,‏ وبعضها من العماليق‏,‏ وبعضها دون ذلك‏,‏ وبعضها يستطيل استطاله ملحوظه‏.‏

    اما المجرات الحلزونيه فتمثل اكثر المجرات اضاءه في الجزء المدرك من الكون‏,‏ وتمثل الاغلبيه في اعداد كبيره من التجمعات المجريه‏,‏ وتحتوي الواحده من تلك المجرات الحلزونيه علي عدد من النجوم يتراوح بين البليون‏(‏ الالف مليون‏)‏ والتريليون‏(‏ الالف بليون اي المليون مليون‏).‏
    ويحصي علماء الفلك ان بمجرتنا‏(‏ سكه التبانه او درب اللبانه او الطريق اللبني‏)
    (MilkyWay)‏
    نحو التريليون نجم كشمسنا‏(‏ الف بليون او مليون مليون نجم‏),‏ وكما ان لشمسنا توابع فبالقياس لابد ان يكون لكل نجم من تلك النجوم توابع‏.‏

    ويقدر علماء الفلك ان مركز مجرتنا عباره عن ثقب اسود
    ‏(BlackHole)‏
    او اكثر من ثقب اسود واحد‏,‏ بكتله تقدر بمئات الي الاف مرات كتله الشمس‏.‏
    وتوجد اغلب المجرات في مجموعات او تجمعات تعرف باسم التجمعات المجريه
    ‏(GalacticGroups,GalacticClustersorClustersofGalaxies)‏
    ويتراوح عدد المجرات في مثل هذه التجمعات من العشرات الي عشرات الالاف‏,‏ ويحصي علماء الفلك الافا من مثل هذه التجمعات في الجزء المدرك من الكون‏,‏ وهناك تجمعات للتجمعات المجريه تعرف باسم التجمعات العظمي للمجرات
    ‏(GalacticSuperclusters),‏
    والتجمع الاعظم الذي تنتمي اليه مجرتنا يضم اكثر من مائه تجمع مجري علي هيئه قرص مفلطح يبلغ قطره مائه مليون من السنين الضوئيه‏,‏ وسمكه عشره ملايين من السنين الضوئيه‏,‏ علي هيئه مشابهه لشكل مجرتنا‏(‏ درب اللبانه‏)‏ وبابعاد مضاعفه الف مره‏.‏

    وقد اكتشف اخيرا مائه من تجمعات المجرات في حيز عظيم‏,‏ يبلغ طول قطره بليونا ونصف البليون من السنين الضوئيه‏,‏ وطول اقل ابعاده مائتا مليون من تلك السنين الضوئيه‏.‏
    ويري بعض الفلكيين وجود تجمعات اعلي من التجمعات العظمي للمجرات الي نهايه لا يعلمها الا الله‏.‏

    وقد اكتشف الفلكيون في سنه‏1987‏ م ظاهره تعرف باسم اقواس المجرات
    ‏(GalacticArcs),‏
    واتضح ان هذه الاقواس العملاقه تنتج عما يعرف باسم التكدس التجاذبي علي هيئه عدد من العدسات
    ‏(GravitationalLensing),‏
    وتنتج عن انحناء الضوء في حقل من حقول الجاذبيه الشديده‏.‏
    وتبدو المجرات عاده بهيئه كرويه كفقاعه الهواء‏,‏ ولكن بالنظر اليها في قطاع من قطاعاتها فانها تبدو كجدار عظيم ابعاده تقدر بنحو‏150‏ مليونا‏*100‏ مليون‏*15‏ مليونا من السنين الضوئيه‏,‏ ويبدو اضخم تلك القطاعات بطول يزيد علي‏250‏ مليون سنه ضوئيه‏(250‏ مليونا‏*9.5‏ تريليون كيلو متر‏)‏ ويعرف عند الفلكيين باسم الحائط العظيم
    ‏(TheGreatWall),‏
    واين يقع هذا الحائط الكوني العظيم من السماء الدنيا‏,‏ والسماوات السبع؟ غيب لا يعلمه الا الله‏,‏ وكل ما نستطيع استنتاجه من بعض ايات القران الكريم ومن بعض احاديث المصطفي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ ان كل ما نشاهده في الكون المدرك هو جزء محدود من السماء الدنيا‏,‏ وصدق الله العظيم الذي انزل من قبل الف واربعمائه سنه قوله الحق‏:‏
    ‏...‏وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم‏(‏ فصلت‏:12).‏

    وقوله‏(‏ عز من قائل‏):‏
    لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس ولكن اكثر الناس لا يعلمون
    ‏(‏غافر‏:57).‏
    وهنا يقف العلم البشري وهو في قمه من قممه عاجزا كل العجز عن ادراك حدود السماء الدنيا‏,‏ فضلا عما فوقها‏,‏ وعاجزا كل العجز عن اثبات او نفي وجود سماوات فوق السماء الدنيا‏,‏ لقصور قدراته‏,‏ وقصور عمره عن ذلك‏,‏ وهنا تتضح ضروره وحي السماء لا في امور الدين وضوابطه من عقيده وعباده واخلاق ومعاملات فحسب ولكن في قضيه من اهم قضايا الوجود وهي قضيه خلق السماوات والارض‏,‏ وتعدد السماوات والارضين‏,‏ وهنا ايضا يتميز موقف المسلم الذي امن بالله وملائكته وكتبه ورسله‏,‏واليوم الاخر دون ان يري شيئا من ذلك الحق‏.‏ لان الله تعالي قد تعهد بحفظ دينه في القران الكريم‏,‏ وفي سنه النبي الخاتم والرسول الخاتم‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏),‏ وانزل في هذا الوحي الخاتم قوله الحق‏:‏ الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن فيومن المسلم بصدق اخبار الله عن السماوات السبع دون ان يراها هو‏,‏ لانه يومن بان القران الكريم هو كلام الله الخالق‏,‏ ومن ادري بالخلق من الله؟ ويومن المسلم بان سيدنا ونبينا محمدا‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ هو خاتم انبياء الله ورسله‏,‏ وانه‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ كان موصولا بالوحي‏,‏ ومعلما من قبل خالق السماوات والارض‏,‏ وانه‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ قد وصفه ربه بالقول الحق‏:‏
    وما ينطق عن الهوي‏,‏ ان هو الا وحي يوحي‏,‏ علمه شديد القوي‏(‏ النجم‏:3‏ ‏5).‏
    فاذا وصلنا عن الله‏(‏ تعالي‏)‏ او عن رسوله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ خبر من الاخبار‏,‏ او امر من الاوامر فلا نملك حياله الا التسليم التام‏,‏ والخضوع الكامل‏,‏ خاصه اذا كان هذا الخبر عن عوالم الغيب‏,‏ او كان الامر من امور العقيده او العباده او ضوابط الاخلاق والسلوك او احكام المعاملات‏,‏ وهي امور لا يمكن للانسان ان يضع لنفسه بنفسه فيها تصورا صحيحا‏...!!!‏

    الارضون السبع في العلوم المكتسبه
    الارض هي احد كواكب المجموعه الشمسيه التسعه‏,‏ وهي الثالثه بعدا عن الشمس‏,‏ وتفصلها عنها مسافه تقدر بنحو مائه وخمسين مليونا من الكيلو مترات‏,‏ والارض عباره عن كوكب شبه كروي‏,‏ له غلاف صخري‏,‏ وتتلخص ابعاده في النقاط التاليه‏:‏
    متوسط نصف قطر الارض‏=6371‏ كيلو مترا‏.‏
    متوسط قطر الارض‏=12742‏ كيلو مترا‏.‏
    متوسط محيط الارض‏=40042‏ كيلو مترا‏.‏
    مساحه سطح الارض‏=510‏ ملايين كيلو مترا مربعا‏.‏
    حجم الارض‏=108‏ ملايين كيلو مترا مكعبا‏.‏
    متوسط كثافه الارض‏=5,52‏ جم‏/‏سم‏3.‏
    كتله الارض‏=6000‏ مليون مليون مليون طنا‏.‏
    مساحه اليابسه‏=148‏ مليون كيلو مترا مربعا‏.‏
    مساحه المسطحات المائيه‏=362‏ مليون كيلو مترا مربعا‏.‏
    اعلي ارتفاع علي اليابسه‏=8848‏ مترا‏.‏
    متوسط ارتفاع اليابسه‏=840‏ مترا‏.‏
    متوسط اعماق المحيطات‏=3729‏ مترا‏.‏
    اعمق اعماق المحيطات‏=11033‏ مترا‏.‏

    ولما كانت اعمق عمليات الحفر التي قام بها الانسان في الارض لم تتجاوز بعد عمق‏12‏ كم اي اقل من‏(1‏ علي‏500‏ من نصف قطر الارض‏)‏ فان الانسان لم يستطع التعرف علي التركيب الداخلي للارض بطريقه مباشره نظرا لابعادها الكبيره‏,‏ ومحدوديه قدرات الانسان امام تلك الابعاد‏,‏ ولكن بدراسه الموجات الزلزاليه وبعض الخواص الطبيعيه والكيميائيه لعناصر الارض تمكن الانسان من الوصول الي عدد من الاستنتاجات غير المباشره عن التركيب الداخلي للارض التي من اهمها‏:‏
    ‏1‏ ان للارض نواه صلبه عباره عن كره مصمطه من الحديد وبعض النيكل‏,‏ مع قليل من عناصر اخف مثل الكبريت والفوسفور والكربون او السيليكون‏,‏ ويبلغ قطر هذه النواه‏2400‏ كيلو متر تقريبا‏,‏ وتعرف باسم لب الارض الصلب‏.‏
    ‏2‏ يلي هذا اللب الصلب الي الخارج نطاق له التركيب الكيميائي نفسه تقريبا ولكنه منصهر‏(‏ يتكون من الحديد وبعض النيكل المنصهرين مع قليل من العناصر الخفيفه‏),‏ ويعرف باسم لب الارض السائل ويبلغ سمكه نحو الفي كيلو متر‏.‏
    ويوجد بين لبي الارض الصلب والسائل منطقه انتقاليه يبلغ سمكها‏450‏ كيلو مترا‏.‏

    ‏3‏ يلي لب الارض السائل الي الخارج نطاق يعرف باسم وشاح الارض ويبلغ سمكه نحو‏2765‏ كيلو مترا‏(‏ من عمق‏120‏ كم الي عمق‏2885‏ كم تحت سطح الارض‏),‏ ويفصله الي ثلاثه نطق مميزه‏,‏ مستويان من مستويات انقطاع الموجات الاهتزازيه الناتجه عن الزلازل‏,‏ يقع احدهما عند عمق‏400‏ كيلو متر من سطح الارض‏,‏ بينما يقع الاخر علي عمق‏670‏ كيلو متر من سطح الارض‏,‏ ويستخدم هذان المستويان في تقسيم وشاح الارض الي وشاح سفلي ومتوسط وعلوي‏(‏ من عمق‏1885‏ كم الي عمق‏670‏ كم‏,‏ ومن‏670‏ كم الي‏400‏ كم‏,‏ ومن عمق‏400‏ كم الي عمق‏120‏ كم‏,‏ ويضم هذان النطاقان فيما يعرف عاده باسم نطاق الضعف الارضي‏.‏
    ‏4‏ يلي وشاح الارض الي الخارج الغلاف الصخري للارض ويصل سمكه الي‏65‏ كيلو مترا تحت قيعان المحيطات والي‏120‏ كيلو مترا تحت القارات‏,‏ ويقسمه خط الانقطاع الاهتزازي المسمي باسم الموهو‏(Moho)‏ الي قشره الارض ويتراوح سمكها بين‏5‏ ‏8‏ كيلو مترات تحت قيعان المحيطات‏,‏ وبين‏20‏ ‏80‏ كيلو مترا تحت القارات‏(‏ بمتوسط‏35‏ كم‏).‏
    وتقسم هذه النطق الداخليه للارض حسب تركيبها الكيميائي او حسب صفاتها الميكانيكيه باختلافات طفيفه بين العلماء‏,‏ ولكن من الواضح انه يمكن جمعها في سبعه نطق متتاليه من الخارج الي الداخل كما هو مبين بالشكل المرفق‏.‏

    فهل يمكن ان تكون هذه النطق هي المقصوده بالسبعارضين؟ فتكون هذه الارضون السبع كلها في ارضنا نحن‏,‏ وتكون متطابقه كما ان السماوات السبعمتطابقه في نطق متتاليه حول مركز واحد يغلف الخارج منها الداخل؟ هذا ما اراه متطابقا مع قول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
    الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن‏...(‏ الطلاق‏:12).‏
    وقوله‏(‏ عز من قائل‏):‏
    الذي خلق سبع سماوات طباقا‏...‏
    ‏(‏الملك‏:3).‏

    وقوله‏(‏ سبحانه‏):‏
    الم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا‏,‏ وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا‏(‏ نوح‏:15‏ و‏16).‏
    وهذا ما اراه ايضا متطابقا مع حديث المصطفي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ الذي يروي عنه انه قال فيه‏:‏ من ظلم قيد شبر من الارض طوقه من سبع ارضين وجاء في صحيح البخاري قوله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏):‏ خسف به الي سبع ارضين‏.‏
    واراه متطابقا كذلك مع المعطيات الكليه لعلوم الارض والفيزياء الارضيه‏,‏ مع اختلافات طفيفه بين العلماء في تحديد الفواصل بين تلك الارضين‏,‏ فهلا نهض من ابناء المسلمين من يحسم تلك الخلافات القياسيه‏,‏ ويثبت سبق القران الكريم وسبق احاديث المصطفي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ بالاشاره الي احدي حقائق الارض الرئيسيه التي لم يدرك الانسان طرفا منها الا في اوائل القرن العشرين‏,‏ ولم يحسمها بعد‏,‏ ونحن في بدايات القرن الحادي والعشرين‏,‏ وسوف يكون ذلك انتصارا للعلم وللدين الخاتم معا‏,‏ في زمن فتن الناس فيه بالعلم ومعطياته فتنه كبيره‏,‏ وتركوا الدين وراء ظهورهم منسيا‏,‏ فضلوا ضلالا بعيدا‏,‏ وشقوا واشقوا غيرهم من خلق الله‏...!!‏ فهل من مجيب؟ اللهم قد بلغت‏,‏ اللهم فاشهد وانت خير الشاهدين‏...!!!‏

    صفحة الأحاديث النبوية

    http://www.facebook.com/pages/الاحاد...01747446575326

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    1,600
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    29-11-2014
    على الساعة
    05:10 PM

    افتراضي

    الاشارات الكونيه في القران الكريم ومغزي دلالتها العلميه
    6 ‏ ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في سته ايام ثم استوي علي العرش‏*‏ الاعراف‏:54*‏

    جاءت الاشاره الي خلق السماوات والارض في سته ايام في ثماني ايات قرانيه كريمه يقول فيها ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏

    1 ‏ ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في سته ايام ثم استوي علي العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين‏.(‏ الاعراف‏:54)‏

    2 ‏ ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في سته ايام ثم استوي علي العرش يدبر الامر ما من شفيع الا من بعد اذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه افلا تذكرون‏(‏ يونس‏:3)‏

    3 ‏ وهو الذي خلق السماوات والارض في سته ايام وكان عرشه علي الماء ليبلوكم ايكم احسن عملا‏..(‏ هود‏:7)‏

    4 ‏ الذي خلق السماوات والارض وما بينهما في سته ايام ثم استوي علي العرش الرحمن فاسال به خبيرا‏(‏ الفرقان‏:59)‏

    5 ‏ الله الذي خلق السماوات والارض وما بينهما في سته ايام ثم استوي علي العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع افلا تتذكرون‏(‏ السجده‏:4)‏

    6 ‏ قل ائنكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون له اندادا ذلك رب العالمين‏,‏ وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها اقواتها في اربعه ايام سواء للسائلين‏,‏ ثم استوي الي السماء وهي دخان فقال لها وللارض ائتيا طوعا او كرها قالتا اتينا طائعين‏,‏ فقضاهن سبع سماوات في يومين واوحي في كل سماء امرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم
    ‏(‏فصلت‏:9‏ ‏12)‏

    7 ‏ ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في سته ايام وما مسنا من لغوب
    ‏(‏ق‏:38)‏
    8 ‏ هو الذي خلق السماوات والارض في سته ايام ثم استوي علي العرش يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء ومايعرج فيها وهو معكم اينما كنتم والله بما تعملون بصير‏.(‏ الحديد‏:4)‏

    وقد اتفق جمهور المفسرين علي ان ايام خلق السماوات والارض السته هي ست مراحل‏,‏ او وقائع‏,‏ او اطوار‏,‏ او احداث كونيه متتابعه‏,‏ لايعرف مداها الا الله تعالي‏,‏ وانها لايمكن ان تكون من ايام الارض‏,‏ لان الارض لم تكن قد خلقت بعد‏,‏ ولذلك لم توصف ايام خلق السماوات والارض بالوصف القراني مما تعدون الذي جاء في ايات اخري عديده بمعني اليوم الارضي‏.‏

    مدلول لفظه اليوم في القران الكريم
    وردت لفظه يوم بمشتقاتها في القران الكريم‏475‏ مره‏,‏ منها‏349‏ مره بلفظ اليوم‏,16‏ مره بلفظ يوما ومجموعهما‏365‏ مره‏(‏ وهو نفس عدد ايام السنه في زماننا‏),‏ كذلك جاءت التعبيرات القرانيه يومكم‏,‏ يومهم‏,‏ يومين‏,‏ ايام‏,‏ واياما‏109‏ مرات لتحديد وقائع محدده‏,‏ او عددا محددا من الايام‏,‏ كما جاء التعبيران يومئذ‏,‏ ويومئذ لتحديد وقت معين‏.‏
    وفي اللغه العربيه يقال يوم‏(‏ وجمعه ايام‏)‏ ليعبر به عن الفتره من طلوع الشمس الي غروبها‏,‏ اي فتره النور بين ليلين متتاليين‏,‏ وقد يعبر به عن النهار والليل معا‏(‏ او مايعرف باليوم الكامل او بيوم الارض الشمسي‏)‏ وهو الفتره التي تتم فيها الارض دوره كامله حول محورها امام الشمس‏,‏ او بالفتره الزمنيه بين شروقين متتاليين او بين غروبين متتاليين للشمس ويساوي اربعا وعشرين ساعه كامله‏.‏

    ويقال في اللغه العربيه من اول يوم اي من اول ايام تاريخ محدد‏,‏ وربما عبروا باليوم عن الشده التي يمر بها الفرد او الجماعه من الناس‏,‏ مثل قولهم يوم كيوم عاد او يوم كيوم ثمود‏,‏ او يوم من ايام العرب او من ايام الدهر‏.‏
    وقد يعبر باليوم عن مده من الزمان ايا كان طولها‏,‏ ومعني ذلك ان مصطلح يوم من الناحيه اللغويه هو مصطلح عام يختلف مدلوله حول ما يقصد به في سياق الكلام‏.‏

    ولفظه يوم جاءت في القران الكريم بهذه المعاني كلها‏,‏ فجاءت بمعني النهار كما في قوله تعالي‏:‏
    ‏...‏فمن لم يجد فصيام ثلاثه ايام في الحج‏....[‏ البقره‏196)‏
    وقوله سبحانه‏:‏
    سخرها عليهم سبع ليال وثمانيه ايام حسوما‏..(‏ الحاقه‏:7)‏

    وجاءت بمعني اليوم الارضي المطلق‏(‏ اي زمن دوره الارض حول محورها امام الشمس في اربع وعشرين ساعه‏).‏ كما في قوله تعالي‏:‏
    واذكروا الله في ايام معدودات فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تاخر فلا اثم عليه لمن اتقي‏..(‏ البقره‏:203).‏

    وجاءت لفظه يوم في القران الكريم بمعني يوم محدد من ايام الاسبوع من مثل ما جاء في قوله تعالي‏:‏
    ياايها الذين امنوا اذا نودي للصلاه من يوم الجمعه فاسعوا الي ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون‏.(‏ الجمعه‏:9)‏

    وقوله‏(‏ عز من قائل‏):‏
    واسالهم عن القريه التي كانت حاضره البحر اذ يعدون في السبت اذ تاتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لايسبتون لاتاتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون‏.(‏ الاعراف‏:163)‏
    وجاءت لفظه يوم في كتاب الله بمعني يوم محدد من السنه كيوم الحج الاكبر وهو يوم عرفه او التاسع من ذي الحجه‏.‏

    كما جاءت بمعني واقعه محدده في التاريخ كيوم الزينه ويوم الظله‏,‏ ويوم الفرقان‏,‏ ويوم حنين‏,‏ ويوم الاحزاب‏,‏ ويوم الفتح‏.‏
    وجاءت بمعني بعض علامات تدمير النظام الكوني قبل البعث من مثل قوله تعالي‏:‏ يوم ترجف الارض‏,‏ و يوم تاتي السماء بدخان مبين‏,‏ و يوم تمور السماء مورا‏,‏ وامثالها‏.‏

    وجاءت بمعني يوم من ايام الله التي لايعلم مداها الا هو‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ ولكي يقرب ذلك الي اذهاننا قارنها بعدد من سنيننا مضافا اليها الوصف القراني مما تعدون وذلك من مثل قوله تعالي‏:‏
    ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وان يوما عند ربك كالف سنه مما تعدون
    ‏(‏ الحج‏:47)‏

    وقوله‏(‏ عز من قائل‏):‏
    يدبر الامر من السماء الي الارض ثم يعرج اليه في يوم كان مقداره الف سنه مما تعدون‏(‏ السجده‏:5)‏
    وجاءت لفظه يوم في كتاب الله بمعني طور او مرحله‏,‏ او واقعه‏,‏ او حدث كوني وذلك من مثل الايات‏:(7‏ من سوره الاعراف‏),(3‏ من سوره يونس‏),(7‏ من سوره هود‏),(59‏ من سوره الفرقان‏),(4‏ من سوره السجده‏),(38‏ من سوره ق‏),(4‏ من سوره الحديد‏).‏

    وجاءت بمعني الاخره‏:‏ يوم الدين‏,‏ يوم القيامه‏,‏ يوم الساعه‏,‏ يوم البعث‏,‏ يوم الفصل‏,‏ يوم الحساب‏,‏ يوم الجمع‏,‏ يوم التلاق‏,‏ يوم التناد‏,‏ يوم الازفه‏,‏ يوم الاشهاد‏,‏ يوم الحسره‏,‏ يوم التغابن‏,‏ يوم الوعيد‏,‏ يوم الخروج‏,‏ يوم الخلود‏,‏ وغيرها من التعبيرات عن ايام البعث والحساب والخلود في الاخره‏.‏

    مدلول لفظه اليوم في العلوم الكونيه



    يعرف يوم الارض الشمسي بالفتره التي تتم فيها الارض دوره كامله حول محورها امام الشمس‏,‏ وتقدر هذه الفتره في زماننا الحالي باربع وعشرين ساعه يتقاسمها ليل ونهار باختلاف طفيف في طول كل منهما‏.‏
    اما يوم الارض النجمي‏(‏ ويقل في مداه عن يوم الارض الشمسي بثلاث دقائق وست وخمسين ثانيه‏)‏ فيقدر بالمده الزمنيه الواقعه بين رويه نجم ثابت في السماء من فوق نقطه محدده علي سطح الارض مرتين‏(‏ اي حتي تعود نفس النقطه المحدده علي سطح الارض الي رويه هذا النجم الثابت من جديد‏),‏ والفارق الزمني الطفيف بين اليومين سببه ان الارض عندما تتم دوره كامله حول محورها تكون قد جرت في مدارها حول الشمس مسافه تقدر بحوالي‏365/1‏ من طول هذا المدار‏.‏

    ولما كانت الارض وكل مافي السماء يجري في فسحه الكون بسرعات متعدده‏,‏ حول مراكز عديده‏,‏ ولما كان لكل جرم من تلك الاجرام دوره محوريه كامله ضمن عدد من الدورات المداريه والانتقاليه‏,‏ فان اطوال تلك الدورات المحوريه والمداريه تختلف من جرم الي اخر‏,‏ وبالتالي فان طول يوم وسنه كل جرم من هذه الاجرام يختلف اختلافا كبيرا‏,‏ فيتراوح يوم كواكب المجموعه الشمسيه بين‏88‏ يوما ارضيا في اقرب الكواكب الي الشمس وهو كوكب عطارد‏,‏ الي بضعه اسابيع في كوكب الزهره الي‏24‏ ساعه مقسمه الي ليل ونهار في كوكب الارض‏,‏ الي‏24‏ ساعه‏,37‏ دقيقه‏,23‏ ثانيه في كوكب المريخ‏,‏ الي‏9‏ ساعات‏,53‏ دقيقه في كوكب المشتري‏,‏ الي‏10‏ ساعات‏,14‏ دقيقه‏,24‏ ثانيه في زحل‏,‏ الي‏10‏ ساعات‏,48‏ دقيقه في يورانوس‏,‏ الي‏15‏ ساعه‏,,40‏ دقيقه في كوكب نبتيون‏.‏
    كذلك يختلف طول سنه كل جرم من اجرام المجموعه الشمسيه باختلاف طول مداره‏,‏ وسرعه دورانه فيه‏,‏ فالحركه الانتقاليه السنويه حول الشمس لكوكب عطارد تقدر بحوالي‏88‏ يوما ارضيا‏,‏ ولكوكب الزهره بحوالي‏224,7‏ يوم ارضي‏,‏ وللارض باثني عشر شهرا قمريا‏(‏ او‏365,256‏ يوما ارضيا‏),‏ وتصل في المريخ الي‏686,98‏ يوم ارضي‏,‏ وفي المشتري الي‏11,86‏ سنه ارضيه‏,‏ وفي زحل الي‏29,46‏ سنه ارضيه‏,‏ وفي يورانوس الي‏84,07‏ سنه ارضيه‏,‏ وفي نبتيون الي‏164,81‏ سنه ارضيه‏,‏ وفي بلوتو الي‏248,53‏ سنه ارضيه‏,‏ بينما تتم الشمس دورتها حول محورها‏(‏ اي يومها‏)‏ في زمن قدره‏25‏ يوما من ايام الارض‏,‏ وفي مدارها حول مركز المجره‏(‏ اي سنتها‏)‏ في‏225‏ مليون سنه من سني الارض‏.‏

    والمجموعه الشمسيه هي جزء ضئيل من مجره درب اللبانه والتي تشكل بدورها جزءا من التجمع المجري‏,‏ الذي يشكل بدوره جزءا من التجمع المجري الاعظم‏,‏ ثم تظل تنسب الي وحدات اكبر باستمرار الي نهايه الكون المدرك‏,‏ وكل ذلك في حركه دائبه في صفحه السماء الدنيا التي زينها ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ بالنجوم‏,‏ والتي تدور بدورها في داخل السماوات الست العلا‏,‏ وصدق الله العظيم اذ يقول‏:‏
    ‏...‏ وان يوما عند ربك كالف سنه مما تعدون‏(‏ الحج‏:47)‏

    واذ يقول‏(‏ عز من قائل‏):‏
    ‏...‏ في يوم كان مقداره الف سنه مما تعدون‏(‏ السجده‏:5)‏
    واذ يقول‏(‏ سبحانه وتعالي‏):‏
    تعرج الملائكه والروح اليه في يوم كان مقداره خمسين الف سنه‏(‏ المعارج‏:4).‏

    النسبيه والزمن
    منذ القدم استخدم العرب المساقه للتعبير عن الزمن بصيغ مثل مسيره شهر‏,‏ او مسيره اسبوع‏,‏ او مسيره يوم‏(‏ عاده باستخدام الجمال او بالسير علي الاقدام‏),‏ وفي النظريه النسبيه يستخدم الزمن كالبعد الرابع للابعاد المساحيه الثلاث وقد سبق بعض متصوفه المسلمين من امثال محيي الدين بن العربي‏,‏ البرت اينشتاين بمئات السنين في الاشاره الي حقيقه ان الكون وجود مادي في كل من المكان والزمان‏,‏ كما سبقه يالاشاره الي تحدب الكون بتحدب الزمان‏,‏ وهي قضيه تعتبر اليوم من اهم نتائج النظريه النسبيه العامه‏,‏ بل ان في اشاره القران الكريم الي يوم كالف سنه‏,‏ ويوم كخمسين الف سنه ليمثل اساس النسبيه‏,‏ ليس هذا فقط بل ان القران الكريم قد اشار الي سرعه الضوء وذلك بقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
    قال الذي عنده علم من الكتاب انا اتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك‏...(‏ النمل‏:40)‏ وقد استخدم ابن عربي السنه الضوئيه بنفس المفهوم الذي تستخدم به اليوم في علم الفلك انطلاقا من هذه الايه القرانيه الكريمه‏,‏ وفي مطلع القرن العشرين اعلن البرت اينشتاين نظريتي النسبيه العامه والخاصه في سنتي‏1905‏ م‏,1915‏ م علي التوالي‏.‏

    وتقوم نظريه النسبيه العامه علي اساس من افتراض ان الجاذبيه مكافئه لمفهوم التسارع‏,‏ ووصفتها بانها انحناء تحدثه الكتله او الطاقه‏(‏ وهما وجهان لعمله واحده‏)‏ في متصل رباعي الاضلاع من الزمان والمكان بابعاده الثلاثه وتقوم نظريه النسبيه الخاصه علي اساس من فرضين اساسيين‏:‏
    اولهما‏:‏ ان القوانين الفيزيائيه تبقي ثابته في اي جسم ثابت او متحرك بسرعه ثابته‏.‏

    وثانيهما‏:‏ ان سرعه الضوء في الفراغ تبقي ثابته باستمرار بغض النظر عن سرعه المصدر الذي انطلقت منه‏,‏ او سرعه الراصد لها‏,‏ وعلي ذلك فهي سرعه مطلقه‏.‏ فضوء مصباح مثبت في قطار يقترب منا ينتشر بنفس السرعه التي ينتشر بها اذا كان يبتعد عنا‏.‏
    ويهدف هذان الفرضان الي تثبيت القوانين الفيزيائيه‏(‏ الميكانيكيه والكهرومغناطيسيه‏)‏ سواء كان الجسم الذي تقاس فيه تلك القوانين ساكنا او متحركا بسرعه ثابته‏,‏ وذلك لان كلا من الحركه والسكون ليسا مطلقين في الكون المدرك‏,‏ بمعني ان كافه العلاقات فيه نسبيه‏,‏ ماعدا سرعه الضوء لانها ثابته للمشاهد‏,‏ ولا تتاثر بحركه اي من الراصد او مصدر ضوء وقد قدرت تجريبيا في الفضاء بحوالي‏299792,5‏ كيلو متر في الثانيه‏.‏

    وقد تم رصد عروج الضوء‏(‏ انحناء مساره‏)‏ بين السماء والارض في سنه‏1919‏ م‏,‏ وثبت بذلك ان الكون كله بما فيه من ماده وطاقه في حاله انحناء تام‏,‏ وان ايا من مختلف صور الماده او الطاقه لا يمكنه التحرك في الكون في خطوط مستقيمه ابدا‏,‏ وسبحان الذي انزل في محكم كتابه قبل الف واربعمائه من السنين وصف الحركه في السماء بالعروج في سبع ايات متفرقات‏.‏
    ويترتب علي ثبات سرعه الضوء الغاء الادعاء الباطل بان الزمان مطلق‏(‏ مطلقيه الزمان‏),‏ وافراغ مفهوم الانيه من معناه‏,‏ مما يفرغ الكون المدرك من ايه مرجعيه ذاتيه فيه‏,‏ بمعني انه اذا كان في الكون من مرجعيه مطلقه فلابد وان تاتينا من خارج الكون المدرك‏,‏ وليس من داخله‏,‏ وهي مرجعيه الوحي الالهي المنزل من الخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏).‏ فقد ثبت لنا منذ الثلث الاول للقرن العشرين ان الكون الذي نحيا فيه دائم الاتساع‏,‏ واننا اذا عدنا بهذا الاتساع الي الوراء مع الزمن فلابد ان تلتقي ماده الكون في نقطه متناهيه في الصغر‏,‏ عديمه الابعاد‏,‏ لا نهائيه في الكتله والطاقه‏,‏ وان هذه الحاله القريبه من العدم‏(‏ مرحله الرتق‏)‏ انفجرت بامر من الله‏(‏ تعالي‏)‏ فنشا عن انفجارها كل من الماده والطاقه‏(‏ وهما وجهان لعمله واحده‏),‏ والمكان والزمان‏(‏ وهما امران متواصلان‏),‏ وكل ذلك مترابط مع بعضه البعض وبالكون وما فيه من المخلوقات في الايجاد من العدم والافناء الي العدم ثم اعاده الخلق من جديد‏,‏ والخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ فوق ذلك كله‏,‏ محيط بالكون وما فيه‏,‏ وبالزمن ماضيه وحاضره ومستقبله‏,‏ لا يحده المكان ولا الزمان لانه‏(‏ تعالي‏)‏ خالقهما‏,‏ ولا تشكله الماده ولا الطاقه لانه‏(‏ تعالي‏)‏ مبدعهما‏,‏ وليس في خلقه شئ يشبهه‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ كما وصف ذاته العليه بقوله‏(‏ عز من قائل‏):‏
    ‏..‏ ليس كمثله شئ وهو السميع البصير‏(‏ الشوري‏:11).‏

    وتفيدنا النظريه النسبيه ان كتله الاجسام الماديه المتحركه تزداد بازدياد سرعتها‏,‏ وتنكمش هذه الاجسام‏(‏ اي يقل طولها‏)‏ في اتجاه الحركه‏,‏ وعندما تصل سرعتها الي سرعه الضوء ينكمش طولها الي الصفر اي تتلاشي وتتحول الي طاقه حسب المعادله التاليه‏:‏
    الطاقه الناتجه‏=‏ كتله الجسم المتحرك بسرعه الضوء‏*‏ مربع سرعه الضوء‏.‏

    وتوكد النظريه النسبيه انه فيما عدا سرعه الضوء فكل زمن في الجزء المدرك لنا من الكون هو زمن نسبي يعتمد علي سرعه تحرك الجسم‏,‏ فكلما زادت سرعته‏(‏ بالنسبه الي جسم اخر‏)‏ قل احساسه بالزمن‏,‏ فالنسبه بين زمن صاروخ متحرك في فسحه السماء والزمن علي الارض تزداد بزياده سرعه الصاروخ حتي اذا وصلت سرعته الي‏99,995%‏ من سرعه الضوء اصبحت سنته تعادل مائه سنه علي الارض‏,‏ فالزمن علي الارض زمن خاضع لقياساتنا‏,‏ ومرتبط بالمكان والسرعه اي بالحركه‏,‏ وهو زمن نسبي‏,‏ لان كل جسم متحرك يحمل زمنه معه‏,‏ وكل ما في الكون من اجرام يجري الي اجل مسمي‏(‏ الرعد‏:2,‏ يس‏:38).‏
    وبتحويل ايتي سوره السجده‏(5),‏ الحج‏(47)‏ الي معادله رياضيه‏.‏ حصلنا علي سرعه الضوء حسب الجدول المرفق وهي من المعجزات العلميه للقران الكريم ان يشير الي مثل هذه السرعات الفائقه قبل الف واربعمائه سنه‏.‏

    وتتطابق القيمه المستقاه من هاتين الايتين القرانيتين الكريمتين مع القيمه المحسوبه لسرعه الضوء في الفراغ والمتفق عليها دوليا‏(‏ في حدود الخطا المسموح به في الحساب‏)‏ وسبحان الذي انزل في محكم كتابه قبل الف واربعمائه سنه قوله الحق‏:‏
    يدبر الامر من السماء الي الارض ثم يعرج اليه في يوم كان مقداره الف سنه مما تعدون‏.‏
    ‏(‏السجده‏:5)‏

    وقوله‏(‏ عز من قائل‏):‏
    ‏....‏ وان يوما عند ربك كالف سنه مما تعدون‏.‏
    ‏(‏الحج‏:47)‏

    ايام الخلق السته كما جاءت في القران الكريم
    جاءت هذه الايام السته مجمله في سبع ايات قرانيه كريمه ومفصله في اربع ايات من السوره رقم‏(41)‏ والتي سماها ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ باسم فصلت‏,‏ وهو اسم معجز لتفصيل السوره مراحل خلق السماوات والارض والاستشهاد بذلك علي طلاقه القدره الالهيه‏,‏ وصدق القران الكريم والرساله المحمديه الخالده وما جاءت به من قواعد العقيده واركان الايمان‏,‏ وحقيقه الوحي‏,‏ ومن التحذير بمصارع بعض الامم البائده حينما كذبوا رسلهم‏,‏ وتمادوا في معصيه الله‏,‏ وفي الافساد بالارض‏,‏ كما جاءت بذكر اجر المتقين الذين امنوا بربهم وبرسالته ورسله‏,‏ وقد احتوت السوره الكريمه علي احدي عشره ايه كونيه تعتبر من ايات الاعجاز العلمي المبهره في كتاب الله‏,‏ ثم ختمت السوره بوعد من الله‏(‏ تعالي‏)‏ للبشريه كافه‏,‏ وللكافرين بخاصه بانه سوف يفتح لهم في اخر الزمان بعض اسرار هذا الكون التي تشهد بصدق ما جاء به القران العظيم‏,‏ وما اجراه الله‏(‏ تعالي‏)‏ علي لسان خاتم الانبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏).‏
    والايات الاربع‏(9‏ ‏12)‏ من سوره فصلت تشير الي ان خلق الارض الابتدائيه كان سابقا علي تمايز السماء الاولي الدخانيه الي سبع سماوات‏,‏ ولذلك يخبرنا ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ بانه خلق الارض في يومين اي علي مرحلتين‏(‏ هما يوم الرتق ويوم الفتق‏),‏ وانه‏(‏ تعالي‏)‏ قد جعل لها رواسي من فوقها‏,‏ وبارك فيها وقدر فيها اقواتها في اربعه ايام‏(‏ اي اربع مراحل متتاليه‏),‏ ثم خلق السماوات في يومين‏(‏ اي علي مرحلتين‏)‏ وهو‏(‏ تعالي‏)‏ القادر علي ان يقول للشئ كن فيكون‏,‏ ولكن هذا التدرج لحكمه بالغه يفهم منها الانسان سنن الله في الخلق فيحسن توظيفها في عماره الارض وفي القيام بواجبات الاستخلاف فيها‏.‏

    وقد يلتبس علي قارئ تلك الايات لاول وهله ان خلق الارض وحدها قد استغرق سته ايام‏(‏ اي ست مراحل‏),‏ وان خلق السماء قد استغرق يومين‏,‏ فيكون خلق السماوات والارض قد استغرقا ثمانيه ايام‏,‏ وهو ما يتعارض مع الايات العديده التي توكد ان خلق السماوات والارض قد تم في سته ايام‏(‏ اي ست مراحل‏),‏ ولكن لما كان خلق السماء والارض عمليه واحده متداخله فان يومي خلق الارض هما يوما خلق السماوات السبع‏,‏ وذلك لان الامر الالهي في ختام تلك الايات الاربع كان للسماء وللارض معا‏:‏
    ثم استوي الي السماء وهي دخان فقال لها وللارض ائتيا طوعا او كرها قالتا اتينا طائعين‏(‏ فصلت‏:11).‏

    وان كانت غالبيه المفسرين تري خلاف ذلك لاعتبارهم يومي خلق الارض داخلين في الايام الاربعه لجعل الرواسي‏,‏ والمباركه‏,‏ وتقدير الاقوات‏,‏ الا انهم مجمعون علي ان حرف العطف ثم لا يدل هنا علي الترتيب مع التراخي‏,‏ ولكنه يدل علي بعد عمليه الاستواء والتسويه للسماوات السبع من السماء الدخانيه الاولي لان من معاني ثم هنا انها اشاره الي البعيد بمعني هناك في مقابله هنا للقريب‏.‏
    والشاهد علي ذلك ما جاء في سوره النازعات من قول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
    اانتم اشد خلقا ام السماء بناها‏,‏ رفع سمكها فسواها‏,‏ واغطش ليلها واخرج ضحاها‏,‏ والارض بعد ذلك دحاها‏,‏ اخرج منها ماءها ومرعاها‏,‏ والجبال ارساها‏,‏ متاعا لكم ولانعامكم‏.(‏ النازعات‏:27‏ ‏33).‏

    مما يوكد ان المراحل الاربع من جعل الرواسي‏,‏ والمباركه وتقدير الاقوات يقصد بها دحو الارض الابتدائيه بمعني اخراج مائها ومرعاها اي تكوين اغلفتها المائيه والغازيه‏,‏ وان يومي خلق الارض وهما نفس يومي خلق السماء يقصد بهما خلق العناصر المكونه للارض الابتدائيه في داخل السماء الدخانيه بدليل قوله تعالي‏:‏
    ثم استوي الي السماء وهي دخان فقال لها وللارض ائتيا طوعا او كرها قالتا اتينا طائعين‏,‏ فقضاهن سبع سماوات في يومين واوحي في كل سماء امرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم‏(‏فصلت‏:12,11)‏

    وبدليل قوله‏(‏ سبحانه وتعالي‏):‏
    هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا ثم استوي الي السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شئ عليم‏(‏ البقره‏:29).‏
    ولفظ خلق هنا معناه التقدير لمكونات الارض

    ايام الخلق السته في منظور العلوم المكتسبه
    يري اهل العلوم المكتسبه مراحل خلق الكون علي النحو التالي‏:‏
    ‏(1)‏ مرحله الجرم الابتدائي الاولي الذي بدا منه الخلق‏(‏ مرحله الرتق‏).‏
    ‏(2)‏ مرحله انفجار الجرم الابتدائي الاولي‏(‏ مرحله الفتق او المرحله الدخانيه‏)‏ وبدء توسع الكون‏.‏

    ‏(3)‏ مرحله تخلق العناصر المختلفه في السماء الدخانيه‏,‏ عبر تخلق الماده والماده المضاده‏,‏ وتكون نويات الايدروجين والهيليوم وبعض الليثيوم‏.‏
    ‏(4)‏ مرحله انفصال دوامات من الغلاله الدخانيه وتكثفها علي ذاتها بفعل الجاذبيه لتكوين كل من الارض وباقي اجرام السماء‏.‏

    ‏(5)‏ مرحله دحو الارض‏,‏ وتكوين اغلفتها الغازيه والمائيه والصخريه‏,‏ وبدء تحرك الواح الغلاف الصخري للارض وتكون كل من المحيطات والقارات والجبال‏,‏ وتكون التربه وبدء دوره المياه حول الارض وتسويه سطحها وخزن المياه تحت السطحيه‏.‏
    ‏(6)‏ مرحله خلق الحياه من ابسط صورها الي مختلف مستوياتها‏.‏
    والله‏(‏ تعالي‏)‏ اعلم بما قد خلق‏.‏

    ويقدر علماء كل من الفلك والفيزياء الفلكيه عمر الكون بحوالي‏10‏ ‏15‏ بليون سنه‏,‏ بينما يقدر علماء الارض عمر ذلك الكوكب بحوالي‏4,6‏ بليون سنه‏,‏ وهو نفس العمر الذي توصل اليه العلماء بتحليل صخور وتراب سطح القمر‏,‏ وعمر النيازك العديده التي نزلت الي الارض‏.‏
    ويبدو ان الفارق الكبير بين العمرين المقدرين لكل من الارض والكون سببه ان العمر المقدر للارض هو عمر تيبس قشرتها الخارجيه‏,‏ وان هذا العمر لايشمل ايا من مراحل الارض الابتدائيه‏,‏ ولا مراحل تخلق العناصر التي كونت تلك الارض الابتدائيه‏.‏

    وتشير الايات القرانيه في كل من سوره البقره‏(29),‏ وفصلت‏(9‏ ‏12)‏ الي سبق خلق الارض لعمليه تسويه السماء الدخانيه الاوليه الي سبع سماوات‏,‏ ويبدو ان المقصود هنا هو خلق عناصر الارض‏,‏ ثم تلي المرحله خلق الارض نفسها علي هيئه الكوكب الابتدائي الذي تم دحوه وتشكيله الي صورته الراهنه‏,‏ وذلك لان خلق السماوات والارض عمليتان متلازمتان‏,‏ ولا يمكن لاحداهما ان تنفصل عن الاخري‏.‏
    فسبحان الذي انزل من فوق سبع سماوات‏,‏ وقبل الف واربعمائه من السنين قوله الحق في صيغه استفهام استنكاري تقريعي للمشركين والكافرين‏:‏ قل ائنكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون له اندادا ذلك رب العالمين‏,‏ وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها اقواتها في اربعه ايام سواء للسائلين‏,‏ ثم استوي الي السماء وهي دخان فقال لها وللارض ائتيا طوعا او كرها قالتا اتينا طائعين‏,‏ فقضاهن سبع سماوات في يومين واوحي في كل سماء امرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم‏.(‏ فصلت‏:9‏ ‏12).‏

    وقوله‏(‏ عز من قائل‏):‏
    ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في سته ايام ثم استوي علي العرش‏....‏
    ‏(‏ الاعراف‏:54).‏

    صفحة الأحاديث النبوية

    http://www.facebook.com/pages/الاحاد...01747446575326

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    1,600
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    29-11-2014
    على الساعة
    05:10 PM

    افتراضي

    الاشارات الكونيه في القران الكريم ومغزي دلالتها العلميه
    7 ‏ يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدانا اول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين

    يعتبر مجال الخلق‏,‏ وافنائه‏,‏ واعاده خلقه‏,‏ من المجالات الغيبيه التي لا يستطيع الانسان ان يصل فيها الي تصور صحيح بغير هدايه ربانيه‏,‏ ومن هنا فان العلوم التجريبيه لا يمكن لها ان تتجاوز في تلك المجالات مرحله التنظير بمعني وضع نظريه من النظريات او اقتراح فرض من الفروض‏.‏
    وتتعدد الفروض والنظريات بتعدد خلفيه واضعيها العقديه والثقافيه والتربويه والنفسيه‏,‏ ويبقي للمسلم في هذا المجال نور من الله الخالق في ايه من كتابه الكريم‏,‏ او في حديث مروي بسند صحيح عن خاتم انبيائه ورسله‏(‏ صلي الله وسلم عليه وعليهم اجمعين‏)‏ يمكن ان يعينه علي الارتقاء باحدي تلك النظريات العلميه الي مقام الحقيقه لمجرد ورود اشاره لها في اي من هذين المصدرين من مصادر وحي السماء اللذين حفظا بحفظ الله باللغه نفسها التي نزل الوحي بها‏(‏ اللغه العربيه‏)‏ علي مدي اربعه عشر قرنا او يزيد دون نقص او زياده‏,‏ ونكون في هذه الحاله قد انتصرنا للعلم بالوحي الثابت من كتاب الله المحفوظ بحفظه‏,‏ او بسنه رسوله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ وهي من الوحي‏,‏ ولم ننتصر لهما بالعلم المكتسب لانهما فوق ذلك واعظم واجل‏..!!‏

    فمجرد ورود اشاره في كتاب الله او في حديث مروي بسند صحيح عن خاتم انبيائه ورسله‏(‏ صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم اجمعين‏)‏ الي ما يدعم احدي النظريات العلميه التي لم يتوصل اليها العلم المكتسب الا بعد مجاهده كبيره‏,‏ عبر سنوات طويله‏,‏ استغرقت جهود الاف من العلماء يرقي بهذه النظريه الي مقام الحقيقه‏,‏ ويعتبر اعجازا علميا في كتاب الله او في سنه رسوله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ لمجرد السبق بالاشاره الي تلك الحقيقه العلميه قبل وصول الانسان اليها بفتره زمنيه طويله تقدر باكثر من ثلاثه عشر قرنا من الزمان‏,‏ وفي ذلك يقول ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ في محكم كتابه‏:‏
    ما اشهدتهم خلق السماوات والارض ولا خلق انفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا
    ‏(‏الكهف‏:51)‏

    والقران الكريم الذي يقرر ان احدا من الانس او الجن لم يشهد خلق السماوات والارض‏,‏ هو الذي يامرنا بالنظر في قضيه الخلق‏(‏ خلق السماوات والارض‏,‏ خلق الحياه‏,‏ وخلق الانسان‏)‏ بعين الاعتبار والاتعاظ فيقول‏(‏ عز من قائل‏):‏
    اولم ينظروا في ملكوت السماوات والارض وما خلق الله من شئ‏..(‏ الاعراف‏:185)‏
    ويقول‏(‏ سبحانه‏):‏
    لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس ولكن اكثر الناس لا يعلمون
    ‏(‏غافر‏:57)‏

    ويقول‏(‏ سبحانه وتعالي‏):‏
    افلا ينظرون الي الابل كيف خلقت
    ‏(‏الغاشيه‏:17)‏
    ويقول‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
    اولم يروا كيف يبديء الله الخلق ثم يعيده ان ذلك علي الله يسير‏.‏ قل سيروا في الارض فانظروا كيف بدا الخلق ثم الله ينشيء النشاه الاخره ان الله علي كل شيء قدير
    ‏(‏العنكبوت‏:19‏ و‏20)‏
    وبالنظر في السماء توصل علماء الفلك والفيزياء الفلكيه الي عدد من النظريات المفسره لنشاه الكون وافنائه‏,‏ واكثر هذه النظريات قبولا في الاوساط العلميه اليوم هما نظريتا الانفجار العظيم
    ‏(TheBigBangTheory)‏
    والانسحاق العظيم
    ‏(TheBigCrunchTheory)‏
    وكلاهما يستند الي عدد من الحقائق المشاهده‏.‏

    الشواهد العلميه علي صحه نظريه الانفجار العظيم
    ‏(1)‏ التوسع الحالي للكون المشاهد‏:‏
    وهي حقيقه اكتشفت في الثلث الاول من القرن العشرين‏,‏ ثم اكدتها حسابات كل من الفيزيائيين النظريين والفلكيين‏,‏ والتي لاتزال تقدم مزيدا من الدعم والتاييد لتلك الحقيقه المشاهده بان المجرات تتباعد عنا وعن بعضها البعض بسرعات تكاد تقترب احيانا من سرعه الضوء‏(‏ المقدره بحوالي‏300000‏ كيلو متر في الثانيه‏),‏ وقد سبق القران الكريم كل تلك المعارف باكثر من ثلاثه عشر قرنا اذ يقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
    والسماء بنيناها بايد وانا لموسعون
    ‏(‏ الذاريات‏:47)‏

    واذا عدنا بهذا الاتساع الكوني الراهن الي الوراء مع الزمن فان كافه ما في الكون من صور الماده والطاقه والمكان والزمان لابد ان تلتقي في جرم واحد‏,‏ متناه في ضاله الحجم الي ما يقترب من الصفر او العدم‏,‏ فيتلاشي كل من المكان والزمان‏,‏ ومتناه في ضخامه الكتله والحراره الي الحد الذي تتوقف عنده قوانين الفيزياء النظريه‏,‏ وهذا الجرم الابتدائي انفجر بامر من الله تعالي فنشر مختلف صور الطاقه‏,‏ والماده الاوليه‏,‏ للكون في كل اتجاه‏,‏ وتخلقت من تلك الطاقه الماده الاوليه‏,‏ ومن المواد الاوليه تخلقت العناصر علي مراحل متتاليه‏,‏ وبدا الكون في الاتساع‏,‏ ومع اتساعه تعاظم كل من المكان والزمان‏,‏ وتحولت ماده الكون الي سحابه من الدخان الذي خلقت منه الارض وكل اجرام السماء‏,‏ وما يملا المسافات بينها من مختلف صور الماده والطاقه‏,‏ وظل الكون في التمدد والتوسع منذ لحظه الانفجار العظيم الي يومنا الراهن‏,‏ والي ان يشاء الله‏(‏ تعالي‏).‏
    والانسحاق الشديد هو عمليه معاكسه لعمليه الانفجار الكوني الكبير تماما‏.‏

    ‏(2)‏ اكتشاف الخلفيه الاشعاعيه للكون المدرك‏:‏
    وقد اكتشفها بمحض المصادفه باحثان بمختبرات شركه بل للتليفونات بمدينه نيوجرسي هما ارنو ا‏.‏ بنزياس
    ‏(ArnoA.Penzias)‏
    وزميله روبرت و‏.‏ ويلسون
    ‏(RobertW.Wilson)‏
    في سنه‏1965‏ م علي هيئه اشارات راديويه منتظمه وسويه الخواص‏,‏ قادمه من كافه الاتجاهات في السماء‏,‏ وفي كل الاوقات دون ادني توقف او تغير‏,‏ ولم يمكن تفسير تلك الاشارات الراديويه‏,‏ المنتظمه‏,‏ السويه الخواص الا بانها بقيه الاشعاع الذي نتج عن عمليه الانفجار الكوني العظيم‏,‏ وقد قدرت درجه حراره تلك البقيه الاشعاعيه بحوالي ثلاث درجات مطلقه‏(‏ اي ثلاث درجات فوق الصفر المطلق الذي يساوي ‏273‏ درجه مئويه‏)‏
    وفي نفس الوقت كانت مجموعه من الباحثين العلميين في جامعه برنستون تتوقع حتميه وجود بقيه للاشعاع الناتج عن عمليه الانفجار الكوني الكبير‏,‏ وامكانيه العثور علي تلك البقيه الاشعاعيه بواسطه التليسكوبات الراديويه‏,‏ وذلك بناء علي الاستنتاج الصحيح بان الاشعاع الذي نتج عن عمليه الانفجار تلك قد صاحب عمليه التوسع الكوني‏,‏ وانتشر بانتظام وسويه عبر كل من المكان والزمان في فسحه الكون‏,‏ ومن ثم فان بقاياه المنتشره الي اطراف الجزء المدرك من الكون لابد ان تكون سويه الخواص‏,‏ ومتساويه القيمه في كل الاتجاهات‏,‏ ومستمره ومتصله بلا ادني انقطاع‏,‏ وبالاضافه الي ذلك فان هذا الاشعاع الكوني لابد ان يكون له طيف مماثل لطيف الجسم المعتم‏,‏ بمعني ان كميه الطاقه الناتجه عنه في مختلف الموجات يمكن وصفها بدرجه حراره ذات قيمه محدده‏,‏ وان هذه الحراره التي كانت تقدر ببلايين البلايين من الدرجات المطلقه عند لحظه الانفجار الكوني لابد ان تكون قد بردت عبر عمر الكون المقدر بعشره بلايين من السنين علي الاقل‏,‏ الي بضع درجات قليله فوق الصفر المطلق‏.‏ وانطلاقا من تلك الملاحظات الفلكيه والنظريه كان في اكتشاف الخلفيه الاشعاعيه للكون دعم عظيم لنظريه الانفجار الكوني‏,‏ وقضاء مبرم علي نظريه ثبات الكون واستقراره التي اتخذت تكوه لنفي الخلق‏,‏ وانكار الخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ منذ مطلع القرن العشرين‏.‏

    ولم تكن مجموعه جامعه برنستون بقياده كل من روبرت دايك
    ‏(RobertDicke)
    ,‏ ب‏.‏ج‏.‏ ا‏.‏ بيبلز
    ‏(P.J.E.Peebles)
    ,‏ ديفيد رول
    ‏(DavidRoll)‏
    وديفيد ولكنسون
    ‏(DavidWilkinson)‏
    هي اول من توقع وجود الخلفيه الاشعاعيه للكون‏,‏ فقد سبقهم الي توقع ذلك كل من رالف الفر
    ‏(RalphAlpher)‏
    وروبرت هيرمان
    ‏(RobertHerman)‏
    في سنه‏1948‏ م وجورج جامو
    ‏(GeogeGamow)‏
    في سنه‏1953‏ م ولكن استنتاجاتهم اهملت ولم تتابع بشيء من الاهتمام العلمي فطويت في عالم النسيان‏.‏

    ‏(3)‏ تصوير الدخان الكوني علي اطراف الجزء المدرك من الكون‏:‏
    في سنه‏1989‏ م ارسلت وكاله الفضاء الامريكيه ناسا
    ‏(NASA)‏
    مركبه فضائيه باسم مستكشف الخلفيه الكونيه او‏(‏ كوبي‏
    )CosmicBackgroundExplorer(orCOBE)‏
    وذلك لدراسه الخلفيه الاشعاعيه للكون من ارتفاع يبلغ ستمائه كيلو متر حول الارض‏,‏ وقد قاست تلك المركبه درجه الخلفيه الاشعاعيه للكون وقدرتها باقل قليلا من ثلاث درجات مطلقه‏(‏ اي بحوالي‏2,735+0,06‏ من الدرجات المطلقه‏)‏ وقد اثبتت هذه الدراسه تجانس ماده الكون وتساويها التام في الخواص قبل الانفجار وبعده اي من اللحظه الاولي لعمليه الانفجار الكوني العظيم‏,‏ وانتشار الاشعاع في كل من المكان والزمان مع احتمال وجود اماكن تركزت فيها الماده الخفيه التي تعرف باسم الماده الداكنه
    ‏(DarkMatter)‏
    بعد ذلك
    كذلك قامت تلك المركبه الفضائيه بتصوير بقايا الدخان الكوني الناتج عن عمليه الانفجار العظيم علي اطراف الجزء المدرك من الكون‏(‏ علي بعد عشره مليارات من السنين الضوئيه‏),‏ واثبتت انها حاله دخانيه معتمه سادت الكون قبل خلق السماوات والارض‏,‏ وقد سبق القران الكريم جميع المعارف الانسانيه بوصف تلك الحاله الدخانيه منذ اكثر من الف واربعمائه سنه بقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏

    ثم استوي الي السماء وهي دخان فقال لها وللارض ائتيا طوعا او كرها قالتا اتينا طائعين
    ‏(‏ فصلت‏:11)‏
    وكان في اكتشاف هذا الدخان الكوني ما يدعم نظريه الانفجار الكوني العظيم‏.‏

    ‏(4)‏ عمليه الاندماج النووي وتاصل العناصر‏:‏



    فتق الرتق الاول ثم طيه ثم فتق الثاني كي تبدل الارض غير الارض والسماوات
    تتم عمليه الاندماج النووي في داخل الشمس وفي داخل جميع نجوم السماء بين نوي ذرات الايدروجين لتكوين نوي ذرات اثقل بالتدريج وتنطلق الطاقه‏,‏ وقد ادت هذه الملاحظه الي الاستنتاج الصحيح بتاصيل العناصر بمعني ان جميع العناصر المعروفه لنا والتي يبلغ عددها اكثر من مائه عنصر قد تخلقت كلها في الاصل من غاز الايدروجين بعمليه الاندماج النووي‏,‏ فاذا تحول لب النجم المستعر الي حديد انفجر النجم وتناثرت اشلاوه في صفحه السماء حيث يمكن لنوي الحديد تلقي اللبنات الاساسيه للماده من صفحه السماء فتتخلق العناصر الاعلي في وزنها الذري من الحديد‏.‏
    وقد جمعت هذه الملاحظات الدقيقه بين فيزياء الجسيمات الاوليه للماده وعلم الكون‏,‏ وايدت نظريه الانفجار العظيم التي بدات بتخلق الماده واضدادها مع اتساع الكون‏,‏ وتخلق كل من المكان والزمان‏,‏ ثم تخلق نويات كل من الايدروجين والهيليوم والليثيوم‏,‏ ثم تخلق بقيه العناصر المعروفه لنا‏,‏ ولذا يعتقد الفلكيون في ان تخلق تلك العناصر قد تم علي مرحلتين‏,‏ نتج في المرحله الاولي منهما العناصر الخفيفه‏,‏ وفي المرحله الثانيه العناصر الثقيله‏,‏ والتدرج في تخليق العناصر المختلفه بعمليه الاندماج النووي في داخل النجوم او اثناء انفجارها علي هيئه فوق المستعرات هو صوره مبسطه لعمليه الخلق الاول يدعم نظريه الانفجار العظيم ويعين الانسان علي فهم الياتها‏,‏ والحسابات النظريه لتخليق العناصر بعمليه الاندماج النووي تدعمها التجارب المختبريه علي معدلات تفاعل الجسيمات الاوليه للماده مع نوي بعض العناصر‏,‏ وقد بدا هذه الحسابات هانز بيته‏
    (HansBethe)‏
    في الثلاثينات من القرن العشرين‏,‏ واتمها وليام فاولر
    ‏(WilliamFowler)‏
    الذي منح جائزه نوبل في الفيزياء مشاركه مع اخرين في سنه‏1983‏ تقديرا لجهوده في شرح عمليه الاندماج النووي‏,‏ ودورها في تخليق العناصر المعروفه‏,‏ ومن ثم المناداه بتاصل العناصر‏,‏ وهي صوره مصغره لعمليه الخلق الاول‏.‏

    ‏(5)‏ التوزيع الحالي للعناصر المعروفه في الجزء المدرك من الكون‏:‏
    تشير الدراسات الحديثه عن توزيع العناصر المعروفه في الجزء المدرك من الكون الي ان غاز الايدروجين يكون اكثر قليلا من‏74%‏ من مادته‏,‏ ويليه في الكثره غاز الهيليوم الذي يكون حوالي‏24%‏ من تلك الماده‏,‏ ومعني ذلك ان اخف عنصرين معروفين لنا يكونان معا اكثر من‏98%‏ من ماده الكون المنظور‏,‏ وان باقي‏105‏ من العناصر المعروفه لنا يكون اقل من‏2%,‏ مما يشير الي تاصل العناصر‏,‏ ويدعم نظريه الانفجار العظيم‏,‏ لان معظم النماذج المقترحه لتلك النظريه تعطي حوالي‏75%‏ من التركيب الكيميائي لسحابه الدخان الناتجه من ذلك الانفجار غاز الايدروجين‏,25%‏ من تركيبه غاز الهيليوم‏,‏ وهي ارقام قريبه جدا من التركيب الكيميائي الحالي للكون المدرك‏,‏ كما لخصها عدد من العلماء من مثل‏:‏
    ‏Alpher,Gamow,Wagonar,Fowler
    ,Hoyle,Schramm,
    Olive,Walker,Steigman,Rang,etc.‏

    هذه الشواهد وغيرها دعمت نظريه الانفجار الكوني العظيم وجعلتها اكثر النظريات المفسره لنشاه الكون قبولا في الاوساط العلميه اليوم‏,‏ ونحن المسلمين نرقي بهذه النظريه الي مقام الحقيقه الكونيه لورود مايدعمها في كتاب الله الذي انزل من قبل الف واربعمائه من السنين يخبرنا بقول الخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏):‏
    او لم ير الذين كفروا ان السماوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي افلا يومنون‏(‏ الانبياء‏:30)‏

    وهذه الايه القرانيه الكريمه التي جاءت بصيغه الاستفهام التوبيخي للكافرين والمشركين والملاحده تشد انتباههم الي قدره الله التامه‏,‏ وسلطانه العظيم اللذين يتضحان من ابداعه في خلقه‏,‏ ومن صور ذلك الابداع خلق السماوات والارض من جرم ابتدائي واحد سماه ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ باسم مرحله الرتق‏,‏ والرتق في اللغه الضم والالتئام والالتحام‏,‏ وهو ضد الفتق‏(‏ يقال رتقت الشيء فارتتق اي التام والتحم‏),‏ ثم امر الله‏(‏ تعالي‏)‏ بفتق هذا الجرم الابتدائي فانفتق وهي مرحله يسميها القران الكريم باسم مرحله الفتق‏,‏ وتحول الي سحابه من الدخان‏(‏ مرحله الدخان‏)‏ الذي خلق منه ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ كلا من الارض والسماء‏,‏ وماينتشر بينهما من مختلف صور الماده والطاقه مما نعلم ومالا نعلم‏,‏ ثم ياتي العلم المكتسب في منتصف القرن العشرين ليكتشف شيئا من معالم تلك الحقيقه الكونيه‏,‏ ويظل يجاهد في اثباتها حتي يتمكن من شيء من ذلك بنهايات القرن العشرين‏,‏ حيث نادي بحتميه انعكاس تلك النظريه تحت مسمي نظريه الانسحاق الكبير‏,‏ ويبقي هذا السبق القراني بالاشاره الي الفتق بعد الرتق‏,‏ او مايسميه علماء الفلك بالانفجار العظيم‏,‏ وما ادي اليه من تحول الجرم الابتدائي الي سحابه دخانيه خلقت منها الارض والسماوات‏,‏ والي توسع الكون الي عصرنا الراهن والي ان يشاء الله‏,‏ ثم طي ذلك كله مره اخري الي جرم واحد وانفجاره وتحوله الي دخان وخلق ارض غير الارض وسماوات غير السماوات‏,‏ يبقي ذلك كله من اعظم الشهادات علي ان القران الكريم هو كلام الله الخالق‏,‏ وعلي ان هذا النبي الخاتم‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ كان موصولا بالوحي ومعلما من قبل خالق السماوات والارض‏.‏

    ماذا بعد اتساع الكون؟
    ادت الملاحظات العلميه الدقيقه عن توسع الكون‏,‏ واكتشاف اشباه النجوم
    ‏(Quasars),‏
    كما ادي اكتشاف الخلفيه الاشعاعيه للكون المدرك‏,‏ وتصوير الدخان الكوني علي اطراف هذا الجزء المدرك من الكون‏,‏ واستنتاج عمليه الاندماج النووي وتخلق العناصر من غاز الايدروجين في داخل الشمس‏,‏ وفي داخل غيرها من النجوم‏,‏ والتوزيع الحالي للعناصر المعروفه في الجزء المدرك من الكون ادي ذلك كله الي دعم نظريتي الانفجار الكوني العظيم‏,‏ والانسحاق الكوني الكبير والي دحض غيرهما من النظريات وفي مقدمتها نظريه الكون الثابت والتي نادي بها كل من هيرمان بوندي
    ‏(HermannBondi),‏
    وتوماس جولد
    ‏(ThomasGold),‏
    وفريد هويل‏
    .(FredHoyle)‏
    في الاربعينات من القرن العشرين‏,‏ والتي طرحت انطلاقا من الاعتقاد الخاطيء بازليه الكون والذي ساد الغرب طوال النصف الاول من القرن العشرين‏,‏ واستمر معه الي اليوم علي الرغم من دحض المعطيات الكليه للعلوم لتلك الفريه الكبيره‏..!!!‏
    ونحن كمسلمين نرتقي بنظريتي الانفجار الكوني الكبير والانسحاق الكوني الشديد الي مقام الحقيقه لوجود اشاره لهما في كتاب الله‏,‏ علي الرغم من وجود بعض المعارضين‏,‏ والرافضين لقبول كلتا النظريتين من الغربيين انفسهم‏,‏ وحتي الذين اقتنعوا بالنظريتين ودافعوا عنهما انقسموا حيالهما الي مجموعات في غيبه اتباعهم للهدايه الربانيه في امر مستقبلي من امور الغيب‏,‏ ومقدره العلوم المكتسبه علي التنبو بالامور المستقبليه محدوده جدا‏.‏

    الاحتمالات المتوقعه لعمليه توسع الكون‏:‏
    ‏(1)‏ الاحتمال الاول‏:‏ ويقترح فيه علماء الفلك والفيزياء الفلكيه ان يستمر الكون في التمدد والتوسع الي مالا نهايه‏(‏ هروبا من الاعتراف بالخلق وبالاخره‏),‏ وذلك بافتراض استمرار قوه الدفع الي الخارج بمعدلات اقوي من قوي الجاذبيه التي تشدالكون الي الداخل في اتجاه مركزه‏,‏ وهذا افتراض خاطيء تماما في ضوء الملاحظات الراهنه علي الجزء المدرك من الكون‏,‏ ومن ابسطها ان استمرار تمدد الكون واتساعه يودي الي خفض درجه حرارته بالتدريج حتي تنطفيء جذوه نجومه بانفجارها‏,‏ او بتحولها الي اجسام بارده كالكواكب‏,‏ او الي ثقوب سود تبتلع كل مايدخل في دائره جذبها من مختلف صور الماده والطاقه‏,‏ ومن هنا كان تمدد الكون الي مالانهايه‏(‏ وهو مايسمي بنموذج الكون المفتوح‏)‏ امرا مستبعدا في ضوء ماتفقده النجوم عن طريق اشعاعها من طاقه‏,‏ والطاقه والماده امران متكافئان‏,‏ واستمرار فقدان النجوم من طاقتها ينفي امكانيه استمرار الكون في الاتساع الي مالا نهايه‏.‏
    فشمسنا علي سبيل المثال تفقد في كل ثانيه من عمرها من الطاقه مايقدر بحوالي‏4,6‏ مليون طن من الماده‏,‏ وبافتراض استمرار الكون في التمدد سوف يستمر انتقال الطاقه من الاجسام الحاره كالنجوم الي الاجسام البارده كالكواكب والكويكبات‏,‏ والاقمار والمذنبات حتي تاتي علي الكون لحظه تتساوي فيها درجه حراره جميع الاجسام فيه فيتوقف الكون عن التمدد ان لم يكن عن امكانيه الوجود‏,‏ فالاستمرار في توسع الكون مرتبط بالقوه الدافعه للمجرات الي التباعد عن بعضها البعض وهي القوه الناتجه عن عمليه الانفجار العظيم‏,‏ واذا كانت الحراره التي نتجت عن تلك العمليه والتي تقدرها الحسابات الرياضيه والفيزيائيه ببلايين البلايين من الدرجات المطلقه في لحظه الانفجار قد انخفضت اليوم الي اقل قليلا من ثلاث درجات مطلقه فلابد ان القوه الدافعه‏,‏ الي الخارج والموديه الي توسع الكون قد تناقصت بنفس المعدل‏,‏ خاصه ان الحسابات الرياضيه تشير الي ان معدلات التمدد عقب عمليه الانفجار العظيم مباشره كانت اعلي بكثير من معدلاتها الحاليه‏,‏ وهذا هو الذي دفع بفلكي مثل الان جوث
    ‏(AlanGuth)‏
    الي وضع نظريه الكون المتضخم
    ‏(TheInflationaryUniverse)‏
    التي تقرر انه في وقت مبكر جدا من تاريخ الكون كان نموه نموا اسيا فائق السرعه‏,‏ فائق التمدد‏,‏ وهذا ايضا هو الذي دفع بكل من روبرت دايك
    ‏(R.H.Dicke)‏
    وب‏.‏ج‏.‏ا‏.‏بيبلز
    ‏(P.J.E.Peebles)‏
    الي القول بان الارصاد الحاليه للكون توحي بان عصرنا الحالي اما ان يكون عصرا فريدا في التمدد عقب عمليه الانفجار الكبير‏,‏ او ان الشروط الاساسيه للتمدد يجب ان يتم تعديلها بشكل يحقق قدرا من التوافق مع هذه الارصاد التي تثير تساولا عما اذا كان الكون الان مفتوحا‏(‏ اي مستمرا في التمدد الي مالا نهايه‏)‏ او مغلقا‏(‏ اي سوف يتمدد الي اجل محدد ثم يبدا في التكدس علي ذاته‏)‏ او مستويا بمعني انتفاء تحدب الكون‏,‏ وقد اشارت اليه كل الحسابات الرياضيه كالتي قام بها اليكساندر فريدمان
    ‏(AlexanderFreidmann),‏
    والبرت اينشتاين
    ‏(AlbertEinstein)‏
    وغيرهما من الفيزيائيين النظريين والفلكيين‏.‏

    والاستمرار في توسع الكون مرتبط بالقوه الدافعه بالمجرات للتباعد عن بعضها بعضا وهي مايعبر عنها احيانا بسرعه الافلات من قوي الجاذبيه
    ‏(EscapeVelocity),‏
    ولكل جرم سماوي مهما كانت كتلته سرعه افلات محدده من قوه جاذبيته‏,‏ فسرعه الافلات من جاذبيه الارض تقدر بحوالي‏11‏ ‏22‏ كيلومترا في الثانيه‏,‏ بمعني انه اذا اطلق صاروخ من الارض بهذه السرعه او باعلي منها فانه يستطيع التغلب علي الجاذبيه الارضيه‏,‏ ولكن هل سرعه توسع الكون الحاليه تبلغ سرعه الافلات من الجاذبيه الكونيه حتي يستمر في التوسع؟
    يعتقد المشتغلون بكل من علمي الكون والفيزياء النظريه ان الامر مرتبط بكثافه الكون‏,‏ فان كانت كثافته في حدود مايعرف بالكثافه الحرجه
    ‏(CriticalDensity)‏
    فمعني ذلك ان قوه الجاذبيه الكونيه تكفي لايقاف توسع الكون في المستقبل الذي لايمكن لاحد ان يعلمه الا الله‏,‏ اما اذا كانت كثافه الكون اقل من الكثافه الحرجه فمعني ذلك ان الكون سيبقي متوسعا الي مالا نهايه‏,‏ وهذا مالايمكن اثباته لان الانسان في زمن تفجر المعارف العلميه الذي نعيشه لايدرك اكثر من‏10%‏ من ماده الكون المنظور‏,‏ فاني له ان يصل الي معرفه كثافه هذا الجزء من الكون المليء بصور الماده غير المرئيه من مثل الثقوب السود‏,‏ والماده الداكنه‏,‏ وجسيمات النيوترينو
    ‏(Neutrino)‏
    وغيرها‏,‏ فضلا عن معرفه كثافه الكون غير المدرك؟ ولذلك يتحدث علماء الفلك عما يسمونه باسم الكتله المفقوده
    ‏(TheMissingMass)‏
    في الجزء المدرك من الكون‏,‏ والتي يعللون وجودها بان كميات الماده والطاقه المشاهده فيه اقل بكثير عن الكميه اللازمه لابقاء اجزائه متماسكه مع بعضها بعضا بفعل الجاذبيه‏,‏ بل يحتاج ذلك الي عشره اضعاف الكميه المدركه من الماده لكي يبقي الجزء المدرك من الكون في تماسك واتزان‏,‏ ومن هنا كان التقدير بان‏90%‏ من ماده الجزء المدرك من الكون غائبه عن ادراكنا‏.‏

    ‏(2)‏ الاحتمال الثاني‏:‏ ويقترح فيه علماء الكون نموذجا للكون المتذبذب
    ‏(TheOscillatingUniverse)‏
    بغير بدايه ولا نهايه هروبا من الاعتراف بالخلق وجحودا بالخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ ويبقي الكون في هذا النموذج متذبذبا بين التكدس والانفجار اي بين الانكماش والتمدد في دورات متتابعه ولكنها غير متشابهه الي مالا نهايه تبدا بمرحله التكدس علي الذات ثم الانفجار والتمدد ثم التكدس مره اخري وهكذا‏.‏
    واقترح ريتشارد تولمان
    ‏(RichardTolman)‏
    في سنه‏1934‏ م ان كل دوره من دورات تذبذب الكون لاتتشابه مع ماقبلها من الدورات بافتراض ان النجوم تنشر اشعاعها في الكون فتتزايد اعداد فوتونات الطاقه ببطء فياتي كل انفجار كوني اعلي حراره من سابقيه علي الرغم من التدمير الكامل الذي يعم الكون في كل مرحله‏,‏ وهو افتراض ساذج ينسي انطواء الكون علي ذاته بكل مافيه من مختلف صور الماده والطاقه والمكان والزمان‏,‏ وانغلاق ذلك كله في كل عمليه تكدس يمر بها الكون‏,‏ ولذلك لم يستطع هذا النموذج المقترح الصمود في ضوء معطيات علم الفلك الحديثه‏.‏

    ‏(3)‏ الاحتمال الثالث‏:‏ ويتوقع فيه العلماء تباطو سرعه توسع الكون مع الزمن وهي القوه الناتجه عن عمليه الانفجار العظيم‏,‏ فكما ان الحراره التي نتجت عن تلك العمليه والتي تقدر حسابيا ببلايين البلايين من الدرجات المطلقه لحظه الانفجار قد انخفضت اليوم الي اقل قليلا من الثلاث درجات مطلقه‏(‏ اي الي ‏270‏ درجه مئويه‏),‏ فلابد ان القوه الدافعه الي الخارج والموديه الي توسع الكون قد تناقصت بنفس المعدل‏,‏ خاصه ان الحسابات الرياضيه تشير الي ان معدلات التمدد الكوني عقب عمليه الانفجار العظيم مباشره كانت اعلي بكثير من معدلاتها الحاليه‏(‏ الكون المتضخم بسرعات فائقه‏).‏
    ومع تباطو سرعه توسع الكون تتفوق قوي الجاذبيه علي قوه الدفع بالمجرات للتباعد عن بعضها بعضا فتاخذ المجرات في الاندفاع الي مركز الكون بسرعات متزايده‏,‏ لامه مابينها من مختلف صور الماده والطاقه فيبدا الكون في الانكماش والتكدس علي ذاته‏,‏ ويطوي كل من المكان والزمان حتي تتلاشي كل الابعاد او تكاد‏,‏ وتتجمع كل صور الماده والطاقه المنتشره في ارجاء الكون حتي تتكدس في نقطه متناهيه في الضاله‏,‏ تكاد تصل الي الصفر او العدم‏,‏ ومتناهيه في الكثافه والحراره الي الحد الذي تتوقف عنده كل قوانين الفيزياء المعروفه‏,‏ اي يعود الكون الي حالته الاولي‏(‏ مرحله الرتق‏)‏ ويسمي هذا النموذج باسم نموذج الكون المنغلق
    ‏(TheClosedUniverse)‏
    وتسمي عمليه تجمع الكون بنظريه الانسحاق الكبير
    ‏(TheBigCrunchTheory),‏
    وهي معاكسه لعمليه الانفجار الكبير‏.‏ ونحن المسلمين نومن بتلك النظريه لقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ في محكم كتابه‏:‏
    يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدانا اول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين‏.‏
    ‏(‏الانبياء‏:104)‏

    ولايستطيع اي انسان كائنا من كان ان يتوقع شيئا وراء ذلك الغيب المستقبلي بغير بيان من الله الخالق‏,‏ والقران الكريم يخبرنا فيه بقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
    يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار‏.(‏ ابراهيم‏:48)‏
    وبقوله‏(‏ عز من قائل‏):‏
    او لم يروا ان الله الذي خلق السماوات والارض قادر علي ان يخلق مثلهم وجعل لهم اجلا لا ريب فيه فابي الظالمون الا كفورا‏.(‏ الاسراء‏:99)‏

    ومعني هذه الايات الكريمه ان الله‏(‏ تعالي‏)‏ سوف يطوي صفحه الكون جامعا كل مافيها من مختلف صور الماده‏,‏ والطاقه‏,‏ والمكان والزمان‏,‏ علي هيئه جرم ابتدائي ثان‏(‏ رتق ثان‏)‏ شبيه تماما بالجرم الابتدائي الاول‏(‏ الرتق الاول‏)‏ الذي نشا عن انفجاره الكون الراهن‏,‏ وان هذا الجرم الثاني سوف ينفجر بامر من الله‏(‏ تعالي‏)‏ كما انفجر الجرم الاول‏,‏ وسوف يتحول الي سحابه من الدخان كما تحول الجرم الاول‏,‏ وسوف يخلق الله‏(‏ تعالي‏)‏ من هذا الدخان ارضا غير ارضنا الحاليه‏,‏ وسماوات غير السماوات التي تظلنا‏,‏ كما وعد‏(‏ سبحانه وتعالي‏),‏ وهنا تبدا الحياه الاخره ولها من السنن والقوانين مايغاير سنن الحياه الدنيا‏,‏ فهي خلود بلا موت‏,‏ والدنيا موت بعد حياه‏,‏ وسبحان القائل مخاطبا اهل الجنه‏:‏
    ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود‏(‏ ق‏:34)‏

    وصلي الله وسلم وبارك علي خاتم الانبياء والمرسلين الذي يروي عنه قوله‏:‏ والله مابعد الدنيا من دار الا الجنه او النار‏,‏ وانها لجنه ابدا او نار ابدا‏.‏
    ومن الامور المعجزه حقا ان يشير القران الكريم الذي انزل قبل الف واربعمائه من السنين الي اهم نظريتين في خلق الكون وافنائه وهما نظريتا الانفجار الكبير والانسحاق الكبير ونحن نرتقي بهاتين النظريتين الي مقام الحقيقه لمجرد ورود اشاره اليهما في كتاب الله الخالد الذي لاياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه‏.‏

    ومن المعجز ايضا ان ترد الايتان المشيرتان الي كلتا النظريتين في سوره واحده من سور القران الكريم وهي سوره الانبياء‏(‏ الايتان‏:30‏ و‏104).‏
    ومن المعجز حقا تلك الاشاره القرانيه المبهره باعاده خلق ارض غير الارض الحاليه‏,‏ وسماوات غير السماوات الحاليه‏,‏ وهو غيب لايمكن للانسان ان يصل اليه ابدا بغير هدايه ربانيه‏,‏ وهي الهدايه‏.‏ التي تحسم الجدل المحير في امر من امور الغيب المطلق‏,‏ حار فيه علماء العصر‏,‏ فسبحان الذي انزل القران بعلمه فقال مخاطبا خاتم انبيائه ورسله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏

    لكن الله يشهد بما انزل اليك انزله بعلمه والملائكه يشهدون وكفي بالله شهيدا
    ‏(‏النساء‏:166).‏
    صفحة الأحاديث النبوية

    http://www.facebook.com/pages/الاحاد...01747446575326

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    1,600
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    29-11-2014
    على الساعة
    05:10 PM

    افتراضي

    8 ‏ ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في سته ايام ثم استوي علي العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا‏....‏
    بقلم الدكتور‏:‏زغلول النجار
    في الوقت الذي ساد اعتقاد الناس بثبات الارض وسكونها‏,‏ جاء القران الكريم بالتاكيد علي جريها وسبحها‏,‏ وعلي جري كافه اجرام السماء وسبحها في فسحه الكون الرحيب‏,‏ ولكن لما كانت هذه الحقائق خافيه علي الناس في زمن تنزل الوحي فقد جاءت الاشارات القرانيه اليها بصياغه لطيفه‏,‏ رقيقه‏,‏ غير مباشره حتي لاتصدهم عن قبوله فيحرموا نور الرساله الخاتمه‏,‏ ويكون ذلك سببا في حرمان البشريه من هديها‏..!!‏
    من هنا جاءت الاشارات القرانيه الي عدد من الحقائق الكونيه التي كانت غائبه عن علم الناس في زمن الوحي ومنها حركات الارض بصياغه مجمله‏,‏ غير مباشره‏,‏ ولكنها في نفس الوقت صياغه بالغه الدقه في التعبير‏,‏ والشمول في الدلاله‏,‏ والاحاطه بالحقيقه الكونيه‏,‏ لتبقي مهيمنه علي المعرفه الانسانيه مهما اتسعت دوائرها‏,‏ وشاهده للقران الكريم بانه كلام ا لله الخالق‏,‏ وللنبي الخاتم الذي تلقي الوحي به‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ بانه كان معلما من قبل خالق السماوات والارض‏,‏ وموكده علي وصفه‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ للقران الكريم بانه لاتنتهي عجائبه‏,‏ ولايخلق علي كثره الرد‏.‏

    الاشارات القرانيه الي حركات الارض‏:‏
    استعاض القران الكريم في الاشاره الي حركات الارض بغشيان‏(‏ او بتغشيه‏)‏ كل من الليل والنهار للاخر‏,‏ واختلافهما‏,‏ وتقلبهما‏,‏ وولوج كل منهما في الاخر‏,‏ وبسلخ النهار من الليل‏,‏ وبمرور الجبال مر السحاب‏,‏ وبالتعبير القراني المعجز عن سبح كل من الليل والنهار كنايه عن الحركات الانتقاليه للارض‏,‏ وذلك علي النحو التالي‏:‏

    اولا‏:‏ ايات غشيان الليل النهار‏:‏
    وجاء ذكرها في ايتي الاعراف رقم‏(54),‏ والرعد رقم‏(3)‏ كما سوف يفصل بعد ذلك بقليل‏.‏



    ثانيا‏:‏ ايات اختلاف كل من الليل والنهار‏:‏
    تباطو سرعه دوران الارض حول محورها مع الزمن مدون في اجساد النباتات وغيرها من الكائنات الحيه والبائده
    وهي خمس ايات كريمه توكد كرويه الارض ودورانها حول محورها امام الشمس يقول فيها الحق تبارك وتعالي‏:‏
    ‏(1)‏ ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار‏........‏ لايات لقوم يعقلون
    ‏(‏البقره‏:164)‏

    ‏(2)‏ ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب
    ‏(‏ال عمران‏:190)‏
    ‏(3)‏ ان في اختلاف الليل والنهار وماخلق الله في السماوات والارض لايات لقوم يتقون
    ‏(‏يونس‏:6)‏

    ‏(4)‏ وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار افلا تعقلون‏(‏ المومنون‏:80)‏
    ‏(5)‏ ان في السماوات والارض لايات للمومنين‏*‏ وفي خلقكم وما يبث من دابه ايات لقوم يوقنون‏*‏ واختلاف الليل والنهار وما انزل الله من السماء من رزق فاحيا به الارض بعد موتها وتصريف الرياح ايات لقوم يعقلون
    ‏(‏الجاثيه‏:2‏ ‏5)‏
    ويوكد القران الكريم اختلاف الليل والنهار بتعبير اخر يقول فيه ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
    ‏(6)‏ وهو الذي جعل الليل والنهار خلفه لمن اراد ان يذكر او اراد شكورا
    ‏(‏الفرقان‏:62)‏

    وبتعبير ثالث يقول فيه‏(‏ سبحانه وتعالي‏):‏
    ‏(7)‏ والليل اذ ادبر‏*‏ والصبح اذا اسفر‏*(‏ المدثر‏:34,33)‏
    وبتعبير رابع يقول فيه ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
    ‏(8)‏ والليل اذا عسعس‏*‏ والصبح اذا تنفس‏(‏ التكوير‏:18,17)‏

    ثالثا‏:‏ ايه تقليب الليل والنهار‏:‏
    وقد جاءت في سوره النور حيث يقول الخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏):‏
    يقلب الليل والنهار ان في ذلك لعبره لاولي الابصار‏(‏ النور‏:44)‏
    وفيها اشاره واضحه الي دوران الارض حول محورها امام الشمس‏.‏

    رابعا‏:‏ ايات ايلاج الليل في النهار وايلاج النهار في الليل‏:‏
    وهي خمس ايات يقول فيها ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
    ‏(1)‏ تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل‏.(‏ ال عمران‏:27)‏
    ‏(2)‏ ذلك بان الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وان الله سميع بصير
    ‏(‏الحج‏:61)‏

    ‏(3)‏ الم تر ان الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل‏....(‏ لقمان‏:29)‏
    ‏(4)‏ يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل‏...(‏ فاطر‏13)‏
    ‏(5)‏ يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وهو عليم بذات الصدور
    ‏(‏الحديد‏:6)‏
    والولوج لغه هو الدخول‏,‏ ولما كان من غير المعقول دخول زمن في زمن اخر‏,‏ اتضح لنا ان المقصود بكل من الليل والنهار هنا هو المكان الذي يتغشيانه اي الارض‏,‏ بمعني ان الله‏(‏ تعالي‏)‏ يدخل نصف الارض الذي يخيم عليه ظلام الليل بالتدريج في مكان النصف الذي يعمه النهار‏,‏ كما يدخل نصف الارض الذي يعمه النهار بالتدريج في مكان النصف الذي تخيم عليه ظلمه الليل‏,‏ وهو مايشير الي كل من كرويه الارض ودورانها حول محورها امام الشمس بطريقه غير مباشره‏,‏ ولكنها تبلغ من الدقه والشمول والاحاطه مايعجز البيان عن وصفه‏.‏

    خامسا‏:‏ ايه سلخ النهار من الليل‏:‏
    ويقول فيها ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
    وايه لهم الليل نسلخ منه النهار فاذا هم مظلمون‏(‏ يس‏:37)‏
    ومعني ذلك ان الله‏(‏ تعالي‏)‏ ينزع نور النهار من اماكن الارض التي يتغشاها الليل بالتدريج كما ينزع جلد الذبيحه عن كامل بدنها بالتدريج‏,‏ ولايكون ذلك الا بدوران الارض حول محورها امام الشمس‏,‏ وفي هذا النص القراني سبق بالاشاره الي رقه طبقه النهار في نصف الكره الارضيه المواجه للشمس‏,‏ وهي حقيقه لم يدركها الانسان الا بعد رياده الفضاء في النصف الثاني من القرن العشرين حيث ثبت ان سمك طبقه النهار حول الارض لايتعدي المائتي كيلو متر فوق سطح البحر‏,‏ واذا نسب ذلك الي المسافه التي تفصل بيننا وبين الشمس‏(‏ والمقدره بحوالي المائه والخمسين مليونا من الكيلو مترات‏)‏ فانها لاتتجاوز الواحد الي سبعمائه وخمسين الفا تقريبا‏,‏ واذا نسب الي نصف قطر الجزء المدرك من الكون‏(‏ والمقدر باكثر من عشره الاف مليون من السنين الضوئيه‏*9.5‏ مليون مليون كيلو متر‏)‏ اتضحت ضالته‏,‏ واتضحت كذلك لمحه الاعجاز القراني في تشبيه انحسار طبقه النهار الرقيقه عن ظلمه الليل بسلخ جلد الذبيحه الرقيق عن كامل بدنها‏,‏ وفي التاكيد علي ان الظلام هو الاصل في الكون‏,‏ وان نور النهار ظاهره رقيقه عارضه لاتظهر الا في الطبقات الدنيا من الغلاف الغازي للارض في نصفها المواجه للشمس‏.‏

    سادسا‏:‏ ايتا سبح كل من الليل والنهار كنايه عن سبح الارض في مداراتها المختلفه‏:‏
    ويقول فيهما ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏:)‏
    ‏(1)‏ وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون‏(‏ الانبياء‏:33)‏
    ‏(2)‏ لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون
    ‏(‏يس‏:40)‏

    سابعا‏:‏ ايه مرور الجبال مر السحاب‏:‏
    وفيها يقول الخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏):‏
    وتري الجبال تحسبها جامده وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي اتقن كل شئ انه خبير بما تعملون‏(‏ النمل‏:88)‏
    ومرور الجبال مر السحاب هو كنايه عن دوران الارض حول محورها‏,‏ وعن جريها وسبحها في مداراتها‏,‏ وذلك لان الغلاف الغازي للارض الذي يتحرك فيه السحاب مرتبط بالارض برباط الجاذبيه‏,‏ وحركته منضبطه مع حركه كل من الارض‏,‏ والسحاب المسخر فيه‏.‏
    غشيان‏(‏ تغشيه‏)‏ الليل النهار‏:‏

    جاء ذكر هذه الحقيقه الكونيه في ايتين كريمتين من ايات القران العظيم يقول فيهما ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
    ‏(1)‏ ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في سته ايام ثم استوي علي العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين‏*)(‏ الاعراف‏:54)‏
    ‏(2)‏ وهو الذي مد الارض وجعل فيها رواسي وانهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون‏(‏ الرعد‏3)‏

    كذلك جاء ذكر تجليه النهار للشمس‏,‏ وتغشيتها بالليل في قول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏ والشمس وضحاها‏*‏ والقمر اذا تلاها‏*‏ والنهار اذا جلاها‏*‏ والليل اذا يغشاها‏(‏ الشمس‏:1‏ ‏4)‏
    وجاء ذكر تغشيه الليل وتجليه النهار دون تفصيل في قول ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
    والليل اذا يغشي‏*‏ والنهار اذا تجلي
    ‏(‏الليل‏:2,1)‏

    والفعل‏(‏ يغشي‏)‏ مستمد من‏(‏ الغشاء‏)‏ وهو الغطاء‏,‏ يقال غشي بمعني غطي وستر‏,‏ ويقال‏(‏ غشاه‏)‏ و‏(‏ تغشاه‏)(‏ تغشيه‏)‏ اي غطاه تغطيه‏,‏ و‏(‏اغشاه‏)‏ اياه غيره‏,‏ و‏(‏ الغشوه‏)‏ بفتح الغين وضمها وكسرها و‏(‏ الغشاوه‏)‏ مايتغطي او يغطي به الشيء‏,‏ ويقال‏(‏ غشيه‏)(‏ غشيانا‏)‏ و‏(‏ غشاوه‏)‏ و‏(‏غشاء‏)‏ اي جاءه مجيء ما قد غطاه وستره‏,‏ و‏(‏استغشي‏)‏ بثوبه و‏(‏ تغشي‏)‏ به اي تغطي به‏,‏ و‏(‏الغاشيه‏)‏ كل مايغطي الشيء كغاشيه السرج‏,‏ و‏(‏الغاشيه‏)‏ تستخدم كنايه عن القيامه التي‏(‏ تغشي‏)‏ الخلق باهوالها وجمعها‏(‏ غواش‏),‏ و‏(‏غاشيه تغشاهم‏)‏ اي امر يعمهم سواء كان شرا ام خيرا من مثل نائبه تجللهم او فرح يعمهم‏.‏
    من ذلك يتضح ان من معاني يغشي الليل النهار ان الله‏(‏ تعالي‏)‏ يغطي بظلمه الليل مكان نور النهار علي الارض بالتدريج فيصير ليلا‏,‏ ويغطي بنور النهار مكان ظلمه الليل علي الارض بالتدريج فيصير نهارا‏,‏ وهي اشاره لطيفه الي كل من كرويه الارض ودورانها حول محورها امام الشمس دوره كامله في كل يوم مدته‏24‏ ساعه‏,‏ يتقاسمها بتفاوت قليل الليل والنهار‏,‏ في تعاقب تدريجي ينطق بطلاقه القدره الالهيه المبدعه‏,‏ فلو لم تكن الارض كرويه الشكل مااستطاعت الدوران حول محورها‏,‏ ولو لم تدر حول محورها امام الشمس ماتبادل الليل والنهار‏.‏
    والقران الكريم يستخدم تعبير الليل والنهار في مواضع كثيره استخداما مجازيا للاشاره الي كوكب الارض‏,‏ كما يشير بهما الي كل من الظلمه والنور علي التوالي والي العديد من المظاهر المصاحبه لهما من مثل قوله‏(‏ تعالي‏):‏
    والشمس وضحاها‏*‏ والقمر اذا تلاها‏*‏ والنهار اذا جلاها‏*‏ والليل اذا يغشاها
    ‏(‏الشمس‏:1‏ ‏4)‏

    وفي هذه الايات الكريمه يقسم ربنا تبارك وتعالي‏(‏ وهو الغني عن القسم‏)‏ بالنهار الذي يجلي الشمس اي يظهرها واضحه جليه لسكان الارض‏,‏ وهي حقيقه لم يدركها العلماء الا من بعد رياده الفضاء في النصف الاخير من القرن العشرين‏,‏ حين اكتشفوا ان نور النهار المبهج لا يتعدي سمكه مائتي كيلو متر فوق مستوي سطح البحر في نصف الكره الارضيه المواجه للشمس‏,‏ وان هذا الحزام الرقيق من الغلاف الغازي للارض يصفو من الملوثات وتقل كثافته بالارتفاع علي سطح الارض‏,‏ بينما تزداد كثافته ونسب كل من بخار الماء وهباءات الغبار فيه كلما اقترب من سطح الارض‏,‏ ويقوم ذلك التركيز وتلك الهباءات من الغبار بالمساعده علي تشتيت ضوء الشمس‏,‏ وتكرار انعكاسه مرات عديده حتي يظهر لنا باللون الابيض المبهج الذي يميز النهار كظاهره نورانيه مقصوره علي النطاق الاسفل من الغلاف الغازي للارض في نصفها المواجه للشمس‏,‏ بينما يعم الظلام الكون المدرك في غالبيه اجزائه‏,‏ وتبدو الشمس بعد تجاوز نطاق نور النهار قرصا ازرق في صفحه سوداء‏,‏ ومن هنا فهمنا المعني المقصود من ان النهار يجلي الشمس‏,‏ بينما ظل كل الناس الي اواخر القرن العشرين وهم ينادون بان الشمس هي التي تجلي النهار‏,‏ فسبحان الذي انزل تلك الحقيقه الكونيه من قبل الف واربعمائه سنه‏,‏ والتي لم يكتشفها العلم التجريبي الا في النصف الاخير من القرن العشرين‏...!!!‏

    كذلك يقسم ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ في سوره الليل وهو‏(‏ تعالي‏)‏ غني عن القسم بقوله عز من قائل‏:‏ والليل اذا يغشي والنهاراذا تجلي‏(‏ الليل‏:2,1)‏ وهو قسم بالليل‏(‏ اي ليل الارض‏)‏ الذي يغشي اي يغطي نصف الكره الارضيه البعيد عن الشمس بالظلام لعدم مواجهته للشمس‏,‏ وقسم بالنهار‏(‏ اي نهار الارض‏)‏ الذي تشرق فيه الشمس علي نصف الكره الارضيه المواجه لها فيعمه نور النهار‏,‏ وبتعاقبهما تستقيم الحياه علي الارض‏,‏ ويتمكن الانسان من ادراك مرور الزمن والتاريخ للاحداث‏.‏
    وحينما يغشي الليل بظلمته نصف الارض‏,‏ البعيد عن الشمس تتصل ظلمه الارض بظلمه السماء فيعم الظلام‏,‏ وفي نفس الوقت يتجلي النهار في نصف الارض المواجه للشمس بنوره المبهج فاصلا الارض عن ظلمه الكون بحزام رقيق من النور الابيض لا يكاد يتعدي سمكه المائتي كيلو متر‏.‏

    ويمن علينا ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ بتبادل كل من الليل والنهار فيقول‏(‏ سبحانه‏):‏ قل ارءيتم ان جعل الله عليكم الليل سرمدا الي يوم القيامه من اله غير الله ياتيكم بضياء افلا تسمعون‏*‏ قل ارءيتم ان جعل الله عليكم النهار سرمدا الي يوم القيامه من اله غير الله ياتيكم بليل تسكنون فيه افلا تبصرون‏*‏ ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون‏(‏ القصص‏:71‏ ‏73)‏
    ويقول‏(‏ عز من قائل‏):‏
    وجعلنا الليل لباسا‏,‏ وجعلنا النهار معاشا‏(‏ النبا‏:11,10)‏
    يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا
    يتساءل قاريء القران الكريم عن الوصف حثيثا الذي جاء في الايه‏(‏ رقم‏54)‏ من سوره الاعراف ولم يذكر في بقيه ايات تغشيه الليل النهار‏,‏ او التغشيه بغير تحديد‏,‏ وللاجابه علي ذلك اقول ان ايه سوره الاعراف مرتبطه بالمراحل الاولي من خلق السماوات والارض‏,‏ بينما بقيه الايات تصف الظاهره بصفه عامه‏.‏
    واللفظه‏(‏ حثيثا‏)‏ تعني مسرعا حريصا‏,‏ يقال‏(‏ حثه‏)‏ من باب رده و‏(‏استحثه‏)‏ علي الشيء اي حضه عليه‏(‏ فاحتث‏),‏ و‏(‏حثثه تحثيثا وحثحثه‏)‏ بمعني حضه‏,‏ و‏(‏تحاثوا‏)‏ بمعني تحاضوا‏.‏

    والدلاله الواضحه للايه الكريمه‏(‏ رقم‏54)‏ من سوره الاعراف ان حركه تتابع الليل والنهار‏(‏ اي حركه دوران الارض حول محورها امام الشمس‏)‏ كانت في بدء الخلق سريعه متعاقبه بمعدلات اعلي من سرعتها الحاليه والا ما غشي الليل النهار يطلبه حثيثا‏,‏ وقد ثبت ذلك اخيرا عن طريق دراسه مراحل النمو المتتاليه في هياكل الحيوانات وفي جذوع الاشجار المعمره والمتاحفره‏,‏ وقد انضوت دراسه تلك الظاهره في جذوع الاشجار تحت فرع جديد من العلوم التطبيقيه يعرف باسم علم تحديد الازمنه بواسطه الاشجار او
    ‏(Dendrochronology)‏
    وقد بدا هذا العلم بدراسه الحلقات السنويه التي تظهر في جذوع الاشجار عند عمل قطاعات مستعرضه فيها وهي تمثل مراحل النمو المتتاليه في حياه النبات‏(‏ من مركز الساق حتي طبقه الغطاء الخارجي المعروفه باسم اللحاء‏),‏ وذلك من اجل التعرف علي الظروف المناخيه والبيئيه التي عاشت في ظلها تلك الاشجار حيث ان الحلقات السنويه في جذوع الاشجار تنتج بواسطه التنوع في الخلايا التي يبنيها النبات في فصول السنه المتتابعه‏(‏ الربيع‏,‏ والصيف‏,‏ والخريف‏,‏ والشتاء‏)‏ فترق رقه شديده في فترات الجفاف‏,‏ وتزداد سمكا في الاونه المطيره‏.‏

    وقد تمكن الدارسون لتلك الحلقات السنويه من متابعه التغيرات المناخيه المسجله في جذوع عدد من الاشجار الحيه المعمره مثل اشجار الصنوبر ذات المخاريط الشوكيه المعروفه باسم
    ‏(Pinusaristata)‏
    الي اكثر من ثمانيه الاف سنه مضت‏,‏ ثم انتقلوا الي دراسه الاحافير عبر العصور الارضيه المتعاقبه‏,‏ وطوروا تقنياتهم من اجل ذلك فتبين لهم ان الحلقات السنويه في جذوع الاشجار
    ‏(AnnualRings)‏
    وخطوط النمو في هياكل الحيوانات
    ‏(LinesofGrowth)‏
    يمكن تصنيفها الي السنوات المتتاليه‏,‏ بفصولها الاربعه‏,‏ وشهورها الاثني عشر‏,‏ واسابيعها السته والخمسين‏,‏ وايامها‏,‏ ونهار كل يوم وليله وان عدد الايام في السنه يتزايد باستمرار مع تقادم عمر العينه المدروسه‏,‏ ومعني ذلك ان سرعه دوران الارض حول محورها امام الشمس كانت في القديم اسرع منها اليوم‏,‏ وهنا تتضح روعه التعبير القراني يطلبه حثيثا عند بدء الخلق كما جاء في الايه رقم‏(54)‏ من سوره الاعراف‏.‏
    تزايد عدد ايام السنه بتقادم عمر الارض وعلاقتها بالسرعه الفائقه لدوران الارض حول محورها عند بدء الخلق

    في اثناء دراسه الظروف المناخيه والبيئيه القديمه كما هي مدونه في كل من جذوع النباتات وهياكل الحيوانات القديمه اتضح للدارسين انه كلما تقادم الزمن بتلك الحلقات السنويه وخطوط النمو زاد عدد الايام في السنه‏,‏ وزياده عدد الايام في السنه هو تعبير دقيق عن زياده سرعه دوران الارض حول محورها امام الشمس‏.‏
    وبتطبيق هذه الملاحظه المدونه في الاحافير‏(‏ البقايا الصلبه للكائنات البائده‏)‏ بدقه بالغه اتضح ان عدد ايام السنه في العصر الكمبري
    ‏CambrianPeriod))‏
    اي منذ حوالي ستمائه مليون سنه مضت كان‏425‏ يوما‏,‏ وفي منتصف العصر الاوردوفيشي
    ‏(OrdovicianPeriod)‏
    اي منذ حوالي‏450‏ مليون سنه مضت كان‏415‏ يوما‏,‏ وبنهايه العصر التراياسي
    ‏(TriassicPeriod)‏
    اي منذ حوالي مائتي مليون سنه مضت كان‏385‏ يوما‏,‏ وهكذا ظل هذا التناقص في عدد ايام السنه‏(‏ والذي يعكس التناقص التدريجي في سرعه دوران الارض حول محورها‏)‏ حتي وصل عدد ايام السنه في زماننا الراهن الي‏365,25‏ يوم تقريبا‏(365‏ يوما‏,5‏ ساعات‏,49‏ دقيقه‏,12‏ ثانيه‏).‏ وباستكمال هذه الدراسه اتضح ان الارض تفقد من سرعه دورانها حول محورها امام الشمس واحدا من الالف من الثانيه في كل قرن من الزمان بسبب كل من عمليتي المد والجزر وفعل الرياح المعاكسه لاتجاه دوران الارض حول محورها‏,‏ وكلاهما يعمل عمل الكابح‏(‏ الفرامل‏)‏ التي تبطيء من سرعه دوران الارض حول محورها‏.‏ وبمد هذه الدراسه الي لحظه تيبس القشره الخارجيه للارض‏(‏ اي قريبا من بدايه خلقها علي هيئتها الكوكبيه‏)‏ منذ حوالي‏4,600‏ مليو
    ن سنه مضت وصل عدد الايام بالسنه الي‏2200‏ يوم تقريبا‏,‏ ووصل طول الليل والنهار معا الي حوالي الاربع ساعات‏,‏ ومعني هذا الكلام ان سرعه دوران الارض حول محورها امام الشمس كانت سته اضعاف سرعتها الحاليه‏..!!‏ فسبحان الله الذي انزل في محكم كتابه من قبل الف واربعمائه سنه قوله الحق‏:‏
    ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في سته ايام ثم استوي علي العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا‏...(‏ الاعراف‏:54)‏

    وسبحان الله الذي ابقي لنا في هياكل الكائنات الحيه والبائده ما يوكد تلك الحقيقه الكونيه‏,‏ حتي تبقي هذه الاشاره القرانيه الموجزه يطلبه حثيثا مما يشهد بالاعجاز العلمي للقران الكريم‏,‏ وبانه كلام الله الخالق‏,‏ وبان خاتم الانبياء والمرسلين الذي تلقاه عن طريق الوحي كان موصولا برب السماوات والارض‏,‏ وانه‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ ما كان ينطق عن الهوي‏...!!‏

    ارتباك دوران الارض قبل
    طلوع الشمس من مغربها
    بمعرفه كل من سرعه دوران الارض حول محورها امام الشمس في ايامنا الراهنه‏,‏ ومعدل تباطو سرعه هذا الدوران مع الزمن‏,‏ توصل العلماء الي الاستنتاج الصحيح ان ارضنا سوف ياتي عليها وقت تجبر فيه علي تغيير اتجاه دورانها بعد فتره من الاضطراب‏,‏ فمنذ اللحظه الاولي لخلقها الي اليوم والي ان يشاء الله تدور ارضنا من الغرب الي الشرق‏,‏ فتبدو الشمس طالعه من الشرق‏,‏ وغاربه في الغرب‏,‏ فاذا انعكس اتجاه دوران الارض طلعت الشمس من مغربها وهو من العلامات الكبري للساعه ومن نبوءات المصطفي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏
    فعن حذيفه بن اسيد الغفاري‏(‏ رضي الله عنه‏)‏ انه قال‏:‏

    اطلع النبي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ علينا ونحن نتذاكر‏,‏ فقال‏:‏ ما تذاكرون؟‏,‏ قلنا‏:‏ نذكر الساعه‏,‏
    فقال‏:‏ انها لن تقوم حتي تروا قبلها عشر ايات

    فذكر‏:‏ الدخان‏,‏ الدجال‏,‏ والدابه‏,‏ وطلوع الشمس من مغربها‏,‏ ونزول عيسي بن مريم‏,‏ وياجوج وماجوج‏,‏ وثلاثه خسوف‏:‏ خسف بالمشرق‏,‏ وخسف بالمغرب‏,‏ وخسف بجزيره العرب‏,‏ واخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس الي محشرهم
    وعن عبدالله بن عمرو‏(‏ رضي الله عنه‏)‏ قال‏:‏ سمعت رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ يقول‏:‏ ان اول الايات خروجا طلوع الشمس من مغربها‏,‏ وخروج الدابه علي الناس ضحي‏,‏ وايهما ما كانت قبل صاحبتها‏,‏ فالاخري علي اثرها قريبا‏.‏

    وفي حديث الدجال الذي رواه النواس بن سمعان‏(‏ رضي الله عنه‏)‏ قال‏:‏ ذكر رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ الدجال‏..‏ قلنا يا رسول الله‏:‏ وما لبثه في الارض؟ قال‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏):‏ اربعون يوما‏,‏ يوم كسنه‏,‏ ويوم كشهر‏,‏ ويوم كجمعه‏,‏ وسائر ايامه كايامكم‏,‏ قلنا يارسول الله فذلك اليوم الذي كسنه اتكفينا فيه صلاه يوم؟ قال‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏):‏ لا‏,‏ اقدروا له‏...‏
    ومن الامور العجيبه ان ياتي العلم التجريبي في اواخر القرن العشرين ليوكد انه قبل تغيير اتجاه دوران الارض حول محورها امام الشمس ستحدث فتره اضطراب نتيجه لتباطو سرعه دوران الارض حول محورها‏,‏ وفي فتره الاضطراب تلك ستطول الايام بشكل كبير ثم تقصر وتنتظم بعد ذلك‏.‏

    ويعجب الانسان لهذا التوافق الشديد بين نبوءه المصطفي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ وما اثبته العلم التجريبي في اواخر القرن العشرين‏,‏ والسوال الذي يفرض نفسه‏:‏ من الذي علم ذلك لهذا النبي الامي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏؟ ولماذا اشار القران الكريم الي مثل هذه القضايا الغيبيه التي لم تكن معروفه في زمن الوحي؟ ولا لقرون من بعده؟ لولا ان الله‏(‏ تعالي‏)‏ يعلم بعلمه المحيط ان الانسان سيصل في يوم من الايام الي اكتشاف تلك الحقائق الكونيه فتكون هذه الاشارات المضيئه في كتاب الله وفي احاديث خاتم انبيائه ورسله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ شهاده له بالنبوه وبالرساله‏,‏ في زمن التقدم العلمي والتقني الذي نعيشه‏.‏

    خطا شائع يجب تصحيحه‏:‏
    يظن بعض الناس اننا اذا ادركنا في صخور الارض او في صفحه السماء عددا من معدلات التغيير الانيه في النظام الكوني الذي نعيش فيه فانه قد يكون من الممكن ان نحسب متي ينتهي هذا النظام‏,‏ وبمعني اخر متي تكون الساعه‏...!!‏
    وهذا وهم لا اساس له من الصحه لان الاخره لها من السنن والقوانين مايغاير سنن الدنيا‏,‏ وانها تاتي فجاه بقرار الهي كن فيكون‏,‏ دون انتظار لرتابه السنن الكونيه الراهنه التي تركها لنا ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ رحمه منه بنا‏,‏ اثباتا لامكان حدوث الاخره‏,‏ وقرينه علميه علي حتميه وقوعها والتي جادل فيها اهل الكفر والالحاد عبر التاريخ‏,‏ والذين كانت حجتهم الواهيه الادعاء الباطل بازليه العالم‏,‏ وهو ادعاء اثبتت العلوم الكونيه في عطاءاتها الكليه بطلانه بطلانا كاملا‏...!!!‏

    فعلي سبيل المثال لا الحصر تفقد شمسنا من كتلتها في كل ثانيه علي هيئه طاقه مايساوي‏4,6‏ مليون طن من الماده‏(‏ اي نحو اربعه بلايين طن في اليوم‏),‏ ونحن نعرف كتله الشمس في وقتنا الحاضر فهل يمكن لعاقل ان يتصور امكان استمرار الشمس حتي اخر جرام من مادتها؟ وحينئذ يمكن بقسمه كتله الشمس علي ما تفقده في اليوم ان ندرك كم بقي من عمرها؟
    هذا كلام يرفضه العقل السليم‏,‏ لان الساعه قرار الهي غير مرتبط بفناء ماده الشمس‏,‏ وان ابقي لنا ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ هذه الظاهره من الافناء التدريجي للشمس‏,‏ ولغيرها من نجوم السماء دليلا ماديا ملموسا علي حتميه الاخره‏,‏ اما متي تكون؟ فهذا غيب مطلق في علم الله‏,‏ لا يعلمه الا هو‏(‏ سبحانه وتعالي‏).‏

    وبالمثل فان الحراره تنتقل في كوننا المدرك من الاجسام الحاره الي الاجسام البارده‏,‏ ويفترض قانون انتقال الحراره استمرارتلك العمليه حتي تتساوي درجه حراره كل اجرام الكون وينتهي كل شئ‏,‏ فهل يمكن لعاقل ان يتصوراستمرار الوجود حتي تتساوي درجه حراره كل الاجرام في الكون‏,‏ ام ان هذا قرار الهي‏:‏ كن فيكون غير مرتبط بانتقال الحراره من الاجسام الحاره الي الاجسام البارده‏,‏ وان ابقاها الله‏(‏ تعالي‏)‏ قرينه ماديه ملموسه علي حتميه الاخره؟ وعلي ان الكون الذي نحيا فيه ليس ازليا ولا ابديا‏,‏ فقد كانت له بدايه‏,‏ ولابد ان ستكون له في يوم من الايام نهايه؟ وهذا ما اثبتته جميع الدراسات العلميه في عصر تفجر المعرفه الذي نعيشه‏,‏ وان تلك النهايه لن تتم برتابه الاحداث الدنيويه في الجزء المدرك من الكون‏,‏ بل هي قرار الهي فجائي لا يعلم وقته الا الله سبحانه وتعالي ولذلك انزل لنا في محكم كتابه قوله الحق مخاطبا خاتم انبيائه ورسله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏):‏
    يسالونك عن الساعه ايان مرساها قل انما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها الاهو ثقلت في السموات والارض لا تاتيكم الا بغته يسالونك كانك حفي عنها قل انما علمها عند الله ولكن اكثر الناس لا يعلمون‏)‏ الاعراف‏:187)‏

    كما انزل‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ كذلك في المعني نفسه‏:‏
    يسالونك عن الساعه ايان مرساها‏*‏ فيم انت من ذكراها‏*‏ الي ربك منتهاها‏*‏ انما انت منذر من يخشاها‏*‏ كانهم يوم يرونها لم يلبثوا الا عشيه او ضحاها‏(‏ النازعات‏:42‏ ‏46)‏
    وعلي ذلك جاء رد المصطفي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ علي جبريل‏(‏ عليه السلام‏)‏ حين ساله في جمع من الصحابه‏:‏ فاخبرني عن الساعه؟ بقوله الشريف‏:‏ ما المسئول عنها باعلم من السائل‏.‏

    فسبحان الله الذي انزل القران الكريم بالحق‏,‏ انزله بعلمه‏,‏ وجعله معجزه خاتم انبيائه ورسله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ الي قيام الساعه‏,‏ وجعله مهيمنا علي المعرفه الانسانيه مهما اتسعت دوائرها في كل امر ذكر فيه‏,‏ وجعل كل ايه من اياته‏,‏ وكل كلمه من كلماته‏,‏ وكل حرف من حروفه‏,‏ وكل اشاره‏,‏ ودلاله‏,‏ ووصف فيه مما يشهد بانه كلام الله الخالق‏,‏ ويشهد للنبي الخاتم‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ بالنبوه والرساله الخاتمه‏.‏
    صفحة الأحاديث النبوية

    http://www.facebook.com/pages/الاحاد...01747446575326

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    1,600
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    29-11-2014
    على الساعة
    05:10 PM

    افتراضي

    9 ‏ فلا اقسم بمواقع النجوم‏.‏ وانه لقسم لو تعلمون عظيم
    بقلم الدكتور‏:‏ زغلول النجار
    في هاتين الايتين الكريمتين يقسم ربنا تبارك وتعالي وهو الغني عن القسم بمواقع النجوم‏,‏ ثم ياتي جواب القسم‏:‏
    انه لقران كريم‏*‏ في كتاب مكنون‏*‏ لا يمسه الا المطهرون‏*‏ تنزيل من رب العالمين‏(‏ الواقعه‏:77‏ ‏80)‏

    والمعني المستفاد من هذه الايات الكريمه ان الله تعالي يخبرنا بقوله‏(‏ عز من قائل‏):‏ اقسم قسما مغلظا بمواقع النجوم وان هذا القسم جليل عظيم لو كنتم تعرفون قدره ان هذا القران كتاب كريم‏,‏ جم الفوائد والمنافع‏,‏ لاشتماله علي اصول الدين من العقيده والعباده والاخلاق والمعاملات‏,‏ وغير ذلك من امور الغيب وضوابط السلوك وقصص الانبياء واخبار الامم السابقه والعبر المستفاده منها‏,‏ وعدد من حقائق ومظاهر الكون الداله علي وجود الله وعلي عظيم قدرته‏,‏ وكمال حكمته واحاطه علمه‏.‏
    وياتي جواب القسم‏:‏ ان الله تعالي قد تعهد بحفظ هذا الوحي الخاتم في كتاب واحد مصون بقدره الله‏(‏ تعالي‏),‏ محفوظ بحفظه من الضياع او التبديل والتحريف‏,‏ وهو المصحف الشريف‏,‏ الذي لا يجوز ان يمسه الا المطهرون من جميع صور الدنس المادي‏(‏ اي المتوضئون الطاهرون‏),‏ ولا يستشعر عظمته وبركته الا المومنون بالله‏,‏ الموحدون لذاته العليا‏,‏ المطهرون من دنس الشرك‏,‏ والكفر‏,‏ والنفاق‏,‏ ورذائل الاخلاق‏,‏ لان هذا القران الكريم هو وحي الله الخاتم‏,‏ المنزل علي خاتم الانبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏),‏ وهو معجزته الخالده الي يوم الدين‏,‏ انزله الله تعالي بعلمه وهو الاله الخالق‏,‏ رب السماوات والارض ومن فيهن‏,‏ وقيوم الكون ومليكه‏(‏ سبحانه وتعالي‏),‏ ولذلك يقول‏(‏ عز من قائل‏):‏

    فلا اقسم بمواقع النجوم‏*‏ وانه لقسم لو تعلمون عظيم‏*‏ انه لقران كريم‏*‏ في كتاب مكنون‏*‏ لا يمسه الا المطهرون‏*‏ تنزيل من رب العالمين‏*‏
    ‏(‏ الواقعه‏:75‏ ‏80)‏

    تفسير القسم بمواقع النجوم



    الفاء حرف عطف‏,‏ يعطف بها فتدل علي الترتيب والتعقيب مع الاشتراك‏,‏ او يكون ما قبلها عله لما بعدها‏,‏ وتجري علي العطف والتعقيب دون الاشتراك‏,‏ وقد تكون للابتداء‏,‏ ويكون مابعدها حينئذ كلاما مستانفا‏,‏ واغلب الظن انها هنا للابتداء‏.‏

    ولا احد حروف الهجاء‏,‏ اعتبرها نحاه البصريين حرفا زائدا في اللفظ لا في المعني‏,‏ بينما اعتبرها نحاه الكوفيين اسما لوقوعها موقع الاسم‏,‏ خاصه اذا سبقت بحرف من حروف الجر‏,‏ وهي تاتي نافيه للجنس‏,‏ او ناهيه عن امر‏,‏ او جوابيه لسوال‏,‏ او بمعني غير او زائده‏,‏ وتاره تعمل عمل ان‏,‏ او عمل ليس‏,‏ او غير ذلك من المعاني‏.‏
    ومن اساليب اللغه العربيه ادخال لا النافيه للجنس علي فعل القسم‏:‏ لا اقسم من اجل المبالغه في توكيد القسم‏,‏ بمعني انه لا يقسم بالشيء الا تعظيما له‏,‏ كانهم ينفون ما سوي المقسم عليه فيفيد تاكيد القسم به‏,‏ وقيل‏:‏ هي للنفي‏,‏ بمعني لا اقسم به اذ الامر اوضح من ان يحتاج الي قسم اصلا فضلا عن هذا القسم العظيم‏.‏

    ومواقع النجوم هي الاماكن التي تمر بها في جريها عبر السماء وهي محتفظه بعلاقاتها المحدده بغيرها من الاجرام في المجره الواحده‏,‏ وبسرعات جريها ودورانها‏,‏ وبالابعاد الفاصله بينها‏,‏ وبقوي الجاذبيه الرابطه بينها‏,‏ واللفظه مواقع جمع موقع يقال‏:‏ وقع الشيء موقعه‏,‏ من الوقوع بمعني السقوط‏.‏ والمسافات بين النجوم مذهله للغايه لضخامه ابعادها‏,‏ وحركات النجوم عديده وخاطفه‏,‏ وكل ذلك منوط بالجاذبيه‏,‏ وهي قوه لا تري‏,‏ تحكم الكتل الهائله للنجوم‏,‏ والمسافات الشاسعه التي تفصل بينها‏,‏ والحركات المتعدده التي تتحركها من دوران حول محاورها وجري في مداراتها المتعدده‏,‏ وغيرذلك من العوامل التي نعلم منها ولا نعلم‏....!!!‏
    وهذا القسم القراني العظيم بمواقع النجوم يشير الي سبق القران الكريم بالاشاره الي احدي حقائق الكون المبهره‏,‏ والتي تقول انه نظرا للابعاد الشاسعه التي تفصل نجوم السماء عن ارضنا‏,‏ فان الانسان علي هذه الارض لا يري النجوم ابدا‏,‏ ولكنه يري مواقع مرت بها النجوم ثم غادرتها‏,‏ وعلي ذلك فهذه المواقع كلها نسبيه‏,‏ وليست مطلقه‏,‏ ليس هذا فقط بل ان الدراسات الفلكيه الحديثه قد اثبتت ان نجوما قديمه قد خبت او تلاشت منذ ازمنه بعيده‏,‏ والضوء الذي انبثق منها في عدد من المواقع التي مرت بها لايزال يتلالا في ظلمه السماء في كل ليله من ليالي الارض الي اليوم الراهن‏,‏ كما انه نظرا لانحناء الضوء في صفحه الكون فان النجوم تبدو لنا في مواقع ظاهريه غير مواقعها الحقيقيه‏,‏ ومن هنا كان هذا القسم القراني بمواقع النجوم‏,‏ وليس بالنجوم ذاتها علي عظم قدر النجوم التي كشف العلم عنها انها افران كونيه عجيبه يخلق الله‏(‏ تعالي‏)‏ لنا فيها كل صور الماده والطاقه التي ينبني منها هذا الكون المدرك‏.‏

    ماهيه النجوم



    النجوم هي اجرام سماويه منتشره بالسماء الدنيا‏,‏ كرويه او شبه كرويه‏,‏ غازيه‏,‏ ملتهبه‏,‏ مضيئه بذاتها‏,‏ متماسكه بقوه الجاذبيه علي الرغم من بنائها الغازي‏,‏ هائله الكتله‏,‏ عظيمه الحجم‏,‏ عاليه الحراره بدرجه مذهله‏,‏ وتشع كلا من الضوء المرئي وغير المرئي بجميع موجاته‏.‏ ويمكن بدراسه ضوء النجم الواصل الينا التعرف علي العديد من صفاته الطبيعيه والكيميائيه من مثل درجه لمعانه‏,‏ شده اضاءته‏,‏ درجه حرارته‏,‏ حجمه‏,‏ كتلته‏,‏ موقعه منا‏,‏ سرعه دورانه حول محوره‏,‏ وسرعه جريه في مداره‏,‏ تركيبه الكيميائي‏,‏ ومستوي التفاعلات النوويه فيه الي غير ذلك من صفات‏.‏
    وقد امكن تصنيف النجوم العاديه علي اساس من درجه حراره سطحها الي نجوم حمراء‏(3200‏ درجه مطلقه‏)‏ وهي اقلها حراره‏,‏ الي نجوم برتقاليه‏,‏ وصفراء‏,‏ وبيضاء مائله الي الصفره‏,‏ وبيضاء‏,‏ وبيضاء مائله الي الزرقه‏,‏ وزرقاء‏(30,000‏ درجه مطلقه‏)‏ وهي اشدها حراره‏,‏ وشمسنا من النجوم الصفراء متوسطه الحراره اذ تبلغ درجه حراره سطحها حوالي سته الاف درجه مطلقه‏.‏

    والغالبيه الساحقه من النجوم‏(90%)‏ تتبع هذه الانواع من النجوم العاديه التي تعرف باسم نجوم النسق الاساسي
    ‏(Main Sequence Srars),‏
    والباقي هي نجوم في مراحل الانكدار او الطمس او في مراحل الانفجار والتلاشي‏,‏ من مثل الاقزام البيضاء‏,‏ النجوم النيوترونيه‏(‏ النابضه وغير النابضه‏)‏ والثقوب السود في المجموعه الاولي‏,‏ والعمالقه الحمر‏,‏ والعمالقه العظام‏,‏ والنجوم المستعره‏,‏ وفوق المستعرات في المجموعه الثانيه‏.‏
    واكثر النجوم العاديه لمعانا هي اعلاها كثافه‏,‏ وبعضها يصل في كتلته الي مائه مره قدر كتله الشمس‏,‏ وتشع قدر اشعاع الشمس ملايين المرات‏.‏

    واقل نجوم السماء لمعانا هي الاقزام الحمر
    ‏(Red Dwarfs),‏
    وتبلغ درجه لمعانها اقل من واحد من الالف من درجه لمعان الشمس‏.‏
    واقل كتله لجرم سماوي يمكن ان تتم بداخله عمليه الاندماج النووي فيسلك مسلك النجوم هو‏8%‏ من كتله الشمس‏(‏ المقدره بحوالي الفي مليون مليون مليون مليون طن‏),‏ والنجوم بمثل هذه الكتل الصغيره‏,‏ نسبيا هي من النجوم المنكدره من امثال النجوم البنيه القزمه او مايعرف باسم الاقزام البنيه
    ‏(Brown Dwarfs)..‏

    والنجوم تمر بمراحل من الميلاد والشباب والشيخوخه قبل ان تنفجر او تتكدس علي ذاتها فتطمس طمسا كاملا‏,‏ فهي تولد من الدخان الكوني بتكدس هذا الدخان علي ذاته‏(‏ باراده الخالق سبحانه وتعالي‏)‏ وبفعل الجاذبيه فتتكون نجوم ابتدائيه
    ‏(Prostars),‏
    ثم تتحول هذه النجوم الابتدائيه الي النجوم العاديه
    ‏(Main Sequence Srars),‏
    ثم تنتفخ متحوله الي العماليق الحمر
    ‏(Red Giants),‏
    فاذا فقدت العماليق الحمر هالاتها الغازيه تحولت الي مايعرف باسم السدم الكوكبيه
    ‏(Planetary Nebulae),‏
    ثم تنكمش علي هيئه مايعرف باسم الاقزام البيض
    ‏(White Dwarfs),‏
    وقد تتكرر عمليه انتفاخ القزم الابيض الي عملاق احمر ثم العوده الي القزم الابيض عده مرات‏,‏ وتنتهي هذه الدوره بالانفجار علي هيئه فوق مستعر من الطراز الاول
    ‏(Type I Super nova Explosion)‏
    اما اذا كانت الكتله الابتدائيه للنجم العادي كبيره‏(‏ عده مرات قدر كتله الشمس‏)‏ فانه ينتفخ في اخر عمره علي هيئه العمالقه الكبار
    ‏(Super giants),‏
    ثم ينفجر علي هيئه فوق مستعر من الطراز الثاني
    ‏(Type II Super nova Explosion),‏
    فينتج عن هذا الانفجار النجوم النيوترونيه
    ‏(Neutron Stars)‏
    النابضه
    ‏(Pulsars),‏
    وغير النابضه
    ‏(Non-Pulsating Neutron Stars),‏
    او الثقوب السود
    ‏(Black Holes)‏
    او ما نسميه باسم النجوم الخانسه الكانسه وذلك حسب الكتله الابتدائيه للنجم‏.‏

    والنجوم العاديه منها المفرد‏(‏ مثل شمسنا‏)‏ والمزدوج
    ‏(Binary Stars)‏
    ومنها المتعدد
    ‏(Multiple Stars),‏
    وتشير الدراسات الفلكيه الي ان اغلب النجوم مزدوجه او متعدده‏,‏ والنجوم المزدوجه تتشكل من نجمين يدوران في مدار واحد حول مركز ثقلهما
    ‏Common Cente of Mass,‏
    ومن النجوم المزدوجه مايتقارب فيها النجمان من بعضهما البعض بحيث لايمكن فصلهما الا عن طريق فصل اطياف الضوء المنبثق من كل منهما بواسطه المطياف الضوئي
    ‏(Spectroscope),‏
    ومن هذه النجوم المزدوجه مايمكن ان يخفي احدهما الاخر لدرجه الكسوف الكلي‏.‏
    والنجوم افران كونيه يتم في داخلها سلاسل من التفاعلات النوويه التي تعرف باسم عمليه الاندماج النووي
    ‏(Nuclear Fusion)‏
    وهي عمليه يتم بواسطتها اندماج نوي ذرات الايدروجين‏(‏ اخف العناصر المعروفه‏)‏ لتكون نوي الذرات الاثقل بالتدريج وتنطلق الطاقه التي تزيد من درجه حراره النجم حتي يتحول الي مايعرف باسم النجم المستعر
    ‏(Nova)‏
    والعملاق الاحمر
    ‏RedGiant,‏
    او النجم العملاق الاعظم
    ‏(Supergiant)‏
    وحينما يتحول قلب النجم المستعر الي حديد تستهلك طاقه النجم‏,‏ وتتوقف عمليه الاندماج النووي فيه‏,‏ وينفجر النجم فيتحول اما الي قزم ابيض‏,‏ او الي نجم نيوتروني او الي ثقب اسود حسب كتلته الابتدائيه فينكدر النجم او يطمس ضووه طمسا كاملا‏.‏

    وعند انفجار النجوم تتناثر اشلاوها ومنها الحديد في صفحه السماء‏,‏ فيبدا بعض هذا الحديد في اصطياد الجسيمات الاوليه للماده لتكوين العناصر الاعلي في وزنها الذري من الحديد بالتدريج‏.‏

    الشمس نجم من نجوم السماء الدنيا



    الشمس هي النجم الذي تتبعه ارضنا فتدور حولها مع باقي افراد المجموعه الشمسيه‏,‏ وتدور معها حول مركز المجره‏,‏ وهي اقرب نجوم السماء الينا‏,‏ ويقدر بعدها عنا بحوالي مائه وخمسين مليونا من الكيلو مترات‏,‏ ويقدر نصف قطرها بحوالي سببعمائه الف كيلو متر‏(6.960*510‏ كيلو متر‏),‏ وتقدر كتلتها بحوالي الفي مليون مليون مليون مليون طن‏(1.99*10(27)‏ طن‏),‏ ومتوسط كثافتها‏(1.41‏ جرام للسنتيمتر المكعب‏)‏ اي اعلي قليلا من كثافه الماء‏,‏ وتبدو الشمس لنا قرصا صغيرا في السماء علي الرغم من ان حجمها يزيد عن مليون ضعف حجم الارض نظرا لبعدها الشاسع عنا‏.‏
    وتقدر درجه حراره لب الشمس بحوالي‏15‏ مليون درجه مطلقه‏,‏ ودرجه حراره سطحها حوالي سته الاف درجه مطلقه‏(5800‏ درجه مطلقه‏)‏ بينما تصل درجه الحراره في هاله الشمس‏(‏ اي اكليلها‏)‏ الي مليوني درجه مطلقه‏,‏ وهذه الدرجات العاليه من الحراره‏,‏ والانخفاض الشديد في كثافه ماده الشمس لايسمحان للانسان من علي سطح الارض برويه الشمس بالعين المجرده‏,‏ ولاباستخدام المناظير المقربه الا اذا احتجبت الكره المضيئه للشمس
    ‏(Photosphere)‏
    احتجابا كاملا بالكسوف الكلي لها او بالطرق المختبريه المختلفه‏,‏ والكثافه في مركز الشمس تصل الي‏90‏ جراما للسنتيمتر المكعب‏,‏ وتتناقص في اتجاه سطح الشمس لتصبح جزءا من عشره ملايين من الجرام للسنتيمتر المكعب‏,‏

    وتنتج الطاقه في الشمس اساسا من تحول الايدروجين الي هيليوم بعمليه الاندماج النووي‏,‏ وان كانت العمليه تستمر بمعدلات بسيطه لتنتج بعض العناصر الاعلي في وزنها الذري وتتكون الشمس بنسبه‏70%‏ ايدروجين‏,28%‏ هيليوم‏,2%‏ عناصر اخري‏,‏ والشمس هي مصدر كافه صور الطاقه الارضيه‏.‏
    ونظرا لان غالبيه جسم الشمس غازي لاتمسك به الا الجاذبيه الشديده للشمس فان دورانها حول محورها يتم بطريقه جزئيه‏,‏ قلب الشمس‏(‏ حوالي ثلث قطرها‏)‏ يدور كجسم صلب يتم دورته في‏36.5‏ يوم من ايام الارض تقريبا‏,‏ بينما الكره الغازيه المحيطه بذلك اللب‏(‏ وسمكها حوالي ثلثي نصف قطر الشمس‏)‏ يتم دورته حول مركز الشمس في حوالي‏24‏ يوما من ايام الارض‏,‏ وعلي ذلك فان متوسط سرعه دوران الشمس حول محورها يقدر بحوالي‏27‏ وثلث يوم من ايامنا‏.‏

    وتجري الشمس‏(‏ ومعها مجموعتها الشمسيه‏)‏ في صفحه الكون بسرعه تقدر بحوالي‏19‏ كيلو متر في الثانيه نحو نقطه في كوكبه هرقل بالقرب من نجم النسر الواقع
    ‏(Vega)‏
    وهي تسمي علميا باسم مستقر الشمس‏,‏ كما تجري الشمس‏(‏ ومعها مجموعتها الشمسيه بسرعه تقدر بحوالي‏220‏ كيلو مترا في الثانيه حول مركز مجرتنا‏(‏ درب اللبانه‏)‏ لتتم هذه الدوره في‏250‏ مليون سنه‏.‏
    واقرب كواكب المجموعه الشمسيه الي الشمس وهو كوكب عطارد يبعد عنها بحوالي‏58‏ مليون كيلو متر‏,‏ وابعدها عن الشمس وهو كوكب بلوتو يبعد عنها بحوالي سته الاف مليون كيلو متر‏.‏

    واذا خرجنا عن نطاق المجموعه الشمسيه فان هذه المقاييس الارضيه لاتفي بقياس المسافات التي تفصل بقيه نجوم السماء الدنيا عنا‏,‏ فاتفق العلماء علي وحده قياس كونيه تعرف باسم السنه الضوئيه‏,‏ وهي المسافه التي يقطعها الضوء بسرعته‏(‏ المقدره بحوالي الثلاثمائه الف كيلو متر في الثانيه‏)‏ في سنه من سنينا‏,‏ وهي مسافه مهوله تقدر بحوالي‏9.5‏ مليون مليون كيلو متر‏.‏

    ابعاد النجوم عن ارضنا
    اكتشف علماء الفلك ان اقرب النجوم الينا بعد الشمس هو نجم الاقرب القنطوري
    ‏Alpha Centaurus‏
    يبعد عنا بمسافه‏4.3‏ من السنين الضوئيه‏,‏ بينما يبعد عنا النجم القطبي بحوالي‏400‏ سنه ضوئيه‏,‏ ومنكب الجوزاء يبعد عنا بمسافه‏1600‏ سنه ضوئيه‏,‏ وابعد نجوم مجرتنا‏(‏ درب اللبانه‏)‏ يبعد عنا بمسافه ثمانين الف سنه ضوئيه‏.‏
    ومجموعتنا الشمسيه عباره عن واحده من حشد هائل للنجوم علي هيئه قرص مفرطح يبلغ قطره مائه الف سنه ضوئيه‏,‏ وسمكه نحو عشر ذلك‏,‏ وتقع مجموعتنا الشمسيه علي بعد ثلاثين الف سنه ضوئيه من مركز المجره‏,‏ وعشرين الف سنه ضوئيه من اقرب اطرافها‏.‏

    وتحتوي مجرتتا‏(‏ درب اللبانه‏
    =Milky Way)‏
    علي تريليون‏(‏ مليون مليون‏)‏ نجم‏,‏ وبالجزء المدرك من السماء الدنيا مائتي الف مليون مجره علي الاقل‏,‏ تسبح في ركن من السماء الدنيا يقدر قطره باكثر من عشرين الف مليون سنه ضوئيه‏.‏
    اقرب المجرات الينا تعرف باسم سحب ماجيلان
    ‏Magellanic Clouds‏
    تبعد عنا بمسافه مائه وخمسين الف سنه ضوئيه‏.‏

    المجرات تجمعات للنجوم
    المجرات هي نظم كونيه شاسعه الاتساع تتكون من التجمعات النجميه والغازات والغبار الكونيين‏(‏ الدخان الكوني‏)‏ بتركيز يتفاوت من موقع لاخر في داخل المجره‏.‏
    وهذه التجمعات النجميه تضم عشرات البلايين الي بلايين البلايين من النجوم في المجره الواحده‏,‏ وتختلف نجوم المجره في احجامها‏,‏ ودرجات حرارتها‏,‏ ودرجات لمعانها‏,‏ وفي غير ذلك من صفاتها الطبيعيه والكيميائيه‏,‏ وفي مراحل دورات حياتها‏,‏ واعمارها‏,‏ فمنها النجوم العاديه المفرده‏,‏ والمزدوجه‏,‏ والعديده‏,‏ والعماليق الكبار والحمر‏,‏ والنجوم القزمه البيضاء والبنيه والسوداء‏,‏ والنجوم النيوترونيه‏,‏ والثقوب السود‏,‏ واشباه النجوم وغيرها مما يتخلق باستمرار من الدخان الكوني‏.‏

    ومن المجرات ماهو حلزوني الشكل‏,‏ ومنها ماهو بيضاني‏(‏ اهليلجي‏),‏ ومنها ماهو غير محدد الشكل‏,‏ ومنها ماهو اكبر من مجرتنا بكثير‏,‏ ومنها ماهو في حجمها او اصغر منها‏,‏ وتتبع مجرتنا عددا من المجرات يعرف باسم المجموعه المحليه
    ‏Local Group‏
    وقد يتجمع عدد اكبر من المجرات علي هيئه عنقود مجري
    ‏Galactic Cluster‏
    كما قد يتجمع عدد من العناقيد المجريه علي هيئه عنقود مجري عملاق
    ‏Galactic Super cluster‏
    يضم عشرات الالاف من المجرات‏.‏
    وتتراوح المجرات في شده اضاءتها بين سحب ماجلان العظيمه‏,‏ وعدد من النقاط الباهته التي لاتكاد ان تدرك باكبر المقاريب‏(‏ المناظير المقربه‏),‏ وتقع اكثر المجرات ضياء في دائره عظمي تحيط بنا في اتجاه عمودي تقريبا علي مستوي مجرتنا‏,‏ وتتراوح المسافات بين المجرات في التجمع المجري الواحد بين المليون والمليونين من السنين الضوئيه‏,‏ وتبلغ مائه مره ضعف ذلك بين التجمعات المجريه التي تعتبر وحده بناء السماء الدنيا‏.‏

    وبالاضافه الي المجرات وتجمعاتها المختلفه في الجزء المدرك من السماء الدنيا فاننا نري السدم
    ‏Nebulae,‏
    وهي اجسام دخانيه تتخلق بداخلها النجوم‏,‏ ومن السدم ماهو مضئ وماهو معتم‏.‏

    اشباه النجوم
    وهناك اشباه النجوم
    ‏Quasars‏
    وهي اجسام ضعيفه الاضاءه‏,‏ ولكنها تطلق اقوي الموجات الراديويه في السماء الدنيا‏,‏ وقد اشتق اسمها باللغه الانجليزيه من الوصف
    ‏((Quasi-Srellar Radio Sources‏
    اشباه نجوم مصدره للموجات الراديويه‏,‏ وان كان منها مالا يصدر موجات راديويه
    ‏(Radio-quietQuasiStellarObjects).‏

    وهي اجرام سماويه تتباعد عنا بسرعات فائقه‏,‏ وتعتبر ابعد ماتم رصده من اجرام السماء بالنسبه للارض الي الان‏.‏ وتبدو انها حاله خاصه من حالات الماده غير معروفه لنا‏,‏ وتقدر كتله شبيه النجوم بحوالي مائه مليون ضعف كتله الشمس‏,‏ وتبلغ كثافته واحدا علي البليون من الطن للسنتيمتر المكعب‏(‏ واحد علي الف مليون مليون من الجرام للسنتيمتر المكعب‏),‏ وتبلغ الطاقه الناتجه عنه مائه مليون مليون مره قدر طاقه الشمس‏.‏
    وقد تم الكشف عن حوالي‏1500‏ من اشباه النجوم علي اطراف الجزء المدرك من الكون‏,‏ وكشفت دراستها بواسطه المقربات الراديويه عن عدد من المفاجات الفلكيه المذهله‏,‏ ويتوقع الفلكيون وجود الاف من هذه الاجرام السماويه العجيبه‏.‏

    من اسباب القسم بمواقع النجوم
    هذه الصفات المذهله للنجوم تركها القسم القراني وركز علي مواقع النجوم فقال ربنا تبارك وتعالي‏:‏
    فلا اقسم بمواقع النجوم‏*‏ وانه لقسم لو تعلمون عظيم‏[‏ الواقعه‏:75‏ ‏76]‏

    ولعل من اسباب ذلك ما يلي‏:‏
    اولا‏:‏ انه نظرا للابعاد الشاسعه التي تفصل نجوم السماء عنا‏,‏ فاننا لا يمكن لنا رويه النجوم من علي سطح الارض ابدا‏,‏ ولا بايه وسيله ماديه‏,‏ وكل الذي نراه من نجوم السماء هو مواقعها التي مرت بها ثم غادرتها‏,‏ اما بالجري في الفضاء الكوني بسرعات مذهله‏,‏ او بالانفجار والاندثار‏,‏ او بالانكدار والطمس‏.‏
    فالشمس وهي اقرب نجوم السماء الينا تبعد عنا بمسافه مائه وخمسين مليون كيلومتر‏,‏ فاذا انبثق منها الضوء بسرعته المقدره بحوالي الثلاثمائه الف كيلومتر في الثانيه من موقع معين مرت به الشمس فان ضوءها يصل الي الارض بعد ثماني دقائق وثلث دقيقه تقريبا‏,‏ بينما تجري الشمس بسرعه تقدر بحوالي‏19‏ كيلومترا في الثانيه في اتجاه نجم النسر الواقع
    ‏Vega‏
    فتكون الشمس قد تحركت لمسافه لا تقل عن عشره الاف كيلومتر عن الموقع الذي انبثق منه الضوء‏.‏

    واقرب النجوم الينا بعد الشمس وهو المعروف باسم الاقرب القنطوري يصل الينا ضووه بعد‏4,3‏ سنه من انطلاقه من النجم‏,‏ اي بعد اكثر من خمسين شهرا يكون النجم قد تحرك خلالها ملايين عديده من الكيلومترات‏,‏ بعيدا عن الموقع الذي صدر منه الضوء‏,‏ وهكذا فنحن من علي سطح الارص لا نري النجوم ابدا‏,‏ ولكننا نري صورا قديمه للنجوم انطلقت من مواقع مرت بها‏,‏ وتتغير هذه المواقع من لحظه الي اخري بسرعات تتناسب مع سرعه تحرك النجم في مداره‏,‏ ومعدلات توسع الكون‏,‏ وتباعد المجرات عنا‏,‏ والتي يتحرك بعضها بسرعات تقترب احيانا من سرعه الضوء‏,‏ وابعد نجوم مجرتنا عنا يصلنا ضووه بعد ثمانين الف سنه من لحظه انبثاقه من النجم‏,‏ بينما يصلنا ضوء بعض النجوم البعيده عنا بعد بلايين السنين‏,‏ وهذه المسافات الشاسعه مستمره في الزياده مع الزمن نظرا لاستمرار تباعد المجرات عن بعضها البعض في ضوء ظاهره اتساع الكون‏,‏ ومن النجوم التي تتلالا اضواوها في سماء ليل الارض ما قد انفجر وتلاشي او طمس واختفي منذ ملايين السنين‏,‏ لان اخر شعاع انبثق منها قبل انفجارها او طمسها لم يصل الينا بعد‏,‏ والضوء القادم منها اليوم يعبر عن ماض قد يقدر بملايين السنين‏.‏
    ثانيا‏:‏ ثبت علميا ان الضوء مثل الماده ينحني اثناء مروره في مجال تجاذبي مثل الكون‏,‏ وعليه فان موجات الضوء تتحرك في صفحه السماء الدنيا في خطوط منحنيه يصفها القران الكريم بالمعارج‏,‏ ويصف الحركه ذاتها بالعروج‏,‏ وهو الانعطاف والخروج عن الخط المستقيم‏,‏ كما يمكن ان يفيد الصعود في خط منعطف‏,‏ ومن هنا كان وصف رحله المصطفي صلي الله عليه وسلم في السماوات العلا بالعروج‏,‏ وسميت الليله باسم المعراج والجمع معارج ومعاريج‏.‏

    وحينما ينعطف الضوء الصادر من النجم في مساره الي الارض فان الناظر من الارض يري موقعا للنجم علي استقامه بصره‏,‏ وهو موقع يغاير موقعه الذي صدر منه الضوء‏,‏ مما يوكد مره اخري ان الانسان من فوق سطح الارض لا يمكنه ان يري النجوم ابدا‏.‏
    ثالثا‏:‏ ان النجوم في داخل المجره الواحده مرتبطه مع بعضها بالجاذبيه المتبادله بينها‏,‏ والتي تحكم مواقع النجوم وكتلها‏,‏ فمع تسليمنا بان الله تعالي هو الذي يمسك السماوات والارض ان تزولا كما اخبرنا تبارك وتعالي بقوله‏:‏

    ان الله يمسك السماوات والارض ان تزولا ولئن زالتا ان امسكهما من احد من بعده انه كان حليما غفورا‏*‏
    ‏[‏ فاطر‏:41]‏

    ويقول ربنا عز من قائل‏:‏
    ‏..‏ ويمسك السماء ان تقع علي الارض الا باذنه ان الله بالناس لرءوف رحيم
    ‏[‏الحج‏:65].‏

    الا ان الله تعالي له سننه التي يحقق بها مشيئته وهو القادر علي ان يقول للشيء‏:‏ كن فيكون لكنه تعالي وضع للكون هذه السنن المتدرجه لكي يستطيع الانسان فهمها ويتمكن من توظيفها في حسن القيام بواجب الاستخلاف في الارض‏,‏ فمواقع النجوم علي مسافات تتناسب تناسبا طرديا مع كتلها ومرتبطه ارتباطا وثيقا بقوي الجاذبيه التي تمسك بها في تلك المواقع وتحفظ السماء ان تقع علي الارض الا باذن الله ومن هنا كانت قيمه مواقع النجوم التي كانت من وراء هذا القسم القراني العظيم‏...!!‏
    رابعا‏:‏ اثبتت دراسات الفلك‏,‏ ودراسات كل من الفيزياء الفلكيه والنظريه ان الزمان والمكان شيئان متواصلان‏,‏ ومن هنا كانت مواقع النجوم المتراميه الابعاد تعكس اعمارها الموغله في القدم‏,‏ والتي توكد ان الكون الذي نحيا فيه ليس ازليا‏,‏ بل كانت له بدايه يحددها الدارسون باثني عشر بليونا من السنين علي اقل تقدير‏,‏ ومن هنا كان في القسم بمواقع النجوم اشاره الي قدم الكون مع حدوثه‏,‏ وهي حقائق لم يتوصل اليها العلم المكتسب الا بنهايه القرن العشرين‏.‏

    فقد كان اليونانيون القدامي يصرون علي ان الارض هي مركز الكون‏,‏ او ان الشمس هي مركز الكون‏,‏ وان كليهما ثابت لا يتحرك‏,‏ غير متصورين وجود ايه بنيه سماويه الا حول الشمس‏,‏ وكان غيرهم من اصحاب المدنيات السابقه واللاحقه يومنون بديمومه الارض والنجوم‏,‏ وما بها من صور الماده والطاقه‏,‏ بل ظل الغربيون الي اوائل القرن الثامن عشر الميلادي يومنون بان النجوم مثبتات بالسماء‏,‏ وان السماء بنجومها تتحرك كقطعه واحده حول الارض‏,‏ وان الكون في مركزه ثابت غير متحرك‏,‏ ومكون من عناصر اربعه هي التراب‏,‏ والماء‏,‏ والهواء والنار وحول تلك الكرات الاربع الثابته تتحرك السماوات‏,‏ ثم ياتي القران الكريم قبل الف واربعمائه من السنين ليقسم بمواقع النجوم هذا القسم العظيم‏,‏ موكدا نسبيه واهميه وتعاظم تلك المواقع‏,‏ وان الانسان لا يمكن له رويه النجوم من فوق الارض‏,‏ وكل ما يمكن ان يراه هي مواقع مرت بها النجوم‏,‏ وياتي العلم في نهايه القرن العشرين موكدا كل ذلك‏..!!‏
    وهنا يتبادر الي الذهن السوال المهم‏:‏ من الذي علم سيدنا محمدا صلي الله عليه وسلم كل هذه المعارف العلميه الدقيقه لو لم يكن القران الذي اوحي اليه هو كلام الله الخالق‏..!!‏؟ ولماذا اشار القران الكريم الي مثل هذه القضايا الغيبيه التي لم يكن لاحد علم بها في زمان الوحي ولا لقرون متطاوله من بعد ذلك؟ لولا ان الله تعالي يعلم بعلمه المحيط ان الناس سوف ياتي عليهم زمان يدركون فيه تلك الحقيقه الكونيه‏,‏ ثم يرجعون الي كتاب الله الخاتم فيقراون فيه هذا القسم القراني العظيم‏:‏ فلا اقسم بمواقع النجوم‏*‏ وانه لقسم لو تعلمون عظيم‏*‏ الواقعه‏:75‏ ‏76‏ فيشهدون بان القران الكريم هو كلام الله الخالق‏,‏ الذي ابدع هذا الكون بعلمه وحكمته وقدرته‏,‏ ويشهدون لهذا النبي الخاتم صلي الله عليه وسلم انه كان موصولا بالوحي‏,‏ ومعلما من قبل خالق السماوات والارض‏,‏ وانه عليه افضل الصلاه وازكي التسليم كان بحق كما وصفه ربنا تبارك وتعالي‏:‏

    وما ينطق عن الهوي‏*‏ ان هو الا وحي يوحي‏*‏ علمه شديد القوي‏*[‏ النجم‏:3‏ ‏5]‏
    وحينما يتم لهم ذلك تخر اعناقهم للقران خاضعين بسلاح العلم الكوني الذي كثيرا ما استخدم من قبل كذبا وزورا لهدم الدين‏..‏
    والله غالب علي امره ولكن اكثر الناس لايعلمون‏*.[‏ يوسف‏:21]‏
    صفحة الأحاديث النبوية

    http://www.facebook.com/pages/الاحاد...01747446575326

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    1,600
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    29-11-2014
    على الساعة
    05:10 PM

    افتراضي

    10 وجعلنا الليل والنهار ايتين فمحونا ايه الليل وجعلنا ايه النهار مبصره
    لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا
    الاسراء: 12

    في هذه الايه الكريمه يذكرنا ربنا تبارك وتعالي بانه قد جعل الليل والنهار ايتين من اياته الكونيه المبهره التي تدل علي طلاقه قدرته‏,‏ وبالغ حكمته‏,‏ وبديع صنعه في خلقه‏,‏ فاختلاف هيئه كل من الليل والنهار في الظلمه والنور‏,‏ وتعاقبهما علي وتيره رتيبه منتظمه ليدل دلاله قاطعه علي ان لهما خالقا قادرا عليما حكيما‏..‏

    والايه في اللغه العلامه والجمع اي‏,‏ وايات والايه من كتاب الله جماعه حروف تكون كلمه او مجموعه كلمات تبني منها الايه لتحمل دلاله معينه‏.‏

    اراء المفسرين
    يذكر عدد من المفسرين في شرح هذه الايه الكريمه ان الله تعالي قد جعل من صفات الليل انه مظلم‏,‏ كما جعل من صفات النهار انه منير‏,‏ وربما كان ذلك هو ايه كل منهما‏,‏ وهذا الفهم دفع ببعض المفسرين الي القول بان من معاني قوله تعالي‏:‏فمحونا ايه الليل‏..‏ اي جعلنا الليل‏,‏ وهو ايه من ايات الله مظلما‏,‏ وجعلنا من صفاته تلك الظلمه‏,‏ وان من معاني قوله تعالي‏:‏وجعلنا ايه النهار مبصره اي جعلنا الايه‏(‏ التي هي النهار‏)‏ منيره تعين علي الابصار فيها‏,‏ من نحو قول العرب‏:‏ابصر النهار اذا انار وصار بحاله يبصر فيها‏,‏ ولكن المقابله بين محو ايه الليل وجعل ايه النهار مبصره ربما تتحمل من المعاني ما هو فوق ذلك‏,‏ مما يحتاج الي توظيف العديد من الحقائق العلميه الحديثه من اجل حسن فهم دلاله تلك المقابله‏.‏
    فواضح نص الايه الكريمه ان الله تعالي قد محا ايه الليل‏,‏ وابقي ايه النهار مبصره لكي يتيح الفرصه للخلق لابتغاء الفضل منه‏,‏ والسعي علي كسب الرزق اثناء النهار‏,‏ وللخلود الي السكينه والراحه بالليل‏,‏ وان في هذا التبادل بين الليل المظلم والنهار المنير وسيله ميسره لتحديد الزمن‏,‏ ولتاريخ الاحداث‏,‏ فبدون ذلك التتابع الرتيب لليل والنهار يتلاشي احساس الانسان بمرور الزمن‏,‏ وتتوقف قدرته علي متابعه الاحداث والتاريخ لها‏,‏ ولذلك يمن علينا ربنا تبارك وتعالي في ختام هذه الايه الكريمه بانه قد فصل لنا كل شيء في وحيه الخاتم القران الكريم الذي ليس من بعده وحي من الله‏,‏ وليست من بعده ايه رساله ربانيه‏,‏ ولذلك جاء ذلك التفصيل الالهي تفصيلا دقيقا واضحا لكل امر من امور الدين الذي لا يستطيع الانسان ان يضع لنفسه فيه ايه ضوابط صحيحه‏.‏

    ايتا الليل والنهار
    الليل والنهار ايتان كونيتان عظيمتان من ايات الله في الخلق‏,‏ تشهدان بدقه بناء الكون‏,‏ وانتظام حركه كل جرم فيه‏,‏ واحكام السنن الضابطه له‏,‏ ومنها تلك السنن الحاكمه لحركات كل من الارض والشمس‏,‏ والتي تتضح بجلاء في التبادل المنتظم للفصول المناخيه‏,‏ والتعاقب الرتيب لليل والنهار‏,‏ وما يصاحب ذلك كله من دقه واحكام بالغين‏..!!‏
    فنحن نعلم اليوم ان التبادل بين الليل المظلم والنهار المنير هو من الضرورات اللازمه للحياه علي الارض‏,‏ ولاستمراريه وجود تلك الحياه بصورها المختلفه حتي يرث الله تعالي الارض ومن عليها‏.‏

    فبهذا التبادل بين الظلام والنور يتم التحكم في درجات الحراره والرطوبه‏,‏ وكميات الضوء اللازمه للحياه في مختلف بيئاتها الارضيه‏,‏ كما يتم التحكم في العديد من الانشطه والعمليات الحياتيه من مثل التنفس‏,‏ والنتح‏,‏ والتمثيل الضوئي‏,‏ والايض‏,‏ وغيرها ويتم ضبط التركيب الكيميائي للغلاف الغازي المحيط بالارض‏,‏ وضبط صفاته الطبيعيه‏,‏ وتتم دوره المياه بين الارض والسماء والتي لولاها لفسد كل ماء الارض كما يتم ضبط حركات كل من الامواج المختلفه في البحار والمد والجزر‏,‏ والرياح والسحاب‏,‏ ونزول المطر باذن الله‏,‏ ويتم تفتيت الصخور وتكون التربه بمختلف انواعها ومنها الصالحه للانبات‏,‏ وغير الصالحه‏,‏ وترسب الصخور ومنها القادره علي خزن كل من الماء والنفط والغاز ومنها غير القادره علي ذلك‏,‏ وتركيز مختلف الثروات الارضيه‏,‏ وغير ذلك من العمليات والظواهر التي بدونها لا يمكن للارض ان تكون صالحه للحياه‏.‏
    وتعاقب الليل والنهار علي نصفي الارض هو كذلك ضروري‏,‏ لان جميع صور الحياه الارضيه لا تتحمل مواصله العمل دون راحه والا هلكت‏,‏ فالانسان والحيوان والنبات‏,‏ وغير ذلك من انماط الحياه البسيطه يحتاج الي الراحه بالليل لاستعاده النشاط بالنهار او عكس ذلك بالنسبه لانماط الحياه الليليه فالانسان علي سبيل المثال يحتاج الي ان يسكن بالليل فيخلد الي شيء من الراحه والعباده والنوم مما يعينه علي استعاده نشاطه البدني والذهني والروحي‏,‏ وعلي استرجاع راحته النفسيه‏,‏ واستجماع قواه البدنيه حتي يتهيا للعمل في النهار التالي وما يتطلبه ذلك من قيام بواجبات الاستخلاف في الارض‏,‏ وقد ثبت بالتجارب العمليه والدراسات المختبريه ان افضل نوم الانسان هو نومه بالليل‏,‏ خاصه في ساعات الليل الاولي‏,‏ وان اطاله النوم بالنهار ضار بصحته لانه يوثر علي نشاط الدوره الدمويه تاثيرا سلبيا‏,‏ ويودي الي شيء من التيبس في العضلات‏,‏ والتراكم للدهون علي مختلف اجزاء الجسم‏,‏ والي زياده في الوزن‏,‏ كما يودي الي شيء من التوتر النفسي والقلق‏,‏ وربما كان مرد ذلك الي الحقيقه القرانيه التي موداها ان الله تعالي قد جعل الليل لباسا‏,‏ وجعل النهار معاشا‏,‏ والي الحقيقه الكونيه التي موداها ان الانكماش الملحوظ في سمك طبقات الحمايه في الغلاف الغازي للارض ليلا‏,‏ وتمددها نهارا يودي الي زياده قدراتها علي حمايه الحياه الارضيه بالنهار عنها في الليل حين ترق طبقات الحمايه الجويه تلك رقه شديده قد تسمح لعدد من الاشعات الكونيه بالنفاذ الي الطبقات الدنيا من الغلاف الغازي للارض‏,‏ وهي اشعات مهلكه مدمره لمن يتعرض لها لمدد كافيه‏,‏ ومن هنا كان ذلك الامر القراني بالاستخفاء في الليل والظهور في النهار ومن هنا ايضا كان امره الي خاتم الانبياء والمرسلين صلي الله عليه وسلم ان يستعيذ بالله تعالي من شر الليل اذا دخل بظلامه‏,‏ وان يلتجئ الي الله ويعتصم بجنابه من اخطار ذلك فقال عز من قائل‏:‏

    ومن شر غاسق اذا وقب‏*[‏ الفلق‏:3]‏
    فهذا الشر ليس مقصورا علي الظلمه وما يمكن ان يتعرض فيها المرء الي مخاطر البشر‏,‏ بل قد يمتد الي مخاطر الكون التي لا يعلمها الا الله تعالي‏.‏
    ثم ان هذا التبادل في اليوم الواحد بين ليل مظلم ونهار منير‏,‏ يعين الانسان علي ادراك حركه الزمن‏,‏ وتاريخ الاحداث‏,‏ وتحديد الاوقات بدقه وانضباط ضروريين للقيام بمختلف الاعمال‏,‏ ولاداء جميع العبادات‏,‏ وللوفاء بمختلف العهود والحقوق والمعاملات وغير ذلك من الانشطه الانسانيه‏,‏ فلو كان الزمن كله علي نسق واحد من ليل او نهار ما استقامت الحياه وما استطاع الانسان ان يميز من حياته ماضيا او حاضرا او مستقبلا‏,‏ وبالتالي لتوقفت الحياه‏,‏ ولذلك يقول ربنا تبارك وتعالي في ختام الايه‏:‏

    ‏..‏ لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب‏..‏ ولذلك ايضا يمن علينا ربنا وهو تعالي صاحب الفضل والمنه بتبادل الليل والنهار في العديد من ايات القران الكريم‏,‏ ومع ايماننا بذلك‏,‏ وتسليمنا به يبرز التساول في الايه الكريمه التي نحن بصددها رقم‏12‏ من سوره الاسراء عن مدلول ايتي الليل والنهار‏,‏ وعن كيفيه محو ايه الليل وابقاء ايه النهار مبصره؟‏..‏

    محو ايه الليل وابقاء ايه النهار مبصره عند المفسرين‏:‏
    في شرح معني هذه الايه الكريمه ذكر نفر من المفسرين ان ايتي الليل والنهار نيراهما‏,‏ فايه الليل هي القمر‏,‏ وايه النهار هي الشمس‏,‏ واذا كان الامر كذلك فكيف محيت ايه الليل‏,‏ والقمر لا يزال قائما بدورانه حول الارض ينير ليلها كلما ظهر؟‏,‏ فقد روي عن عبدالله بن عباس رضي الله تبارك وتعالي عنهما انه قال‏:‏ كان القمر يضئ كما تضئ الشمس‏,‏ والقمر ايه الليل‏,‏ والشمس ايه النهار‏,‏ وعلي ذلك فمعني قول الحق تبارك وتعالي‏:‏فمحونا ايه الليل هو السواد الذي في القمر اي انطفاء جذوته‏,‏ واضاف‏:‏ ان مدلول وجعلنا الليل والنهار ايتين اي ليلا ونهارا‏,‏ وكذلك خلقهم الله عز وجل‏.‏
    وتبع ابن عباس في ذلك قتاده‏(‏ يرحمه الله‏)‏ الذي قال‏:‏ كنا نحدث ان محو ايه الليل سواد القمر الذي فيه‏,‏ وجعلنا ايه النهار مبصره اي منيره‏,‏ وخلق الشمس انور من القمر واعظم‏.‏

    وفي الكلام اشاره دقيقه الي الفارق الذي حدده القران الكريم في ايات عديده بين ضوء الشمس ونور القمر‏,‏ والذي لم يدركه العلماء الا متاخرا بان الاول ينطلق من نجم ملتهب شديد الحراره‏,‏ مضئ بذاته بينما الثاني ينتج عن انعكاس اشعه الشمس علي سطح القمر البارد المعتم‏.‏
    وقال نفر اخر من المفسرين ان ايه الليل هي ظلمته‏,‏ كما ان ايه النهار هي نوره ووضاءته‏,‏ فالله تعالي جعل من الظلام ايه لليل‏,‏ كما جعل من النور ايه للنهار‏,‏ فيعرف كل منهما بايته‏,‏ اي بعلامته الداله عليه‏,‏ ومن هولاء المفسرين ابن جريج‏(‏ يرحمه الله‏)‏ الذي نقل عن عبدالله بن كثير‏(‏ رحمه الله عليه‏)‏ قوله‏:‏ ايتا الليل والنهار هما ظلمه الليل‏,‏ وسرف النهار‏.‏

    وهنا يتبادر الي الذهن السوال التالي‏:‏ كيف يستقيم هذا الفهم مع قول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏ فمحونا ايه الليل وظلمه الليل باقيه مع بقاء نور النهار؟ واذا كانت ايه الليل هي ظلمته فكيف محيت تلك الظلمه وهي لاتزال باقيه؟ وعلي الرغم من هذا التعارض فقد ايد عدد من المفسرين المعاصرين هذا الفهم بصوره او اخري ومنهم صاحب الظلال‏(‏ يرحمه الله‏)‏ الذي كتب مانصه‏...‏ والليل والنهار ايتان كونيتان كبيرتان تشيان بدقه الناموس الذي لايصيبه الخلل مره واحده‏,‏ ولايدركه التعطل مره واحده‏,‏ ولا يني يعمل دائبا بالليل والنهار‏,‏ فما المحو المقصود هنا وايه الليل باقيه كايه النهار؟ يبدو والله اعلم ان المقصود به ظلمه الليل التي تخفي فيها الاشياء‏,‏ وتسكن فيها الحركات والاشباح‏..,‏ فكان الليل محو اذا قيس الي ضوء النهار‏,‏ وحركه الاحياء فيه والاشياء‏,‏ وكانما النهار ذاته مبصر بالضوء‏(‏ بالنور‏)‏ الذي يكشف كل شئ فيه للابصار‏.‏
    من هذا الاستعراض يتضح اختلاف اراء المفسرين قدامي ومعاصرين في اجتهادهم لفهم دلاله الايه القرانيه الكريمه التي نحن بصددها‏(‏ الايه الثانيه عشره من سوره الاسراء‏)‏ فمنهم من قال بان ايه النهار هي نوره الوضاء‏,‏ او هي الشمس مصدر ذلك الضياء‏,‏ بينما ايه الليل هي ظلمته‏,‏ او هي القمر المتميز بظلمه سطحه الذي لا ينير الا بسقوط اشعه الشمس عليه‏,‏ وانعكاسها من ذلك السطح المعتم المظلم‏,‏ وقد دفع ذلك ببعض المفسرين الي القول باحتمال كون القمر في بدء خلقه ملتهبا‏,‏ شديد الحراره‏,‏ مشتعلا‏,‏ مضيئا بذاته تماما كالشمس‏,‏ ثم انطفات جذوته وخبت‏,‏ فمحي ضوءه الاصلي‏,‏ ولم يعد له نور الا مايسقط علي سطحه من اشعه الشمس‏,‏ وهذا الاحتمال لاتدعمه الملاحظات العلميه الدقيقه في صفحه الكون‏,‏ وفي تاريخ الارض القديم‏,‏ فكتله القمر المقدره بحوالي‏735‏ مليون مليون مليون طن البالغه حوالي‏80/1‏ من كتله الارض لاتمكنه من ان يكون نجما ملتهبا بذاته فالحد الادني لكتله الجرم السماوي كي يكون نجما لاتقل عن‏8%‏ من كتله الشمس المقدره بالفي مليون مليون مليون مليون طن‏,‏ اي لايجوز للنجم ان تقل كتلته عن‏160‏ مليون مليون مليون مليون طن وهو اكثر من مائتي ض
    عف كتله القمر‏,‏ ولو افترضنا جدلا امكانيه ان يكون القمر نجما لاحرق لهيبه الارض لقربه منها ‏(380000‏ كيلومتر في المتوسط‏),‏ ولادي الي خلخله غلافها الغازي‏,‏ والي تبخير مياهها‏,‏ والي تركها جرداء قاحله لا اثر للحياه فيها علي الاطلاق‏...!!!‏

    اضاءه السماء في ظلمه الليل كانت ايه الليل‏,‏ ومحوها هو حجبها عنا‏.‏
    علي الرغم من الظلام الشامل للكون‏,‏ والذي لم يدركه الانسان الا بعد رياده الفضاء منذ مطلع الستينات من القرن العشرين‏,‏ وعلي الرغم من محدوديه الحزام الرقيق الذي يري فيه نور النهار بسمك‏;‏ لايتعدي المائتي كيلو متر فوق مستوي سطح البحر في نصف الكره الارضيه المواجهه للشمس حتي ان الانسان في انطلاقه من الارض الي فسحه الكون في اثناء النهار فانه يفاجا بتلك الظلمه الكونيه الشامله التي يري فيها الشمس قرصا ازرق في صفحه حالكه السواد‏,‏ لايقطع من شده سوادها الا اعداد من النقاط المتناثره‏,‏ الباهته الضوء التي تحدد مواقع النجوم‏.‏

    علي الرغم من كل ذلك فان العلماء قد لاحظوا في سماء الارض عددا من الظواهر المنيره في ظلمه الليل الحالك نعرف منها‏:‏
    ‏(1)‏ ظاهره توهج الهواء في طبقات الجو العليا
    Airglowin the upperatmosphere

    وهي عباره عن نور باهت متغير ينتج عن عدد من التفاعلات الكيميائيه في نطاق التاين
    Ionosphere
    المحيط بالارض من ارتفاع‏90‏ الي‏1000‏ كيلومتر فوق مستوي سطح البحر‏,‏ وهو نطاق مشحون بالالكترونات مما يساعد علي رجع الموجات الراديويه الي الارض‏.‏

    ‏(2)‏ ظاهره انوار مناطق البروج
    Zodiacal Lights
    وتظهر علي هيئه مخروط من النور الباهت الرقيق الذي يري في جهه الغرب بمجرد غروب الشمس‏,‏ كما يري في جهه الشرق قبل طلوعها بقليل‏,‏ وتفسر تلك الانوار بانعكاس وتشتت ضوء الشمس غير المباشر علي بعض الاجرام الكونيه التي تعترض سبيله في اثناء تحركها متباعده عن الارض او مقتربه منها‏.‏

    ‏(3)‏ ظاهره اضواء النجوم
    Stellar Lights
    وتصدر من النجوم في مواقعها المختلفه‏,‏ ثم تتشتت في المسافات الفاصله بينها حتي تصل الي غلاف الارض الغازي‏.‏

    ‏(4)‏ ظاهره اضواء المجرات
    Galactic Lights
    وتصدر من نجوم مجره من المجرات القريبه منا‏,‏ والتي تتشتت اضواوها في داخل المجره الواحده‏,‏ ثم يعاد تشتتها في المسافات الفاصله بين المجرات حتي تصل الي الغلاف الغازي المحيط بالارض‏.‏

    ‏(5)‏ ظاهره الفجر القطبي واطيافه
    Aurora and Auroralspectra
    وتعرف هذه الظاهره ايضا باسم الاضواء القطبيه
    Polar Lights
    او باسم فجر الليل القطبي
    Polar Nights Dawn
    وهي ظاهره نورانيه تري بالليل في سماء كل من المناطق القطبيه وحول القطبيه
    Polarand Subpolar Regions
    وتتركز اساسا في المنطقتين الواقعتين بين كل من قطبي الارض المغناطيسيتين وخطي العرض المغناطيسيين‏67‏ درجه شمالا‏,67‏ درجه جنوبا‏,‏ وقد تمتد احيانا لتشمل مساحات اوسع من ذلك‏.‏
    وتبدو ظاهره الفجر القطبي عاده علي هيئه انوار زاهيه متالقه جميله‏,‏ تختلف باختلاف الارتفاع الذي تري عنده‏(‏ ويغلب عليها اللون الاخضر والاحمر والابيض المشوب بزرقه والبنفسجي والبرتقالي وهي تتوهج وتخبو‏(‏ اي تزداد شده ولمعانا ثم تهدا‏)‏ بطريقه دوريه كل عده ثوان‏(‏ قد تمتد الي عده دقائق‏),‏ وتتباين الوان الشفق القطبي في اجزائه المختلفه تباينا كبيرا‏,‏ وان تناقصت شده نورها الي اعلي بصفه عامه‏,‏ حيث تتدلي تلك الانوار من السماء الي مستوي قد يصل الي‏80‏ كيلومترا فوق مستوي سطح البحر‏,‏ وتمتد افقيا الي مئات الكيلومترات لتملا مساحات شاسعه في صفحه السماء‏,‏ علي هيئه هالات حلقيه او قوسيه متموجه‏,‏ تكون عددا من الستائر النورانيه المطويه المتدليه من السماء‏,‏ والتي يشبه نورها النور المصاحب لبزوغ الفجر الحقيقي‏.‏

    ويفسر العلماء حدوث ظاهره الفجر القطبي بارتطام الاشعه الكونيه الاوليه بالغلاف الغازي للارض مما يودي الي تاينه‏(‏ اي شحنه بالكهرباء‏),‏ واصدار اشعه كونيه ثانويه‏,‏ ثم تصادم الاشعات الكونيه‏(‏ وهي تحمل شحنات كهربيه مختلفه‏)‏ مع بعضها البعض‏,‏ ومع غيرها من الشحنات الكهربيه الموجوده في الغلاف الغازي للارض مما يودي الي تفريغها‏,‏ وتوهجها‏,‏ وتكثر الشحنات الكهربائيه في الغلاف الغازي للارض في كل من احزمه الاشعاع
    Radiation Belts
    المعروفه باسم احزمه فان الن
    Van Allens Belts
    والموجوده في داخل نطق التاين المحيطه بالارض
    Ionos phere Zones
    وفي نطق التاين ذاتها‏.‏ والاشعه الكونيه الاوليه
    Primary Cosmic Rays
    تملا فسحه الكون علي هيئه الجسيمات الاوليه المكونه للذرات
    Elementaryorsubatomic particles
    وهي جسيمات متناهيه في الدقه‏,‏ ومشحونه بشحنات كهربائيه عاليه‏,‏ وتتحرك بسرعات تقترب من سرعه الضوء‏.‏
    وتنطلق الاشعه الكونيه الاوليه من الشمس‏,‏ وان كان اغلبها يصلنا من خارج المجموعه الشمسيه‏,‏ ولم تكتشف تلك الاشعه الكونيه الا في سنه‏1936‏ م‏.‏
    وتتسرب الاشعه الكونيه الاوليه الي الارض عبر قطبيها المغناطيسيين لتصل الي احزمه الاشعاع ونطق التاين في الغلاف الغازي للارض مما يودي الي تكون الاشعه الكونيه الثانويه
    Secondary cosmicrays
    التي قد يصل بعضها الي سطح الارض فيخترق صخورها‏,‏ اما الاشعه الكونيه الاوليه فلا يكاد يصل منها الي سطح الارض قدر يمكن قياسه‏.‏
    والاشعه الكونيه بانواعها المختلفه تتحرك بمحاذاه خطوط المجال المغناطيسي للارض‏,‏ والتي تنحني لتصب في قطبي الارض المغناطيسيين ساحبه معها موجات الاشعه الكونيه‏,‏ وذلك لعجزها عن عبور مجال الارض المغناطيسي‏,‏ وحينما تنفذ تلك الاشعه من قطبي الارض المغناطيسيين فانها تودي الي زياده تاين الغلاف الغازي للارض في منطقتي قطبيها المغناطيسيين‏,‏ ويودي اصطدام الشحنات المختلفه الي تفريغها من شحناتها الكهربائيه‏,‏ ومن ثم الي توهج الغلاف الغازي للارض في كل من المنطقتين القطبيتين في ظاهره تعرف بظاهره الوهج القطبي او الشفق القطبي او الاضواء القطبيه او فجر الليل القطبي وهي ظاهره تري بوضوح في ظلمه الليل الحالك حول القطبين المغناطيسيين للارض‏,‏ خاصه في اوقات الثورات الشمسيه العنيفه حين يتزايد اندفاع الاشعه الكونيه الاوليه من الشمس‏,‏ فتصل كميات مضاعفه منها في اتجاه الارض‏.‏ ويتزايد الاشعاع في الطبقات العليا من الغلاف الغازي للارض الي نسب مهلكه مدمره خاصه في نطق التاين التي تحتوي علي تركيز عال من البروتونات‏(‏ الموجبه‏)‏ والاليكترونات‏(‏ السالبه‏),‏ ويحتبس المجال المغناطيسي للارض الغالبيه العظمي من تلك الاشعاعات‏,‏ ويوجهها الي قطبيها المغناطيسيين في حركه لولبيه موازيه لخطوط المجال المغناطيسي والتي تنحني من القطب الشمالي الي القطب الجنوبي وبالعكس‏,‏ وعندما يقترب الجسم المشحون بالكهرباء من جسيمات الاشعه الكونيه تلك من احد قطبي الارض المغناطيسيين فانه يرده الي الاخر وهكذا تحدد خطوط الحقل المغناطيسي للارض اتجاهات تحرك الاشعه الكونيه وتركزها حول قطبي الارض المغناطيسيين‏.‏

    ومن الثابت علميا ان نطق الحمايه المتعدده الموجوده في الغلاف الغازي للارض ومنها نطاق الاوزون‏,‏ نطق التاين المتعدده‏,‏ احزمه الاشعاع‏,‏ والنطاق المغناطيسي للارض‏,‏ لم تكن موجوده في بدء خلق الارض‏,‏ ولم تتكون الا علي مراحل متطاوله من بدايه خلق الارض الابتدائيه
    Proto-Earth
    وعلي ذلك فقد كانت الاشعه الكونيه وباقي صور النور المتعدده في صفحه الكون تصل بكميات هائله الي المستويات الدنيا من الغلاف الغازي للارض ككل‏,‏ فتودي الي انارتها وتوهجها ليلا بمثل ظاهره الشفق القطبي‏,‏ توهج الهواء‏,‏ اضواء النجوم‏,‏ اضواء المجرات وغيرها مما نشاهد اليوم‏,‏ ولكن بمعدلات اشد واقوي‏,‏ وكان هذا التوهج وتلك الاناره يشملان كل ارجاء الارض فتنير ليلها اناره تقضي علي ظلمه الليل‏.‏
    وبعد تكون نطق الحمايه المختلفه للارض اخذت هذه الظواهر في التضاول التدريجي حتي اقتصرت علي بقايا رقيقه جدا وفي مناطق محدده جدا مثل منطقتي قطبي الارض المغناطيسيين‏,‏ لتبقي شاهده علي حقيقه ان ليل الارض في المراحل الاولي لخلقها كان يضاء بوهج لايقل في شدته عن نور الفجر الصادق‏,‏ وشاهده علي رحمه الله بنا ان جعل للارض هذا العدد الهائل من نطق الحمايه المتعدده والتي بدونها تستحيل الحياه علي الارض‏,‏ وشاهده علي حاجتنا الي رحمه الله تعالي ورعايته في كل وقت وفي كل حين من الاخطار المحيطه بنا من كل جانب‏,‏ وشاهده علي صدق تلك الاشاره القرانيه المعجزه‏.‏

    وجعلنا الليل والنهار ايتين فمحونا ايه الليل وجعلنا ايه النهار مبصره لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شئ فصلناه تفصيلا‏.‏
    وهي حقيقه لم يدركها العلم المكتسب الا في السنوات المتاخره من القرن العشرين‏,‏ ولم يكن لاحد من البشر ادراك لها وقت تنزل القران الكريم ولا لعدد من القرون بعد ذلك‏..!!‏

    وانطلاقا من هذه الحقيقه يمن علينا ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ بتبادل الليل والنهار فيقول‏(‏ عز من قائل‏):‏
    قل ارايتم ان جعل الله عليكم الليل سرمدا الي يوم القيامه من اله غير الله ياتيكم بضياء افلا تسمعون‏.‏ قل ارايتم ان جعل الله عليكم النهار سرمدا الي يوم القيامه من اله غير الله ياتيكم بليل تسكنون فيه افلا تبصرون‏.‏ ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون‏.‏
    ‏(‏القصص‏:71‏ ‏73)‏

    وجاء ذكر الليل في القران الكريم اثنتين وتسعين‏(92)‏ مره‏,‏ منها ثلاثه وسبعون‏(73)‏ مره بلفظه الليل‏,‏ ومره واحده بلفظه ليل‏,‏ وثماني‏(8)‏ مرات بلفظه ليله‏,‏ وخمسه‏(5)‏ مرات بلفظه ليلا‏,‏ وثلاث‏(3)‏ مرات بلفظه ليال‏,‏ ومره واحده بكل من اللفظين ليلها و ليالي‏.‏
    كذلك ورد ذكر النهار في القران الكريم سبعا وخمسين‏(57)‏ مره‏,‏ منها اربعه وخمسون‏(54)‏ مره بلفظ النهار‏,‏ وثلاث‏(3)‏ مرات بلفظ نهارا‏,‏ كما وردت الفاظ الصبح‏,‏ و الاصباح و الفلق ومشتقاتها بمدلول النهار في ايات اخري كثيره‏,‏ كذلك وردت كلمه اليوم احيانا بمعني النهار‏.‏

    ونعمه الله تعالي علي اهل الارض جميعا بمحو اناره الليل‏,‏ وابقاء اناره النهار نعمه مابعدها نعمه‏,‏ لانه لولا ذلك مااستقامت الحياه علي الارض‏,‏ ولا استطاع الانسان الاحساس بالزمن‏,‏ ولا التاريخ للاحداث بغير تبادل ظلام الليل مع نور النهار‏,‏ ولتلاشت الحياه‏,‏ ومن هنا جاءت اشاره القران الكريم الي تلك الحقيقه سبقا لكافه المعارف الانسانيه‏.‏
    وان دل ذلك علي شئ فانما يدل علي ان القران الكريم هو كلام الله الخالق الذي ابدع هذا الكون بعلمه وحكمته وقدرته‏,‏ وعلي ان هذا النبي الخاتم‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ كان موصولا بالوحي‏,‏ ومعلما من قبل خالق السماوات والارض‏,‏ وانه‏(‏ عليه افضل الصلاه وازكي التسليم‏)‏ ما كان ينطق عن الهوي ان هو الا وحي يوحي كما وصفه ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏).‏

    واذا كان صدق القران الكريم جليا في اشاراته الي بعض اشياء الكون وظواهره‏,‏ فلابد ان يكون صدقه في رسالته الاساسيه وهي الدين‏(‏ بركائزه الاربع‏:‏ العقيده‏,‏ والعباده‏,‏ والاخلاق والمعاملات‏)‏ جليا كذلك‏.‏ وهنا يتضح جانب من جوانب الاعجاز في كتاب الله‏,‏ وما اكثر جوانبه المعجزه هو الاعجاز العلمي‏,‏ وهو خطاب العصر ومنطقه‏,‏ وما احوج الامه الاسلاميه‏,‏ بل مااحوج الانسانيه كلها الي هذا الخطاب في زمن التقدم العلمي والتقني الذي نعيشه‏,‏ وزمن العولمه الذي تحاول فيه القوي الكبري علي ضلالها فرض قيمها الدينيه والاخلاقيه والاجتماعيه المنهاره علي دول العالم الثالث وفي زمرتها الدول الاسلاميه‏,‏ بحد غلبتها العلميه والتقنيه‏,‏ وهيمنتها الاقتصاديه والعسكريه‏,‏ وقد عانت الدول الغربيه‏,‏ ذاتها ولاتزال من الاغراق المادي الذي دمر مجتمعاتها‏,‏ وادي الي تحللها الاسري والاجتماعي والاخلاقي والسلوكي والديني‏,‏ والي ارتفاع معدلات الجريمه‏,‏ والادمان‏,‏ والانتحار‏,‏ والي الحيود عن كل قوانين الفطره السويه التي فطر الله خلقه عليها‏,‏ والي العديد من المشاكل والازمات النفسيه والمظالم الاجتماعيه والسياسيه علي المستويين المحلي والدولي‏...!‏
    ومااحوج علماء المسلمين الي ادراك قيمه الايات الكونيه في كتاب الله فيقبلوا عليها تحقيقا علميا منهجيا دقيقا بعد فهم عميق لدلاله اللغه وضوابطها وقواعدها‏,‏ ولاساليب التعبير فيها‏,‏ وفهم لاسباب النزول‏,‏ ومعرفه بالماثور من تفسير الرسول‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ وجهود السابقين من المفسرين‏,‏ ثم تقديم ذلك الاعجاز العلمي الي الناس كافه مسلمين وغير مسلمين‏.‏مما يعد دليلا ماديا ملموسا علي ان القران الكريم هو كلام الله الخالق‏,‏ وعلي ان سيدنا ونبينا محمدا‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ هو خاتم انبيائه ورسله‏,‏ في غير تكلف ولا اعتساف‏,‏ لان القران الكريم غني عن ذلك‏,‏ وهو اعز علينا واكرم من ان نتكلف له‏.‏
    وهذا المنهج في الاهتمام بالايات الكونيه في كتاب الله‏,‏ وشرح الاشارات العلميه فيها من قبل المتخصصين كل في حقل تخصصه هو من اكثر وسائل الدعوه الي دين الله قبولا في زمن العلم والتقنيه الذي نعيشه‏.‏
    صفحة الأحاديث النبوية

    http://www.facebook.com/pages/الاحاد...01747446575326

من اسرار القران

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. اسرار القران (138)
    بواسطة طالب عفو ربي في المنتدى منتديات الدكتور / زغلول النجار
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-12-2009, 01:11 PM
  2. اسرار القران(137)
    بواسطة طالب عفو ربي في المنتدى منتديات الدكتور / زغلول النجار
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-12-2009, 01:10 PM
  3. اسرار القران (136)
    بواسطة طالب عفو ربي في المنتدى منتديات الدكتور / زغلول النجار
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-12-2009, 01:08 PM
  4. اسرار القران (135)
    بواسطة طالب عفو ربي في المنتدى منتديات الدكتور / زغلول النجار
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-12-2009, 01:07 PM
  5. اسرار القران (119)
    بواسطة طالب عفو ربي في المنتدى منتديات الدكتور / زغلول النجار
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20-12-2009, 10:48 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

من اسرار القران

من اسرار القران