

-
كان أحد النصارى قد طرح شبهات حول ذى القرنين و يأجوج و مأجوج , و رددت على ما أثاره بحمد الله , و لكنى لم أنشر الرد لتفاهة ما قرأته من الشبهات التى اثارها هذا النصرانى , و قد أهملت الرد على الروايات و الآثار غير الصحيحه التى حشى بها الزميل موضوعه لتكبير حجمه أمام قارئه لا أكثر .
______________________
1- يتكلم النصرانى عن تأخر الوحى عن الرسول عليه السلام بعد اسئلة اليهود هذه , و يقول أنه هذا لأن الرسول كان متحيرا فى الإجابه , ثم اخترع الرسول حجة و هى , أنه نسى ان يقول ان شاء الله .
قلت :
أولا : تأخر الوحى عن الرسول عليه السلام فى بعض المواضع الآخرى و ليس فى هذا الموضع فقط , و على سبيل المثال فان الوحى لم ينزل ببراءة السيده عائشه الا بعد فتره , و لو كان الرسول مؤلف القرآن أو مدع للنبوه لقام على الفور بتأليف سوره تنفى ما زعمه المنافقون , و كذلك لأجاب اليهود فورا بأى اجابه و اذا كذبوه لقال أنهم كذبوه حسدا منهم و ليس لأن ما قاله خطأ , و لكن انتظار الرسول الكريم للإجابه معناه أنه لا يتكلم الا بما يوحى اليه الله عز و جل , و هذا معروف مشاهد , فالمدرس الخايب اذا سأله تلميذ سؤال لا يعرف هذا المدرس اجابته فانه يحتال على التلميذ بأى اجابه , و اذا اكتشف التلميذ خطأها , قال له المدرس أنك أنت من أخطات فى الفهم أو ما شابه , و لكن المدرس المحترم اذا سئل عن شىء لا يعرفه فإنه يقول أنتظر و أراجع , و لا يخبر بمعلومه الا اذا تأكد منها حتى لو طال وقت المراجعه .
ثانيا : ان الاستهانه التى يطرحها الكاتب حول تعليق الأمور بمشيئة الله أمر غير مقبول عند أهل الأديان , فينبغى على الانسان ألا يجزم انه سيفعل كذا و كذا الا بعد ان يفوض الأمر لمشيئة الله , خصوصا لو كان جدلا دينيا له أهميته عند المتحاورين , مثل جدل اليهود مع الرسول عليه السلام , و هذا درس تعلمناه من هذه القصه .
و يلاحظ أن كلمه " ان شاء الله " أخرت نزول الوحى على الرسول بالاجابه على اسئلة اليهود بسبب نسيان الرسول عليه السلام لها , فلينظر النصرانى الى قوة و بركة هذه الكلمه , فنسيان هذه الكلمه أخر الوحى عن الرسول عليه السلام , و ذكر يأجوج و مأجوج لهذه الكلمه فى آخر الزمان سيكون سببا فى خروجهم من حبسهم , فهذه الكلمه اذن ليست كلمة تافهة لا قيمة لها و لا بركة فيها حسبما أراد النصرانى أن يبنى ادعاءه فى كلامه أنها ما كانت الا حجة لتبرير سبب تأخر الاجابه .
ثالثا : اذا كان الكاتب قد علق على تأخر الوحى فى إنزال الاجابه على الرسول , فلماذا لم يعلق على الاجابه نفسها و موقف اليهود منها , و خصوصا و هم يعلمون أن هذه الاسئله لا يجاب عليها الا بالوحى , فهل قال اليهود للرسول أنك تأخرت لأنك كنت تبحث عن الاجابه عند شخص ما , أم أنهم صمتوا صمتا مخزيا عندما جاءتهم الاجابه , لأنهم علموا أنها ما كانت لتأتى الا عن طريق الوحى .
________________________________________________
2- يتحدث النصرانى عن التخبط فى تحديد شخصية ذى القرنين و سبب لقبه هذا, و اسمه الشخصى
قلت : التخبط لا يوجد سوى فى عقل هذا النصرانى , فإن القرآن و السنة لم يخبرانا بشخصية ذى القرنين , فلا تخبط فى الوحى , و أما محاولات العلماء أن يكتشفوا من هذه الشخصيه فهو ليس بدعا من العمل , و هذا ما يقوم به العلماء حول العديد من الشخصيات , ألم يطرح العلماء عددا من الآراء حول شخصية فرعون الخروج الذى خرج بنو اسرائيل فى عهده من مصر فمنهم من يقول هو رمسيس و منهم من يقول غيره ؟؟؟؟؟ , ألم يختلف المؤرخون حول الكثير و الكثير من الحقائق التاريخيه ؟؟؟؟
ان هذا لا يطلق عليه تخبط , و لكنها نظريات يطرحها كل عالم و يحاول اثباتها , و اختلاف النظريات التى تفسر شيئا معينا أمر معروف فى البحث العلمى , و لكن ربما لا يدركه الجاهلون أمثال هذا النصرانى .
ثم يقول النصرانى : كيف لا يعرف الرسول محمد عليه السلام ذى القرنين من هو , مع أنه مؤلف القرآن حسب زعمه ؟؟؟؟؟ و يورد حديث لا أعلم مدى صحته هو : لا أدرى ذو القرنين كان نبيا أم لا .
قلت : لو صح الحديث فهذا دليل أن الرسول الكريم لا يتكلم من عندياته و أنه لا يخبر الا بما علمه ربه , و لا بد ان أشير فى هذا الموضع ان القرآن الكريم لم ينزل ككتاب تاريخى يرضى فضول البشر حول قصص الغابرين من الناس , و انما نزل ككتاب الهى يعلم الناس الخير و يحضهم على طاعة الله , و ما يورده من القصص فانما يوردها من أجل العظه و العبره , و لهذا لم يذكر من الأسماء الا المشاهير جدا من الأنبياء , و لم يذكر اسماء كل الانبياء , و لا كل ما حدث فى حياتهم .
ملحوظه : أنا لم أتعرض بالبحث للروايات التى أوردها النصرانى عن شخصية ذى القرنين لأنها ليست وحيا , أما اذا أراد أحد الأخوه أن يتعرض لها بالتمحيص و البحث فى اسانيدها فله ذلك
______________________________________________
3- يتكلم النصرانى عن مغيب الشمس فى عين حمئه و أن هذا المعنى قد ورد فى شعر جاهلى لأميه بن ابى الصلت
قلت : لو افترضنا جدلا صحة نسبة البيت لأميه بن أبى الصلت , فالجواب بسيط
هل لو قال شخص فى شعره أنه رأى الشمس تغرب فى البحر , ثم اتى شخص آخر بعده و قال أنه ايضا رأى الشمس تغرب فى البحر , فهل يكون الأخير قد اقتبس من الأول ؟؟؟؟؟
ان هذه ظاهره طبيعيه يشاهدها ملايين البشر و يعبر عنها ايضا ملايين البشر , فهل لو عبر أكثر من شخص عن روية الشمس تغرب فى منطقه طينيه حسب ما يرونه بأعنيهم و هناك مناطق طينيه كثيره فى العالم , فهل يكونوا قد اقتبسوا من بعضهم ؟؟ أم أنه نفس الحال , منظر طبيعى رآه أكثر من شخص , و كل منهم عبر عنه بنفس الكلام فأين الدليل على الاقتباس ؟؟؟؟؟
هذا كله اذا افترضنا صحة انتساب هذا البيت الى أميه بن ابى الصلت
ثم يتكلم النصرانى عن قول القرآن " وجدها تغرب فى عين " , و أن كلمة " وجدها " تنفى الرؤيه التخيليه بل لا بد أنها رؤيه حقيقه .
قلت : يبدو أن من يعانى من التخيلات هو هذا الزميل النصرانى , فمن من المسلمين زعم أن ذى القرنين تخيل أنه رأى الشمس تغرب , من قال أنه مجرد تخيل يا زميل ؟؟؟ , بل قد رآها حقيقة تغرب , و لكن ما لا يتفطن له الزميل ان كلمة الغروب و الشروق لا تطلق أصلا الا على ما تراه عين الانسان من حركة الشمس و ليس عن توصيف حقيقة حركة الشمس العلميه , ففى واقع الأمر ان الشمس لا تختفى من على الكره الأرضيه فتغرب , و لا تعود الي الكره الأرضيه ثانية فتشرق عليها , بل الأرض تدور حول محورها أمام الشمس و لهذا يتعاقب الليل و النهار و الشروق و الغروب على الكره الأرضيه
و لكن الناس فى كلامهم و فى لغتهم يقولون أشرقت الشمس و غربت الشمس ...فماذا يقصدون ؟؟؟ و ما الذى تقصده اللغه بهاتين اللفظتين؟؟؟
ان اللغه لا تستخدم هاتين اللفظتين الا لما يراه الناس بأعينهم فقط , و ليس كتوصيف لحركة الشمس فلكيا , فاذا قال ذو القرنين أنه وجد الشمس تغرب , فقد وجدها حقيقة تغرب , و ليس تخيلا , و وجدها تغرب , بمعنى أنها تختفى فى نظر عينه , و هذا ما تعرفه اللغه عن لفظتى الشروق و الغروب , و لكن الزميل يعيش فى أوهام و تخيلات هيأت له وجود خطأ فى الأمر .
ثم ذكر النصرانى استنكاره أن يرى الانسان الشمس تغرب فى عين , نظرا لأن العيون تكون فى منطقه منخفضه بين الجبال و التلال :
قلت : يبدو أن الزميل فهم أن عين الماء المقصوده عين صغيره كام متر فى كام متر بين شوية جبال , فليقرأ أقوال العلماء :
وقال القتبي : ويجوز أن تكون هذه العين من البحر , ويجوز أن تكون الشمس تغيب وراءها أو معها أو عندها , فيقام حرف الصفة مقام صاحبه والله أعلم)) أ.هـ.
وقال الحافظ ابن كثير – رحمه الله : ((وقوله : " وجدها تغرب في عين حمئة " أي رأى الشمس في منظره تغرب في البحر المحيط وهذا شأن كل من انتهى إلى ساحله يراها كأنها تغرب فيه وهي لا تفارق الفلك الرابع الذي هي مثبتة فيه لا تفارقه)) أ.هـ.
فهم هم العلماء أفذاذ اللغه العربيه يقولون أن العين قد تكون بحرا او محيطا .
_______________________________________________
4- ذكر النصرانى أن يأجوج و مأجوج ألف ضعف من عدد المسلمين
قلت : بل هم ألف ضعف "عدد المسلمين الذين سيدخلون النار" و ليس الف ضعف "كل عدد المسلمين" كما زعم هذا النصرانى , و عدد يأجوج و مأجوج معروف من الأحاديث الصحيحه أن أولهم سيكون فى العراق و آخرهم بالشام - حسبما أتذكر من الحديث- ...فهذه أعدادهم , و معروف أن المسلمين الآن أعدادهم تفوق بكثير العدد الذى يمكن أن يتواجد فى هذه المنطقه الممتده من العراق الى الشام
ربما أن هذا الحديث الذى يقول أن أولهم بالعراق و آخرهم بالشام يشير الى أن عددهم كبير ربما عدة ملايين , و لكنهم ليسوا ألف مليار كما زعم هذا النصرانى بناء على فهمه الخاطىء .
________________________________________________
5- يطرح النصرانى سؤالا و هو : كيف لم يمكن للأقمار الصناعيه أن تكتشف هؤلاء الناس و أين هم فى الأرض ؟؟؟؟
قلت : أما مكانهم فهو فى هذه الأرض التى نعيش عليها و لكننا لا نعرف مكانهم بالتحديد فقد أخفاه الله عنا و منع البشر أن يصلوا اليه بقدرته , و حجز الله بقدرته بين البشر و أجهزتهم العلميه أن يبلغوا الى هذا المكان الذى به يأجوج و مأجوج , و لا أعتقد أن الزميل سيزعم أن أجهزة البشر اقوى من ارادة الله , و قد منعت ارادة الله البشر أن يعثروا على بنى اسرائيل خلال تيههم فى الصحراء لمدة اربعين سنة , فهل لم يكن ثمة احتمال و لوضعيف أن يمر بهم و لو رجل واحد ضل فرسه مثلا و ذهب يبحث عنه ؟؟؟؟ , و ذكر الله كذلك قصة أصحاب الكهف الذين ظلوا فى كهف مفتوح ثلاثمائة عام و تسعا , و صرف الله الناس عنهم أن يجدوهم , و جعل كلبهم على باب الكهف يخيف بشكله أى انسان ان يقترب منهم
فما المانع أن يصرف الله البشر عن استكشاف مكانهم ايضا بدافع الخوف من شىء ما , براكين أو مناطق وعره أو حيوانات مفترسه ؟؟؟؟
انها ارادة الله التى تصرف أذهان البشر و أجهزتهم عما يريد أن يخفيه عنهم .
و نقول تفصيلا , أن البشر يستكشفون الأرض بأحد وسيلتين
الوسيلة الأولى : أن يذهبوا الى المنطقه المراد استكشافها بأنفسهم و يروها بأعينهم , و هذا لا يدعى أى انسان ان البشر قد فعلوا ذلك مع كل منطقة فى الأرض , بل حتى لو افترضنا أنهم صعدوا فوق الجبلين المحبوس بينهما ذو القرنين , فان الله سيصرف أنظارهم ان ينظروا بينهما , أو سيخفى ما بين هذين الجبلين بأى طريقه , كوجود أعشاب متشابكه مثلا أو صخور عظيمه , أو ربما ان قمم الجبلين متقابله متلامسه فتشكل سقفا يغطى يأجوج و مأجوج
نحن هنا لا نجزم باحتمال معين فهذه ليست وظيفتنا , و انما وظيفتنا ان نبين أن هناك ألف احتمال يقبله العقل لكيفية اختفاء يأجوج و مأجوج فى هذا المكان عن أعين البشر , و بالتالى فان وظيفتنا أن نبين أن هذا الأمر غير مستحيل عقلا , و أما كيفيته فمتروكه لله عز و جل , لأننا حتى نعرف كيفية هذا الاخفاء لا بد ان نرى هذه المنطقه الجغرافيه و نرى شكل الجبلين و نرى ما الذى يحجب هؤلاء الناس و يخفيهم , و بما ان هذا كله استأثر الله بعلمه و اراد أن يخفيه عن البشر فلا سبيل لنا لشرح هذه الكيفيه , و تبقى وظيفتنا فقط محصوره فى اظهار أن وسائل الاخفاء كثيره و معقوله و لا تتعارض مع العقل , فهذا الاخفاء ليس مستحيلا كما يزعم الزميل .
الوسيله الثانيه : و هى الاقمار الصناعيه و الأجهزه الحديثه ., و الجواب على هذا بسيط أيضا , فالله منع هذه الأجهزه أن تكتشف يأجوج و مأجوج أو تسبر أغوار المكان الذى يعيشون فيه , فهل ستغلب الاقمار الصناعيه ارادة الله؟؟؟؟!!!!!
هناك نقطه تغيب عن ذهن الزميل النصرانى , و هى أن خروج يأجوج و مأجوج من علامات الساعه الكبرى , و أن الله أخفاهم حتى ذلك الوقت , و لم يسمح أن يكتشفهم أحد حتى ذلك الوقت المعلوم , و بالتالى فما يطرحه الزميل من طلبات بتحديد مكانهم و كيفية اخفائهم فيه نوع من السخافه العلميه , لأنه اصلا مخالف لمعتقد المسلمين
ان أحدا لن يعرف هذه الأشياء الى أن يخرجوا قرب قيام الساعه فى نهاية الزمان
ان الأسئله التى يطرحها الزميل قد يكون - و اقول قد يكون لأن هذا الفرض أيضا غير صحيح- لها مكان من العقلانيه اذا قال المسلمون أن يأجوج و مأجوج ليسوا من علامات الساعه , و أن الله لم يخفيهم عنا , و حتى وفق هذا الطرح فإن عدم عثور البشر على قوم يعيشون فى هذه الأرض أمر معقول للأمور التى طرحناها سابقا , من عدم وطأ البشر لكل منطقه فى الأرض بأقدامهم , أو وجود هؤلاء البشر فى منطقه لها تركيب معين أو خصائص معينه لا تستطيع الأجهزه الحديثه أن تخترقها .
______________________________________________
6- يتحدث النصرانى عن سهام يأجوج و مأجوج التى يصوبونها نحو السماء و يقول كيف تصل الى السماء هل هى صواريخ ؟؟؟؟ و ما هذه الدماء , هل هى دماء الملائكه ؟؟؟؟؟
قلت : مرة اخرى يظهر الزميل النصرانى سفاهته , ان هؤلاء قوم كافرون , ظنوا أنهم انتصروا على أهل الأرض , فبغبائهم صوبوا سهامهم نحو السماء , حتى يقضوا على أهل السماء بزعمهم , و لم يقل أحد أن هذه السهام ستصل الى أهل السماء بالفعل أو أنها ستقتلهم بالفعل و و لم يقل أحد أن هذه الدماء دماء ملائكه أو دماء أى شخص فى السماء أصلا , و لم يقل أحد من المسلمين أن هذه السهام ستغادر مجال الارض الجوى أصلا , بل هى سهام عاديه سترتفع فى السماء عاليا , ثم ترتد اليهم ملطخة بالدماء بمشيئة الله و ليس انها قتلت أحدا , فتنة من الله لهؤلاء القوم الكافرين , فيظنوا أنهم غلبوا ايضا أهل السماء .
المهم أنه لم يقل أحد أن هذه السهام ستغادر مجال الأرض او السماء التى نعرفها و تخترق السماوات الى أن تصل الى أهل السماء فتقتلهم .
________________________________________________
7- يقول النصرانى كيف ليأجوج و مأجوج أن يقولوا "ان شاء الله" و هم كفار ؟؟؟ و يتساءل هل هم مسلمون ؟؟؟؟
قلت : أولا : هم لن يقولوا هذا الا فى آخر الزمان , و نسيان القوم لهذه الكلمه طوال كل هذه المده دليل على أنهم منغمسون فى الكفر
ثانيا : أنهم سيتذكرونها فقط فى آخر الزمان و تكون سببا بمشيئة الله أن يفتح الرد الذى يحبسهم .
ثالثا : أن ورود بعض ألفاظ أهل الإيمان على ألسنة الكافرين لا يدل على أنهم مؤمنون , فقد كان كفار قريش و غيرهم من الكفار ينطقون ببعض ألفاظ الإيمان من عبادة الله , بل و يعترفون بأن الله هو الخالق , و لكنهم يشركون فى عبادته اوثانا لا تضر و لا تنفع , و مجرد أن يعتقد الكافر فى مشيئة الله لا ينفعه اذا كان له افعال أخرى تخرجه من دائرة الايمان الى دائرة الكفر .
_____________________________________________
8- يقول النصرانى : اذا كان سيدنا محمد مرسلا الى الانس و الجن فلماذا لم يرسل اليهم لينقذهم ؟؟؟
قلت : و هل التقى الرسول بكل انسان كان يعيش فوق ظهر الكره الارضيه وقتها ؟؟؟؟ , ما هذا السخف فى التفكير ؟؟؟؟
ان هؤلاء الناس قد وصلت اليهم رساله سابقه كما أخبرنا الله أنه ما من أمة الا خلا فيها نذير , و لكنهم كفروا , فعاقبهم الله بحبسهم وراء هذا السد الى قبل يوم القيامه , و عذبهم بعذاب شديد , هو الحفر اليومى لهذا السد الذى بناه ذو القرنين , و يا له من عذاب ,و هو يشبه من حبس فى السجن و يعمل أعمالا شاقه من تكسير الحجاره فى الجبال و خلافه , و قد علم الله أنهم كفار سيظلون على كفرهم الى نهايتهم , و سيحاسبهم الله وفق الرساله التى وصلت اليهم فى زمنهم , و يتضح مدى كفر هؤلاء القوم من الفساد الذى سيسببونه فى آخر الزمان , بل بلغت بهم الوقاحه أن يصوبوا سهامهم نحو أهل السماء , فأى كفر بعد هذا ؟؟؟, و أى رجاء فى هؤلاء الناس ؟؟
و على أى حال فإن الله علم أنهم لا يستجيبون لأى رسالة ابدا كما علم عدم ايمان الشيطان أبدا , و سوف يحاسبهم على ما وصل اليهم من رسالات فى زمنهم .
________________________________________________
9- يقول النصرانى ما الذى يمنع يأجوج و مأجوج أن يلتفوا من وراء السد و الجبال فيخرجوا من هذا المكان
قلت : يبدو أن الزميل قد غاب عنه أن الله حبسهم فى هذه المنطقه الجغرافيه , و لو كان لهم منفذ أخر مثل أن يتسلقوا الجبال أو يسيروا فى الاتجاه المعاكس لمكان السد لفعلوا ذلك , و لكن لعلمهم أن المنفذ الوحيد الذى يمكن اختراقه هو هذا السد فإنهم يظلون بجواره محاولين اختراقه , و بالتالى فيأجوج و مأجوج لا منفذ لهم بتسلق هذه الجبال و لا منفذ لهم بأن يسيروا فى الاتجاه العكسى بأن يجعلوا سد ذى القرنين وراءهم و يسيروا حتى يتحرروا من هذا المكان , هذا الطريق ايضا لا منفذ لهم فيه , و لهذا فإنهم محبوسون فى مكان يحيط بهم من كل جانب , و لو كان لهم منفذ أخر لطلب الناس من ذى القرنين أن يسد كل هذه المنافذ حتى لا يلتف يأجوج و مأجوج منها و يعاودوا الهجوم عليهم مرة أخرى , و لكنهم طلبهم سدا فقط فى منطقة معينه يعلم منه ان هذا هو المنفذ الوحيد لهؤلاء القوم .
________________________________________________
10- يستشهد النصرانى بكلام الأستاذ سيد قطب بصعوبة تحديد مكان يأجوج و مأجوج أو من هم
قلت : هذا ما يقول به كل المسلمون و ليس الأستاذ سيد قطب فقط , فكيف سنعرف مكانهم و قد اخفاه الله عنا , بل اننا نقول أنه هذا ليس "صعبا" كما قال الأستاذ سيد قطب بل هو "مستحيل" .
ما يحاول الكاتب أن يوهم القارىء به أن المسلمين يحاولون بكل جهد ان يكتشفوا مكان يأجوج و مأجوج و و هذا غير صحيح , فنحن لا نسعى لذلك لأننا لا نبحث عن المستحيل و الغيب الذى أخفاه الله عنا , فالمسأله ليست صعبه بمعنى أنها مشكله يريد المسلمون حلها و تستعصى عليهم , بل هى صعبه بمعنى أن الله أخفاهم عنا و لا سبيل لنا لمعرفة شىء أخفاه الله عنا .
___________________________________________
11- يقول النصرنى بأن معيشة يأجوج و مأجوج تحت الأرض أمر مستحيل لأنهم بشر
قلت : من قال أنهم يعيشون تحت الأرض , بل هم فى مكان فوق الأرض و لكنهم محبوسون بين جنباته , و نحن بعلمنا و أجهزتنا لا نستطيع ان نخترق جنبات هذا المكان الجبلى و نرى ما بداخله لأن الله أراد ذلك, و قد بينا امكانية تغطية و اخفاء سقف هذا المكان الجبلى بطرق عديده تجعل البشر لا يرون ما بداخله اما بأعشاب كثيفه أو صخور عظيمه أو التقاء قمم الجبلين المتقابلين , أو أى شىء آخر أراده الله .
و ربما يتساءل سائل عن كيفية معيشة يأجوج و مأجوج فى هذا المكان و عن أكلهم و شربهم و تنفسهم , كما يحاول أن يتساءل هذا النصرانى , و من يسأل هذه الأسئله يغفل حقيقه هامه , أن هؤلاء القوم و حبسهم هذا أعجوبه و علامه من علامات الساعه , و اذا كنا نتكلم فى نطاق الأعاجيب فما العجب ان يتكفل الله بظروف معيشتهم هذه كما كان يرزق بنى اسرائيل بالمن و السلوى فى الصحراء دون مجهود منهم , أو أن يجعل يأجوج و مأجوج غير محتاجين لهذه الأشياء بقدرته
فكروا قليلا , قوم محبوسون يحاولون الخروج من وراء سد منذ مئات السنين , لو أن واحدا منا محبوس وراء سد و حاول هدمه مره ثم يجده قد عاد الى حالته قبل الهدم , مره و اثنين و ثلاثه , أعتقد أنه سيصاب بالجنون , و اذا ظل محتفظا بقواه العقليه فإنه سييأس و سيستسلم لمصيره , و لكن يأجوج و مأجوج لم يفقدوا عقلهم و لم يستسلموا لمصيرهم , بل يحاولون دائما حفر هذا السد الى قرب يوم القيامه
اذن هم بشر من طبيعة خاصه , لهم مواصفات نفسيه خاصه , و مواصفات جسديه خاصه , كما كان "العماليق" فى سالف الأزمنه بشرا , و لكن كانت لهم طبيعه خاصه فى تكوينهم البنيانى , و كذلك يأجوج و مأجوج , و الدليل على قدراتهم الجسديه الهائله أنهم يشربون مياه بحيرة طبريه كلها .
ما نريد أن نقوله فى هذه النقطه أن التساؤل عن أكلهم و شربهم و ظروف معيشتهم أمر سخيف لأننا نتكلم عن أعجوبه من الأعاجيب , فأيا ما يكون الأمر فقد تكفل الله بهذه الأمور إما بتوفيرها لهم أو بجعلهم مستغنين عنها , و قد ذكر القرآن قصة أصحاب الكهف الذى ناموا ثلاثمائة عام و ازدادوا تسعا و لم تذبل أجسادهم و لم يأكلوا و لم يشربوا
________________________________________________
12- يتساءل النصرانى عن كيفية توافر الحديد و بناء السد و عن مكان هذا السد لآن و كيف أنه مختفى
قلت : أما توافر الحديد فى منطقة معينه فلا غرابة فيه , , أما بناء السد فقد علم الله ذا القرنين هذا العلم , و ليقرأ النصرانى قول الله عن ذى القرنين " و آتيناه من كل شىء سببا" , و اذا كان العالم الآن يحتارون كيف بنى الفراعنة الأهرامات برغم عدم توافر معدات حديثة فى ايديهم , بل كل ما كان عندهم آلات بدائيه , فلا عجب أن يعلم الله ذو القرنين صهر الحديد و النحاس و استخدامه فى بناء السد , أو أن يجعل الله ذلك كرامة لذى القرنين , فيكون الأمر بقدرة الله و ليس بأسباب ماديه استعان بها ذو القرنين , بل يكون ذو القرنين قد استخدم ما قدر عليه من اسباب ماديه و تكفل الله بما لم يقدر عليه ذو القرنين كرامة لهذا العبد الصالح .
و أما تساؤله عن مكان السد فنقول أن اخفاء الردم لا اشكال فيه , فلو نظر أى واحد فينا الى خط بارليف مثلا , و هو الساتر الذى اقامته اسرائيل على حافة قناة السويس لوجدنا انه يشبه التلال الرمليه أو جبل رملى صغير , و لكنه كان يحتوى بداخله على نقاط حصينه و أماكن يتواجد بها الجنود , و بناؤه من حديد و خلافه
و قد دخلت بنفسى فى منطقة عسكريه ذات مره كانت من الخارج تشبه تل ترابى عالى فصعدنا الى أعلاه ثم نزلنا من أعلى هذا التل الترابى الى داخله على سلم حديدى , و وجدت بالداخل غرف و ما يشبه زنزانه حديديه .
و بالتالى فإن ردم ذى القرنين اذا كان بهذه الكيفيه فانه لو افترضنا جدلا أن انسانا مر بجانبه بالصدفه فإنه لن يميز بينه و بين اى جبل أو تل ترابى , و لن يشاهد الحديد و النحاس المصنوع منهما السد , بل سيرى التراب الكثيف الذى يغطيه فقط , و بالتالى فلن يختلف عنده عن أى جبل أو تل ترابى موجود فى العالم .
______________________________________________
13- قد يتساءل النصرانى , كيف لملايين من البشر أن يحبسوا فى مكان ما ؟ فلا بد أن هذه الملايين ستحتاج الى مكان شاسع واسع لحبسهم فيه
و الجواب على هذا : اننا نرى فى الحج حوالى خمسة ملايين حاج , و قد يزيدون عن هذا , فى بقعة صغيره هى مكه , و نرى الملايين تتحلق حول الكعبه فى بقعة صغيره , و بالتالى لا غرابة أن يحبس الله ملايين الناس من قوم يأجوج و مأجوج فى بقعة صغيره , و يخفيها عن البشر الى ميعاد خروجهم فى آخر الزمان .
حياكم الله
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة فلق الصبح في المنتدى شبهات حول العقيدة الإسلامية
مشاركات: 7
آخر مشاركة: 16-09-2011, 11:56 PM
-
بواسطة اب هند في المنتدى المنتدى العام
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 07-05-2010, 02:34 AM
-
بواسطة فريد عبد العليم في المنتدى المنتدى الإسلامي العام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 06-03-2010, 02:00 AM
-
بواسطة فريد عبد العليم في المنتدى المنتدى الإسلامي العام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 13-01-2010, 02:00 AM
-
بواسطة المهتدي بالله في المنتدى المنتدى الإسلامي العام
مشاركات: 9
آخر مشاركة: 08-11-2009, 11:45 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات