إذن لا يمكن ان يكون مُنبثقاً من الآب و الإبن
و إلا لزم أن يكون مُنبثقاً منهما فى آخر أو إلى آخر , و من يكون هذا الآخر؟
لا يُمكن ان يكون العالم او الإنسان , لأن هذا معناه: إما أن يكون العالم او الإنسان قائماً أزلياً كأزلية الإنبثاق! و إما ان الإنبثاق نفسه – المُتعلق بالعالم او الإنسان (غير الازلى) – هو أيضاً غير أزلى , و كِلا الوضعين خطأ.
أما إذا قيل أن الروح القدس
مُنبثق من الآب و الإبن الى لا شىء , فهنا تُصاب كلمة "الإنبثاق" بعجز كلى يُفقدها معناها و مبناها , كأن تقول مثلاً إن النور مُنبثق من المصباح الى لا شىء. فالنور إن لم يكن له ما يستقبله , كيف يُدعى نوراً أو كيف يُقال إنه مُنبثق؟
كذلك الروح القدس هو روح و نور و حق و حياة و حث مُنبثق من الآب و مُستقر فى الإبن , مُعلن ايضاً بالإبن , و على هذا الأساس إستطاع المسيح ان يرسله من عند الآب.
المفضلات