الله عز وجل وكّل علماء ورهبان اليهود والنصارى حفظ الكتب السابقة للقرآن بدليل قوله تعالى : "إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء"(المائدة: 44) .


و لكنهم نقضوا الميثاق و حرفوا و بدلوا

قال تعالى : َ"بِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين"(المائدة: 13) .


فتبعهم في ذلك النصارى في التبديل و التحريف

قال تعالى : "وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ"(المائدة :14) .


فجاء القرآن الكريم ليكشف هذا التحريف و التبديل و يُصححه و يُهيمن على التوراة و الإنجيل ، فتكفل الله سبحانه و تعالى بحفظه إلى يوم القيامة .

قال تعالى :"إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" (الحجر :9) .

وقال أيضاً سبحانه وتعالى : "وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ"(المائدة :48) .



فالحكمة من عدم حفظ التوراة و الإنجيل هي :

1 ـ أن يبقى القرآن الكريم هو الكتاب الخالد الباقي إلى يوم القيامة، و أن يتبعه كل الناس.
2 ـ اختبار أهل الكتاب ـ اليهود و النصارى ـ هل يقومون بالدور الذي وكل لهم في حفظ الكتاب ؟ و هل يؤمنون بما جاء فيه من نبوءات ؟ و يتبعون النبي المكتوب عندهم في التوراة و الإنجيل؟ أم يخفونها و يكتمونها و يحرفون معناها ؟
.