شكرا لك أخي علي هذه الموعظة البليغة التي تمثل حالنا في هذه الحياة وحالنا بعد الممات .
وقد قال الفقيه أبو الليث السمرقندي : من أراد أن ينجو من عذاب القبر فعليه أن يلزم أربعة أشياء ، ويجتنب أربعة أشياء . فأما التي يلزم أن يلازمها : فالمحافظة علي الصلاة ، والصدقة ، وقراءة القرآن ، وكثرة التسبيح فإنها تضئ القبر وتوسعه .
وأما التي يلزم الاجتناب عنها : فالكذب ، والخيانة ، والنميمة ، والبول قائماً . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " استنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه " .
إن عذاب القبر يبدأ فور الانتهاء من دفن الإنسان ويستمر ذلك إلى ما شاء الله . وعذاب الإنسان في قبره ليس عذاباً للجسد فحسب ، بل هو عذاب للجسد والنفس معاً .
فويل ثم الويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله وحمده وتسبيحه من عذاب القبر وعذاب يوم عظيم .
وقال شاعر مرة :
قف بالقبور وقل من ساحاتها من منكم المغمور في ظلماتـــها ؟
ومن المكرَّم منكم في قعرهــا قد ذاق برد الأمن من روعاتهــا
أما السكون لذي العيون فواحد لا يستبين الفضل في درجاتهـــا
لو جاوبوك لأخبروك بألسـن تصف الحقائق بعد من حالاتهـا
أما المطيع فنازل في روضة يفضي إلى ما شاء الله من دوحاتها
والمجرم الطاغي بها متقلب في حفــرة يأوي إلــى حياتـــها
وعقارب تسعى إليه فروحه في شدة التعذيب مــن لدغاتــها
فهذا هو حال الدنيا ، وحال الناس ويا شقاء من لم يعمل لآخرته من عذاب القبر ، ويا سعادة من عمل لآخرته وترك الدنيا وملذاتها ومغرياتها . . فاللهم يا سميع الدعاء أجرنا من عذاب القبر ومن فتنة القبر ومن قبضة القبر .
وشكرا لك مرة أخرى .... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته