هذه النصوص هي من النصوص التي لا يملك صاحبها غير مجرد الدعوى أنها من القرآن الكريم ، ولايقدر أن يذكر ذلك بإسناد واحد ولو كان ضعيفاً ، نكرر : لا يقدر أن يذكر ذلك باسناد واحد ولو كان ضعيفاً ، وإنما افتراها مفتر ٍفنسبها إلى أنها مما أسقطه الصحابة من القرآن ، فتبعه أصحاب الضلالة من بعده من أشياعه على كذبه وإفكه لأنهم حسبوا فيه نصر ما ينتمون إليه . وإلا فهل يستطيعوا أن يأتوا باسناد واحد لهذه النصوص المسماه بسورة الولاية ؟؟ كلا ثم كلا . . . ومعلوم أن السند هو سلسلة الرواة الذين نقلوا الحديث واحداً عن الآخر حتى يبلغوا به إلى قائله. قال ابن المبارك : الإسناد عندي من الدين،. لولا الإسناد لذهب الدين ولقال من شاء ما شاء.

وصدق الله العظيم إذ يقول : " إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ "

ونرجو ملاحظة التخبط الحاصل في هذه النصوص المكذوبة وركاكتها وسخافة ما خلقوه وحبكوه أعداء الإسلام وقد قال أحد المحققين تعليقاً على هذه النصوص المكذوبة : " أنها ليست تضاهي شيئاً من القرآن الحكيم المنزل إعجازاً على قلب سيد المرسلين ، إذ من المقطوع به أن كل أحد يمكنه تلفيق هكذا ألفاظ و كلمات لا رابط بينها و لا انسجام فضلاً عن المعنى الصحيح ، و قد قال تعالى بشأن القرآن العزيز : " قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا " ، وقال : " وانه لَكِتَـٰبٌ عَزِيزٌ لاَّ يَأْتِيهِ ٱلْبَـٰطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ".

هذا ومما يثبت أيضاً كذب هذه النصوص وتلفيقها وانها ليست من القرآن الكريم في شيء هو وجود النص التالي فيها :

إن الله لذو مغفرة وأجرعظيم وإن عليا من المتقين . وإنا لنوفيه حقه يوم الدين . وما نحن عن ظلمه بغافلين.

فمن الواضح ان النص يتحدث عن الظلم المزعوم الذي حدث لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه - أي بعد وفاة النبي وانقطاع الوحي . وبما أن القرآن نزل واُتِم إنزاله على سيدنا محمد قبل وقوع هذا الظلم المزعوم فهذا يعني بطلان كونها من القرآن الذي اكتمل نزوله قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم .

ومن الأدلة أيضاً على بطلان هذه النصوص , أشتمالها على أخطاء فاحشة بحيث يستطيع من له معرفة بعلوم العربية من صرف ونحو ومعاني وبيان أن يكتشف تلك الأخطاء بسرعة .
على سبيل المثال :
نقرأ في السورة المزعومة : " واصطفى من الملائكة وجعل من المؤمنين أولئك في خلقه ". ومن الواضح للمتأمل أن هذه الجمل الثلاث غير مترابطة فيما بينها , ولاتجمع بينها مناسبة واحدة . ثم ان كل واحدة منها تعتبر جملة ناقصة لاتعكس معنا مفيدا , فما اصطفى من الملائكة ؟ (الجملة الأولى) وماذا جعل من المؤمنين ؟ (الجملة الثانية ) ومامعنى أولئك في خلقه وعلام يعود اسم الاشارة أولئك؟
وفي مقطع آخر نقرأ : " مثل الذين يوفون بعهدهم أني جزيتهم جنان النعيم ". ولنا أن نسأل كاتب هذه الكلمات عن معنى ((مثل الذين)) في أول الجملة؟
ومن أغلاط السورة المزعومة ما جاء في قول كاتبها : " ولقد أرسلنا موسى وهارون بما استخلف فبغوا هارون فصبر جميل". فبماذا استخلف ومن هم الذين بغوا , ولمن الأمر بالصبر الجميل ؟
ومن الأخطاء أيضا ما نراه في قول الكاتب : "ولقد أتينا بك الحكم كالذي من قبلك من المرسلين وجعلنا لك منهم وصيا لعلهم يرجعون ".
فلنا أن نسأل قائل هذه الجمل غير المترابطة عن معنى (( أتينا بك الحكم )) وعلى من يعود الضمير في (منهم) و(لعلهم) .
ليس ثمة في أن هذه السورة !! ليست من القرآن , لأن الذي له اطلاع بالعربية يستطيع أن يأتي بمثل هذا الكلام .
بالأضافة لما سبق فأن المتمكن من علوم العربية لايمكن له أن يأتي بمثل هذا الكلام المتهافت غير المترابط , واذا أردنا أن نتجاوز شروط الفصاحة والبلاغة , فلا يمكن أن نسكت على الأخطاء الصريحة والأغلاط الواضحة في الكلام الأنف , حتى أن ((الآية)) (!) ليس له علاقة أو أرتباط بنهايتها !