المؤامرة موجودة ولكن
إن رفض منطق المؤامرة كطريقة للتفكير هو مسلك علمي، لكن ذلك لا يعني أن كل أحداث الواقع تجري بطريقة منهجية، كما أن رفضه لا يعني السذاجة بحيث إن تلك الحوادث تقع بعفوية ، وخاصة ما يغمض منها، وفي هذه الحالة تشكل "نظرية المؤامرة" حلاً تفسيريًّا
كما أن النقد الذاتي مطلوب لأن التخطيط مُجردُ أداةٍ تتحكم في أهدافها لمن يستخدمها في جميع الأحوال. وينبغي ألا نلوم الآخرين على أنهم يخططون لحماية مصالحهم التي قد تضر بنا، بل علينا أن نلوم أنفسنا لأننا لا نخطط لحماية مصالحنا. وقد قالت العرب قديمًا: "استأسد الحمل لما استنوق الجمل"، للدلالة على أن استصغار الإنسان لنفسه إنما هو الخطوة الأولى في طريق خوفه من الآخرين ورؤيته لهم أكبر وأقوى بكثير مما هم عليه في الحقيقة. وهو المعنى الذي جاء به القرآن حين: (فاستخفَّ قومهُ فأطاعوه).
وإذا كان استعمال منطق المؤامرة يخالف المنطق العلمي في البحث عن العلل والأسباب المنطقية لوقوع الأحداث ومعرفة ملابساتها وأهدافها، فإنه كذلك له تأثيرات سلبية على المستوى النفسي، حين يتحول تضخيم الفاعل أو المتآمر لدرجة تُشيع العجز عن فعل أي شيء تجاه ما يحدث، أو احتقار الذات والاعتقاد بدونيتها، فيتحول منطق المؤامرة من نظرية للتفسير، إلى مثبط يمارس دورًا سلبيًّا. وقد وجدنا أن الأطروحات التي أنكرت أن يكون أحد من العرب قد قام بأحداث سبتمبر، تنبع من عدم الإيمان بأن تخطيطًا على هذه الدرجة من الدقة العالية يمكن أن يصدر عن العرب!.
فإذا كان هذا يتم في وسط إعلام حكومي يتستر على أكثر مما يعلن، وفي ظل غياب ثقة بالآخر الحكومي أو الخارجي، ومع انعدام المعلومات وتضارب التفسيرات المعلنة تصبح نظرية المؤامرة هي الحل الأنسب. وأحسب أن عدم وجود اعتراف بعلم اسمه السياسة لدى العامة مما يؤدي إلى هيمنة منطق المؤامرة في التفسير. أن رفض منطق المؤامرة والوقائع لا يعني نكران أن هنالك تخطيطًا وتدبيرًا يحركان كثيرًا من الأحداث السياسية والتاريخية ،ولا ينبغي أن يفترض بالآخرين أنهم يستهدفون الخير العام للبشرية، ففكرة المصالح الخاصة هي التي تحرك سياسات الدول. تذكروا
انهم دآئماً أقصد الغرب يعنى بلا إستثنآء يسير وفق نظرية تابعة اخرى (النظرية الميكافياية)وهى التى تقول بأن الغاية تبرر الوسيــلة هذا واللهُ تعالى أعلى وأعلم وشكـــراً لحسن متابعتكم لنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المفضلات