يقول الامام ابن القيم فى اعلام الموقعين
الجزء الاول صفحة 35
المراد بالناسخ والمنسوخ عند السلف والخلف
المراد بالناسخ والمنسوخ رفع الحكم بجملته تارة وهو اصطلاح المتأخرين
ورفع دلالة العام والمطلق والظاهر وغيرها تارة
إما بتخصيص أو تقييد أو حمل مطلق على مقيد وتفسيره وتبيينه
حتى إنهم يسمون الاستثناء والشرط والصفة نسخا
لتضمن ذلك رفع دلالة الظاهر
وبيان المراد فالنسخ عندهم وفي لسانهم هو بيان المراد بغير ذلك اللفظ
بل بأمر خارج عنه ومن تأمل كلامهم رأى من ذلك فيه ما لا يحصى
وزال عنه به إشكالات أوجبها حمل كلامهم على الاصطلاح الحادث المتأخر ....
فاطلاق لفظ النسخ من قبل السلف لا يعنى فقط ان الحكم رفع بالكلية
ولكن ربما يعنى ايضا انه تم تقييدة بحكم آخر
هذا إن سلمنا اصلا انة يحق لاى احد بخلاف الرسول صلى الله علية وسلم
واصحابه أن يحكم بالنسخ من تلقاء نفسه ...
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
المفضلات