
-
اخى الفاضل abcdef
تسمح لى بالتعقيب على هذا الطرح المبارك ....
جزاكم الله خير الجزاء ...
ولعل هذه الملاحظة تحل إشكالية كبيرة في سورة يوسف في الآية التالية :

(
وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ ياخراشى
مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ) [ يوسف : 24 ]
فقد اُسْتُخْدِمَ الفعل ( هَمَّ ) بنفس اللفظ مع إرادة التضاد في المعنى حملا على الظاهرة اللغوية
المذكورة سابقًا ، ومن هنا فيكون المقصود من الفعل ( هَمَّ ) في قوله ( هَمَّتْ بِهِ ) هو محاولة
الوقوع في الفحشاء .
بينما المقصود من الفعل ( هَمَّ ) في قوله ( وَهَمَّ بِهَا ) هو المعنى المضاد لذلك تمامًا ، وهو البعد
تمامًا عن الفحشاء وذلك من خلال الهَمُّ بضربها عقابًا لها على هذه المحاولة ، مما يدل بما لا يدع
مجالا للشك على براءة يوسف ـ عليه السلام ـ من شبهة محاولة الوقوع في الفحشاء .
فإذا قال قائل إن أسلوب الآية يمكن تأويله كما يلي :
لولا أن رأى برهان ربه لَهَمَّ بها .
فهذا يتفق تمامًا مع ما توصلنا إليه من التضاد بين الفعلين المتطابقين في اللفظ تمامًا ذلك أن جملة
الشرط وجواب الشرط ( لولا أن رأى برهان ربه لَهَمَّ بها ) تدل على أنه لما رأى برهان ربه امتنع
عن إلحاق الضرر بها بضربها وتعنيفها ، وهذا يتفق تمامًا مع أخلاق الأنبياء أو فلنقل مع أخلاق
عباد الله المُخْلَصِيْنَ .
ثم إن هناك قاعدة بلاغية تؤكد ما توصلنا إليه ، هذه القاعدة تسمى
( المشاكلة للمجاورة ) وتفصيل ذلك كما يلي :
المشاكلة : هي أن يأخذ اللفظ شكل اللفظ الآخر تمامًا .
للمجاورة : أي يكون هذا التطابق في الشكل بين اللفظين بسبب تجاور اللفظين في السياق ومن ذلك :
( وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ )
[ الشورى : 40 ]
فالسيئة الأولى على معناها الحقيقي بينما السيئة الثانية إنما هي قصاص وليست سيئة وإنما سُمِّيَتْ
سيئة لعلاقة ( المشاكلة للمجاورة ) وهي من علاقات المجاز المرسل البلاغية .
وكذلك : ( الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ) [ البقرة : 194 ]
فالاعتداء الأول على معناه الحقيقي بينما الاعتداء الثاني إنما هو قصاص وليس اعتداء وإنما سُمِّيَ
اعتداء لعلاقة ( المشاكلة للمجاورة ) وهي من علاقات المجاز المرسل البلاغية .
وكذلك آية سورة يوسف ( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ
وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ) [ يوسف : 24 ]
الهَمُّ الأول على معناه الحقيقي ( إرادة الفاحشة )
أما الهَمُّ الثاني فإنما هو فرار من الفاحشة بالاعتداء
على صاحبتها بالضرب لا بالاقتراب من الفاحشة وإنما كان ذلك لوجود علاقة
( المشاكلة للمجاورة ) وهي من علاقات المجاز المرسل البلاغية .
المشاكلة في اللغة :
المشابهة والمماثلة ..
وفي الاصطلاح : ذكرُ
الشيء بلفظٍ غيرِه لوقوعه في صُحبته ..
هدانا الله وإياكم إلى صالح الأعمال لا يهدي إليها إلا هو ، وصلاةً وسلامًا على أشرف المرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .... آمين .
هذا ..... والله تعالى أعلى وأعلم .....
التعديل الأخير تم بواسطة نضال 3 ; 11-10-2009 الساعة 08:06 PM
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة صحراء رم في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 8
آخر مشاركة: 26-10-2008, 03:01 PM
-
بواسطة يوسف 1968 في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 33
آخر مشاركة: 28-03-2007, 11:44 PM
-
بواسطة عماد حمدى في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 19-02-2007, 12:07 AM
-
بواسطة ebn_alfaruk في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 5
آخر مشاركة: 31-05-2006, 12:15 AM
-
بواسطة شبكة بن مريم الإسلامية في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 12-08-2005, 01:13 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات