

-
بتريكا من امريكا
إن شرف الدعوة إلى الله يقتضي شرف الوسيلة ، لأن الغاية النبيلة لابد لها من وسيلة نبيلة ... لقد اصبح الإنترنت أحد الوسائل الفعالة للدعوة إلى الله كما هو أيضا وسيلة فعالة لهدم الأخلاق و العقائد و القيم سواءً بسواء ...
كم هي مثيرة وكثيرة تلك النقاشات التي تتم على الإنترنت عن الإسلام ... إما دعوة إليه ... وإما هجوماً عليه ...وإما دفاعاً عنه .
على برنامج البال توك ( Paltalk ) قابلتني سيدة أمريكية تدعى بتريكا في العقد الخامس من عمرها وتعيش بأحد المدن الأمريكية الكبرى دار بيني و بينها نقاشات طويلة عن الإسلام و المسيحية ... ذلك الإسلام الذي زرعته في مخيلتها وسائل الإعلام الأمريكية ... سألتني يوماً عن المرأة وكيف أن الإسلام يتعنت في معاملتها فقلت ... إذاً حوارنا القادم عن مكانة المرأة في الإسلام و المسيحية فوافقتني على ذلك ....
وما لبث الحوار أن بدأ لاحقاً ...
قلت : في المسيحية على من تقع مسئولية الخطيئة الأولى ؟
قالت : على آدم و حواء ، فهم من أكلوا من الشجرة ..
قلت : إجابة غير دقيقة . لأن المسيحية تجعل المسئولية الأولى على المرأة كما ورد في سفر التكوين 3/6 ( فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل وأنها بهجة للعيون وان الشجرة شهيّة للنظر.فأخذت من ثمرها أكلت أعطت رجلها أيضا معها فأكل. ) و عليه فهي من أكل أولا ثم أغرت آدم فأكل !!
قالت : وماذا عن الإسلام ؟؟
قلت : الإسلام جعل المسئولية على آدم و حواء سواءً بسواء بالتساوي ، و لم ولم يذكر سوى ( فَأَكلا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ) طه 121 ، الإسلام هنا لم يقدم أحد على أحد وكأنهما في وقت واحد أكلا منها ، و عليه فإن الإسلام انصف المرأة من كونها هي التي أغوت الرجل ( آدم ) ليأكل من الشجرة ، فأيهما انصف المرأة في هذا الجانب؟؟
قالت : الإسلام !!
قلت : وماذا أصل الخلقة ، أي خلقة المرأة و الرجل ؟
قالت : أظنهما متساويين ...
قلت : لا أريد ما تظنيه ... ولكن أريد نص الكتاب المقدس ..
قالت : لا أعرف ...
قلت : إن التوراة فرقت بين الرجل و المرأة عندما قالت في سفر
اللاويين 12/2-5 ( 2 كلم بني إسرائيل قائلا.إذا حبلت امرأة وولدت ذكرا تكون نجسة سبعة أيام.كما في أيام طمث علتها تكون نجسة. 3 وفي اليوم الثامن يختن لحم غرلته 4 ثم تقيم ثلاثة وثلاثين يوما في دم تطهيرها.كل شيء مقدس لا تمسّ والى المقدس لا تجيء حتى تكمل أيام تطهيرها. 5 وان ولدت أنثى تكون نجسة أسبوعين كما في طمثها.ثم تقيم ستة وستين يوما في دم تطهيرها. ) فلماذا هذا التفريق مع أن اصل الخلقة واحد ؟؟
قالت : وماذا عن الإسلام ؟؟
قلت : لقد أقر الإسلام بتساوي الجنسين في أصل الخلقة ، و المساواة في التكليف و الجزاء والحساب ولم يفرق بينهما إلا في الأمور التي يختلفون فيها قطعاً و لابد من الاختلاف فيها حتماً كالهيئة ، ووظائف الجسم و غيرها .. بل إن الإسلام تعدى ذلك ، فقد جعل الأنثى وقاية للرجل من النار قال رسول e فيما رواه عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "" من كان له ثلاث بنات ، وصبر عليهن ، وكساهن من جدته ؛ كن له حجابا من النار "" .
أخرجه البخاري ، و غيره في هذا الباب كثير
قالت : هذا رائع ...
قلت : وماذا عن الجوهر الروحي للمرأة في المسيحية ؟؟
قالت : وماذا تقصد أنت بالجوهر الروحي؟
قلت : كيف ترى المسيحية المرأة في قدرتها على السمو الروحي و الأخلاقي و العقدي وغير ذلك ؟
قالت : لا أدري !!
قلت : لن أقول إلا ما ورد في سفر الجامعة و النص يكفي بلا تعليق ، ورد في سفر الجامعة 7/26-28 ( فوجدت أمر من الموت المرأة التي هي شباك ، وقلبها أشراك ويداها قيود.الصالح قدام الله ينجو منها.أما الخاطئ فيؤخذ بها. 27 انظر.هذا وجدته قال الجامعة.واحدة فواحدة لأجد النتيجة 28 التي لم تزل نفسي تطلبها فلم أجدها.رجلا واحدا بين ألف وجدت.أما امرأة فبين كل أولئك لم أجد. )
قالت : و هل قال الإسلام غير ذلك؟
قلت : نعم ...لقد ساوى الإسلام في اصل التكليف و الجزاء بين المرأة و الرجل قال الله تعالى ( وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً) (النساء:124) أكد المعنى في أيات أخر كثيره منها :
(مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)(النحل:97)
بل و ضرب المثل لملايين المؤمنين الرجال في قوة الإيمان بإمرتين بمريم ام عيسى و آسية زوجة فرعون فهل بعد ذلك إقرار بسمو المرأة الروحي و قابليتها له .
قالت : ما أجمل ما قلت .
قلت : لم أقل أنا ولكن الإسلام هو الذي شرع وحكم .
قالت : وماذا عن حق التعليم و حرية الرأي...لماذ حرم الإسلام المرأة من التعليم و حرية الرأي ؟
قلت : وماذا قالت المسيحية ؟
قالت : أنا مسيحية و مع ذلك متعلمة و املك حرية الرأي .
قلت : هذا أنت .... و لكني اسأل عن نصوص المسيحية في الكتاب المقدس ...
قالت : لم أسأل نفسي يوماً هذا السؤال..!!
قلت : أنا أخبرك ... المسيحية تمنع المرأة مطلقاً من الكلام في الكنيسة كما ورد في رسالة كورنثوس الأولى : 14/35 - 36
( لتصمت نســـــــاؤكم في الكنائس لأنه ليس مأذونا لـــهنّ أن يتكلمن بل يخضعن كما يقـــول الناموس أيضا * ولكن ان كنّ يردن ان يتعلمن شيئا فليسألن رجالـــــهنّ في البيت لانه قبيح بالنساء ان تتكلم في كنيسة. )
فهل رأيت كيف جعلت المسيحية قبيح بالمرأة أن تتكلم فضلا عن تبدي رأيها
قالت : وهل أعطى الإسلام المرأة حريتها في التعلم و إبداء الرأي؟
قلت: بل أمر الإسلام بما هو ابعد من ذلك .. حيث جعل طلب العــلم
فريضة لازمة على الرجل و المرأة سواءً بسواء فقد قال رسول الله e :
( طلب العلم فريضة على كل مسلم و مسلمة) رواه بن ماجة عن أنس.
قالت : هذا رائع ولكن ماذا عن حرية الرأي ؟
قلت : الأمثلة على موقف الإسلام الداعي الى حرية الرأي و إعلانه ( ما لم يكن كفراً) كثيرة جدا اكتفي منها بواحد فقط .
قالت : ما هو ؟!
قلت : أراد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أن يحدد المهور لما وجد من الناس تغالي فيها ... وكان ذلك في مسجد رسول الله فقامت امرأة من آخر الصفوف فقالت ( يا عمر الله يعطينا و تمنعنا!!) فقال عمر على الفور" أصابت امرأة و أخطأ عمر"
فهل بعد ذلك من قول...
قالت : هذا أروع ما سمعت ... ولكن هناك بعض التشريعات المجحفة بالمرأة...
قلت : مثل ماذا ؟؟
قالت : مثل الميراث .. و غطاء الرأس وغيرها...
قلت : أما عن غطاء الرأس و الشعر فنحن فيه سواء لأن المسيحية أيضا أمرت بذلك كما ورد في رسالة كورنثوس الاولى 11/ 5 – 6
(و أما كل امرأة تصلّي أو تتنبأ ورأسها غير مغطى فتشين رأسها لأنها والمحلوقة شيء واحد بعينه. * إذ المرأة إن كانت لا تتغطى فليقص شعرها.وان كان قبيحا بالمرأة أن تقص أو تحلق فلتتغط )
وعليه فان الإسلام لا يلام في ذلك ...ثم سألتها أيهما اكثر أغراء للرجل على الوقوع في الرذيلة امرأة مبتذلة سافرة أم محجبة محتشمة فقالت الجواب ظاهر ....
قلت : ومن حيث الميراث فإن المسيحية لم تعطى المرأة أي شيء بل ورثتها هي نفسها للرجل ضمن ما يرثه الرجل من متاع كما جاء في الثنيه 25/5 (إذا سكن اخوة معا ومات واحد منهم وليس له ابن فلا تصر امرأة الميت إلى خارج لرجل أجنبي.أخو زوجها يدخل عليها ويتخذها لنفسه زوجة ويقوم لها بواجب أخي الزوج.) بل وشددت النصوص على إنها لا ترث إذا كان له أخ ذكر لكن يجب على الذكر نفقتها ومهرها ..لذلك فإن فرنسا الحديثة لم تجعل للمرأة ذمه مالية مستقلة إلا في عام 1930 م
قالت :وماذا عن الإسلام ألم يجعل الرجل يرث ضعف المرأة ؟
قلت : نعم ...ولكن كيف و لماذا ؟ أما عن كيف فمجالات الميراث تصل إلى أربع وثلاثين حالة في أربع منها فقط يرث الرجل ضعف المرأة وفي البقية الباقية قد ترث المرأة و لا يرث الرجل أو ترث هي اكثر منه ويعتمد هذا على محورين هامين وهما قرابة الوارث من الميت وجيله الذي يقع فيه..
و أما لماذا فلا يخفى أن المرأة عندما تتزوج تنتقل لأسرة أخرى غير أسرة أبيها ومعنى ذلك انتقال ذلك المال إلى هذه الأخرى وهو أيضا ما
ترفضه المسيحية كما جاء في سفر العدد 36/ 8 – 9 ( وكل بنت ورثت نصيبا من أسباط بني إسرائيل تكون امرأة لواحد من عشيرة سبط أبيها لكي يرث بنو إسرائيل كل واحد نصيب آبائه.9 فلا يتحول نصيب من سبط إلى سبط آخر بل يلازم أسباط بني إسرائيل كل واحد نصيبه )
كما أن المرأة ليس عليها أي تبعات مالية أخرى ... وغير ذلك من الحكم التي لا يتسع الوقت لذكرها..
قالت : لقد تغيرت لدي الصورة تماما ..لكن بقي سؤال واحد , أرجو ألا يضيق صدرك من أسئلتي ...
قلت : على الرحب و السعه ...فهذا واجبي
قالت : لماذا يمنعون النساء من قيادة السيارات في السعودية ؟
قلت : هذا موضوع آخر وكان الليل قد انتصف ...نؤجله للغد إن شاء الله
قالت : إذا اتفقنا و انصرفت شاكره و رددت أنا قول الله تعالى )ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (النحل:125)
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة محمد شحاتة في المنتدى منتديات الدعاة العامة
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 20-01-2008, 09:59 PM
-
بواسطة عمرو بن العاص في المنتدى منتديات محبي الشيخ أحمد ديدات
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 14-04-2006, 07:59 PM
-
بواسطة bahaa في المنتدى منتدى غرف البال توك
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 04-11-2005, 11:43 PM
-
بواسطة عمرو بن العاص في المنتدى منتديات محبي الشيخ أحمد ديدات
مشاركات: 7
آخر مشاركة: 16-08-2005, 04:56 PM
-
بواسطة عمرو بن العاص في المنتدى منتديات محبي الشيخ أحمد ديدات
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 12-06-2005, 07:16 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات