اقتباس
دين توحيد سماوي واحد لا أديان توحيدية

لأن هدف اليهود والنصارى منذ أمد طويل هو تحقيق اختراق في العقل المسلم، وكسب الشرعية السماوية حتى يتمكنوا من غزو عقول المسلمين بعقائدهم وأخلاقياتهم الهدامة بزعم أنها أديان توحيدية سماوية، ومن أجل التخفيف من حدة الصورة السوداء القاتمة والبشعة عند المسلمين تجاه الغرب اليهودي ـ النصراني، التي كونتها لديه تلك الجوالات التي لم تنتهي من الصراع والحروب والاحتلالات والفتن التي مارسها ويمارسها الغرب ضد الإسلام والمسلمين، كان ما يسمى (حوار الأديان السماوية) على اعتبار أن اليهودية والنصرانية مازالت تحتفظ بأصلها السماوي، وأنها ديانات توحيدية كالإسلام، وأن كُتُبها التي بين أيدينا هي وحي مُنَّزل من عند الله، من أجل اختراق العقل والمجتمع المسلم!.
فالهدف من تلك الحوارات هو أن تُكسب تلك الأديان الوضعية صفة السماوية والتوحيدية على الرغم من فقدانها لوحدانيتها وروحانيتها وصفتها السماوية بعد ما أدخلته عليها يد الإنسان من تحريف وتبديل أبعدها عن أصلها السماوي، وغدت أقرب إلى الوثنية منها إلى التوحيد، وأقرب إلى الأديان البشرية منها إلى إلي الأصل السماوي لها
.

إن الاعتراف باليهودية والنصرانية أنها ديانات توحيدية وسماوية على الرغم من وثنيتها، ووضعها على نفس مستوى الدين السماوي الوحيد (الإسلام) يعتبر ذلك اعتراف من المسلمين بشرعيتها السماوية، في الوقت الذي لا تعترف هي فيه بشرعية الإسلام السماوية على الرغم من كل الإشارات والنبوءات عن نبي الإسلام وأنه خاتم الأنبياء والمرسلين التي مازالت موجودة فيها بعد كل ما جرى عليها من تحريف! بمعنى آخر: أننا نُعطيها في عقول ونفوس أبنائنا الشرعية السماوية لأننا نؤمن بأصولها السماوية بنص القرآن الكريم، في الوقت الذي لا يحصل الإسلام فيه على نفس الشرعية السماوية عند اليهود والنصارى لأنهم لا يوجد عندهم أي نص يأمرهم بالإيمان بالإسلام أنه دين سماوي توحيدي مُنَّزل من عند الله!.
مقال طيب بارك الله فيك أخي إسماعيلي, وفي كاتبه!!